|
| موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض | |
| | |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
نسمة الإسلام نــائب المديــــر
عدد الرسائل : 1266 العمر : 40 العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج تاريخ التسجيل : 21/11/2009
| موضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض السبت نوفمبر 21, 2009 2:26 pm | |
| حدثني يونس بن عبد الأعلى الصدفي أخبرنا ابن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث أن بكر بن سوادة حدثه عن عبد الرحمن بن جبير عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عز وجل في إبراهيم رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني الآية وقال عيسى عليه السلام إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم فرفع يديه وقال اللهم أمتي أمتي وبكى فقال الله عز وجل يا جبريل اذهب إلى محمد وربك أعلم فسله ما يبكيك فأتاه جبريل عليه السلام فسأله فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال وهو أعلم فقال الله يا جبريل اذهب إلى محمد فقل إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك
صحيح مسلم بشرح النووي
قوله : ( حدثني يونس بن عبد الأعلى الصدفي حدثنا ابن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث أن بكر بن سوادة حدثه عن عبد الرحمن بن جبير عن عبد الله بن عمرو بن العاص ) ر الدال - قبيلة معروفة , قال أبو سعيد بن يونس : دعوتهم في الصدف وليس من أنفسهم ولا من مواليهم , توفي يونس بن عبد الأعلى هذا في شهر ربيع الآخر سنة أربع وستين ومائتين , وكان مولده في ذي الحجة سنة سبعين ومائة , ففي هذا الإسناد رواية لمسلم عن شيخ عاش بعده فإن مسلما توفي سنة إحدى وستين ومائتين كما تقدم . وأما ( بكر بن سوادة ) فبفتح السين وتخفيف الواو . والله أعلم .
قوله : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله تعالى في إبراهيم صلى الله عليه وسلم : { رب إنهن أضللن كثيرا من الناس . . . } الآية . وقال عيسى صلى الله عليه وسلم { إن تعذبهم فإنهم عبادك } ) هكذا هو في الأصول ( وقال عيسى ) : قال القاضي عياض : قال بعضهم : قوله ( قال ) هو اسم للقول لا فعل يقال قال قولا وقالا وقيلا كأنه قال : وتلا قول عيسى . هذا كلام القاضي عياض .
قوله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ( رفع يديه وقال : اللهم أمتي أمتي وبكى . فقال الله عز وجل : يا جبريل اذهب إلى محمد - وربك أعلم - فاسأله ما يبكيك فأتاه جبريل عليه السلام فسأله فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم بما قال وهو أعلم فقال الله تعالى : يا جبريل اذهب إلى محمد فقل إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك ) هذا الحديث مشتمل على أنواع من الفوائد منها : بيان كمال شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على أمته واعتنائه بمصالحهم , واهتمامه بأمرهم , ومنها : استحباب رفع اليدين في الدعاء , ومنها : البشارة العظيمة لهذه الأمة - زادها الله تعالى شرفا - بما وعدها الله تعالى بقوله : سنرضيك في أمتك ولا نسوءك وهذا من أرجى الأحاديث لهذه الأمة أو أرجاها , ومنها : بيان عظم منزلة النبي صلى الله عليه وسلم عند الله تعالى وعظيم لطفه سبحانه به صلى الله عليه وسلم , والحكمة في إرسال جبريل لسؤاله صلى الله عليه وسلم إظهار شرف النبي صلى الله عليه وسلم , وأنه بالمحل الأعلى فيسترضى ويكرم بما يرضيه والله أعلم . وهذا الحديث موافق لقول الله عز وجل { ولسوف يعطيك ربك فترضى } . وأما قوله تعالى : ( ولا نسوءك ) , فقال صاحب ( التحرير ) : هو تأكيد للمعنى أي : لا نحزنك ; لأن الإرضاء قد يحصل في حق البعض بالعفو عنهم ويدخل الباقي النار فقال تعالى : نرضيك ولا ندخل عليك حزنا بل ننجي الجميع . والله أعلم
يتبع | |
| | | أ.إسلام مندور مديــــر المنتـــــدى
عدد الرسائل : 964 العمر : 42 العمل : الدعوى الى الله تاريخ التسجيل : 30/01/2009
| موضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض السبت نوفمبر 21, 2009 2:27 pm | |
| | |
| | | نسمة الإسلام نــائب المديــــر
عدد الرسائل : 1266 العمر : 40 العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج تاريخ التسجيل : 21/11/2009
| موضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض السبت نوفمبر 21, 2009 2:34 pm | |
| حدثنا عثمان بن أبي شيبة العبسي حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل يا آدم فيقول لبيك وسعديك والخير في يديك قال يقول أخرج بعث النار قال وما بعث النار قال من كل ألف تسع مائة وتسعة وتسعين قال فذاك حين يشيب الصغير وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد قال فاشتد عليهم قالوا يا رسول الله أينا ذلك الرجل فقال أبشروا فإن من يأجوج ومأجوج ألفا ومنكم رجل قال ثم قال والذي نفسي بيده إني لأطمع أن تكونوا ربع أهل الجنة فحمدنا الله وكبرنا ثم قال والذي نفسي بيده إني لأطمع أن تكونوا ثلث أهل الجنة فحمدنا الله وكبرنا ثم قال والذي نفسي بيده إني لأطمع أن تكونوا شطر أهل الجنة إن مثلكم في الأمم كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود أو كالرقمة في ذراع الحمار حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع ح و حدثنا أبو كريب حدثنا أبو معاوية كلاهما عن الأعمش بهذا الإسناد غير أنهما قالا ما أنتم يومئذ في الناس إلا كالشعرة البيضاء في الثور الأسود أو كالشعرة السوداء في الثور الأبيض ولم يذكرا أو كالرقمة في ذراع الحمار
صحيح مسلم بشرح النووي
قوله : ( حدثنا عثمان بن أبي شيبة العبسي ) هو بالباء الموحدة والسين المهملة .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( لبيك وسعديك والخير في يديك ) معنى ( في يديك ) : عندك وقد تقدم بيان لبيك وسعديك في حديث معاذ رضي الله عنه .
وقوله سبحانه وتعالى لآدم صلى الله عليه وسلم : ( أخرج بعث النار ) البعث هنا بمعنى المبعوث الموجه إليها ومعناه ميز أهل النار من غيرهم .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( فذاك حين يشيب الصغير وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ) معناه موافقة آية في قوله تعالى : { إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت . . . } إلى آخرها وقوله تعالى : { فكيف تتقون إن كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا } وقد اختلف العلماء في وقت وضع كل ذات حمل حملها وغيره من المذكور , فقيل : عند زلزلة الساعة قبل خروجهم من الدنيا , وقيل : هو في القيامة فعلى الأول هو على ظاهره وعلى الثاني يكون مجازا ; لأن القيامة ليس فيها حمل ولا ولادة , وتقديره : ينتهي به الأهوال والشدائد إلى أنه لو تصورت الحوامل هناك لوضعن أحمالهن كما تقول العرب : ( أصابنا أمر يشيب منه الوليد ) يريدون شدته . والله أعلم .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( فإن من يأجوج ومأجوج ألف ومنكم رجل ) هكذا هو في الأصول والروايات ( ألف ورجل ) بالرفع فيهما وهو صحيح , وتقديره أنه بالهاء التي هي ضمير الشأن وحذفت الهاء وهو جائز معروف . وأما ( ياجوج وماجوج ) فهما غير مهموزين عند جمهور القراء وأهل اللغة , وقرأ عاصم بالهمز فيهما وأصله من أجيج النار وهو صوتها وشررها , شبهوا به لكثرتهم وشدتهم واضطرابهم بعضهم في بعض . قال وهب بن منبه ومقاتل بن سليمان : هم من ولد يافث بن نوح , وقال الضحاك : هم جيل من الترك , وقال كعب : هم بادرة من ولد آدم من غير حواء , قال : وذلك أن آدم صلى الله عليه وسلم احتلم فامتزجت نطفته بالتراب فخلق الله تعالى منها يأجوج ومأجوج . والله أعلم .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( كالرقمة في ذراع الحمار ) هي بفتح الراء وإسكان القاف , قال أهل اللغة : الرقمتان في الحمار هما الأثران في باطن عضديه , وقيل : هي الدائرة في ذراعيه , وقيل : هي الهنة الناتئة في ذراع الدابة من داخل . والله أعلم بالصواب .
يتبع | |
| | | نسمة الإسلام نــائب المديــــر
عدد الرسائل : 1266 العمر : 40 العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج تاريخ التسجيل : 21/11/2009
| موضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض السبت نوفمبر 21, 2009 2:36 pm | |
| الأحاديث القدسية في صحيح البخاري
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا مغيرة بن عبد الرحمن القرشي عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قضى الله الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش إن رحمتي غلبت غضبي
فتح الباري بشرح صحيح البخاري
قوله : ( لما قضى الله الخلق ) أي خلق الخلق كقوله تعالى ( فقضاهن سبع سماوات ) أو المراد أوجد جنسه , وقضى يطلق بمعنى حكم وأتقن وفرغ وأمضى .
قوله : ( كتب في كتابه ) أي أمر القلم أن يكتب في اللوح المحفوظ , وقد تقدم في حديث عبادة بن الصامت قريبا " فقال للقلم اكتب " فجرى بما هو كائن " ويحتمل أن يكون المراد بالكتاب اللفظ الذي قضاه , وهو كقوله تعالى ( كتب الله لأغلبن أنا ورسلي ) .
قوله : ( فهو عنده فوق العرش ) قيل معناه دون العرش , وهو كقوله تعالى ( بعوضة فما فوقها ) , والحامل على هذا التأويل استبعاد أن يكون شيء من المخلوقات فوق العرش , ولا محذور في إجراء ذلك على ظاهره لأن العرش خلق من خلق الله , ويحتمل أن يكون المراد بقوله " فهو عنده " أي ذكره أو علمه فلا تكون العندية مكانية بل هي إشارة إلى كمال كونه مخفيا عن الخلق مرفوعا عن حيز إدراكهم , وحكى الكرماني أن بعضهم زعم أن لفظ " فوق " زائد كقوله : ( فإن كن نساء فوق اثنتين ) والمراد اثنتان فصاعدا , ولم يتعقبه وهو متعقب , لأن محل دعوى الزيادة ما إذا بقي الكلام مستقيما مع حذفها كما في الآية , وأما في الحديث فإنه يبقى مع الحذف , فهو عنده العرش وذلك غير مستقيم .
قوله : ( إن رحمتي ) رها على حكاية مضمون الكتاب
قوله : ( غلبت ) في رواية شعيب عن أبي الزناد في التوحيد " سبقت " بدل غلبت , والمراد من الغضب لازمه وهو إرادة إيصال العذاب إلى من يقع عليه الغضب , لأن السبق والغلبة باعتبار التعلق , أي تعلق الرحمة غالب سابق على تعلق الغضب , لأن الرحمة مقتضى ذاته المقدسة وأما الغضب فإنه متوقف على سابقة عمل من العبد الحادث , وبهذا التقرير يندفع استشكال من أورد وقوع العذاب قبل الرحمة في بعض المواطن , كمن يدخل النار من الموحدين ثم يخرج بالشفاعة وغيرها . وقيل معنى الغلبة الكثرة والشمول , تقول غلب على فلان الكرم أي أكثر أفعاله , وهذا كله بناء على أن الرحمة والغضب من صفات الذات , وقال بعض العلماء الرحمة والغضب من صفات الفعل لا من صفات الذات , ولا مانع من تقدم بعض الأفعال على بعض فتكون الإشارة بالرحمة إلى إسكان آدم الجنة أول ما خلق مثلا ومقابلها ما وقع من إخراجه منها , وعلى ذلك استمرت أحوال الأمم بتقديم الرحمة في خلقهم بالتوسع عليهم من الرزق وغيره , ثم يقع بهم العذاب على كفرهم . وأما ما أشكل من أمر من يعذب من الموحدين فالرحمة سابقة في حقهم أيضا , ولولا وجودها لخلدوا أبدا . وقال الطيبي في سبق الرحمة إشارة إلى أن قسط الخلق منها أكثر من قسطهم من الغضب وأنها تنالهم من غير استحقاق وأن الغضب لا ينالهم إلا باستحقاق , فالرحمة تشمل الشخص جنينا ورضيعا وفطيما وناشئا قبل أن يصدر منه شيء من الطاعة , ولا يلحقه الغضب إلا بعد أن يصدر عنه من الذنوب ما يستحق معه ذلك .
يتبع | |
| | | نسمة الإسلام نــائب المديــــر
عدد الرسائل : 1266 العمر : 40 العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج تاريخ التسجيل : 21/11/2009
| موضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض السبت نوفمبر 21, 2009 2:37 pm | |
| حدثنا محمد بن سلام أخبرنا مخلد أخبرنا ابن جريج قال أخبرني موسى بن عقبة عن نافع قال قال أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم وتابعه أبو عاصم عن ابن جريج قال أخبرني موسى بن عقبة عن نافع عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا أحب الله العبد نادى جبريل إن الله يحب فلانا فأحببه فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض
فتح الباري بشرح صحيح البخاري
حديث أبي هريرة أورده من طريقين موصولة ومعلقة وساقه على لفظ المعلقة ; وهي متابعة أبي عاصم , وقد وصلها في الأدب عن عمرو بن علي عن أبي عاصم , وساقه على لفظه هنا , وهو أحد المواضع التي يستدل بها على أنه قد يعلق عن بعض مشايخه ما هو عنده عنه بواسطة , لأن أبا عاصم من شيوخه .
قوله : ( إذا أحب الله العبد إلخ ) زاد روح بن عبادة عن ابن جريج في آخره عند الإسماعيلي " وإذا أبغض فمثل ذلك " وقد أخرجه أحمد عن روح بدون الزيادة , وسيأتي تمام شرحه في كتاب الأدب إن شاء الله تعالى .
يتبع | |
| | | نسمة الإسلام نــائب المديــــر
عدد الرسائل : 1266 العمر : 40 العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج تاريخ التسجيل : 21/11/2009
| موضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض السبت نوفمبر 21, 2009 2:38 pm | |
| حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم الملائكة يتعاقبون ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ثم يعرج إليه الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم فيقول كيف تركتم عبادي فيقولون تركناهم يصلون وأتيناهم يصلون باب إذا قال أحدكم آمين والملائكة في السماء آمين فوافقت إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه
فتح الباري بشرح صحيح البخاري
حديث أبي هريرة " الملائكة يتعاقبون " تقدم مشروحا في أوائل الصلاة . حديث أبي هريرة " إذا قال أحدكم آمين " الحديث وهو بإسناد الذي قبله عن أبي اليمان عن شعيب عن أبي الزناد عن الأعرج عنه , ووقع في كثير من النسخ هنا " باب إذا قال أحدكم " إلى آخر الحديث فصار ترجمة بغير حديث وصارت الأحاديث التي تتلوه لا تعلق لها به فأشكل أمره جدا , وسقط لفظ " باب " من رواية أبي ذر فخف الإشكال لكن لو قال وبهذا الإسناد أو وبه قال أو نحو ذلك لزال الإشكال , وقد صنع ذلك الإسماعيلي فإنه ساق حديث " يتعاقبون " فلما فرغ قال " وبهذا الإسناد إذا قال أحدكم " فساقه من طريقين عن أبي الزناد كذلك , وظهر بهذا أن هذا الحديث وما بعده من الأحاديث بقية ترجمة ذكر الملائكة والله أعلم .
يتبع | |
| | | نسمة الإسلام نــائب المديــــر
عدد الرسائل : 1266 العمر : 40 العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج تاريخ التسجيل : 21/11/2009
| موضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض السبت نوفمبر 21, 2009 2:39 pm | |
| حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فاقرءوا إن شئتم فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين
فتح الباري بشرح صحيح البخاري
حديث أبي هريرة فيما أعد لأهل الجنة سيأتي شرحه في تفسير سورة السجدة .
يتبع | |
| | | نسمة الإسلام نــائب المديــــر
عدد الرسائل : 1266 العمر : 40 العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج تاريخ التسجيل : 21/11/2009
| موضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض السبت نوفمبر 21, 2009 2:41 pm | |
| حدثني عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن همام عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خلق الله آدم وطوله ستون ذراعا ثم قال اذهب فسلم على أولئك من الملائكة فاستمع ما يحيونك تحيتك وتحية ذريتك فقال السلام عليكم فقالوا السلام عليك ورحمة الله فزادوه ورحمة الله فكل من يدخل الجنة على صورة آدم فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن
فتح الباري بشرح صحيح البخاري
حديث أبي هريرة " خلق الله آدم وطوله ستون ذراعا " كذا وقع من هذا الوجه , وعبد الله الراوي عن معمر هو ابن المبارك , وقد رواه عبد الرزاق عن معمر فقال " خلق الله آدم على صورته وطوله ستون ذراعا , " وهذه الرواية تأتي في أول الاستئذان , وقد تقدم الكلام على معنى هذه اللفظة في أثناء كتاب العتق , وهذه الرواية تؤيد قول من قال إن الضمير لآدم , والمعنى أن الله تعالى أوجده على الهيئة التي خلقه عليها لم ينتقل في النشأة أحوالا ولا تردد في الأرحام أطوارا كذريته بل خلقه الله رجلا كاملا سويا من أول ما نفخ فيه الروح , ثم عقب ذلك بقوله " وطوله ستون ذراعا " فعاد الضمير أيضا على آدم , وقيل معنى قوله " على صورته : أي لم يشاركه في خلقه أحد , إبطالا لقول أهل الطبائع . وخص بالذكر تنبيها بالأعلى على الأدنى , والله أعلم
قوله : ( ستون ذراعا ) يحتمل أن يريد بقدر الذراع المتعارف يومئذ عند المخاطبين , والأول أظهر لأن ذراع كل أحد بقدر ربعه فلو كان بالذراع المعهود لكانت يده قصيرة في جنب طول جسده
قوله : ( فلما خلقه قال اذهب فسلم ) سيأتي شرحه في أول الاستئذان .
