نسمة الإسلام نــائب المديــــر
عدد الرسائل : 1266 العمر : 40 العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج تاريخ التسجيل : 21/11/2009
| موضوع: من قصص الحيوان فى القرآن - ذئــــــب يوســــــــــف الإثنين نوفمبر 23, 2009 12:40 pm | |
| قال تعالى: "قال ليحزننى أن تذهبوا به وأخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون . قالوا لئن أكله الذئب ونحن عصبة إنا إذا لخاسرون" سورة يوسف - آية 13_14
الحديث على لسان ذئب يوسف
ليست حياة الذئاب مريحة ....أعترف بذلك أنا كذئب هدف لحملات مستمرة من البشر....هدف لاضطهاد دائم يقول البشر عن اسوئهم اخلاقا واكثرهم توددا للنساء انه ذئب لااريد ان اطيل فى الحديث عن نفسى كذئب
ذئب مظلوم انا ذئب يوسف....هذا اسمى الذى اشتهرت به فى التاريخ غير اننى اقسم اننى لم ار يوسف هذا فى حياتى قط لارأيته ولا اكلته ولا مزقت ثيابه ولا اقتربت منه هى مأساة من بدايتها الى النهاية
لنا ستة انواع من العواء لكل منها معناه الخاص وتعبيره المميز
هذا العواء العميق الطويل الذى يبدأمع سقوط الليل هو تسبيح خالقنا وتمجيده وهذا العواء الاجش القصير هو تعبير عن الوحدة واستدعاء الانثى وهناك عواء المطاردة المروع الطويل الغاضب وهناك عواء يعنى ان هناك صيدا ثمينا قد وقع وينتشر عوائنا فى الهواء فيهرع الذئاب نحو الصيد وبعدها يدفىء المعدة طعام ساخن مختلج لم تزل تدب الروح فيه
نحن لانخرج للصيد الا فى جماعات كنت خارجا فى مهمة استكشاف رفعت رأسى وانا اجرى ورحت اتتبع رائحة اقتربت الرائحة من انفى على بعد خطوات تنتصب خيمة بيضاء يجلس امامها عشرة رجال حول نار اوقدوها وعلى بعد خطوات منهم تنام مئات الخراف والنعاج والبقر لم تكن اعمار الرجال متساوية ورجحت انهم اصدقاء او اخوة احسست من نظرة القيتها سريعة علي وجوههم انهم يدبرون شيئا
رفعت اذنى وانصت
قال احد الرجال العشرة: ينبغى ان نتخلص من يوسف اشتد البرد وارتعشت فقد كنت ولدت فى جو معتدل فى مصر وتربيت مع اخ شقيق يصغرنى بعام وكنت احب اخى حبا عظيما ولم اكن اخرج للصيد الا وهو معى ثم خرج يوما ولم يعد عبثا حاولت البحث عنه فى مصر فضربت فى تيه المزارع والصحارى ابحث عنه دون ان اعثر عليه ر قلبى حزنا فخرجت ابحث عنه بعيدا عن مصر وعبرت الصحراء وجئت للبلاد الباردة وجدت نفسى غريبا بين ذئاب من نوع مختلف عشت بينهم وتزوجت منهم ذئبة وصرت رب اسرة كبيرة اجرى عليها ارهقنى البحث الدائم عن طعام
تسللت الى انفى رائحة شواء وتسللت معها رائحة خروف صغير حى لم ينم بعد
عاد الرجال حول النار الى الحديث قالوا : "ليوسف واخوه احب الى ابينا منا ونحن عصبة.. إن ابانا لفى ضلال مبين .. اقتلوا يوسف او اطرحوه ارضا يخل لكم وجه ابيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين" ا
ادركت ان هناك مؤامرة لقتل انسان يتردد اسمه فى الحديث لم اكن مهتما بحديثهم قدر اهتمامى بمعرفة المكان الذى سيذهبون اليه غدا اردت ان اعرف اين سيذهب الخروف الصغير
عاد احدهم يقول : " لا تقتلوا يوسف والقوه فى غيابة الجب يلتقطه بعض السيارة إن كنتم فاعلين" ا قال احدهم : ماذا نقول لابينا يعقوب حين يسألنا عن اخينا يوسف؟
اعترف اننى صعقت .. اكتشفت ان يوسف هو اخوهم الاصغر .. كيف يدبرون قتله؟ وانا الذئب الذى خرج من مصر بحثا عن اخيه ومازال قلبى ملتاع لفقده ادهشنى كمية الحقد فى حوارهم شاهدت الشيطان يجلس معهم وهم لا يرونه فزاد تقززى منهم وكرهت رائحة الخروف الصغير الذى معهم وكرهت ان آكل من قطيعهم وقررت الانصراف
لم اكد استدير لانصرف حتى استهوانى حديثهم قال احدهم: نقول ليعقوب تاه يوسف منا قال الثانى : هذه لعبة مكشوفة كيف يتوه منا والمفروض انه معنا قال الثالث: نقول اكله الذئب
ارهفت سمعى حين جاء ذكرى فى الحوار انها فكرة ظالمة ثم قالوا : فكرة مثيرة نقول اكله الذئب ونحن غافلون عنه قال احدهم : لن يترككم يعقوب تأخذون يوسف انه يحبه ولا يطيق فراقه قالوا : سنحاول اقناعه سنقول الولد صغير ولا يأخذ حظه من اللعب ولا يحصل على كفايته من الشمس ووجهه مصفر فأتركه لنا ودعه يخرج معنا ليرتع ويلعب
