نسمة الإسلام نــائب المديــــر
عدد الرسائل : 1266 العمر : 40 العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج تاريخ التسجيل : 21/11/2009
| موضوع: دراسة اقتصادية الأربعاء ديسمبر 02, 2009 5:27 pm | |
| دراسة اقتصادية
يعتبر علم الاقتصاد حديث النشأة إذا ما قورن بالعلوم الأخرى . فدراسة علم الاقتصاد لم تبدأ بصورة منتظمة إلا منذُ قرنين من الزمان تقريباً . وعلى وجه التحديد بعد صدور كتاب ( ثروة الأمم ) للبريطاني ( آدم سميث ) سنة 1776 مسيحي علماً بأن المفكر العربي ( ابن خلدون ) قد سبق ( آدم سميث ) وغيره من الكتاب الغربيين لكثير من الأفكار الاقتصادية حيث كتب مقدمه تاريخية تعرض فيها لكثير من الظواهر الاقتصادية في القرن الرابع عشر للميلاد غير إن ( ابن خلدون ) لم يحظَ بالاهتمام الذي حظي به الكتاب الآخرون وذلك لأسباب كثيرة منها ظروف العالم العربي ( الحروب ) في ذلك الوقت وظهور الثورة الصناعية في أوربا وما صاحبها من اكتشافات واستعمار وانتشار للثقافة الغربية . وعلى الرغم من حداثة علم الاقتصاد إلا انه اخذ يتطور بشكل مضطّرد وبدأ الاهتمام به يزداد من قبل الأفراد والمؤسسات والحكومات على حدّ سواء فالظروف الاقتصادية تؤثر إلى حد كبير في دخل الفرد وكيفية اختياره لعمله . كما تهتم المنشأة بحالة السوق وظروف الإنتاج ، وتهتم الحكومات بالاستقرار الاقتصادي وتوفر مستوي معيشي لائق لأفراد المجتمع ، وتوفير فرص العمل ، والحدّ من ارتفاع الأسعار وغير ذلك من الأهداف الاقتصادية .
ويُعرف علم الاقتصاد(Economics science Definition ): على انه دراسة للثروة ودراسة للإفراد في حياتهم المعيشية اليومية ودراسة للنشاطات المتعلقة بالإنتاج والتبادل والاستهلاك والاختيار بين البدائل وأيضاً هو دراسة لندرة الموارد الاقتصادية وخصوصاً الموارد الطبيعية التي تدخل في العملية الإنتاجية أي آن الاقتصاد يقوم بدراسة كيفية تخصيص الموارد الاقتصادية النادرة أو المحدودة ، ذات الاستعمالات البديلة لإنتاج سلع وخدمات مختلفة بقصد تحقيق أقصي إشباع لرغبات المجتمع المتعددة . والموارد الاقتصادية : هي عناصر الإنتاج أو الموارد المستخدمة في العملية الإنتاجية وتتلخص في الموارد البشرية وتمثل المصدر الرئيسي للقوي العاملة في المجتمع والموارد الطبيعية ( الأرض ) "Ground"وتتمثل في الأراضي الزراعية والمعادن والثروات النفطية والمائية وغيرها من الموارد التي يمكن أن تستخدم في العملية الإنتاجية .
ورأس المال : ويقصد به المعدات والآلات والمصانع والمباني التي يملكها المجتمع والتي تساعد في عملية الإنتاج . ويأتي التنظيم والذي ينظم وينسق بين عناصر الإنتاج المختلفة واستخدامها في العملية الإنتاجية .
ولكن يأتي السؤال لماذا علم الاقتصاد ظهر على أرض الواقع وأصبح من العلوم المهمة وهو أساس تقدم الشعوب والأمم بل الدول . كل هذا بسبب المشاكل الاقتصادية التي بدأت تظهر مع ازدياد عدد سكان العالم ولو لم تكن المشكلة الاقتصادية ما ظهر علم الاقتصاد أساساً إلى حيز الوجود .
فالمشكلة الاقتصادية تتلخص في أمرين مهمين هما : ـ
الأول : أن الموارد الاقتصادية نادرة أو محدودة حيث أنها لا تتوافر بكميات تكفي لإنتاج كل السلع والخدمات المرغوب فيها .
والثاني : أن الرغبات المادية للإنسان غير محدودة ، آي إن رغبات المستهلكين في الحصول على السلع والخدمات المختلفة هي رغبات غير متناهية ومن هنا يتضح أن ( المشكلة الاقتصادية ) " Economics problem " تبرز بسبب إن الموارد الإنتاجية المتوافرة لا تكفي لإنتاج كل السلع والخدمات التي تشبع حاجات الأفراد وميولهم . ولو لم تكن هناك مشكلة ندره في الموارد الاقتصادية ما قامت المشكلة الاقتصادية من أساسها .