قوله : ( فكل من يدخل الجنة على صورة آدم ) الجنة , وقد تقدم بيان ذلك في " باب صفة الجنة " وزاد عبد الرزاق في روايته هنا " وطوله ستون ذراعا " وإثبات الواو فيه لئلا يتوهم أن قوله " طوله " تفسير لقوله " على صورة آدم " وعلى هذا فقوله " طوله " إلخ " من الخاص بعد العام , ووقع عند أحمد من طريق سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا " كان طول آدم ستين ذراعا في سبعة أذرع عرضا " وأما ما روى عبد الرزاق من وجه آخر مرفوعا " أن آدم لما أهبط كانت رجلاه في الأرض ورأسه في السماء , فحطه الله إلى ستين ذراعا " فظاهره أنه كان مفرط الطول في ابتداء خلقه , وظاهر الحديث الصحيح أنه خلق في ابتداء الأمر على طول ستين ذراعا وهو المعتمد , وروى ابن أبي حاتم بإسناد حسن عن أبي بن كعب مرفوعا " أن الله خلق آدم رجلا طوالا كثير شعر الرأس كأنه نخلة سحوق " .
قوله : ( فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن ) أي أن كل قرن يكون نشأته في الطول أقصر من القرن الذي قبله , فانتهى تناقص الطول إلى هذه الأمة واستقر الأمر على ذلك . وقال ابن التين قوله " فلم يزل الخلق ينقص " أي كما يزيد الشخص شيئا فشيئا , ولا يتبين ذلك فيما بين الساعتين ولا اليومين حتى إذا كثرت الأيام تبين , فكذلك هذا الحكم في النقص , ويشكل على هذا ما يوجد الآن من آثار الأمم السالفة كديار ثمود فإن مساكنهم تدل على أن قاماتهم لم تكن مفرطة الطول على حسب ما يقتضيه الترتيب السابق , ولا شك أن عهدهم قديم , وأن الزمان الذي بينهم وبين آدم دون الزمان الذي بينهم وبين أول هذه الأمة , ولم يظهر لي إلى الآن ما يزيل هذا الإشكال .
يتبع | |
| | | نسمة الإسلام نــائب المديــــر
عدد الرسائل : 1266 العمر : 40 العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج تاريخ التسجيل : 21/11/2009
| موضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض السبت نوفمبر 21, 2009 2:42 pm | |
| حدثنا قيس بن حفص حدثنا خالد بن الحارث حدثنا شعبة عن أبي عمران الجوني عن أنس يرفعه إن الله يقول لأهون أهل النار عذابا لو أن لك ما في الأرض من شيء كنت تفتدي به قال نعم قال فقد سألتك ما هو أهون من هذا وأنت في صلب آدم أن لا تشرك بي فأبيت إلا الشرك
فتح الباري بشرح صحيح البخاري
حديث أنس
قوله : ( يرفعه ) هي لفظة يستعملها المحدثون في موضع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحو ذلك قوله : ( إن الله تعالى يقول لأهون أهل النار عذابا ) يقال هو أبو طالب , وسيأتي شرحه في أواخر كتاب الرقاق إن شاء الله تعالى , ومناسبته للترجمة من قوله " وأنت في صلب آدم " فإن فيه إشارة إلى قوله تعالى ( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ) الآية .
يتبع | |
| | | نسمة الإسلام نــائب المديــــر
عدد الرسائل : 1266 العمر : 40 العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج تاريخ التسجيل : 21/11/2009
| موضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض السبت نوفمبر 21, 2009 2:43 pm | |
| حدثني عبد الله بن محمد الجعفي حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بينما أيوب يغتسل عريانا خر عليه رجل جراد من ذهب فجعل يحثي في ثوبه فناداه ربه يا أيوب ألم أكن أغنيتك عما ترى قال بلى يا رب ولكن لا غنى لي عن بركتك
فتح الباري بشرح صحيح البخاري
قوله : ( بينا أيوب ) أصل " بينا " بين أشبعت الفتحة , ويغتسل خبر المبتدأ والجملة في محل الجر بإضافة بين إليه والعامل " خر عليه " أو هو مقدر وخر مفسر له , ووقع عند أحمد وابن حبان من طريق بشير بن نهيك عن أبي هريرة " لما عافى الله أيوب أمطر عليه جرادا من ذهب " .
قوله : ( عريانا ) تقدم القول فيه في كتاب الغسل .
قوله : ( خر عليه ) أي سقط عليه , وقوله : ( رجل جراد ) أي جماعة جراد , والجراد اسم جمع واحده جرادة كتمر وتمرة , وحكى ابن سيده أنه يقال للذكر جراد وللأنثى جرادة .
قوله : ( يحثي ) بالمثلثة أي يأخذ بيديه جميعا , وفي رواية بشير بن نهيك " يلتقط " .
قوله : ( في ثوبه ) في حديث ابن عباس عند ابن أبي حاتم " فجعل أيوب ينشر طرف ثوبه فيأخذ الجراد فيجعله فيه فكلما امتلأت ناحية نشر ناحية " .
قوله : ( فناداه ربه ) يحتمل أن يكون بواسطة أو بإلهام , ويحتمل أن يكون بغير واسطة .
قوله : ( قال بلى ) أي أغنيتني .
قوله : ( ولكن لا غنى لي ) بالقصر بغير تنوين وخبر لا قوله لي أو قوله عن بركتك , وفي رواية بشير بن نهيك " فقال ومن يشبع من رحمتك " أو قال : " من فضلك " . وفي الحديث جواز الحرص على الاستكثار من الحلال في حق من وثق من نفسه بالشكر عليه , وفيه تسمية المال الذي يكون من هذه الجهة بركة , وفيه فضل الغني الشاكر , وسيأتي بقية مباحث هذه الخصلة الأخيرة في الرقاق إن شاء الله تعالى . واستنبط منه الخطابي جواز أخذ النثار في الأملاك , وتعقبه ابن التين فقال : هو شيء خص الله به نبيه أيوب , وهو بخلاف النثار فإنه من فعل الآدمي فيكره لما فيه من السرف , ورد عليه بأنه أذن فيه من قبل الشارع إن ثبت الخبر , ويستأنس فيه بهذه القصة والله أعلم . ( تنبيه ) : اه الله حلة من حلل الجنة , فجاءت امرأته فلم تعرفه فقالت : يا عبد الله هل أبصرت المبتلى الذي كان هنا , فلعل الذئاب ذهبت به ؟ فقال : ويحك أنا هو " وروى ابن أبي حاتم من طريق عبد الله بن عبيد بن عمير نحو حديث أنس , وفي آخره " قال فسجد وقال : وعزتك لا أرفع رأسي حتى تكشف عني فكشف عنه " وعن الضحاك عن ابن عباس " رد الله على امرأته شبابها حتى ولدت له ستة وعشرين ولدا ذكرا " وذكر وهب بن منبه ومحمد بن إسحاق في " المبتدأ " قصة مطولة جدا وحاصلها أنه كان بحوران , وكان له البثنية سهلها وجبلها , وله أهل ومال كثير وولد , فسلب ذلك كله شيئا فشيئا وهو يصبر ويحتسب , ثم ابتلي في جسده بأنواع من البلاء حتى ألقي خارجا من البلد , فرفضه الناس إلا امرأته , فبلغ من أمرها أنها كانت تخدم بالأجرة وتطعمه إلى أن تجنبها الناس خشية العدوى فباعت إحدى ضفيرتها من بعض بنات الأشراف وكانت طويلة حسنة فاشترت له به طعاما طيبا , فلما أحضرته له حلف أن لا يأكله حتى تخبره من أين لها ذلك , فكشفت عن رأسها , فاشتد حزنه وقال حينئذ : ( رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ) فعافاه الله تعالى , وروى ابن أبي حاتم عن مجاهد أن أيوب أول من أصابه الجدري . ومن طريق الحسن أن إبليس أتى امرأته فقال لها : إن أكل أيوب ولم يسم عوفي فعرضت ذلك على أيوب فحلف ليضربنها مائة , فلما ) عوفي أمره الله أن يأخذ عرجونا فيه مائة شمراخ فضربها ضربة واحدة , وقيل : بل قعد إبليس على الطريق في صورة طبيب فقال لها : إذا داويته فقال أنت شفيتني قنعت بذلك , فعرضت ذلك عليه فغضب وكان ما كان . وذكر الطبري أن اسمها ليا بنت يعقوب , وقيل : رحمة بنت يوسف بن يعقوب , وقيل : بنت إفرائيم أو ميشا بن يوسف , وأفاد ابن خالويه أنه يقال لها أم زيد واختلف في مدة بلائه فقيل ثلاث عشرة سنة كما تقدم , وقيل ثلاث سنين وهذا قول وهب , وقيل : سبع سنين وهو عن الحسن وقتادة , وقيل : إن امرأته قالت له : ألا تدعو الله ليعافيك فقال : قد عشت صحيحا سبعين سنة أفلا أصبر سبع سنين ؟ والصحيح ما تقدم أنه لبث في بلائه ثلاث عشرة سنة . وروى الطبري أن مدة عمره كانت ثلاثا وتسعين سنة فعلى هذا فيكون عاش بعد أن عوفي عشر سنين , والله أعلم .
يتبع | |
| | | نسمة الإسلام نــائب المديــــر
عدد الرسائل : 1266 العمر : 40 العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج تاريخ التسجيل : 21/11/2009
| موضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض السبت نوفمبر 21, 2009 2:45 pm | |
| حدثنا يحيى بن موسى حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أرسل ملك الموت إلى موسى عليهما السلام فلما جاءه صكه فرجع إلى ربه فقال أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت قال ارجع إليه فقل له يضع يده على متن ثور فله بما غطت يده بكل شعرة سنة قال أي رب ثم ماذا قال ثم الموت قال فالآن قال فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر قال أبو هريرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كنت ثم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق تحت الكثيب الأحمر قال وأخبرنا معمر عن همام حدثنا أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه
فتح الباري بشرح صحيح البخاري
حديث أبي هريرة في قصة موسى مع ملك الموت . أورده موقوفا من طريق طاوس عنه , ثم عقبه برواية همام عنه مرفوعا وهذا هو المشهور عن عبد الرزاق , وقد رفع محمد بن يحيى عنه رواية طاوس أيضا أخرجه الإسماعيلي .
قوله : ( أرسل ملك الموت إلى موسى عليهما السلام فلما جاءه صكه ) أي ضربه على عينه , وفي رواية همام عن أبي هريرة عند أحمد ومسلم " جاء ملك الموت إلى موسى فقال : أجب ربك , فلطم موسى عين ملك الموت ففقأها " وفي رواية عمار بن أبي عمار عن أبي هريرة عند أحمد والطبري " كان ملك الموت يأتي الناس عيانا , فأتى موسى فلطمه ففقأ عينه " .
قوله : ( لا يريد الموت ) زاد همام " وقد فقأ عيني , فرد الله عليه عينه " وفي رواية عمار " فقال يا رب عبدك موسى فقأ عيني , ولولا كرامته عليك لشققت عليه " .
قوله : ( فقل له يضع يده ) في رواية أبي يونس " فقل له الحياة تريد ؟ فإن كنت تريد الحياة فضع يدك " .
قوله : ( على متن ) بفتح الميم وسكون المثناة هو الظهر , وقيل : مكتنف الصلب بين العصب واللحم , وفي رواية عمار على جلد ثور .
قوله : ( فله بما غطى يده ) في رواية الكشميهني بما غطت يده .
قوله : ( ثم الموت ) في رواية أبي يونس " قال فالآن يا رب من قريب " وفي رواية عمار " فأتاه فقال له ما بعد هذا ؟ قال : الموت قال : فالآن " والآن ظرف زمان غير متمكن , وهو اسم لزمان الحال الفاصل بين الماضي والمستقبل .
قوله : ( فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر ) قد تقدم شرح ذلك وبيانه في الجنائز .
قوله : ( فلو كنت ثم ) بفتح المثلثة أي هناك .
قوله : ( من جانب الطريق ) في رواية المستملي والكشميهني " إلى جانب الطريق " وهي رواية همام .
قوله : ( تحت الكثيب الأحمر ) في روايتهما " عند الكثيب الأحمر " وهي رواية همام أيضا , والكثيب بالمثلثة وآخره موحدة وزن عظيم : الرمل المجتمع , وزعم ابن حبان أن قبر موسى بمدين بين المدينة وبيت المقدس , وتعقبه الضياء بأن أرض مدين ليست قريبة من المدينة ولا من بيت المقدس , قال وقد اشتهر عن قبر بأريحاء عنده كثيب أحمر أنه قبر موسى , وأريحاء من الأرض المقدسة , وزاد عمار في روايته " فشمه شمة فقبض روحه , وكان يأتي الناس خفية " يعني بعد ذلك , ويقال إنه أتاه بتفاحة من الجنة فشمها فمات . وذكر السدي في تفسيره أن موسى لما دنت وفاته مشى هو وفتاه يوشع بن نون فجاءت ريح سوداء , فظن يوشع أنها الساعة فالتزم موسى , فانسل موسى من تحت القميص , فأقبل يوشع بالقميص . وعن وهب بن منبه أن الملائكة تولوا دفنه والصلاة عليه , وأنه عاش مائة وعشرين سنة .
قوله : ( قال وأخبرنا معمر عن همام إلخ ) هو موصول بالإسناد المذكور , ووهم من قال إنه معلق , فقد أخرجه أحمد عن عبد الرزاق عن معمر , ومسلم عن محمد بن رافع عن عبد الرزاق كذلك , وقوله في آخره : " نحوه " أي إن رواية معمر عن همام بمعنى روايته عن ابن طاوس لا بلفظه , وقد بينت ذلك فيما مضى , قال ابن خزيمة : أنكر بعض المبتدعة هذا الحديث وقالوا إن كان موسى عرفه فقد استخف به , وإن كان لم يعرفه فكيف لم يقتص له من فقء عينه ؟ والجواب أن الله لم يبعث ملك الموت لموسى وهو يريد قبض روحه حينئذ , وإنما بعثه إليه اختبارا وإنما لطم موسى ملك الموت لأنه رأى آدميا دخل داره بغير إذنه ولم يعلم أنه ملك الموت , وقد أباح الشارع فقء عين الناظر في دار المسلم بغير إذن , وقد جاءت الملائكة إلى إبراهيم وإلى لوط في صورة آدميين فلم يعرفاهم ابتداء , ولو عرفهم إبراهيم لما قدم لهم المأكول , ولو عرفهم لوط لما خاف عليهم من قومه . وعلى تقدير أن يكون عرفه فمن أين لهذا المبتدع مشروعية القصاص بين الملائكة والبشر ؟ ثم من أين له أن ملك الموت طلب القصاص من موسى فلم يقتص له ؟ ولخص الخطابي كلام ابن خزيمة وزاد فيه أن موسى دفعه عن نفسه لما ركب فيه من الحدة , وأن الله رد عين ملك الموت ليعلم موسى أنه جاءه من عند الله فلهذا استسلم حينئذ . وقال النووي لا يمتنع أن يأذن الله لموسى في هذه اللطمة امتحانا للملطوم . وقال غيره إنما لطمه لأنه جاء لقبض روحه من قبل أن يخيره , لما ثبت أنه لم يقبض نبي حتى يخير , فلهذا لما خيره في المرة الثانية أذعن , قيل : وهذا أولى الأقوال بالصواب , وفيه نظر لأنه يعود أصل السؤال فيقال : لم أقدم ملك الموت على قبض نبي الله وأخل بالشرط ؟ فيعود الجواب أن ذلك وقع امتحانا . وزعم بعضهم أن معنى قوله : " فقأ عينه " أي أبطل حجته , وهو مردود بقوله في نفس الحديث " فرد الله عينه " وبقوله : " لطمه وصكه " وغير ذلك من قرائن السياق . وقال ابن قتيبة : إنما فقأ موسى العين التي هي تخييل وتمثيل وليست عينا حقيقة , ومعنى رد الله عينه أي أعاده إلى خلقته الحقيقية , وقيل على ظاهره , ورد الله إلى ملك الموت عينه البشرية ليرجع إلى موسى على كمال الصورة فيكون ذلك أقوى في اعتباره , وهذا هو المعتمد . وجوز ابن عقيل أن يكون موسى أذن له أن يفعل ذلك بملك الموت وأمر ملك الموت بالصبر على ذلك كما أمر موسى بالصبر على ما يصنع الخضر . وفيه أن الملك يتمثل بصورة الإنسان , وقد جاء ذلك في عدة أحاديث . وفيه فضل الدفن في الأرض المقدسة , وقد تقدم شرح ذلك في الجنائز . واستدل بقوله : " فلك بكل شعرة سنة " على أن الذي بقي من الدنيا كثير جدا لأن عدد الشعر الذي تواريه اليد قدر المدة التي بين موسى وبعثة نبينا صلى الله عليه وسلم مرتين وأكثر . واستدل له على جواز الزيادة في العمر وقد قال به قوم في قوله تعالى : ( وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب ) أنه زيادة ونقص في الحقيقة . وقال الجمهور : والضمير في قوله : ( من عمره ) للجنس لا للعين , أي ولا ينقص من عمر آخر , وهذا كقولهم عندي ثوب ونصفه أي ونصف ثوب آخر . وقيل المراد بقوله ولا ينقص من عمره أي وما يذهب من عمره , فالجميع معلوم عند الله تعالى . والجواب عن قصة موسى أن أجله قد كان قرب حضوره ولم يبق منه إلا مقدار ما دار بينه وبين ملك الموت من المراجعتين , فأمر بقبض روحه أولا مع سبق علم الله أن ذلك لا يقع إلا بعد المراجعة وإن لم يطلع ملك الموت على ذلك أولا . والله أعلم .