كانوا فريقين فريق يريد قتل يوسف وفريق يريد القاء يوسف فى البئر
ورغم انتصار الفريق الثانى فقد استقر الرأى الجماعى على الصاق التهمة بالذئب اى ذئب؟
راحوا يتحدثون كيف يقنعون اباهم بأن الذئب اكل يوسف واقترح احدهم ان يخلعوا قميص يوسف عنه ويلوثوه بدماء شاه يذبحونها
استمعت الى حديثهم وفهمت لماذا ساد الارض هذا المخلوق المسمى بالانسان ادركت لماذا يتناقص عدد الذئاب فى الارض ويزيد الناس
فهمت ان انياب الذئاب ومخالبها تبدو مثل قش هش جوار هذه الانياب والمخالب المتمدينة المغلفة بالابتسام
عاد الحوار بينهم قال اكبرهم: افترضوا ان اباكم لم يصدق قصة الذئب قال اكبرهم سنا : نصطاد ذئبا ونلطخه بدم الشاه التى سنلطخ بها قميص يوسف ونذهب بالذئب الى ابينا ونقول له هذا هو الذئب الذى التهم يوسف ها هو الدم لم يزل عالقا على جسده ومخالبه
ارتعشت مكانى من الغضب عدت مسرعا ودخلت على زوجتى فى الكهف فقالت لى : لم تحدثنى عن رحلتك قلت لها : كانت رحلة سوداء لقد خرجت ابحث عن صيد فوجدتهم يبحثون عنى قالت : لماذا؟ قلت : لاننى اكلت يوسف قالت : من يوسف؟ قلت: انسان لم اره قط يريد اخوته القاءه فى البئر واتهامى اننى اكلته قلت : المصيبة انه شقيقهم ورددت قائلا : الحمد لله انه خلقنا ذئابا دفنت احزانى ومرت الليلة ثم جاء موعد خروجنا للصيد اجتمع الذئاب لنختار المكان الذى سوف سنصطاد منه فقلت لهم هناك فى اتجاه الشمال خيمة بها عشرة رجال يخرجون للرعى ومعهم قطيع من الخراف والنعاج والبقر وعزمنا الامر ثم احسست بالتشاؤم بدأنا الزحف وما كدنا ان نصل وتقدمت الذئاب ولم اكد اصل حتى انطبق على قدمى فخ قوى قفز الرجال من تحت اغطيتهم واطلقوا السهام على الذئاب فانطلقت بعيدا واقبل الرجال نحوى بالعصى والحبال وانهالت على جسدى بالعصى والقيت الحبال والتفوا حولى حتى سكنت حركتى
اخيرا وقعت فى الاسر انهم اخوة يوسف وراحوا يتشاورون فى ذبح احد الخراف ثم لوثوا فمى ومخالبى وجسدى بدمه سرنا طويلا وتزايد احساسى بالبؤس وصلوا الى بيت ابيض حفظت الطريق جيدا خلال الرحلة الفاجعة
ملأ قلبى احساس غامض بالسلام بيت من هذا يا ربى؟ القانى الاخوة على الارض امام شيخ ابيض اللحية مهيب الملامح قال احدهم للشيخ الجليل هذا هو الذئب الذى اكل يوسف اصطدناه اليوم اكل يوسف اول امس وعاد الينا اليوم
تأملت عينى الشيخ الجليل وقلت هذا هو يعقوب اذن ادركت انه نبى من انبياء الله ملأنى احساس بالراحة حين قال الشيخ لاولاده دعوا الذئب وانصرفوا خلت الغرفة من غيرنا وبقيت مع يعقوب اقترب منى وفك وثاقى واخرج قميص ملوثا بالدم وقال : هذا قميص يوسف ايها الذئب شممت القميص وتأملت نسيجه فوجدته سليما بغير خدش فقلت : ايها النبى الكريم كل الذئاب بريئة من دم ابنك يوسف
قال الشيخ : اعرف ايها الذئب فكيف يفترس ذئب يوسف ويظل قميصه سليما انما هو خطئى ايها الذئب حين قدمت خوفى منك على حفظ الله ليوسف عندما قلت لهم اخاف ان يأكله الذئب وانتم عنه غافلون فعاقبنى الله تعالى وضاع منى يوسف وجاءوا بك بدلا منه دنا منى الشيخ وسألنى بصوت حزين اين ذهبوا بيوسف؟ قلت : لاادرى ولكننى اقسم ايها النبى اننى ذئب غريب جئت من مصر بحثا عن اخى الذى فقدته فى احد رحلات الصيد اصطادنى اولادك واوثقونى وجاءوا بى اليك ونحن ايها النبى الكريم حرمت علينا دماء الانبياء قال الشيخ وهو يضم قميص يوسف خرج الذئب يبحث عن اخيه وضيع اولادى اخاهم يوسف
قلت: اطلق سراحى ايها النبى الكريم وسوف اطلق حريتى لاعود الى موطنى فلا احب ان اعيش فى ارض يكذب فيها اولاد الانبياء على البشر والذئاب
من فينا الذئب الان؟ انا ام اولادك يا سيدى الكريم؟ ربت يعقوب على رأسى ثم نهض وفتح الباب وقال لى انطلق
قال اولاده اطلق ابونا الوحش قال لهم : " بل سولت لكم انفسكم أمرا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون" ا
قفزت خارج البيت وانطلقت اجرى وانا حانق افتقد العدل تماما فى هذه الارض واكره ان اجد نفسى موضع ظلم واضح يستغل فيه الانسان رقيه وذكاءه لظلم الذئاب | |
|