فمن هنا ظهرت نظم اقتصادية متعددة كلاً منها تحاول إيجاد حلول للمشكلة الاقتصادية ، فظهر النظام الرأس المالي ( الليبرالي ) . الذي ارتكز على مبدأ ( دعة يعمل دعة يمر ) دون وضع أي ضوابط أخلاقية ولا مراعاة للآخرين الذين يشكلون الأغلبية فبرزت الطبقة الرأسمالية( الليبرالية ) " Liberalism "الفردية دون مراعاة للعدالة الاجتماعية في التوزيع وحتى أصبح هذا المبدأ يطبق على المؤسسات الكبرى والذي يدخل ويسيطر على كل الاقتصاد في الدولة ( الاقتصاد الكلي ) ويتحكم حتى في الثروة الوطنية أو القومية ( الدخل القومي ) للبلاد . ومن هذا المبدأ برزت الملكية الفردية والتي تسمي بالاقتصاد الحر . المبني على الاستغلال والذي يؤدي إلى التحكم في مصير الآخرين . حيث وصل إلى مرحلة إلغاء الضمان الاجتماعي للفرد والأسرة وسيطر على مقدرات وخيرات الشعوب ( موارد اقتصادية ) وأيضاً وصل إلى استعمال القوة عن طريق غزو أوطان الآخرين من اجل السيطرة على مواقع إستراتجية واقتصادية في العالم .
ي شيوعي ) كثورة على النظام ( الليبرالي ) يعتمد مبدأ ( من كل حسب جهده ولكل حسب حاجته ) والملكية فيه للحكومة ونوع النظام الاقتصادي ( شمولي ) مركزي يقوده الحزب الحاكم الشيوعي " "Bolshevik. فظهرت منه الطبقات حيث تم التركيز على طبقة العمال وأهُملت باقي الطبقات وفي نفس الوقت سُرق جهد العمال عند التوزيع للإنتاج . وتكدست في يد الحكومة والتي يُمثلها الحزب الحاكم . وأصبحت من الناحية العملية وجهاً أخر من الاستغلال في مضمونه بنفس الوجه الأول الرأسمالي . وأصبحا النظامان ( وجهان لعمله واحدة )" Two face for a one coinage " . بسبب مشكلة عدم العدالة الاجتماعية في توزيع الثروة من خلال المساواة في الجهد ( الطاقة ) " Energy "في الوقت الذي يختلف فيه الجهد من إنسان إلى أخر.
وأخيراً برزت الاشتراكية الجديدة ( الخلاقة ) والتي تعتمد مبدأ ( الذي ينتج هو الذي يستهلك إلا العجزة ) يكفلهم المجتمع ( الضمان الاجتماعي ) ومبدأ الشراكة في الإنتاج والتي تؤكد العدالة الاجتماعية في توزيع الثروة . وتوفق بين مبدأ الشورى من الناحية الروحية والتي تحقق الحرية في العملية الإنتاجية وعملية تقسيمه بالتساوي على عناصر الإنتاج الرئيسية . ( المنتج + ألآله + المادة الخام ) . ومبدأ الملكية المقدسة للإنتاج من الناحية العملية الواقعية كحافز حقيقي للمنتجين من أجل تحقيق زيادة الإنتاج الذي يحقق زيادة في الدخل القومي ويصل بالمجتمع إلى تحقيق الاستقلالية في توفير المواد الأولية ( الغذاء ) ويصل إلى تحقيق مقولة ( لا حرية لشعب يأكل من وراء البحر ) " No liberty to people eat from behind sea " . وبهذا نحقق السعادة للإنسان والذي هو جوهر المشكلة الاقتصادية . ولكي يصل الإنسان إلى السعادة عليه أن يكون حراً ولكي يصبح حراً عليه أن يمتلك حاجاته الأساسية دون استغلال من احد ( الملكية المقدسة ) ومن هنا تصبح ثروة المجتمع ليست حكراً لأحد فهي ملكية جماعية تحقق العدالة الاجتماعية . وهذه هي النظم الاقتصادية
الموجودة الآن على ارض الواقع ويبقي الخيار للأصلح والذي يوفر ويحقق السعادة للإنسان ومع هذا برزت ( العولمة ) " Globalization"عولمة الأشياء بسيطرة دول كبري على الوسائل والمعدات المتعددة فيبقي أمامنا تفسير أو تعريف مصطلح ( العولمة ) " Globalization " وهذه الكلمة تعني : ـالربط بين العالم والعلم من خلال جعل العالم قرية صغيرة يتأثر بعضه ببعض من الناحية السياسة والاقتصادية والاجتماعية وتصل إلى الثقافية وحتى الجوانب الدينية . فكما للعولمة إيجابياتها العلمية فكذلك لها جوانبها السلبية القاتلة للمجتمعات الصغيرة والتي تعتمد مبدأ العادات والتقاليد الموروثة من الآباء والأجداد ( الموروث الاجتماعي ) والتي أساسها ( المبادئ والقيم والأخلاق ) والتي يحث عليها العرف أو الدين .
فمن هنا برزت التكتلات الاقتصادية الكبيرة محاولة إثبات وجودها في هذا العالم الذي ما زال يتقلب نحو التغير .
فهل يتغير هذا العالم نحو الأسوأ أم نحو الأفضل والأحسن ؟
Will change world to the worst or the best then the best in the future ?
| |
|