يتبع | |
| | | نسمة الإسلام نــائب المديــــر
عدد الرسائل : 1266 العمر : 40 العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج تاريخ التسجيل : 21/11/2009
| موضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض السبت نوفمبر 21, 2009 2:48 pm | |
| حدثني محمد قال حدثني حجاج حدثنا جرير عن الحسن حدثنا جندب بن عبد الله في هذا المسجد وما نسينا منذ حدثنا وما نخشى أن يكون جندب كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح فجزع فأخذ سكينا فحز بها يده فما رقأ الدم حتى مات قال الله تعالى بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة
فتح الباري بشرح صحيح البخاري
قوله : ( حدثنا محمد ) هو ابن معمر , نسبه ابن السكن عن الفربري , وقيل : هو الذهلي .
قوله : ( حدثنا حجاج ) هو ابن منهال وجرير هو ابن حازم والحسن هو البصري .
قوله : ( في هذا المسجد ) هو مسجد البصرة .
قوله : ( وما نسينا منذ حدثنا ) أشار بذلك إلى تحققه لما حدث به وقرب عهده به واستمرار ذكره له .
قوله : ( وما نخشى أن يكون جندب كذب ) فيه إشارة إلى أن الصحابة عدول , وأن الكذب مأمون من قبلهم ولا سيما على النبي صلى الله عليه وسلم .
قوله : ( كان فيمن كان قبلكم رجل ) لم أقف على اسمه .
قوله : ( به جرح ) ر الجيم , وذكره بعضهم بضم المعجمة وآخره جيم وهو تصحيف , ووقع في رواية مسلم " أن رجلا خرجت به قرحة " وهي بفتح القاف وسكون الراء : حبة تخرج في البدن , وكأنه كان به جرح ثم صار قرحة .
قوله : ( فجزع ) أي فلم يصبر على ألم تلك القرحة .
قوله : ( فأخذ سكينا فحز بها يده ) السكين تذكر وتؤنث , وقوله : " حز " بالحاء المهملة والزاي هو القطع بغير إبانة , ووقع في رواية مسلم " فلما آذته انتزع سهما من كنانته فنكأها " وهو بالنون والهمز أي نخس موضع الجرح , ويمكن الجمع بأن يكون فجر الجرح بذبابة السهم فلم ينفعه فحز موضعه بالسكين , ودلت رواية البخاري على أن الجرح كان في يده .
قوله : ( فما رقأ الدم ) بالقاف والهمز أي لم ينقطع .
قوله : ( قال الله عز وجل : بادرني عبدي بنفسه ) هو كناية عن استعجال المذكور الموت , وسيأتي البحث فيه . وقوله : " حرمت عليه الجنة " جار مجرى التعليل للعقوبة لأنه لما استعجل الموت بتعاطي سببه من إنفاذ مقاتله فجعل له فيه اختيارا عصى الله به فناسب أن يعاقبه . ودل ذلك على أنه حزها لإرادة الموت لا لقصد المداواة التي يغلب على الظن الانتفاع بها . وقد استشكل قوله : " بادرني بنفسه " وقوله : " حرمت عليه الجنة " لأن الأول يقتضي أن يكون من قتل فقد مات قبل أجله لما يوهمه سياق الحديث من أنه لو لم يقتل نفسه كان قد تأخر عن ذلك الوقت وعاش , لكنه بادر فتقدم , والثاني يقتضي تخليد الموحد في النار . والجواب عن الأول أن المبادرة من حيث التسبب في ذلك والقصد له والاختيار , وأطلق عليه المبادرة لوجود صورتها , وإنما استحق المعاقبة لأن الله لم يطلعه على انقضاء أجله فاختار هو قتل نفسه فاستحق المعاقبة لعصيانه . وقال القاضي أبو بكر : قضاء الله مطلق ومقيد بصفة , فالمطلق يمضي على الوجه بلا صارف , والمقيد على الوجهين , مثاله أن يقدر لواحد أن يعيش عشرين سنة إن قتل نفسه وثلاثين سنة إن لم يقتل وهذا بالنسبة إلى ما يعلم به المخلوق كملك الموت مثلا , وأما بالنسبة إلى علم الله فإنه لا يقع إلا ما علمه . ونظير ذلك الواجب المخير فالواقع منه معلوم عند الله والعبد مخير في أي الخصال يفعل , والجواب عن الثاني من أوجه : أحدها : أنه كان استحل ذلك الفعل فصار كافرا . ثانيها : كان كافرا في الأصل وعوقب بهذه المعصية زيادة على كفره . ثالثها : أن المراد أن الجنة حرمت عليه في وقت ما كالوقت الذي يدخل فيه السابقون أو الوقت الذي يعذب فيه الموحدون في النار ثم يخرجون . رابعها : أن المراد جنة معينة كالفردوس مثلا . خامسها : أن ذلك ورد على سبيل التغليظ والتخويف وظاهره غير مراد . سادسها : أن التقدير حرمت عليه الجنة إن شئت استمرار ذلك . سابعها : قال النووي يحتمل أن يكون ذلك شرع من مضى أن أصحاب الكبائر يكفرون بفعلها . وفي الحديث تحريم قتل النفس سواء كانت نفس القاتل أم غيره , وقتل الغير يؤخذ تحريمه من هذا الحديث بطريق الأولى . وفيه الوقوف عند حقوق الله ورحمته بخلقه حيث حرم عليهم قتل نفوسهم وأن الأنفس ملك الله . وفيه التحديث عن الأمم الماضية وفضيلة الصبر على البلاء وترك التضجر من الآلام لئلا يفضي إلى أشد منها . وفيه تحريم تعاطي الأسباب المفضية إلى قتل النفس . وفيه التنبيه على أن حكم السراية على ما يترتب عليه ابتداء القتل . وفيه الاحتياط في التحديث وكيفية الضبط له والتحفظ فيه بذكر المكان والإشارة إلى ضبط المحدث لمن حدثه ليركن السامع لذلك , والله أعلم .
يتبع | |
| | | نسمة الإسلام نــائب المديــــر
عدد الرسائل : 1266 العمر : 40 العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج تاريخ التسجيل : 21/11/2009
| موضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض السبت نوفمبر 21, 2009 2:48 pm | |
| حدثنا أبو الوليد حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن عقبة بن عبد الغافر عن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا كان قبلكم رغسه الله مالا فقال لبنيه لما حضر أي أب كنت لكم قالوا خير أب قال فإني لم أعمل خيرا قط فإذا مت فأحرقوني ثم اسحقوني ثم ذروني في يوم عاصف ففعلوا فجمعه الله عز وجل فقال ما حملك قال مخافتك فتلقاه برحمته وقال معاذ حدثنا شعبة عن قتادة سمعت عقبة بن عبد الغافر سمعت أبا سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم
فتح الباري بشرح صحيح البخاري
قوله : ( عن عقبة بن عبد الغافر ) بين في الرواية المعلقة تلو هذه سماع قتادة من عقبة , وعقبة المذكور أزدي بصري , وليس له في البخاري سوى هذا الحديث وحديث آخر تقدم في الوكالة . وطريق معاذ هذه وصلها مسلم عن عبيد الله بن معاذ العنبري عن أبيه به .
قوله : ( رغسه الله ) بفتح الراء والغين المعجمة بعدها سين مهملة أي كثر ماله , وقيل رغس كل شيء أصله فكأنه قال جعل له أصلا من مال . ووقع في مسلم " رأسه الله " بهمز بدل الغين المعجمة , قال ابن التين : وهو غلط , فإن صح - أي من جهة الرواية - فكأنه كان فيه " راشه " يعني بألف ساكنة بغير همز وبشين معجمة , والريش والرياش المال انتهى . ويحتمل في توجيه رواية مسلم أن يقال : معنى " رأسه " جعله رأسا ويكون بتشديد الهمزة , وقوله " مالا " , أي بسبب المال .
يتبع | |
| | | نسمة الإسلام نــائب المديــــر
عدد الرسائل : 1266 العمر : 40 العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج تاريخ التسجيل : 21/11/2009
| موضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض السبت نوفمبر 21, 2009 2:50 pm | |
| حدثنا مسدد حدثنا أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش قال قال عقبة لحذيفة ألا تحدثنا ما سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم قال سمعته يقول إن رجلا حضره الموت لما أيس من الحياة أوصى أهله إذا مت فاجمعوا لي حطبا كثيرا ثم أوروا نارا حتى إذا أكلت لحمي وخلصت إلى عظمي فخذوها فاطحنوها فذروني في اليم في يوم حار أو راح فجمعه الله فقال لم فعلت قال خشيتك فغفر له قال عقبة وأنا سمعته يقول حدثنا موسى حدثنا أبو عوانة حدثنا عبد الملك وقال في يوم راح
فتح الباري بشرح صحيح البخاري
قوله : ( قال عقبة لحذيفة ) هو عقبة بن عمرو أبو مسعود الأنصاري البدري .
قوله : ( حدثنا موسى ) هو ابن إسماعيل التبوذكي , وفي رواية الكشميهني " حدثنا مسدد " وصوب أبو ذر رواية الأكثر وبذلك جزم أبو نعيم في المستخرج أنه عن موسى ; وموسى ومسدد جميعا قد سمعا من أبي عوانة , لكن الصواب هنا موسى لأن المصنف ساق الحديث عن مسدد ثم بين أن موسى خالفه في لفظة منه وهي قوله " في يوم راح " فإن في رواية مسدد " يوم حار " وقد تقدم سياق موسى في أول " باب ذكر بني إسرائيل , وقال فيه " انظروا يوما راحا " وقوله راحا أي كثير الريح , ويقال ذلك للموضع الذي تخترقه الرياح , قال الجوهري : يوم راح أي شديد الريح , وإذا كان طيب الريح يقال الريح بتشديد الياء . وقال الخطابي : يوم راح أي ذو ريح كما يقال رجل مال أي ذو مال , وأما رواية الباب فقوله " في يوم حار " فهو بتخفيف الراء , قال ابن فارس : الحور ريح تحن كحنين الإبل , وقد نبه أبو علي الجياني على ما وقع من ذلك . وظن بعض المتأخرين أنه عنى بذلك ما وقع في أول ذكر بني إسرائيل فاعترض عليه بأنه ليس هناك إلا روايته عن موسى بن إسماعيل في جميع الطرق وهو صحيح , لكن مراد الجياني ما وقع هنا , وهو بين لمن تأمل ذلك .
قوله : ( حدثنا عبد الملك ) هو ابن عمير المذكور في الإسناد الذي قبله , ومراده أن عبد الملك رواه بالإسناد المذكور مثل الرواية التي قبله إلا في هذه اللفظة ; وهذا يقتضي خطأ من أورده في الرواية الأولى بلفظ " راح " وهي رواية السرخسي , وقد رواه أبو الوليد عن أبي عوانة فقال فيه " في ريح عاصف " أخرجه المصنف في الرقاق .
قوله : ( أوروا ) بفتح الهمزة وسكون الواو وضم الراء أي اقدحوا وأشعلوا .
يتبع | |
| | | نسمة الإسلام نــائب المديــــر
عدد الرسائل : 1266 العمر : 40 العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج تاريخ التسجيل : 21/11/2009
| موضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض السبت نوفمبر 21, 2009 2:54 pm | |
| حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا هشام حدثنا قتادة عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ح و قال لي خليفة حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يجتمع المؤمنون يوم القيامة فيقولون لو استشفعنا إلى ربنا فيأتون آدم فيقولون أنت أبو الناس خلقك الله بيده وأسجد لك ملائكته وعلمك أسماء كل شيء فاشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا فيقول لست هناكم ويذكر ذنبه فيستحي ائتوا نوحا فإنه أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض فيأتونه فيقول لست هناكم ويذكر سؤاله ربه ما ليس له به علم فيستحي فيقول ائتوا خليل الرحمن فيأتونه فيقول لست هناكم ائتوا موسى عبدا كلمه الله وأعطاه التوراة فيأتونه فيقول لست هناكم ويذكر قتل النفس بغير نفس فيستحي من ربه فيقول ائتوا عيسى عبد الله ورسوله وكلمة الله وروحه فيقول لست هناكم ائتوا محمدا صلى الله عليه وسلم عبدا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فيأتوني فأنطلق حتى أستأذن على ربي فيؤذن لي فإذا رأيت ربي وقعت ساجدا فيدعني ما شاء الله ثم يقال ارفع رأسك وسل تعطه وقل يسمع واشفع تشفع فأرفع رأسي فأحمده بتحميد يعلمنيه ثم أشفع فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة ثم أعود إليه فإذا رأيت ربي مثله ثم أشفع فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة ثم أعود الرابعة فأقول ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن ووجب عليه الخلود قال أبو عبد الله إلا من حبسه القرآن يعني قول الله تعالى خالدين فيها
فتح الباري بشرح صحيح البخاري
قوله : ( حدثنا مسلم ) هو ابن إبراهيم , وهشام هو الدستوائي , وساق المصنف حديث الشفاعة لقول أهل الموقف لآدم وعلمك أسماء كل شيء , واختلف في المراد بالأسماء : فقيل أسماء ذريته , وقيل أسماء الملائكة , وقيل أسماء الأجناس دون أنواعها , وقيل أسماء كل ما في الأرض , وقيل أسماء كل شيء حتى القصعة . وقد غفل المزي في " الأطراف " فنسب هذه الطريقة إلى كتاب الإيمان وليس لها فيه ذكر . وإنما هي في التفسير . وسيأتي شرح هذا الحديث مستوفى في كتاب الرقاق إن شاء الله تعالى .
قوله : ( قال أبو عبد الله ) هو المصنف .
يتبع | |
| | | نسمة الإسلام نــائب المديــــر
عدد الرسائل : 1266 العمر : 40 العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج تاريخ التسجيل : 21/11/2009
| موضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض السبت نوفمبر 21, 2009 2:56 pm | |
| حدثني إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الله بن إدريس قال سمعت حصين بن عبد الرحمن عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي رضي الله عنه قال اء فأخرجته فانطلقنا بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر يا رسول الله قد خان الله ورسوله والمؤمنين فدعني فلأضرب عنقه فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما حملك على ما صنعت قال حاطب والله ما بي أن لا أكون مؤمنا بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم أردت أن يكون لي عند القوم يد يدفع الله بها عن أهلي ومالي وليس أحد من أصحابك إلا له هناك من عشيرته من يدفع الله به عن أهله وماله فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدق ولا تقولوا له إلا خيرا فقال عمر إنه قد خان الله ورسوله والمؤمنين فدعني فلأضرب عنقه فقال أليس من أهل بدر فقال لعل الله اطلع إلى أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد وجبت لكم الجنة أو فقد غفرت لكم فدمعت عينا عمر وقال الله ورسوله أعلم
فتح الباري بشرح صحيح البخاري
ذكر المصنف حديث علي في قصة حاطب بن أبي بلتعة , وسيأتي شرح القصة في فتح مكة مستوفى وذكر البرقاني أن مسلما أخرج نحو هذا الحديث من طريق ابن عباس عن عمر مستوفى , والمراد منه هنا الاستدلال على فضل أهل بدر بقوله صلى الله عليه وسلم المذكور , وهي بشارة عظيمة لم تقع لغيرهم , ووقع الخبر بألفاظ : منها " فقد غفرت لكم " ومنها " فقد وجبت لكم الجنة " ومنها " لعل الله اطلع " لكن قال العلماء إن الترجي في كلام الله وكلام رسوله الموقوع وعند أحمد وأبي داود وابن أبي شيبة من حديث أبي هريرة بالجزم ولفظه " إن الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم " وعند أحمد بإسناد على شرط مسلم من حديث جابر مرفوعا " لن يدخل النار أحد شهد بدرا " وقد استشكل قوله : " اعملوا ما شئتم " فإن ظاهره أنه للإباحة وهو خلاف عقد الشرع , وأجيب بأنه إخبار عن الماضي أي كل عمل كان لكم فهو مغفور , ويؤيده أنه لو كان لما يستقبلونه من العمل لم يقع بلفظ الماضي ولقال فسأغفره لكم , وتعقب بأنه لو كان للماضي لما حسن الاستدلال به في قصة حاطب لأنه صلى الله عليه وسلم خاطب به عمر منكرا عليه ما قال في أمر حاطب , وهذه القصة كانت بعد بدر بست سنين فدل على أن المراد ما سيأتي , وأورده في لفظ الماضي مبالغة في تحقيقه . وقيل : إن صيغة الأمر في قوله : " اعملوا " للتشريف والتكريم والمراد عدم المؤاخذة بما يصدر منهم بعد ذلك , وأنهم خصوا بذلك لما حصل لهم من الحال العظيمة التي اقتضت محو ذنوبهم السابقة , وتأهلوا لأن يغفر الله لهم الذنوب اللاحقة إن وقعت , أي كل ما عملتموه بعد هذه الواقعة من أي عمل كان فهو مغفور . وقيل : إن المراد ذنوبهم تقع إذا وقعت مغفورة . وقيل : هي بشارة بعدم وقوع الذنوب منهم , وفيه نظر ظاهر لما سيأتي في قصة قدامة بن مظعون حين شرب الخمر في أيام عمر وحده عمر , فهاجر بسبب ذلك , فرأى عمر في المنام من يأمره بمصالحته , وكان قدامة بدريا . والذي يفهم من سياق القصة الاحتمال الثاني وهو الذي فهمه أبو عبد الرحمن السلمي التابعي حيث قال لحيان بن عطية : قد علمت الذي جرأ صاحبك على الدماء , وذكر له هذا الحديث , وسيأتي ذلك في " باب استتابة المرتدين " . واتفقوا على أن البشارة المذكورة فيما يتعلق بأحكام الآخرة لا بأحكام الدنيا من إقامة الحدود وغيرها , والله أعلم .
