نسمة الإسلام نــائب المديــــر
عدد الرسائل : 1266 العمر : 40 العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج تاريخ التسجيل : 21/11/2009
| موضوع: وللحواديت سحر خاص الإثنين نوفمبر 23, 2009 12:21 pm | |
| كان في قديم الزمان أمير على أبواب الملك خرج لصيد الغزلان والحيوانات وأخذ معه بازه المحبوب وبينما الأمير وحاشيته بالرحلة عطش وطلب الماء فلمح شجرة تنزل ماء فوقف هناك وأخذ يملأ الإبريق من هذا السائل وإذا بالباز يركل الإبريق.
نترك الآن الأمير فى مشكلته ودعونى أسألكم هذا السؤال هل استطعت أن أجذب انتباهكم للقراءة حتى استطعتم أن تصلوا إلى هذه النقطة دون أن تشعروا بالملل؟ بالطبع استطعت! وليست هذه براعة مني.. لكنه سحر الحكاية واسألوا الأمهات ماذا تفعلن عندما تردن أن تسكتن الأطفال إنهن تحكين لهم حكاية فيسكتون على الفور.
قصص الأنبياء والرسل وأيضاً قصص الحيوان في القرآن الكريم.
وكانت الحكاية السلاح الذى أنقذت به شهرزاد نفسها من الموت لم تنقذ نفسها بسيف أو رمح أو ترس وإنما ظلت تحكي لشهريار الحكاية تلو الحكاية وشهريار جالس مثل الطفل مسحور بالأحداث الغريبة والأشياء العجيبة التي تحدث لأبطال القصص كل حكاية كانت تزيد فى عمر شهرزاد ليلة أخرى .. وبعد ألف ليلة وليلة أنهت شهرزاد الحكايات ودخلت على شهريار بأولادها الثلاثة "واحد يمشى وواحد يحبو وواحد يرضع" كما يقول النص، فأعتقها إكراما لهؤلاء الأولاد الذين أنجبهم دون أن يلحظ من وهم الحكايات التي كان غارقا فيها بمرور الأيام والشهور.
أتذكر أنني قرأت الجزء الأول من كتاب ألف ليلة وليلة وهو كتاب يزيد عن 550 صفحة من القطع الكبير والخط الصغير بدون تقسيم الجمل إلى فقرات أو وضع فواصل أو نقط وبلغة عربية عتيقة صعبة فى يومين فقط لاغير.. وكنت لا أفعل شيئا طيلة اليوم سوى قراءة الكتاب.. لا أتركه إلا لقضاء ضرورة لابد منها!.. كنت أسيرة لسحر الحكاية. أيام الدراسة كنت أختلس قصة في حقيبة المدرسة ودخلت السكة التى يروح منها الإنسان ولايعود وهى سكة القراءة وحب الكتب.
هناك أيضا آلاف المسحورين في المنازل الذين يتابعون حكاية مسلسل يوميا ولا يفوتون منه حلقة، وبغض النظر عن مستوى مسلسلات التليفزيون فإن المشاهدين لا يعرفون إن كان المسلسل جيدا أم سيئا إلا بعد انتهاء الحلقة الأخيرة. وكم أسَرَنا كُتّاب بقصصهم المسلية، يجعلوننا مقيدين بسحر الحكاية لا نستطيع منهم فكاكا ولا نعرف لحكاياتهم آخر. وكم يدفع الناس فى السينما "ليشاهدوا" الحكاية. وكم يجلسون بجوار الراديو "ليسمعوا" الحكاية.
سنظل أبدا نقع أسرى الحكاية الجميلة وإلا فاعترفوا: ألا تريدون أن تعرفوا ماذا حدث للأمير بعد ذلك؟ | |
|