turning great strategy into great performance
تحويل استراتيجيه عظيمة إلى أداء عظيم
المقدمة :
تحقق الشركات عادة ستين بالمائه فقط من القيمة المحتملة لاستراتيجيتها بسبب عيوب وخلل في التخطيط والتنفيذ . كتب مايكل مانكينز وريتشارد ستيل انه بإتباع القواعد السبع البسيطة ألأتيه يمكن تحقيق نتيجة أفضل .
أمضى فريق القيادة في شركه صناعية عددا من الأشهر في تطوير استراتيجيه جديدة لفروعها الأداريه ، ففي خلال السنوات الخمس التي سبقت ذلك دخلت السوق ست شركات منافسه جديدة مستخدمه تكنولوجيا تصنيع منخفضة التكاليف وأسلوب لخفض أسعارها من اجل اكتساب حصة أوسع في السوق . وكان أداء الوحدة الأوروبية ، التي كانت جوهرة المحفظة الاستثمارية للشركة ، قد تدهور إلى درجه دعت الإدارة العليا للتفكير في تصفيتها .
إحداث التغيير الاستراتيجي :
ومن اجل إحداث تحول في عمليات الشركة ، أوصى فريق قيادة إحدى الوحدات بانتهاج استراتيجيه لإيجاد حلول جديدة صارمة ترفع القاعدة المركبة للشركة وتدفع عجلة نمو خدمات ما بعد السوق وتمويل المعدات.
وكانت التوقعات المالية مثيره للاهتمام فقد أحيت الإستراتيجه الأمل في استعادة العائدات المرتفعة للصناعة الرئيسية للشركة ونموها . أعجبت الإدارة العليا الاستراتيجية ووافقت بسرعة على الخطة وعلى تزويد الوحدة بكل ما تحتاج إليه من موارد لكي تجعل من هذا التحول حقيقة واقعه .
غير أن أداء الوحدة اليوم ابعد مما تتوقع فريق إدارتها . ومع أن عائدات الشركة كانت أفضل مما كانت عليه من قبل إلا إنها لا تزال اقل من تكلفة رأسمالها إذ أن إيراداتها وأرباحها الناشئة عن خدماتها وتمويلها كانت دون توقعات مد رائها . كما أن مركز تكاليفها – لا يزال متخلفا عن مستواه لدى كبار منافسيها . وفى نهاية المراجعة نصف اليومية الأخيرة لاستراتيجية الشركة أدائها بقى مدير عام الوحدة صامدا وتعهد بمواصلة العمل وقال " كل الموضوع يتعلق بالتنفيذ وان الاستراتيجية التي نبتغيها هي الاستراتيجية الصحيحة ، وإننا لا نحقق مجرد أرقام إنما نحتاج إليه هو بذل جهود اكبر وبقدر اكبر من الذكاء"
لم يكن كبير الرؤساء التنفيذيين للشركة الأم واثقا بهذا القدر، وقد تساءل إن كان الأداء الضعيف للوحدة ناشئا عن استراتيجيه خاطئه أو عن ضعف التنفيذ ؟ ما الذي يمكن عمله من اجل ضمان الأداء الأمثل للوحدة ؟ فهل يجب عليه تنفيذ ما يصر عليه المدير العام بحذافيره بزيادة التركيز على التنفيذ أو ينبغي تشجيع فريق القيادة على دراسة خيارات الاستراتيجية الجديدة ؟ فان كان التنفيذ هو القضية ، ما الذي يجب عمله لمساعدة الشركة على تحسين أدائها ؟ ترك كبير الرؤساء التنفيذيين دراسة عمليات الشركة محبطا ومرتبكا ولم يكن واثقا بالمرة بأن الشركة سوف تحقق الأداء الذي توقعه مد راؤها في خطتها الاستراتيجية .
إذا تحدثت مع اى رئيس تنفيذي للشركة فانه يتوقع أن تلمس منه إحباطا . فعلى الرغم من الوقت الطويل والجهد الكبير الذي بذل في تنمية استراتيجيات غالبية الشركات ، يعجز العديد منها عن إظهار نتيجة ما بذل من الوقت والجهد ويوحى بحثنا إلى أن الشركات تنجح في تحقيق ما متوسطة (63%) فقط من الأداء المالي الذي تبشر الاستراتيجيات بتحقيقه.
الاسوأ من ذلك هو أن أسباب هذه الفجوة ، بين ما تهدف إليه الاستراتيجية ، من ناحية ، وبين الأداء الفعلي من ناحية أخرى ،تكاد تكون غير مرئية من قبل الإدارة العليا . فإذا تولى القادة تفعيل الرفع الخاطىء ( في محاولاتهم تحويل الأداء أو الضغط من اجل التنفيذ الأفضل إذا احتاجوا فعلا إلى استراتيجيه أفضل أو إذ اختاروا تغيير الاتجاه عند الاضطرار إلى تركيز الشركة على التنفيذ ) ، تكون النتيجة طاقه مهدره ووقتا مفقودا وضعفا متواصلا في الأداء . يظهر بحثنا أن فريقا مختارا من الشركات ذات الأداء الممتاز – مثل باركليزBarclays ) ) وسيسكو سيستمز Cisco Systems)) وداو كاميكال Dow Chemical)) قد نجح في سد الفجوة بين الاستراتيجية والأداء Strategy Performance Gap))
من خلال التخطيط والتنفيذ الأفضل . فقد وضعت هذه الشركات خططا اقتصاديه وواقعية لأسواقها وتستخدم هذه الخطط لدفع عجلة التنفيذ، كما أن خططها وعملياتها التخطيطية والتنفيذية المنضبطة تبعد احتمال مواجهتها لضعف في أدائها الفعلي حتى ولو واجهت عجزا ماليا ومع أن عملياتها تمكنها من سرعة تبيان سبب الضعف وتتخذ الأجراء التصحيحى المناسب حياله ، ومع أن ممارسات هذه الشركات واسعة النطاق تتمثل ما بين أشكال فريدة من التخطيط وبين عمليات متكاملة لاستخدام الموارد ومتابعتها فإن تجربتنا توحي أن بالإمكان تطبيقها من قبل أية شركه في مجال رسم خطط عظيمة وتحويلها إلى أداء عظيم .