يتبع | |
| | | نسمة الإسلام نــائب المديــــر
عدد الرسائل : 1266 العمر : 40 العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج تاريخ التسجيل : 21/11/2009
| موضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض السبت نوفمبر 21, 2009 2:57 pm | |
| حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن عبد الله بن أبي حسين حدثنا نافع بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك وشتمني ولم يكن له ذلك فأما تكذيبه إياي فزعم أني لا أقدر أن أعيده كما كان وأما شتمه إياي فقوله لي ولد فسبحاني أن أتخذ صاحبة أو ولدا
فتح الباري بشرح صحيح البخاري
قوله : ( قال الله تعالى ) هذا من الأحاديث القدسية .
قوله : ( وأما شتمه إياي فقوله لي ولد ) إنما سماه شتما لما فيه من التنقيص لأن الولد إنما يكون عن والدة تحمله ثم تضعه ويستلزم ذلك سبق النكاح , والنكاح يستدعي باعثا له على ذلك . والله سبحانه منزه عن جميع ذلك , ويأتي شرحه في تفسير سورة الإخلاص .
يتبع | |
| | | نسمة الإسلام نــائب المديــــر
عدد الرسائل : 1266 العمر : 40 العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج تاريخ التسجيل : 21/11/2009
| موضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض السبت نوفمبر 21, 2009 2:59 pm | |
| حدثنا يوسف بن راشد حدثنا جرير وأبو أسامة واللفظ لجرير عن الأعمش عن أبي صالح وقال أبو أسامة حدثنا أبو صالح عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعى نوح يوم القيامة فيقول لبيك وسعديك يا رب فيقول هل بلغت فيقول نعم فيقال لأمته هل بلغكم فيقولون ما أتانا من نذير فيقول من يشهد لك فيقول محمد وأمته فتشهدون أنه قد بلغ ويكون الرسول عليكم شهيدا فذلك قوله جل ذكره وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا والوسط العدل
فتح الباري بشرح صحيح البخاري
قوله : ( حدثنا قتيبة حدثنا جرير وأبو أسامة واللفظ لجرير ) أي لفظ المتن .
قوله : ( وقال أبو أسامة حدثنا أبو صالح ) يعني قال أبو أسامة عن الأعمش حدثنا أبو صالح . فأفاد تصريح الأعمش بالتحديث , وقد أخرجه في الاعتصام من وجه آخر عن أبي أسامة وصرح في روايته أيضا بالتحديث , وسيأتي في رواية أبي أسامة مفردة في الاعتصام .
قوله : ( يدعى نوح يوم القيامة فيقول : لبيك وسعديك يا رب , فيقول : هل بلغت ؟ فيقول : نعم ) زاد في الاعتصام " نعم يا رب " .
قوله : ( فيقول من يشهد لك ) في الاعتصام فيقول " من شهودك " . قوله : ( فيشهدون ) في الاعتصام " فجاء بكم فتشهدون " وقد روى هذا الحديث أبو معاوية عن الأعمش بهذا الإسناد أتم من سياق وأشمل ولفظه " يجيء النبي يوم القيامة ومعه الرجل , ويجيء النبي ومعه الرجلان , ويجيء النبي ومعه أكثر من ذلك , قال فيقال لهم : أبلغكم هذا ؟ فيقولون : لا , فيقال للنبي : أبلغتهم ؟ فيقول : نعم , فيقال : له : من يشهد لك ؟ " الحديث أخرجه أحمد عنه والنسائي وابن ماجه والإسماعيلي من طريق أبي معاوية أيضا .
قوله : ( فيشهدون أنه قد بلغ ) زاد أبو معاوية " فيقال وما علمكم ؟ فيقولون : أخبرنا نبينا أن الرسل قد بلغوا فصدقناه " ويؤخذ من حديث أبي بن كعب تعميم ذلك , فأخرج ابن أبي حاتم بسند جيد عن أبي العالية عن أبي بن كعب في هذه الآية قال ( لتكونوا شهداء ) وكانوا شهداء على الناس يوم القيامة , كانوا شهداء على قوم نوح وقوم هود وقوم صالح وقوم شعيب وغيرهم أن رسلهم بلغتهم وأنهم كذبوا رسلهم , قال أبو العالية . وهي قراءة أبي " لتكونوا شهداء على الناس يوم القيامة " ومن حديث جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم " ما من رجل من الأمم إلا ود أنه منا أيتها الأمة , ما من نبي كذبه قومه إلا ونحن شهداؤه يوم القيامة أن قد بلغ رسالة الله ونصح لهم .
قوله : ( فذلك قوله عز وجل : وكذلك جعلناكم أمة وسطا ) في الاعتصام " ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم " .
قوله : ( والوسط العدل ) هو مرفوع من نفس الخبر , وليس بمدرج من قول بعض الرواة كما وهم فيه بعضهم , وسيأتي في الاعتصام بلفظ " وكذلك جعلناكم أمة وسطا عدلا " وأخرج الإسماعيلي من طريق حفص ابن غياث عن الأعمش بهذا السند في قوله : ( وسطا ) قال : عدلا , كذا أورده مختصرا مرفوعا , وأخرجه الطبري من هذا الوجه مختصرا مرفوعا , ومن طريق وكيع عن الأعمش بلفظ " والوسط العدل " مختصرا مرفوعا , ومن طريق أبي معاوية عن الأعمش مثله , وكذا أخرجه الترمذي والنسائي من هذا الوجه , وأخرجه الطبري من طريق جعفر بن عون عن الأعمش مثله , وأخرجه عن جماعة من التابعين كمجاهد وعطاء وقتادة , ومن طريق العوفي عن ابن عباس مثله , قال الطبري : الوسط في كلام العرب الخيار , يقولون فلان وسط في قومه وواسط إذا أرادوا الرفع في حسبه . قال : والذي أرى أن معنى الوسط في الآية الجزء الذي بين الطرفين , والمعنى أنهم وسط لتوسطهم في الدين فلم يغلوا كغلو النصارى ولم يقصروا كتقصير اليهود , ولكنهم أهل وسط واعتدال , قلت : لا يلزم من كون الوسط في الآية صالحا لمعنى التوسط أن لا يكون أريد به معناه الآخر كما نص عليه الحديث , فلا مغايرة بين الحديث وبين ما دل عليه معنى الآية والله أعلم .
يتبع | |
| | | نسمة الإسلام نــائب المديــــر
عدد الرسائل : 1266 العمر : 40 العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج تاريخ التسجيل : 21/11/2009
| موضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض السبت نوفمبر 21, 2009 3:00 pm | |
| حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله عز وجل أنفق أنفق عليك وقال يد الله ملأى لا تغيضها نفقة سحاء الليل والنهار وقال أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماء والأرض فإنه لم يغض ما في يده وكان عرشه على الماء وبيده الميزان يخفض ويرفع
اعتراك افتعلك من عروته أي أصبته ومنه يعروه واعتراني آخذ بناصيتها أي في ملكه وسلطانه عنيد وعنود وعاند واحد هو تأكيد التجبر استعمركم جعلكم عمارا أعمرته الدار فهي عمرى جعلتها له نكرهم وأنكرهم واستنكرهم واحد حميد مجيد كأنه فعيل من ماجد محمود من حمد سجيل الشديد الكبير سجيل وسجين واللام والنون أختان وقال تميم بن مقبل ورجلة يضربون البيض ضاحية ضربا تواصى به الأبطال سجينا
فتح الباري بشرح صحيح البخاري
قوله : ( اعتراك افتعلك من عروته أي أصبته , ومنه يعروه واعتراني ) هو كلام أبي عبيدة , وقد تقدم شرحه في فرض الخمس , وثبت هنا للكشميهني وحده , ووقع في بعض النسخ اعتراك افتعلت بمثناة في آخره وهو كذلك عند أبي عبيدة , واعترى افتعل من عراه يعروه إذا أصابه , وقوله : ( إن نقول إلا اعتراك ) ما بعد إلا مفعول بالقول قبله ولا يحتاج إلى تقدير محذوف كما قدره بعضهم أي ما نقول إلا هذا اللفظ , فالجملة محكية , نحو ما قلت إلا زيد قائم .
قوله : ( آخذ بناصيتها في ملكه وسلطانه ) هو كلام أبي عبيدة أيضا وقد تقدم في بدء الخلق وثبت هنا للكشميهني وحده .
قوله : ( عنيد وعنود وعاند واحد , هو تأكيد التجبر ) هو قول أبي عبيدة بمعناه , لكن قال : وهو العادل عن الحق وقال ابن قتيبة : المعارض المخالف .
قوله : ( استعمركم جعلكم عمارا , أعمرته الدار فهي عمرى ) سقط هذا لغير أبي ذر , وقد تقدم شرحه في كتاب الهبة .
قوله : ( نكرهم وأنكرهم واستنكرهم واحد ) هو قول أبي عبيدة وأنشد " وأنكرتني وما كان الذي نكرت " .
قوله : ( حميد مجيد كأنه فعيل من ماجد محمود من حمد ) كذا وقع هنا , والذي في كلام أبي عبيدة : حميد مجيد أي محمود ماجد , وهذا هو الصواب , والحميد فعيل من حمد فهو حامد أي يحمد من يطيعه , أو هو حميد بمعنى محمود , والمجيد فعيل من مجد بضم الجيم يمجد كشرف يشرف وأصله الرفعة .
قوله : ( سجيل الشديد الكبير , سجيل وسجين واحد , واللام والنون أختان . وقال تميم بن مقبل : ورجلة يضربون البيض ضاحية ضربا تواصى به الأبطال سجينا هو كلام أبي عبيدة بمعناه , قال في قوله تعالى ( حجارة من سجيل ) هو الشديد من الحجارة الصلب , ومن الضرب أيضا قال ابن مقبل , فذكره . قال : وقوله سجيلا أي شديدا , وبعضهم يحول اللام نونا . وقال في موضع آخر : السجيل الشديد الكثير . وقد تعقبه ابن قتيبة بأنه لو كان معنى السجيل الشديد لما دخلت عليه من وكان يقول حجارة سجيلا لأنه لا يقال حجارة من شديد , ويمكن أن يكون الموصوف حذف . وأنشد غير أبي عبيدة البيت المذكور فأبدل قوله " ضاحية " بقوله " عن عرض " وهو بضمتين وضاد معجمة , وسيأتي قول ابن عباس ومن تبعه أن الكلمة فارسية في تفسير سورة الفيل , وقد قال الأزهري : إن ثبت أنها فارسية فقد تكلمت بها العرب فصارت , وقيل هو اسم لسماء الدنيا , وقيل بحر معلق بين السماء والأرض نزلت منه الحجارة , وقيل هي جبال في السماء . ( تنبيه ) : ر المهملة وتشديد الجيم , قال الحسن بن المظفر : هو فعيل من السجن كأنه يثبت من وقع فيه فلا يبرح مكانه , وعن ابن الأعرابي أنه رواه بالخاء المعجمة بدل الجيم أي ضربا حارا .
يتبع | |
| | | نسمة الإسلام نــائب المديــــر
عدد الرسائل : 1266 العمر : 40 العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج تاريخ التسجيل : 21/11/2009
| موضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض السبت نوفمبر 21, 2009 3:01 pm | |
| حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا أبو صالح عن أبي سعيد الخدري قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل يوم القيامة يا آدم يقول لبيك ربنا وسعديك فينادى بصوت إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثا إلى النار قال يا رب وما بعث النار قال من كل ألف أراه قال تسع مائة وتسعة وتسعين فحينئذ تضع الحامل حملها ويشيب الوليد وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد فشق ذلك على الناس حتى تغيرت وجوههم فقال النبي صلى الله عليه وسلم من يأجوج ومأجوج تسع مائة وتسعة وتسعين ومنكم واحد ثم أنتم في الناس كالشعرة السوداء في جنب الثور الأبيض أو كالشعرة البيضاء في جنب الثور الأسود وإني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة فكبرنا ثم قال ثلث أهل الجنة فكبرنا ثم قال شطر أهل الجنة فكبرنا قال أبو أسامة عن الأعمش ترى الناس سكارى وما هم بسكارى وقال من كل ألف تسع مائة وتسعة وتسعين وقال جرير وعيسى بن يونس وأبو معاوية سكرى وما هم بسكرى
فتح الباري بشرح صحيح البخاري
قوله : ( وقال أبو أسامة عن الأعمش : سكارى وما هم بسكارى ) يعني أنه وافق حفص بن غياث في رواية هذا الحديث عن الأعمش بإسناده ومتنه , وقد أخرجه أحمد عن وكيع عن الأعمش كذلك .
قوله : ( قال : من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين ) أي أنه جزم بذلك , بخلاف حفص فإنه وقع في روايته " من كل ألف أراه قال " فذكره . ورواية أبي أسامة هذه وصلها المؤلف في قصة يأجوج ومأجوج من أحاديث الأنبياء .
قوله : ( وقال جرير وعيسى بن يونس وأبو معاوية : سكرى وما هم بسكرى ) ائي قرءوا بمثل ما نقل عن ابن مسعود , ونقلها أبو عبيد أيضا عن حذيفة وأبي زرعة بن عمرو واختارها أبو عبيد , وقد اختلف أهل العربية في " سكرى " هل هي صيغة جمع على فعلى مثل مرضى أو صيغة مفرد فاستغني بها عن وصفه الجماعة .
