نسمة الإسلام نــائب المديــــر
عدد الرسائل : 1266 العمر : 40 العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج تاريخ التسجيل : 21/11/2009
| موضوع: مرآيتي يا مرآيتي .. يوسف معاطي الإثنين نوفمبر 23, 2009 3:33 pm | |
| قلما أنظر في المرآة...حتى في تلك الطقوس الصباحية الروتينية كأن أغسل وجهي أو أحلق ذقني..فلا أكثر من ألمحني واقفا ــ بنظرة عابرة ــ أحاول أن أنهي هذه الأمور .. و لم أستطع أن أمارس تلك اللحظة النرجسية التي يتأمل فيها المرء منا ملامحه معجبا بشاربه أو بأنفه أو بحاجبيه .. فمنذ نعومة أظافري كانت لي ثمة اعتراضات على أشياء معينة في وجهي مثل أن أنفي أطول قليلا مما ينبغي و فمي ليس به شفة عليا كأنه مفتوح بمشرط.. وجبهتي عريضة و مدببة بشكل لم تستطع العوامل الوراثية أن تتجنبه..وقررت أنا أن أتجنب وجهي أيضا طالما أن هذه الاعتراضات لا تنتهي و لا تزول و إنما تكبر مع الأيام و تصبح أكثر وضوحا ، وهكذا تمر أسابيع بل و شهور دون أن أرى نفسي في المرآة و حينما يحدث ذلك أحيانا بشكل عابر لا يتم لأنني( وحشتني ) وإنما فقط لأتأكد أن المذكور أدناه لا يزال على قيد الحياة..أما المرآة التي لم أستطع أن أقاوم النظر إليها و البحلقة فيها هي تلك المرآة التي يضعها الحلاق خلف رأسيلكي يريني ما أبدعته يداه في قفايا ولأنني كنت ولا زلت أحد المعجبين بقفايا فكنت أتأمل التدريجة..وميل القفا وانحداره تحت الجمجمة باستمتاع غريب يستدعي مداعبات أبي ــ يرحمه الله ــ لي على قفايا في أيام الطفولة كلما قا ل ( المضروب ) " اللي هو أنا " كلمة أو تعليقا ظريفا معبرا عن إعجابه "كأب" بي كطفل عفريت مما أورثني عادة غريبة هي أنني كلما قلت نكتة حلوة أشعر أن شيئا ما سيرن فوق قفايا..و كنت أتأمل النجم الوسيم و هو يقبل البطلة في الفيلم فأجد يديها الناعمتين تتسلان بحركة سيامية ناعمة وتتحسسان قفاه ..فأتحسس قفايا أنا أيضا و أنا أشعر بمدى الخسارة التي خسرتها السينما المصرية. والمرآة في البيت هي جزء من ممتلكات الزوجة وهي المنطقة التي تقضي فيها نصف اليوم على الأقل ووقوف زوج مثلي أمام المرآة مسألة مثيرة للشبهات وتستدعي تلك الأسئلة التي تحفظونها حضراتكم عن ظهر قلب..إيه اللي موقفك قدام المراية ؟ بتتأنتك كدة ليه ؟ عاجباك نفسك قوي ؟ وكمان بتحط كولونيا؟ هنا يرد الزوج العاقل..لأ..ده دمل في مناخيري .. وبافتحه! أنا مكشر وروحي ف مناخيري وناوي أضربه..كيف يراني أضحك؟ هنا قال المصوراتي بغيظ..أبأوا بصوا في المراية قبل ما تتصوروا...وتمالكت أعصابي وقلت في حسم..عندك مراية؟..قال في غيظ...اتفضل جوه...قلت له نشوف، وأخذت الصور ودخلنا حيث المرآة التي قاطعتها كل هذه السنين..و..ياللمفاجأة..من هذا الواقف بالمرآة..أخذت أتأمل نفسي في المرآة كمن طلع له عفريت..متى حدث كل هذا؟ لا حول ولا قوة إلا بالله...لقد سمنت جدا..وما هذا الصلع؟! هنا وكزني المصوراتي بيده وقال ــ في نفاذ صبر ــ إنت باصص فين..انت بتبص عليا أنا؟ إنت أهوه..اللي واقف جنبي..و أشار نحوي..فإذا بلآخر الذي هو أنا .. والذي يشبه الصور الخالق الناطق يتأملني في اندهاش وهو يضرب كفا بكف!! | |
|
أ.إسلام مندور مديــــر المنتـــــدى
عدد الرسائل : 964 العمر : 42 العمل : الدعوى الى الله تاريخ التسجيل : 30/01/2009
| موضوع: رد: مرآيتي يا مرآيتي .. يوسف معاطي الإثنين نوفمبر 23, 2009 8:27 pm | |
| | |
|