في تعليقها على إلغاء وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني زيارة كانت مقررة لبريطانيا بعد إصدار مذكرة اعتقال بحقها هناك ، سارعت تل أبيب ليس فقط للتنديد بالأمر وإنما أيضا لتحذير لندن ، حيث أكدت أن رغبتها في لعب دور فعال بعملية السلام في الشرق الأوسط ستعترضها عقبات إذا لم يتمكن القادة الإسرائيليون من زيارتها بطريقة لائقة ومحترمة.
وجاء في بيان مكتوب أصدرته وزارة الخارجية الإسرائيلية يوم الثلاثاء الموافق 15 ديسمبر / كانون الأول أنه يجب على الحكومة البريطانية اتخاذ إجراءات لوقف ما أسمته باستغلال النظام القضائي البريطاني ضد إسرائيل ومواطنيها من قبل عناصر معادية لها ، محذرة من أن عدم القيام بفعل فوري وحاسم لتصحيح هذا الأمر سيضر بالعلاقات بين البلدين.
وبالتزامن مع البيان السابق ، قامت وزارة الخارجية الإسرائيلية باستدعاء السفير البريطاني في تل أبيب للاحتجاج على مذكرة اعتقال ليفني بل وصرح وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان بأن التطورات الأخيرة في العلاقات بين البلدين لا تبشر بخير .
السفير الإسرائيلي ببريطانيا رون بروسور انتقد هو الآخر بشدة قرار محكمة بريطانية بإصدار مذكرة توقيف بحق وزير الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني والتي كانت تنوي زيارة لندن في منتصف ديسمبر .
وقال بروسور في حديث لإذاعة الجيش الإسرائيلي إن الوضع الحالي أصبح لا يطاق وحان الوقت للتغيير ، معربا عن ثقته بأن الحكومة البريطانية ستدرك بأنه قد حان الوقت للتغيير ولن تكتفي فقط بالتصريحات.
وكانت محكمة وستمنستر البريطانية أصدرت في 14 ديسمبر قرارا باعتقال ليفني في حال وصولها الأراضي البريطانية بناء على طلب محامين بريطانيين يمثلون ضحايا فلسطينيين سقطوا في العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة .
ورغم أن مكتب ليفني التي ترأس حزب كاديما أكبر الأحزاب المعارضة في إسرائيل نفى في البداية صحة الأمر ، إلا أنه سرعان ما كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن ليفني ألغت زيارتها للندن بعد إبلاغها بمذكرة التوقيف بحقها بسبب المسئوليات التي كانت تضطلع بها أثناء الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة ، هذا فيما ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن المحكمة البريطانية التي أصدرت أمر الاعتقال بحق ليفني قد سحبته بعد علمها بإلغاء ليفني لزيارتها .
ويجب الإشارة هنا إلى أن سحب المذكرة لا يعني إلغائها وسيتم تفعيلها مجددا في حال أقدمت ليفني مستقبلا على زيارة بريطانيا ، وحتى في حال لم يتحقق هذا الأمر ، فإن التهديدات التي خرجت من داخل إسرائيل في أعقاب صدورها تؤكد حجم حالة الرعب التي يعيشها قادة الكيان الصهيوني بسبب الاتهامات التي تلاحقهم بارتكاب جرائم حرب في غزة .
وما يضاعف من أهمية المذكرة هي أنها المرة الأولى التي تصدر فيها محكمة بريطانية قرارا باعتقال وزير سابق إسرائيلي ، وبالتالي فإن هذا الأمر يعطي دفعة للجماعات المؤيدة للفلسطينيين التي حاولت عدة مرات في السابق اعتقال مسئولين إسرائيليين بموجب مبدأ العدالة الدولية ولكنها لم تحرز تقدما .
ففي سبتمبر/ايلول الماضي ، فشلت جماعات مؤيدة للفلسطينيين بإقناع محكمة في لندن بإصدار أمر اعتقال بحق وزير الحرب الإسرائيلي ايهود باراك بتهمة ارتكاب جرائم حرب ، وقالت المحكمة حينها إن باراك الذي حضر المؤتمر السنوي لحزب العمال الحاكم والتقي برئيس الوزراء جوردون براون يتمتع بحصانة دبلوماسية.