يتبع | |
| | | نسمة الإسلام نــائب المديــــر
عدد الرسائل : 1266 العمر : 40 العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج تاريخ التسجيل : 21/11/2009
| موضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض السبت نوفمبر 21, 2009 3:02 pm | |
| حدثنا إسماعيل حدثنا أخي عن ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يلقى إبراهيم أباه فيقول يا رب إنك وعدتني أن لا تخزيني يوم يبعثون فيقول الله إني حرمت الجنة على الكافرين
فتح الباري بشرح صحيح البخاري قوله : ( حدثنا إسماعيل ) هو ابن أبي أويس , وأخوه هو أبو بكر عبد الحميد . قوله في الطريق الموصولة ( يلقى إبراهيم أباه فيقول : يا رب إنك وعدتني أن لا تخزني يوم يبعثون , فيقول الله : إني حرمت الجنة على الكافرين ) هكذا أورده هنا مختصرا , وساقه في ترجمة إبراهيم من أحاديث الأنبياء تاما . قوله : ( يلقى إبراهيم أباه آزر ) هذا موافق لظاهر القرآن في تسمية والد إبراهيم , وقد سبقت نسبته في ترجمة إبراهيم من أحاديث الأنبياء . وحكى الطبري من طريق ضعيفة عن مجاهد أن آزر اسم الصنم وهو شاذ . قوله : ( وعلى وجه آزر قترة وغبرة ) هذا موافق لظاهر القرآن ( وجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة ) أي يغشاها قترة , فالذي يظهر أن الغبرة الغبار من التراب , والقترة السواد الكائن عن الكآبة . قوله : ( فيقول له إبراهيم : ألم أقل لك لا تعصني ؟ فيقول أبوه : فاليوم لا أعصيك ) في رواية إبراهيم بن طهمان " فقال له قد نهيتك عن هذا فعصيتني , قال : لكني لا أعصيك واحدة " . قوله : ( فيقول إبراهيم يا رب إنك وعدتني أن لا تخزني يوم يبعثون , فأي خزي أخزى من أبي الأبعد ) وصف نفسه بالأبعد على طريق الفرض إذا لم تقبل شفاعته في أبيه , وقيل : الأبعد صفة أبيه أي أنه شديد البعد من رحمة الله لأن الفاسق بعيد منها فالكافر أبعد , وقيل : الأبعد بمعنى البعيد والمراد الهالك , ويؤيد الأول أن في رواية إبراهيم بن طهمان " وإن أخزيت أبي فقد أخزيت الأبعد " وفي رواية أيوب " يلقى رجل أباه يوم القيامة فيقول له : أي ابن كنت لك ؟ فيقول : خير ابن , فيقول : هل أنت مطيعي اليوم ؟ فيقول : نعم . فيقول خذ بارزتي . فيأخذ بارزته . ثم ينطلق حتى يأتي ربه وهو يعرض الخلق , فيقول الله : يا عبدي ادخل من أي أبواب الجنة شئت , فيقول : أي رب أبي معي , فإنك وعدتني أن لا تخزني " . قوله : ( فيقول الله : إني حرمت الجنة على الكافرين ) في حديث أبي سعيد " فينادى : إن الجنة لا يدخلها مشرك " . ر الذال المعجمة بعدها تحتانية ساكنة ثم خاء معجمة ذكر الضباع , وقيل لا يقال له ذيخ إلا إذا كان كثير الشعر . والضبعان لغة في الضبع . وقوله : " متلطخ " قال بعض الشراح : أي في رجيع أو دم أو طين . وقد عينت الرواية الأخرى المراد وأنه الاحتمال الأول حيث قال : فيتمرغ في نتنه . قيل : الحكمة في مسخه لتنفر نفس إبراهيم منه ولئلا يبقى في النار على صورته فيكون فيه غضاضة على إبراهيم . وقيل : الحكمة في مسخه ضبعا أن الضبع من أحمق الحيوان , وآزر كان من أحمق البشر , لأنه بعد أن ظهر له من ولده من الآيات البينات أصر على الكفر حتى مات . واقتصر في مسخه على هذا الحيوان لأنه وسط في التشويه بالنسبة إلى ما دونه كالكلب والخنزير وإلى ما فوقه كالأسد مثلا , ولأن إبراهيم بالغ في الخضوع له وخفض الجناح فأبى واستكبر وأصر على الكفر فعومل بصفة الذل يوم القيامة , ولأن للضبع عوجا فأشير إلى أن آزر لم يستقم فيؤمن بل استمر على عوجه في الدين . وقد استشكل الإسماعيلي هذا الحديث من أصله وطعن في صحته فقال بعد أن أخرجه : هذا خبر في صحته نظر من جهة أن إبراهيم علم أن الله لا يخلف الميعاد ; فكيف يجعل ما صار لأبيه خزيا مع علمه بذلك ؟ وقال غيره : هذا الحديث مخالف لظاهر قوله تعالى : ( وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه , فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه ) انتهى . والجواب عن ذلك أن أهل التفسير اختلفوا في الوقت الذي تبرأ فيه إبراهيم من أبيه , فقيل : كان ذلك في الحياة الدنيا لما مات آزر مشركا , وهذا أخرجه الطبري من طريق حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس وإسناده صحيح . وفي رواية : " فلما مات لم يستغفر له " ومن طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس نحوه قال : " استغفر له ما كان حيا فلما مات أمسك " وأورده أيضا من طريق مجاهد وقتادة وعمرو بن دينار نحو ذلك , وقيل إنما تبرأ منه يوم القيامة لما يئس منه حين مسخ على ما صرح به في رواية ابن المنذر التي أشرت إليها , وهذا الذي أخرجه الطبري أيضا من طريق عبد الملك بن أبي سليمان سمعت سعيد بن جبير يقول : إن إبراهيم يقول يوم القيامة : رب والدي , رب والدي . فإذا كان الثالثة أخذ بيده فيلتفت إليه وهو ضبعان فيتبرأ منه . ومن طريق عبيد بن عمير قال : يقول إبراهيم لأبيه : إني كنت آمرك في الدنيا وتعصيني , ولست تاركك اليوم فخذ بحقوي , فيأخذ بضبعيه فيمسخ ضبعا , فإذا رآه إبراهيم مسخ تبرأ منه . ويمكن الجمع بين القولين بأنه تبرأ منه لما مات مشركا فترك الاستغفار له , لكن لما رآه يوم القيامة أدركته الرأفة والرقة فسأل فيه , فلما رآه مسخ يئس منه حينئذ فتبرأ منه تبرءا أبديا وقيل : إن إبراهيم لم يتيقن موته على الكفر بجواز أن يكون آمن في نفسه ولم يطلع إبراهيم على ذلك , وتكون تبرئته منه حينئذ بعد الحال التي وقعت في هذا الحديث . قال الكرماني : فإن قلت : إذا أدخل الله أباه النار فقد أخزاه لقوله : ( إنك من تدخل النار فقد أخزيته ) وخزي الوالد خزي الولد فيلزم الخلف في الوعد وهو محال , ولو أنه يدخل النار لزم الخلف في الوعيد وهو المراد بقوله : ( إن الله حرم الجنة على الكافرين ) والجواب أنه إذا مسخ في صورة ضبع وألقي في النار لم تبق الصورة التي هي سبب الخزي , فهو عمل بالوعد والوعيد . وجواب آخر : وهو أن الوعد كان مشروطا بالإيمان , وإنما استغفر له وفاء بما وعده , فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه . قلت : وما قدمته يؤدي المعنى المراد مع السلامة مما في اللفظ من الشناعة , والله أعلم .
يتبع | |
| | | نسمة الإسلام نــائب المديــــر
عدد الرسائل : 1266 العمر : 40 العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج تاريخ التسجيل : 21/11/2009
| موضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض السبت نوفمبر 21, 2009 3:04 pm | |
| حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله تبارك وتعالى أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر قال أبو هريرة اقرءوا إن شئتم فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين
و حدثنا علي قال حدثنا سفيان حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال الله مثله قيل لسفيان رواية قال فأي شيء
فتح الباري بشرح صحيح البخاري قوله : ( يقول الله تعالى : أعددت لعبادي ) ووقع في حديث آخر " أن سبب هذا الحديث أن موسى عليه السلام سأل ربه من أعظم أهل الجنة منزلة ؟ فقال : غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها , فلا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر " أخرجه مسلم والترمذي من طريق الشعبي سمعت المغيرة بن شعبة على المنبر يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم " أن موسى سأل ربه " فذكر الحديث بطوله وفيه هذا , وفي آخره : قال : ومصداق ذلك في كتاب الله ( فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين ) .
قوله : ( ولا خطر على قلب بشر ) زاد ابن مسعود في حديثه " ولا يعلمه ملك مقرب ولا نبي مرسل " أخرجه ابن أبي حاتم , وهو يدفع قول من قال : إنما قيل : البشر لأنه يخطر بقلوب الملائكة . والأولى حمل النفي فيه على عمومه فإنه أعظم في النفس .
يتبع | |
| | | نسمة الإسلام نــائب المديــــر
عدد الرسائل : 1266 العمر : 40 العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج تاريخ التسجيل : 21/11/2009
| موضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض السبت نوفمبر 21, 2009 3:06 pm | |
| حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار
فتح الباري بشرح صحيح البخاري قوله : ( يؤذيني ابن آدم ) كذا أورده مختصرا , وقد أخرجه الطبري عن أبي كريب عن ابن عيينة بهذا الإسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " كان أهل الجاهلية يقولون إنما يهلكنا الليل والنهار , هو الذي يميتنا ويحيينا , فقال الله في كتابه ( وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا ) الآية , قال فيسبون الدهر , قال الله تبارك وتعالى : يؤذيني ابن آدم " فذكره . قال القرطبي : معناه يخاطبني من القول بما يتأذى من يجوز في حقه التأذي , والله منزه عن أن يصل إليه الأذى , وإنما هذا من التوسع في الكلام . والمراد أن من وقع ذلك منه تعرض لسخط الله .
قوله : ( وأنا الدهر ) قال الخطابي : معناه أنا صاحب الدهر ومدبر الأمور التي ينسبونها إلى الدهر , فمن سب الدهر من أجل أنه فاعل هذه الأمور عاد سبه إلى ربه الذي هو فاعلها , وإنما الدهر زمان جعل ظرفا لمواقع الأمور . وكانت عادتهم إذا أصابهم مكروه أضافوه إلى الدهر فقالوا : بؤسا للدهر , وتبا للدهر . وقال النووي : قوله " أنا الدهر " بالرفع في ضبط الأكثرين والمحققين , ويقال بالنصب على الظرف أي أنا باق أبدا , والموافق لقوله " إن الله هو الدهر " الرفع وهو مجاز , وذلك أن العرب كانوا يسبون الدهر عند الحوادث فقال : لا تسبوه فإن فاعلها هو الله , فكأنه قال : لا تسبوا الفاعل فإنكم إذا سببتموه سببتموني . أو الدهر هنا بمعنى الداهر , فقد حكى الراغب أن الدهر في قوله " إن الله هو الدهر " غير الدهر في قوله " يسب الدهر " قال : والدهر الأول الزمان والثاني المدبر المصرف لما يحدث , ثم استضعف هذا القول لعدم الدليل عليه . ثم قال : لو كان كذلك لعد الدهر من أسماء الله تعالى انتهى . وكذا قال محمد بن داود محتجا لما ذهب إليه من أنه بفتح الراء فكان يقول : لو كان بضمها لكان الدهر من أسماء الله تعالى . وتعقب بأن ذلك ليس بلازم , ولا سيما مع روايته " فإن الله هو الدهر " قال ابن الجوزي : يصوب ضم الراء من أوجه : أحدها أن المضبوط عند المحدثين بالضم , ثانيها لو كان بالنصب يصير التقدير فأنا الدهر أقلبه , فلا تكون علة النهي عن سبه مذكورة لأنه تعالى يقلب الخير والشر فلا يستلزم ذلك منع الذم , ثالثها الرواية التي فيها " فإن الله هو الدهر " انتهى . وهذه الأخيرة لا تعين الرفع لأن للمخالف أن يقول : التقدير فإن الله هو الدهر يقلب , فترجع للرواية الأخرى , وكذا ترك ذكر علة النهي لا يعين الرفع لأنها تعرف من السياق , أي لا ذنب له فلا تسبوه .
يتبع | |
| | | نسمة الإسلام نــائب المديــــر
عدد الرسائل : 1266 العمر : 40 العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج تاريخ التسجيل : 21/11/2009
| موضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض السبت نوفمبر 21, 2009 3:07 pm | |
| حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان قال حدثني معاوية بن أبي مزرد عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خلق الله الخلق فلما فرغ منه قامت الرحم فأخذت بحقو الرحمن فقال له مه قالت هذا مقام العائذ بك من القطيعة قال ألا ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك قالت بلى يا رب قال فذاك قال أبو هريرة اقرءوا إن شئتم م
حدثنا إبراهيم بن حمزة حدثنا حاتم عن معاوية قال حدثني عمي أبو الحباب سعيد بن يسار عن أبي هريرة بهذا ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرءوا إن شئتم فهل عسيتم حدثنا بشر بن محمد أخبرنا عبد الله أخبرنا معاوية بن أبي المزرد بهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم واقرءوا إن شئتم فهل عسيتم
فتح الباري بشرح صحيح البخاري
قوله : ( خلق الله الخلق فلما فرغ منه ) أي قضاه وأتمه .
قوله : ( قامت الرحم ) يحتمل أن يكون على الحقيقة , والأعراض يجوز أن تتجسد وتتكلم بإذن الله , ويجوز أن يكون على حذف أي قام ملك فتكلم على لسانها , ويحتمل أن يكون ذلك على طريق ضرب المثل والاستعارة والمراد تعظيم شأنها وفضل واصلها وإثم قاطعها .
قوله : ( فأخذت ) كذا للأكثر بحذف مفعول أخذت , وفي رواية ابن السكن " فأخذت بحقو الرحمن " وفي رواية الطبري " بحقوي الرحمن " بالتثنية , قال القابسي أبى أبو زيد المروزي أن يقرأ لنا هذا الحرف لإشكاله , ومشى بعض الشراح على الحذف فقال : أخذت بقائمة من قوائم العرش , وقال عياض : الحقو معقد الإزار , وهو الموضع الذي يستجار به ويحتزم به على عادة العرب , لأنه من أحق ما يحامى عنه ويدفع , كما قالوا نمنعه مما نمنع منه أزرنا , فاستعير ذلك مجازا للرحم في استعاذتها بالله من القطيعة انتهى . . وقد يطلق الحقو على الإزار نفسه كما في حديث أم عطية " فأعطاها حقوه فقال : أشعرنها إياه " يعني إزاره وهو المراد هنا , وهو الذي جرت العادة بالتمسك به عند الإلحاح في الاستجارة والطلب , والمعنى على هذا صحيح مع اعتقاد تنزيه الله عن الجارحة . قال الطيبي : هذا القول مبني على الاستعارة التمثيلية كأنه شبه حالة الرحم وما هي عليه من الافتقار إلى الصلة والذب عنها بحال مستجير يأخذ بحقو المستجار به , ثم أسند على سبيل الاستعارة التخييلية ما هو لازم للمشبه به من القيام فيكون قرينة مانعة من إرادة الحقيقة , ثم رشحت الاستعارة بالقول والأخذ وبلفظ الحقو فهو استعارة أخرى , والتثنية فيه للتأكيد لأن الأخذ باليدين آكد في الاستجارة من الأخذ بيد واحدة .
قوله : ( فقال له مه ) هو اسم فعل معناه الزجر أي اكفف . وقال ابن , مالك : هي هنا " ما " الاستفهامية حذفت ألفها ووقف عليها بهاء السكت , والشائع أن لا يفعل ذلك إلا وهي مجرورة , لكن قد سمع مثل ذلك فجاء عن أبي ذؤيب الهذلي قال : قدمت المدينة ولأهلها ضجيج بالبكاء كضجيج الحجيج , فقلت مه ؟ فقالوا . قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قوله في الإسناد ( حدثنا سليمان ) هو ابن بلال .
قوله : ( هذا مقام العائذ بك من القطيعة ) هذه الإشارة إلى المقام أي قيامي في هذا مقام العائذ بك , وسيأتي مزيد بيان لما يتعلق بقطيعة الرحم في أوائل كتاب الأدب إن شاء الله تعالى . ووقع في رواية الطبري " هذا مقام عائذ من القطيعة " والعائذ المستعيذ , وهو المعتصم بالشيء المستجير به .
قوله : ( قال أبو هريرة : اقرءوا إن شئتم : فهل عسيتم ) هذا ظاهره أن الاستشهاد موقوف , وسيأتي بيان من رفعه وكذا في رواية الطبري من طريق سعيد بن أبي مريم عن سليمان بن بلال ومحمد بن جعفر بن أبي كثير .
قوله : ( حدثنا حاتم ) هو ابن إسماعيل الكوفي نزيل المدينة , ومعاوية هو ابن أبي مزرد المذكور في الذي قبله وبعده .
قوله : ( بهذا ) يعني الحديث الذي قبله , وقد أخرجه الإسماعيلي من طريقين عن حاتم بن إسماعيل بلفظ " فلما فرغ منه قامت الرحم فقالت : هذا مقام العائذ " ولم يذكر الزيادة . وزاد بعد قوله قالت بلى يا رب " قال فذلك لك " .
قوله : ( ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرءوا إن شئتم ) حاصله أن الذي وقفه سليمان بن بلال على أبي هريرة رفعه حاتم بن إسماعيل , وكذا وقع في رواية الإسماعيلي المذكورة .
قوله ( أخبرنا عبد الله ) هو ابن المبارك
قوله ( بهذا ) أي بهذا الإسناد والمتن , ووافق حاتما على رفع هذا الكلام الأخير , وكذا أخرجه الإسماعيلي من طريق حبان بن موسى عن عبد الله بن المبارك . ( تنبيه ) : اختلف في تأويل قوله : ( إن توليتم ) فالأكثر على أنها من الولاية والمعنى إن وليتم الحكم , وقيل بمعنى الإعراض , والمعنى لعلكم إن أعرضتم عن قبول الحكم أن يقع منكم ما ذكر , والأول أشهر , ويشهد له ما أخرج الطبري في تهذيبه من حديث عبد الله بن مغفل قال " سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض ) قال هم هذا الحي من قريش , أخذ الله عليهم إن ولوا الناس أن لا يفسدوا في الأرض ولا يقطعوا أرحامهم " .
يتبع | |
| | | نسمة الإسلام نــائب المديــــر
عدد الرسائل : 1266 العمر : 40 العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج تاريخ التسجيل : 21/11/2009
| موضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض السبت نوفمبر 21, 2009 3:09 pm | |
| حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة عن هلال بن أبي هلال عن عطاء بن يسار عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن هذه الآية التي في القرآن يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا قال في التوراة يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا وحرزا للأميين أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب بالأسواق ولا يدفع السيئة بالسيئة ولكن يعفو ويصفح ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا لا إله إلا الله فيفتح بها أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا
فتح الباري بشرح صحيح البخاري قوله : ( حدثنا عبد الله بن مسلمة ) أي القعنبي , كذا في رواية أبي ذر وأبي علي بن السكن . ووقع عند غيرهما " عبد الله " غير منسوب فتردد فيه أبو مسعود بين أن يكون عبد الله بن رجاء وعبد الله بن صالح كاتب الليث وقال أبو علي الجياني : عندي أنه عبد الله بن صالح . ورجح هذا المزي وحده بأن البخاري أخرج هذا الحديث بعينه في كتاب " الأدب المفرد " عن عبد الله بن صالح عن عبد العزيز . قلت : لكن لا يلزم من ذلك الجزم به , وما المانع أن يكون له في الحديث الواحد شيخان عن شيخ واحد ؟ وليس الذي وقع في الأدب بأرجح مما وقع الجزم به في رواية أبي علي وأبي ذر وهما حافظان , وقد أخرج البخاري في " باب التكبير إذا علا شرفا " من كتاب الحج حديثا قال فيه " حدثنا عبد الله - غير منسوب - حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة . كذا للأكثر غير منسوب , وتردد فيه أبو مسعود بين الرجلين اللذين تردد فيهما في حديث الباب , لكن وقع في رواية أبي علي بن السكن " حدثنا عبد الله بن يوسف " فتعين المصير إليه , لأنها زيادة من حافظ في الرواية فتقدم على من فسره بالظن .
قوله : ( عن هلال بن أبي هلال ) تقدم القول فيه في أوائل البيوع .
قوله : ( عن عبد الله بن عمرو بن العاص ) تقدم بيان الاختلاف فيه على عطاء بن يسار في البيوع أيضا , وتقدم في تلك الرواية سبب تحديث عبد الله بن عمرو به , وأنهم سألوه عن صفة النبي صلى الله عليه وسلم في التوراة فقال " أجل إنه لموصوف ببعض صفته في القرآن " . وللدارمي من طريق أبي صالح ذكوان عن كعب قال " في السطر الأول محمد رسول الله عبدي المختار " .
قوله : ( إن هذه الآية التي في القرآن ( يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا ) قال في التوراة : يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ) أي شاهدا على الأمة ومبشرا للمطيعين بالجنة وللعصاة بالنار , أو شاهدا للرسل قبله بالإبلاغ .
قوله : ( وحرزا ) ر المهملة وسكون الراء بعدها زاي أي حصنا , والأميين هم العرب , وقد تقدم شرح ذلك في البيوع .
قوله : ( سميتك المتوكل ) أي على الله لقناعته باليسير , والصبر على ما كان يكره .
قوله : ( ليس ) كذا وقع بصيغة الغيبة على طريق الالتفات , ولو جرى على النسق الأول لقال لست .
قوله : ( بفظ ولا غليظ ) هو موافق لقوله تعالى ( فبما رحمة من الله لنت لهم , ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ) ولا يعارض قوله تعالى ( واغلظ عليهم ) لأن النفي محمول على طبعه الذي جبل عليه والأمر محمول على المعالجة , أو النفي بالنسبة للمؤمنين والأمر بالنسبة للكفار والمنافقين كما هو مصرح به في نفس الآية .
قوله : ( ولا سخاب ) كذا فيه بالسين المهملة وهي لغة أثبتها الفراء وغيره , وبالصاد أشهر , وقد تقدم ذلك أيضا .
قوله : ( ولا يدفع السيئة بالسيئة ) هو مثل قوله تعالى ( ادفع بالتي هي أحسن ) زاد في رواية كعب " مولده بمكة ومهاجره طيبة وملكه بالشام " .
قوله : ( ولن يقبضه ) أي يميته .
قوله : ( حتى يقيم به ) أي حتى ينفي الشرك ويثبت التوحيد والملة العوجاء ملة الكفر .
قوله : ( فيفتح بها ) ل , ليختن قلوبا غلفا , ويفتح أعينا عميا , ويسمع آذانا صما , ويقيم ألسنة عوجاء حتى يقال لا إله إلا الله وحده " ( تنبيه ) : قيل أتى بجمع القلة في قوله : ( أعين ) كقوله : ( ثلاثة قروء ) والأول أولى . ويحتمل أن يكون هو نكتة العدول إلى جمع القلة أو للمؤاخاة في قوله : ( آذانا ) وقد ترد القلوب على المعنى الأول , وجوابه أنه لم يسمع للقلوب جمع قلة كما لم يسمع للآذان جمع كثرة .
يتبع | |
| | | نسمة الإسلام نــائب المديــــر
عدد الرسائل : 1266 العمر : 40 العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج تاريخ التسجيل : 21/11/2009
| موضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض السبت نوفمبر 21, 2009 3:11 pm | |
| حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم تحاجت الجنة والنار فقالت النار أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين وقالت الجنة ما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم قال الله تبارك وتعالى للجنة أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي وقال للنار إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي ولكل واحدة منهما ملؤها فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع رجله فتقول قط قط فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض ولا يظلم الله عز وجل من خلقه أحدا وأما الجنة فإن الله عز وجل ينشئ لها خلقا
فتح الباري بشرح صحيح البخاري قوله ( أخبرنا معمر عن همام عن أبي هريرة ) وقع في مصنف عبد الرزاق في آخره " قال معمر وأخبرني أيوب عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله " وأخرجه مسلم بالوجهين .
قوله : ( تحاجت ) أي تخاصمت .
قوله : ( بالمتكبرين والمتجبرين ) قيل هما بمعنى , وقيل المتكبر المتعاظم بما ليس فيه والمتجبر الممنوع الذي لا يوصل إليه وقيل الذي لا يكترث بأمر .
قوله : ( ضعفاء الناس وسقطهم ) بفتحتين أي المحتقرون بينهم الساقطون من أعينهم , هذا بالنسبة إلى ما عند الأكثر من الناس , وبالنسبة إلى ما عند الله هم عظماء رفعاء الدرجات , لكنهم بالنسبة إلى ما عند أنفسهم لعظمة الله عندهم وخضوعهم له في غاية التواضع لله والذلة في عباده , فوصفهم بالضعف والسقط بهذا المعنى صحيح , أو المراد بالحصر في قول الجنة " إلا ضعفاء الناس " الأغلب , قال النووي : هذا الحديث على ظاهره , وإن الله يخلق في الجنة والنار تمييزا يدركان به ويقدران على المراجعة والاحتجاج , ويحتمل أن يكون بلسان الحال , وسيأتي مزيدا لهذا في " باب قوله إن رحمة الله قريب من المحسنين " من كتاب التوحيد إن شاء الله تعالى .
يتبع | |
| | | نسمة الإسلام نــائب المديــــر
عدد الرسائل : 1266 العمر : 40 العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج تاريخ التسجيل : 21/11/2009
| موضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض السبت نوفمبر 21, 2009 3:13 pm | |
| حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو بن دينار قال حدثني الحسن بن محمد بن علي أنه سمع عبيد الله بن أبي رافع كاتب علي يقول سمعت عليا رضي الله عنه يقول بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد فقال انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة معها كتاب فخذوه منها فذهبنا تعادى بنا خيلنا حتى أتينا الروضة فإذا نحن بالظعينة فقلنا أخرجي الكتاب فقالت ما معي من كتاب فقلنا لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب فأخرجته من عقاصها فأتينا به النبي صلى الله عليه وسلم فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين ممن بمكة يخبرهم ببعض أمر النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما هذا يا حاطب قال لا تعجل علي يا رسول الله إني كنت امرأ من قريش ولم أكن من أنفسهم وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون بها أهليهم وأموالهم بمكة فأحببت إذ فاتني من النسب فيهم أن أصطنع إليهم يدا يحمون قرابتي وما فعلت ذلك كفرا ولا ارتدادا عن ديني فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنه قد صدقكم فقال عمر دعني يا رسول الله فأضرب عنقه فقال إنه شهد بدرا وما يدريك لعل الله عز وجل اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم قال عمرو ونزلت فيه يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء قال لا أدري الآية في الحديث أو قول عمرو حدثنا علي قال قيل لسفيان في هذا فنزلت لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء الآية قال سفيان هذا في حديث الناس حفظته من عمرو ما تركت منه حرفا وما أرى أحدا حفظه غيري
فتح الباري بشرح صحيح البخاري قوله : ( الحسن بن محمد بن علي ) أي ابن أبي طالب .
قوله : ( حتى تأتوا روضة خاخ ) بمعجمتين , ومن قالها بمهملة ثم جيم فقد صحف , وقد تقدم بيان ذلك في " باب الجاسوس " من كتاب الجهاد وفي أول غزوة الفتح .
قوله : ( لتلقين ) كذا فيه , والوجه حذف التحتانية , وقيل إنما أثبتت لمشاكلة لتخرجن .
قوله : ( كنت امرأ من قريش ) أي بالحلف , لقوله بعد ذلك " ولم أكن من أنفسهم " .
قوله : ( كنت امرأ من قريش ولم أكن من أنفسهم ) ليس هذا تناقضا , بل أراد أنه منهم بمعنى أنه حليفهم , وقد ثبت حديث " حليف القوم منهم " وعبر بقوله " ولم أكن من أنفسهم " لإثبات المجاز .
قوله : ( إنه قد صدقكم ) بتخفيف الدال أي قال الصدق .
قوله : ( فقال عمر : دعني يا رسول الله فأضرب عنقه ) إنما قال ذلك عمر مع تصديق رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاطب فيما اعتذر به لما كان عند عمر من القوة في الدين وبغض من ينسب إلى النفاق , وظن أن من خالف ما أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم استحق القتل , لكنه لم يجزم بذلك فلذلك استأذن في قتله , وأطلق عليه منافقا لكونه أبطن خلاف ما أظهر , وعذر حاطب ما ذكره , فإنه صنع ذلك متأولا أن لا ضرر فيه . وعند الطبري من طريق الحارث عن علي في هذه القصة " فقال أليس قد شهد بدرا ؟ قال : بلى , ولكنه نكث وظاهر أعداءك عليك " .
قول ( فقال إنه قد شهد بدرا وما يدريك ) أرشد إن علة ترك قتله بأنه شهد بدرا فكأنه قيل : وهل يسقط عنه شهوده بدرا هذا الذنب العظيم ؟ فأجاب بقوله " وما يدريك إلخ " .
قوله : ( لعل الله عز وجل اطلع على أهل بدر ) هكذا في أكثر الروايات بصيغة الترجي , وهو من الله واقع , ووقع في حديث أبي هريرة عند ابن أبي شيبة بصيغة الجزم , وقد تقدم بيان ذلك واضحا في " باب فضل من شهد بدرا " من كتاب المغازي .
يتبع | |
| | | نسمة الإسلام نــائب المديــــر
عدد الرسائل : 1266 العمر : 40 العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج تاريخ التسجيل : 21/11/2009
| موضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض السبت نوفمبر 21, 2009 3:13 pm | |
| قوله : ( اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ) كذا في معظم الطرق , وعند الطبري من طريق معمر عن الزهري عن عروة " فإني غافر لكم " وهذا يدل على أن المراد بقوله " غفرت " أي أغفر , على طريق التعبير عن الآتي بالواقع مبالغة في تحققه . وفي " مغازي ابن عائذ " من مرسل عروة " اعملوا ما شئتم فسأغفر لكم " والمراد غفران ذنوبهم في الآخرة , وإلا فلو وجب على أحدهم حد مثلا لم يسقط في الدنيا . وقال ابن الجوزي : ليس هذا على الاستقبال , وإنما هو على الماضي , تقديره اعملوا ما شئتم أي عمل كان لكم فقد غفر , قال : لأنه لو كان للمستقبل كان جوابه فسأغفر لكم , ولو كان كذلك لكان إطلاقا في الذنوب ولا يصح , ويبطله أن القوم خافوا من العقوبة بعد حتى كان عمر يقول : يا حذيفة , بالله هل أنا منهم ؟ وتعقبه القرطبي بأن " اعملوا " صيغة أمر وهي موضوعة للاستقبال , ولم تضع العرب صيغة الأمر للماضي لا بقرينة ولا بغيرها لأنهما بمعنى الإنشاء والابتداء , وقوله " اعملوا ما شئتم " يحمل على طلب الفعل , ولا يصح أن يكون بمعنى الماضي , ولا يمكن أن يحمل على الإيجاب فتعين للإباحة . قال : وقد ظهر لي أن هذا الخطاب خطاب إكرام وتشريف , تضمن أن هؤلاء حصلت لهم حالة غفرت بها ذنوبهم السالفة , وتأهلوا أن يغفر لهم ما يستأنف من الذنوب اللاحقة , ولا يلزم من وجود الصلاحية للشيء وقوعه . وقد أظهر الله صدق رسوله في كل من أخبر عنه بشيء من ذلك , فإنهم لم يزالوا على أعمال أهل الجنة إلى أن فارقوا الدنيا , ولو قدر صدور شيء من أحدهم لبادر إلى التوبة ولازم الطريق المثلى . ويعلم ذلك من أحوالهم بالقطع من اطلع على سيرهم انتهى . ويحتمل أن يكون المراد بقوله " فقد غفرت لكم " أي ذنوبكم تقع مغفورة , لا أن المراد أنه لا يصدر منهم ذنب . وقد شهد مسطح بدرا ووقع في حق عائشة كما تقدم في تفسير سورة النور , فكأن الله لكرامتهم عليه بشرهم على لسان نبيه أنهم مغفور لهم ولو وقع منهم ما وقع . وقد تقدم بعض مباحث هذه المسألة في أواخر كتاب الصيام في الكلام على ليلة القدر , ونذكر بقية شرح هذا الحديث في كتاب الديات إن شاء الله تعالى .
قوله : ( قال عمرو ) هو ابن دينار , وهو موصول بالإسناد المذكور .
قوله : ( ونزلت فيه يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء ) سقط " أولياء " لغير أبي ذر .
قوله : ( قال : لا أدري الآية في الحديث , أو قول عمرو ) هذا الشك من سفيان بن عيينة كما سأوضحه .
قوله : ( حدثنا علي ) هو ابن المديني ( قال قيل لسفيان في هذا فنزلت ( لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء ) الآية ؟ قال سفيان : هذا في حديث الناس ) يعني هذه الزيادة , يريد الجزم برفع هذا القدر .
قوله : ( حفظته من عمرو ما تركت منه حرفا , وما أرى أحدا حفظه غيري ) وهذا يدل على أن هذه الزيادة لم يكن سفيان يجزم برفعها وقد أدرجها عنه ابن أبي عمر أخرجه الإسماعيلي من طريقه فقال في آخر الحديث " قال وفيه نزلت هذه الآية " وكذا أخرجه مسلم عن ابن أبي عمر وعمرو الناقد , وكذا أخرجه الطبري عن عبيد بن إسماعيل والفضل بن الصباح , والنسائي عن محمد بن منصور كلهم عن سفيان , واستدل باستئذان عمر على قتل حاطب لمشروعية قتل الجاسوس ولو كان مسلما وهو قول مالك ومن وافقه , ووجه الدلالة أنه صلى الله عليه وسلم أقر عمر على إرادة القتل لولا المانع , وبين المانع هو كون حاطب شهد بدرا , وهذا منتف من غير حاطب , فلو كان الإسلام مانعا من قتله لما علل بأخص منه . وقد بين سياق علي أن هذه الزيادة مدرجة . وأخرجه مسلم أيضا عن إسحاق بن راهويه عن سفيان وبين أن تلاوة الآية من قول سفيان . ووقع عند الطبري من طريق أخرى عن علي الجزم بذلك , لكنه من أحد رواة الحديث حبيب بن أبي ثابت الكوفي أحد التابعين , وبه جزم إسحاق في روايته عن محمد بن جعفر عن عروة في هذه القصة , وكذا جزم به معمر عن الزهري عن عروة , وأخرج ابن مردويه من طريق سعيد بن بشير عن قتادة عن أنس قال " لما أراد رسول الله صلى الله عليه المسير إلى مشركي قريش كتب إليهم حاطب بن أبي بلتعة يحذرهم " فذكر الحديث إلى أن قال " فأنزل الله فيه القرآن ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء ) الآية " قال الإسماعيلي في آخر الحديث أيضا " قال عمرو - أي ابن دينار - : وقد رأيت ابن أبي رافع وكان كاتبا لعلي " .
يتبع | |
| | | نسمة الإسلام نــائب المديــــر
عدد الرسائل : 1266 العمر : 40 العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج تاريخ التسجيل : 21/11/2009
| موضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض السبت نوفمبر 21, 2009 3:15 pm | |
| حدثنا إسحاق بن منصور قال وحدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك وشتمني ولم يكن له ذلك أما تكذيبه إياي أن يقول إني لن أعيده كما بدأته وأما شتمه إياي أن يقول اتخذ الله ولدا وأنا الصمد الذي لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفؤا أحد
لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد كفؤا وكفيئا وكفاء واحد
فتح الباري بشرح صحيح البخاري
قوله : ( حدثنا إسحاق بن منصور ) كذا للجميع , قال المزي في " الأطراف " : في بعض النسخ " حدثنا إسحاق بن نصر " قلت : وهي رواية النسفي , وهما مشهوران من شيوخ البخاري ممن حدثه عن عبد الرزاق .
قوله : ( كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك ) في رواية أحمد عن عبد الرزاق " كذبني عبدي " .
قوله : ( وشتمني ولم يكن له ذلك ) ثبت هنا في رواية الكشميهني , وكذا هو عند أحمد , وسقط بقية الرواة عن الفربري وكذا النسفي , والمراد به بعض بني آدم , وهم من أنكر البعث من العرب وغيرهم من عباد الأوثان والدهرية ومن ادعى أن لله ولدا من العرب أيضا ومن اليهود والنصارى .
قوله : ( أما تكذيبه إياي أن يقول إني لن أعيده كما بدأته ) كذا لهم بحذف الفاء في جواب " أما " وقد وقع في رواية الأعرج في الباب الذي قبله " فأما تكذيبه إياي فقوله لن يعيدني " وفي رواية أحمد " أن يقول فليعدنا كما بدأنا " وهي من شواهد ورود صيغة أفعل بمعنى التكذيب , ومثله قوله : ( قل فأتوا بالتوراة فاتلوها ) , وقع في رواية الأعرج في الباب قبله " وليس بأول الخلق بأهون من إعادته " وقد تقدم الكلام على لفظ " أهون " في بدء الخلق وقول من قال إنها بمعنى هين وغير ذلك من الأوجه .
قوله : ( وأنا الصمد الذي لم ألد ولم أولد ) في رواية الأعرج " وأنا الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد " قوله : ( ولم يكن لي كفوا أحد ) كذا للأكثر , وهو وزان ما قبله . ووقع للكشميهني " ولم يكن له " وهو التفات , وكذا في رواية الأعرج " ولم يكن لي " بعد قوله " لم يلد " وهو التفات أيضا . ولما كان الرب سبحانه واجب الوجود لذاته قديما موجودا قبل وجود الأشياء وكان كل مولود محدثا انتفت عنه الوالدية , ولما كان لا يشبهه أحد من خلقه ولا يجانسه حتى يكون له من جنسه صاحبة فتتوالد انتفت عنه الوالدية , ومن هذا قوله تعالى ( أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة ) وقد تقدم في تفسير البقرة حديث ابن عباس بمعنى حديث أبي هريرة هذا , لكن قال في آخره " فسبحاني أن أتخذ صاحبة أو ولدا " بدل قوله " وأنا الأحد الصمد إلخ " وهو محمول على أن كلا من الصحابيين حفظ في آخره ما لم يحفظ الآخر . ويؤخذ منه أن من نسب غيره إلى أمر لا يليق به يطلق عليه أنه شتمه , وسبق في كتاب بدء الخلق تقرير ذلك .
قوله : ( كفوا وكفيئا وكفاء واحد ) ر الكاف ثم المد , وقال الفراء : كفوا يثقل ويخفف , أي يضم ويسكن . ر ثم مد , وروي عن نافع مثله لكن بغير مد . ومعنى الآية أنه لم يماثله أحد ولم يشاكله , أو المراد نفي الكفاءة في النكاح نفيا للمصاحبة , والأول أولى , فإن سياق الكلام لنفي المكافأة عن ذاته تعالى .
يتبع | |
| | | نسمة الإسلام نــائب المديــــر
عدد الرسائل : 1266 العمر : 40 العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج تاريخ التسجيل : 21/11/2009
| موضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض السبت نوفمبر 21, 2009 3:18 pm | |
| حدثنا أبو اليمان حدثنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك وشتمني ولم يكن له ذلك فأما تكذيبه إياي فقوله لن يعيدني كما بدأني وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته وأما شتمه إياي فقوله اتخذ الله ولدا وأنا الأحد الصمد لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفئا أحد
فتح الباري بشرح صحيح البخاري قوله : ( حدثنا أبو الزناد ) لشعيب بن أبي حمزة فيه إسناد آخر أخرجه المصنف من حديث ابن عباس كما تقدم في تفسير سورة البقرة .
قوله : ( عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : قال الله تعالى ) تقدم في بدء الخلق من رواية سفيان الثوري عن أبي الزناد بلفظ " قال النبي صلى الله عليه وسلم أراه يقول الله عز وجل " والشك فيه من المصنف فيما أحسب .
قوله : ( قال الله تعالى كذبني ابن آدم )
يتبع | |
| | | نسمة الإسلام نــائب المديــــر
عدد الرسائل : 1266 العمر : 40 العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج تاريخ التسجيل : 21/11/2009
| موضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض السبت نوفمبر 21, 2009 3:19 pm | |
| حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله أنفق يا ابن آدم أنفق عليك
فتح الباري بشرح صحيح البخاري قوله ( حدثنا إسماعيل ) هو ابن أبي أويس , وهذا الحديث ليس في " الموطأ " وهو على شرط شيخنا في " تقريب الأسانيد " , لكنه لما لم يكن في " الموطأ " لم يخرجه كأنظاره , لكنه أخرجه من رواية همام عن أبي هريرة وقد أخرجه الإسماعيلي من طريق عبد الرحمن بن القاسم , وأبو نعيم من طريق عبد الله بن يوسف كلاهما عن مالك .
قوله ( قال الله أنفق يا ابن آدم أنفق عليك ) أنفق الأولى بفتح أوله وسكون القاف بصيغة الأمر بالإنفاق , والثانية بضم أوله وسكون القاف على الجواب بصيغة المضارع , وهو وعد بالخلف , ومنه قوله تعالى ( وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه ) وقد تقدم القدر المذكور من هذا الحديث في تفسير سورة هود من طريق شعيب بن أبي حمزة عن أبي الزناد في أثناء حديث ولفظه " قال الله أنفق أنفق عليك " وقال " يد الله ملأى " الحديث وهذا الحديث الثاني أخرجه الدارقطني في " غرائب مالك " من طريق سعيد بن داود عن مالك وقال صحيح تفرد به سعيد عن مالك , وأخرج مسلم الأول من طريق همام عن أبي هريرة بلفظ " أن الله تعالى قال لي : أنفق أنفق عليك " الحديث , وفرقه البخاري كما سيأتي في كتاب التوحيد , وليس في روايته " قال لي " فدل على أن المراد بقوله في رواية الباب " يا ابن آدم " النبي صلى الله عليه وسلم , ويحتمل أن يراد جنس بني آدم ويكون تخصيصه صلى الله عليه وسلم بإضافته إلى نفسه لكونه رأس الناس , فتوجه الخطاب إليه ليعمل به ويبلغ أمته , وفي ترك تقييد النفقة بشيء معين ما يرشد إلى أن الحث على الإنفاق يشمل جميع أنواع الخير , وسيأتي شرح حديث شعيب مبسوطا في التوحيد إن شاء الله تعالى
يتبع | |
| | | نسمة الإسلام نــائب المديــــر
عدد الرسائل : 1266 العمر : 40 العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج تاريخ التسجيل : 21/11/2009
| موضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض السبت نوفمبر 21, 2009 3:20 pm | |
| حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث قال حدثني ابن الهاد عن عمرو مولى المطلب عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن الله قال إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة يريد عينيه تابعه أشعث بن جابر وأبو ظلال بن هلال عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم
فتح الباري بشرح صحيح البخاري قوله ( حدثني ابن الهاد ) في رواية المصنف في " الأدب المفرد " عن عبد الله بن صالح عن الليث " حدثني يزيد بن الهاد " وهو يزيد بن عبد الله بن أسامة .
قوله : ( عن عمرو ) أي ابن أبي عمرو ميسرة ( مولى المطلب ) أي ابن عبد الله بن حنطب .
قوله : ( إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه ) بالتثنية , وقد فسرهما آخر الحديث بقوله " يريد عينيه " ولم يصرح بالذي فسرهما , والمراد بالحبيبتين المحبوبتان لأنهما أحب أعضاء الإنسان إليه , لما يحصل له بفقدهما من الأسف على فوات رؤية ما يريد رؤيته من خير فيسر به , أو شر فيجتنبه .
قوله : ( فصبر ) زاد الترمذي في روايته عن أنس " واحتسب " وكذا لابن حبان والترمذي من حديث أبي هريرة , ولابن حبان من حديث ابن عباس أيضا , والمراد أنه يصبر مستحضرا ما وعد الله به الصابر من الثواب , لا أن يصبر مجردا عن ذلك , لأن الأعمال بالنيات , وابتلاء الله عبده في الدنيا ليس من سخطه عليه بل إما لدفع مكروه أو لكفارة ذنوب أو لرفع منزلة , فإذا تلقى ذلك بالرضا تم له المراد وإلا يصير كما جاء في حديث سلمان " أن مرض المؤمن يجعله الله له كفارة ومستعتبا , وأن مرض الفاجر كالبعير عقله أهله ثم أرسلوه فلا يدري لم عقل ولم أرسل " أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " موقوفا .
قوله : ( عوضته منهما الجنة ) وهذا أعظم العوض , لأن الالتذاذ بالبصر يفنى بفناء الدنيا والالتذاذ بالجنة باق ببقائها , وهو شامل لكل من وقع له ذلك بشرط المذكور . ووقع في حديث أبي أمامة فيه قيد آخر أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " بلفظ " إذا أخذت كريمتيك فصبرت عند الصدمة واحتسبت " فأشار إلى أن الصبر النافع هو ما يكون في أول وقوع البلاء فيفوض ويسلم , وإلا فمتى تضجر وتقلق في أول وهلة ثم يئس فيصبر لا يكون حصل المقصود , وقد مضى حديث أنس في الجنائز " إنما الصبر عند الصدمة الأولى " وقد وقع في حديث العرباض فيما صححه ابن حبان فيه بشرط آخر ولفظه " إذا سلبت من عبدي كريمتيه وهو بهما ضنين لم أرض له ثوابا دون الجنة إذا هو حمدني عليهما " ولم أر هذه الزيادة في غير هذه الطريق , وإذا كان ثواب من وقع له ذلك الجنة فالذي له أعمال صالحة أخرى يزاد في رفع الدرجات .
قوله : ( تابعه أشعث بن جابر وأبو ظلال بن هلال عن أنس ) أما متابعة أشعث بن جابر وهو ابن عبد الله بن جابر نسب إلى جده وهو أبو عبد الله الأعمى البصري الحداني بضم الحاء وتشديد الدال المهملتين , وحدان بطن من الأزد , ولهذا يقال له الأزدي , وهو الحملي بضم المهملة وسكون الميم وهو مختلف فيه , وقال الدارقطني يعتد به وليس له في البخاري إلا هذا الموضع فأخرجها أحمد بلفظ " قال ربكم من أذهبت كريمتيه ثم صبر واحتسب كان ثوابه الجنة " . وأما متابعة أبي ظلال فأخرجها عبد بن حميد عن يزيد بن هارون عنه قال " دخلت على أنس فقال لي : أدنه , متى ذهب بصرك ؟ قلت : وأنا صغير . قال : ألا أبشرك ؟ قلت : بلى " فذكر - الحديث بلفظ " ما لمن أخذت كريمتيه عندي جزاء إلا الجنة " وأخرج الترمذي من وجه آخر عن أبي ظلال بلفظ " إذا أخذت كريمتي عبدي في الدنيا لم يكن له جزاء عندي إلا الجنة " . ( تنبيه ) : ر الظاء المشالة المعجمة والتخفيف اسمه هلال , والذي وقع في الأصل أبو ظلال بن هلال صوابه إما أبو ظلال هلال بحذف " ابن " وإما أبو ظلال بن أبي هلال بزيادة " أبي " واختلف في اسم أبيه فقيل ميمون وقيل سويد وقيل يزيد وقيل زيد , وهو ضعيف عند الجميع , إلا أن البخاري قال إنه مقارب الحديث , وليس له في صحيحه غير هذه المتابعة . وذكر المزي في ترجمته أن ابن حبان ذكره في الثقات , وليس بجيد , لأن ابن حبان ذكره في الضعفاء فقال : لا يجوز الاحتجاج به , وإنما ذكر في الثقات هلال بن أبي هلال آخر روى عنه يحيى بن المتوكل , وقد فرق البخاري بينهما , ولهم شيخ ثالث يقال له هلال بن أبي هلال تابعي أيضا روى عنه ابنه محمد , وهو أصلح حالا في الحديث منهما , والله أعلم .
يتبع | |
| | | نسمة الإسلام نــائب المديــــر
عدد الرسائل : 1266 العمر : 40 العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج تاريخ التسجيل : 21/11/2009
| موضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض السبت نوفمبر 21, 2009 3:21 pm | |
| حدثني عبد الله بن محمد حدثنا هشام أخبرنا معمر عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك
فتح الباري بشرح صحيح البخاري حديث أبي هريرة رفعه " كل عمل ابن آدم له إلا الصوم " الحديث من أجل قوله : " أطيب عند الله من ريح المسك " وقد تقدم شرحه مستوفى في كتاب الصيام , وقوله هنا : " فإنه لي وأنا أجزي به " ظاهر سياقه أنه من كلام النبي صلى الله عليه وسلم , وليس كذلك وإنما هو من كلام الله عز وجل . وهو من رواية النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل , كذلك أخرجه المصنف في التوحيد من رواية محمد بن زياد عن أبي هريرة " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يرويه عن ربكم عز وجل , قال : لكل عمل كفارة فالصوم لي وأنا أجزي به " الحديث . وأخرجه الشيخان من رواية الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف , قال الله عز وجل : إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به " ولمسلم من طريق ضرار بن مرة عن أبي صالح عن أبي هريرة وأبي سعد قالا : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل يقول : " إن الصوم لي وأنا أجزي به " وقد تقدم شرح هذا الحديث مستوفى في كتاب الصيام مع الإشارة إلى ما بينت هنا , وذكرت أقوال العلماء في معنى إضافته سبحانه وتعالى الصيام إليه بقوله : " فإنه في " ونقلت عن أبي الخير الطالقاني أنه أجاب عنه بأجوبة كثيرة نحو الخمسين , وأنني لم أقف عليه , وقد يسر الله تعالى الوقوف على كلامه , وتتبعت ما ذكره متأملا فلم أجد فيه زيادة على الأجوبة العشرة التي حررتها هناك إلا إشارات صوفية وأشياء تكررت معنى وإن تغايرت لفظا وغالبها يمكن ردها إلى ما ذكرته , فمن ذلك قوله لأنه عبادة خالية عن السعي , وإنما هي ترك محض . وقوله : يقول هو لي فلا يشغلك ما هو لك عما هو في . وقوله : من شغله ما لي عني أعرضت عنه وإلا كنت له عوضا عن الكل . وقوله لا يقطعك ما لي عني . وقوله : لا يشغلك الملك عن المالك . وقوله : فلا تطلب غيري . وقوله : فلا يفسد ما لي عليك بك . وقوله : فاشكرني على أن جعلتك محلا للقيام بما هو لي . وقوله : فلا تجعل لنفسك فيه حكما . وقوله فمن ضيع حرمة ما لي ضيعت حرمة ما له لأن فيه جبر الفرائض والحدود . وقوله فمن أداه بما لي وهو نفسه صح البيع . وقوله فكن حيث تصلح أن تؤدي ما لي . وقوله أضافه إلى نفسه لأن به يتذكر العبد نعمة الله عليه في الشبع . وقوله لأن فيه تقديم رضا الله على هوى النفس . وقوله لأن فيه التمييز بين الصائم المطيع وبين الآكل العاصي . وقوله : لأنه كان محل نزول القرآن . وقوله لأن ابتداءه على المشاهدة وانتهاءه على المشاهدة لحديث " صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته " وقوله . لأن فيه رياضة النفس بترك المألوفات . وقوله لأن فيه حفظ الجوارح عن المخالفات . وقوله : لأن فيه قطع الشهوات . وقوله لأن فيه مخالفة النفس بترك محبوبها وفي مخالفة النفس موافقة الحق . وقوله : لأن فيه فرحة اللقاء . وقوله لأن فيه مشاهدة الآمر به . وقوله لأن فيه مجمع العبادات لأن مدارها على الصبر والشكر وهما حاصلان فيه . وقوله معناه الصائم لي لأن الصوم صفة الصائم وقوله معنى الإضافة الإشارة إلى الحماية لئلا يطمع الشيطان في إفساده . وقوله لأنه عبادة استوى فيها الحر والعبد والذكر والأنثى , وهذا عنوان ما ذكره مع إسهاب في العبارة , ولم أستوعب ذلك لأنه ليس على شرطي في هذا الكتاب , وإنما كنت أجد النفس متشوقة إلى الوقوف على تلك الأجوبة , وغالب من نقل عنه من شيوخنا لا يسوقها وإنما يقتصر على أن الطالقاني أجاب عنه بنحو من خمسين أو ستين جوابا ولا يذكر منه شيئا , فلا أدري أتركوه إعراضا أو مللا , أو اكتفى الذي وقف عليه أولا بالإشارة ولم يقف عليه من جاء من بعده , والله أعلم .
يتبع | |
| | | نسمة الإسلام نــائب المديــــر
عدد الرسائل : 1266 العمر : 40 العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج تاريخ التسجيل : 21/11/2009
| موضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض السبت نوفمبر 21, 2009 3:22 pm | |
| حدثنا موسى حدثنا عبد الواحد حدثنا عمارة حدثنا أبو زرعة قال دخلت مع أبي هريرة دارا بالمدينة فرأى أعلاها مصورا يصور قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي فليخلقوا حبة وليخلقوا ذرة ثم دعا بتور من ماء فغسل يديه حتى بلغ إبطه فقلت يا أبا هريرة أشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال منتهى الحلية
فتح الباري بشرح صحيح البخاري قوله : ( عبد الواحد ) هو ابن زياد , وعمارة هو ابن القعقاع .
قوله : ( حدثنا أبو زرعة ) هو ابن عمرو بن جرير .
قوله : ( دخلت مع أبي هريرة ) جاء عن أبي زرعة المذكور حديث آخر بسند آخر أخرجه أبو داود والنسائي وصححه ابن حبان والحاكم من طريق علي بن مدرك عن عبد الله بن نجي بنون وجيم مصغر عن أبيه عن علي رفعه " لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة " .
قوله : ( دارا بالمدينة ) هي لمروان بن الحكم , وقع ذلك في رواية محمد بن فضيل عن عمارة بن القعقاع عند مسلم من هذا الوجه , وعند مسلم أيضا والإسماعيلي من طريق جرير عن عمارة " دارا تبنى لسعيد أو لمروان " بالشك , وسعيد هو ابن العاص بن سعيد الأموي , وكان هو ومروان بن الحكم يتعاقبان إمرة المدينة لمعاوية , والرواية الجازمة أولى .
قوله : ( مصورا يصور ) ر الموحدة وضم الصاد المهملة وفتح الواو ثم راء منونة , وهو بعيد .
قوله : ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي ) هكذا في البخاري , وقد وقع نحو ذلك في حديث آخر لأبي هريرة تقدم قريبا في " باب ما يذكر في المسك " وفيه حذف بينه ما وقع في رواية جرير المذكورة " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى : " ومن أظلم " إلخ , ونحوه في رواية ابن فضيل , وقوله : " ذهب " أي قصد وقوله : " كخلقي " التشبيه في فعل الصورة وحدها لا من كل الوجوه , قال ابن بطال : فهم أبو هريرة أن التصوير يتناول ما له ظل وما ليس له ظل , فلهذا أنكر ما ينقش في الحيطان . قلت : هو ظاهر من عموم اللفظ , ويحتمل أن يقصر على ما له ظل من جهة قوله : " كخلقي " فإن خلقه الذي اخترعه ليس صورة في حائط بل هو خلق تام , لكن بقية الحديث تقتضي تعميم الزجر عن تصوير كل شيء وهي قوله : " فليخلقوا حبة وليخلقوا ذرة " وهي بفتح المعجمة وتشديد الراء , ويجاب عن ذلك بأن المراد إيجاد حبة على الحقيقة لا تصويرها . ووقع لابن فضيل من الزيادة " وليخلقوا شعرة " والمراد بالحبة حبة القمح بقرينة ذكر الشعير , أو الحبة أعم , والمراد بالذرة النملة , والغرض تعجيزهم تارة بتكليفهم خلق حيوان وهو أشد وأخرى بتكليفهم خلق جماد وهو أهون , ومع ذلك لا قدرة لهم على ذلك .
قوله : ( ثم دعا بتور ) أي طلب تورا , وهو بمثناة إناء كالطست تقدم بيانه في كتاب الطهارة .
قوله : ( من ماء ) أي فيه ماء .
قوله : ( فغسل يديه حتى بلغ إبطه ) في هذه الرواية اختصار وبيانه في رواية جرير بلفظ " فتوضأ أبو هريرة فغسل يده حتى بلغ إبطه وغسل رجليه حتى بلغ ركبتيه " أخرجها الإسماعيلي , وقدم قصة الوضوء على قصة المصور , ولم يذكر مسلم قصة الوضوء هنا .
قوله : ( منتهى الحلية ) في رواية جرير " إنه منتهى الحلية " كأنه يشير إلى الحديث المتقدم في الطهارة في فصل الغرة والتحجيل في الوضوء , ويؤيده حديثه الآخر " تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء " وقد تقدم شرحه , والبحث في ذلك مستوفى هناك . وليس بين ما دل عليه الخبر من الزجر عن التصوير وبين ما ذكر من وضوء أبي هريرة مناسبة , وإنما أخبر أبو زرعة بما شاهد وسمع من ذلك .
يتبع | |
| | | نسمة الإسلام نــائب المديــــر
عدد الرسائل : 1266 العمر : 40 العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج تاريخ التسجيل : 21/11/2009
| موضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض السبت نوفمبر 21, 2009 3:23 pm | |
| حدثني بشر بن محمد أخبرنا عبد الله أخبرنا معاوية بن أبي مزرد قال سمعت عمي سعيد بن يسار يحدث عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ من خلقه قالت الرحم هذا مقام العائذ بك من القطيعة قال نعم أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك قالت بلى يا رب قال فهو لك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقرءوا إن شئتم م
فتح الباري بشرح صحيح البخاري قوله : ( عبد الله ) هو ابن المبارك , ومعاوية هو ابن أبي مزرد بضم الميم وفتح الزاي وتشديد الراء بعدها مهملة , تقدم ضبطه وتسميته في أول الزكاة , ولمعاوية بن أبي مزرد في هذا الباب حديث آخر وهو ثالث أحاديث الباب من طريق عائشة .
قوله : ( إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ ) تقدم تأويل فرغ في تفسير القتال , قال ابن أبي جمرة : يحتمل أن يكون المراد بالخلق جميع المخلوقات , ويحتمل أن يكون المراد به المكلفين . وهذا القول يحتمل أن يكون بعد خلق السماوات والأرض وإبرازها في الوجود , ويحتمل أن يكون بعد خلقها كتبا في اللوح المحفوظ ولم يبرز بعد إلا اللوح والقلم , ويحتمل أن يكون بعد انتهاء خلق أرواح بني آدم عند قوله : ( ألست بربكم ) لما أخرجهم من صلب آدم عليه السلام مثل الذر .
قوله : ( قامت الرحم فقالت ) قال ابن أبي جمرة : يحتمل أن يكون بلسان الحال ويحتمل أن يكون بلسان المقال قولان مشهوران , والثاني أرجح . وعلى الثاني فهل تتكلم كما هي أو بخلق الله لها عند كلامها حياة وعقلا ؟ قولان أيضا مشهوران , والأول أرجح لصلاحية القدرة العامة لذلك , ولما في الأولين من تخصيص عموم لفظ القرآن والحديث بغير دليل , ولما يلزم منه من حصر قدرة القادر التي لا يحصرها شيء . قلت : وقد تقدم في تفسير القتال حمل عياض له على المجاز , وأنه من باب ضرب المثل , وقوله أيضا يجوز أن يكون الذي نسب إليه القول ملكا يتكلم على لسان الرحم , وتقدم أيضا ما يتعلق بزيادة في هذا الحديث من وجه آخر عن معاوية بن أبي مزرد وهي قوله : " فأخذت بحقو الرحمن " ووقع في حديث ابن عباس عند الطبراني " إن الرحم أخذت بحجزة الرحمن " وحكى شيخنا في " شرح الترمذي " أن المراد بالحجزة هنا قائمة العرش , وأيد ذلك بما أخرجه مسلم من حديث عائشة " إن الرحم أخذت بقائمة من قوائم العرش " وتقدم أيضا ما يتعلق بقوله : " هذا مقام العائذ بك من القطيعة " في تفسير القتال , ووقع في رواية حبان بن موسى عن ابن المبارك بلفظ " هذا مكان " بدل " مقام " وهو تفسير المراد أخرجه النسائي .
قوله : ( أصل من وصلك وأقطع من قطعك ) في ثاني أحاديث الباب من وجه آخر عن أبي هريرة " من وصلك وصلته ومن قطعك قطعته " قال ابن أبي جمرة : الوصل من الله كناية عن عظيم إحسانه , وإنما خاطب الناس بما يفهمون , ولما كان أعظم ما يعطيه المحبوب لمحبه الوصال وهو القرب منه وإسعافه بما يريد ومساعدته على ما يرضيه , وكانت حقيقة ذلك مستحيلة في حق الله تعالى , عرف أن ذلك كناية عن عظيم إحسانه لعبده . قال : وكذا القول في القطع , هو كناية عن حرمان الإحسان . وقال القرطبي : وسواء قلنا إنه يعني القول المنسوب إلى الرحم على سبيل المجاز أو الحقيقة أو إنه على جهة التقدير والتمثيل كأن يكون المعنى : لو كانت الرحم ممن يعقل ويتكلم لقالت كذا , ومثله ( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا ) الآية , وفي آخرها ( وتلك الأمثال نضربها للناس ) فمقصود هذا الكلام الإخبار بتأكد أمر صلة الرحم , وأنه تعالى أنزلها منزلة من استجار به فأجاره فأدخله في حمايته , وإذا كان كذلك فجار الله غير مخذول , وقد قال صلى الله عليه وسلم : " من صلى الصبح فهو في ذمة الله , وإن من يطلبه الله بشيء من ذمته يدركه ثم يكبه على وجهه في النار " أخرجه مسلم .
يتبع | |
| | | نسمة الإسلام نــائب المديــــر
عدد الرسائل : 1266 العمر : 40 العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج تاريخ التسجيل : 21/11/2009
| موضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض السبت نوفمبر 21, 2009 3:28 pm | |
| حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان حدثنا عبد الله بن دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الرحم شجنة من الرحمن فقال الله من وصلك وصلته ومن قطعك قطعته
فتح الباري بشرح صحيح البخاري قوله : ( حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان بن بلال حدثنا عبد الله بن دينار ) لسليمان في هذا المعنى ثلاثة أحاديث : أحدها : هذا , والآخر : الحديث الذي قبله - وقد سبق من طريقه في تفسير القتال ويأتي في التوحيد .
قوله : ( الرحم شجنة ) ر المعجمة وسكون الجيم بعدها نون , وجاء بضم أوله وفتحه رواية ولغة . وأصل الشجنة عروق الشجر المشتبكة , والشجن بالتحريك واحد الشجون وهي طرق الأودية , ومنه قولهم : " الحديث ذو شجون " أي يدخل بعضه في بعض . وقوله : " من الرحمن " أي أخذ اسمها من هذا الاسم كما في حديث عبد الرحمن بن عوف في السنن مرفوعا " أنا الرحمن , خلقت الرحم وشققت لها اسما من اسمي " والمعنى أنها أثر من آثار الرحمة مشتبكة بها ; فالقاطع لها منقطع من رحمة الله . وقال الإسماعيلي : معنى الحديث أن الرحم اشتق اسمها من اسم الرحمن فلها به علقة , وليس معناه أنها من ذات الله . تعالى الله عن ذلك . قال القرطبي : الرحم التي توصل عامة وخاصة , فالعامة رحم الدين وتجب مواصلتها بالتوادد والتناصح والعدل والإنصاف والقيام بالحقوق الواجبة والمستحبة . وأما الرحم الخاصة فتزيد للنفقة على القريب وتفقد أحوالهم والتغافل عن زلاتهم . وتتفاوت مراتب استحقاقهم في ذلك كما في الحديث الأول من كتاب الأدب " الأقرب فالأقرب " وقال ابن أبي جمرة : تكون صلة الرحم بالمال , وبالعون على الحاجة , وبدفع الضرر , وبطلاقة الوجه , وبالدعاء . والمعنى الجامع إيصال ما أمكن من الخير , ودفع ما أمكن من الشر بحسب الطاقة , وهذا إنما يستمر إذا كان أهل الرحم أهل استقامة , فإن كانوا كفارا أو فجارا فمقاطعتهم في الله هي صلتهم , بشرط بذل الجهد في وعظهم , ثم إعلامهم إذا أصروا أن ذلك بسبب تخلفهم عن الحق , ولا يسقط مع ذلك صلتهم بالدعاء لهم بظهر الغيب أن يعودوا إلى الطريق المثلى .
قوله : ( فقال الله ) زاد الإسماعيلي في روايته " لها " وهذه الفاء عاطفة على شيء محذوف , وأحسن ما يقدر له ما في الحديث الذي قبله " فقالت : هذا مقام العائذ بك من القطيعة , فقال الله إلخ " .
يتبع | |
| | | نسمة الإسلام نــائب المديــــر
عدد الرسائل : 1266 العمر : 40 العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج تاريخ التسجيل : 21/11/2009
| موضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض السبت نوفمبر 21, 2009 3:32 pm | |
| حدثنا عمرو بن علي حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج قال أخبرني موسى بن عقبة عن نافع عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا أحب الله عبدا نادى جبريل إن الله يحب فلانا فأحبه فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في أهل الأرض
فتح الباري بشرح صحيح البخاري قوله : ( أبو عاصم ) هو النبيل , وهو من كبار شيوخ البخاري وربما روى عنه بواسطة مثل هذا , فقد علقه في بدء الخلق لأبي عاصم وقد نبهت عليه ثم .
قوله : ( عن نافع ) هو مولى ابن عمر , قال البزار بعد أن أخرجه عن عمرو بن علي الفلاس شيخ البخاري فيه : لم يروه عن نافع إلا موسى بن عقبة , ولا عن موسى إلا ابن جريج . قلت : وقد رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم ثوبان عند أحمد والطبراني في " الأوسط " وأبو أمامة عند أحمد , ورواه عن أبي هريرة أبو صالح عند المصنف في التوحيد وأخرجه مسلم والبزار .
قوله : ( إذا أحب الله العبد ) وقع في بعض طرقه بيان سبب هذه المحبة والمراد بها , ففي حديث ثوبان " إن العبد ليلتمس مرضاة الله تعالى فلا يزال كذلك حتى يقول : يا جبريل إن عبدي فلانا يلتمس أن يرضيني , ألا وإن رحمتي غلبت عليه " الحديث أخرجه أحمد والطبراني في " الأوسط " ويشهد له حديث أبي هريرة الآتي في الرقاق ففيه : " ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه " الحديث .
قوله : ( إن الله يحب فلانا فأحبه ) بفتح الموحدة المشددة ويجوز الضم , ووقع في حديث ثوبان " فيقول جبريل : رحمة الله على فلان , وتقوله حملة العرش " .
قوله : ( فينادي جبريل في أهل السماء إلخ ) في حديث ثوبان أهل السماوات السبع .
قوله : ( ثم يوضع له القبول في أهل الأرض ) زاد الطبراني في حديث ثوبان " ثم يهبط إلى الأرض , ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا ) وثبتت هذه الزيادة في آخر هذا الحديث عند الترمذي وابن حاتم من طريق سهيل عن أبيه , وقد أخرج مسلم إسنادها ولم يسق اللفظ , وزاد مسلم فيه " وإذا أبغض عبدا دعا جبريل " فساقه على منوال الحب وقال في آخره " ثم يوضع له البغضاء في الأرض " ونحوه في حديث أبي أمامة عند أحمد , وفي حديث ثوبان عند الطبراني " وإن العبد يعمل بسخط الله فيقول الله يا جبريل إن فلانا يستسخطني " فذكر الحديث على منوال الحب أيضا وفيه " فيقول جبريل : سخطة الله على فلان " وفي آخره مثل ما في الحب " حتى يقوله أهل السماوات السبع , ثم يهبط إلى الأرض " وقوله : " يوضع له القبول " هو من قوله تعالى : ( فتقبلها ربها بقبول حسن ) أي رضيها , قال المطرزي : القبول مصدر لم أسمع غيره بالفتح ; وقد جاء مفسرا في رواية القعنبي " فيوضع له المحبة " والقبول الرضا بالشيء وميل النفس إليه , وقال ابن القطاع : قبل الله منك قبولا والشيء والهدية أخذت . والخبر صدق , وفي التهذيب : عليه قبول إذا كانت العين تقبله , والقبول من الريح الصبا لأنها تستقبل الدبور , والقبول أن يقبل العفو والعافية وغير ذلك , وهو اسم للمصدر أميت الفعل منه . وقال أبو عمرو بن العلاء : القبول بفتح القاف لم أسمع غيره , يقال فلان عليه قبول إذا قبلته النفس , وتقبلت الشيء قبولا . ونحوه لابن الأعرابي وزاد : قبلته قبولا بالفتح والضم , وكذا قبلت هديته عن اللحياني . قال ابن بطال : في هذه الزيادة رد على ما يقوله القدرية إن الشر من فعل العبد وليس من خلق الله انتهى . والمراد بالقبول في حديث الباب قبول القلوب له بالمحبة والميل إليه والرضا عنه , ويؤخذ منه أن محبة قلوب الناس علامة محبة الله , ويؤيده ما تقدم في الجنائز " أنتم شهداء الله في الأرض " والمراد بمحبة الله إرادة الخير للعبد وحصول الثواب له , وبمحبة الملائكة استغفارهم له وإرادتهم خير الدارين له وميل قلوبهم إليه لكونه مطيعا لله محبا له , ومحبة العباد له اعتقادهم فيه الخير وإرادتهم دفع الشر عنه ما أمكن , وقد تطلق محبة الله تعالى للشيء على إرادة إيجاده وعلى إرادة تكميله , والمحبة التي في هذا الباب من القبيل الثاني , وحقيقة المحبة عند أهل المعرفة من المعلومات التي لا تحد وإنما يعرفها من قامت به وجدانا لا يمكن التعبير عنه , والحب على ثلاثة أقسام : إلهي وروحاني وطبيعي , وحديث الباب يشتمل على هذه الأقسام الثلاثة , فحب الله العبد حب إلهي , وحب جبريل والملائكة له حب روحاني , وحب العباد له حب طبيعي .
يتبع | |
| | | نسمة الإسلام نــائب المديــــر
عدد الرسائل : 1266 العمر : 40 العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج تاريخ التسجيل : 21/11/2009
| موضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض السبت نوفمبر 21, 2009 3:34 pm | |
| حدثنا مسدد حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن صفوان بن محرز أن رجلا سأل ابن عمر كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في النجوى قال يدنو أحدكم من ربه حتى يضع كنفه عليه فيقول عملت كذا وكذا فيقول نعم ويقول عملت كذا وكذا فيقول نعم فيقرره ثم يقول إني سترت عليك في الدنيا فأنا أغفرها لك اليوم
فتح الباري بشرح صحيح البخاري قوله : ( عن صفوان بن محرز ) ر الراء ثم الزاي ما له في البخاري سوى هذا الحديث وآخر تقدم في بدء الخلق عنه عن عمران بن حصين وقد ذكرهما في عدة مواضع .
قوله : ( أن رجلا سأل ابن عمر ) في رواية همام عن قتادة الماضية في المظالم عن صفوان قال " بينما أنا أمشي مع ابن عمر آخذ بيده " وفي رواية سعيد وهشام عن قتادة في تفسير هود " بينما ابن عمر يطوف إذ عرض له رجل " ولم أقف على اسم السائل لكن يمكن أن يكون هو سعيد بن جبير فقد أخرج الطبراني من طريقه قال " قلت لابن عمر حدثني " فذكر الحديث .
قوله : ( كيف سمعت ) في رواية سعيد وهشام " فقال يا أبا عبد الرحمن " وهي كنية عبد الله بن عمر . قوله : ( كيف سمعت رسول الله يقول في النجوى ) هي ما تكلم به المرء يسمع نفسه ولا يسمع غيره , أو يسمع غيره سرا دون من يليه , قال الراغب : ناجيته إذا ساررته , وأصله أن تخلو في نجوة من الأرض , وقيل أصله من النجاة وهي أن تنجو بسرك من أن يطلع عليه , والنجوى أصله المصدر , وقد يوصف بها فيقال هو نجوى وهم نجوى , والمراد بها هنا المناجاة التي تقع من الرب سبحانه وتعالى يوم القيامة مع المؤمنين , وقال الكرماني : أطلق على ذلك النجوى لمقابلة مخاطبة الكفار على رءوس الأشهاد هناك .
قوله : ( يدنو أحدكم من ربه ) في رواية سعيد بن أبي عروبة " يدنو المؤمن من ربه " أي يقرب منه قرب كرامة وعلو منزلة .
قوله : ( حتى يضع كنفه ) بفتح الكاف والنون بعدها فاء أي جانبه , والكنف أيضا الستر وهو المراد هنا , والأول مجاز في حق الله تعالى كما يقال فلان في كنف فلان أي في حمايته وكلاءته . وذكر عياض أن بعضهم صحفه تصحيفا شنيعا فقال بالمثناة بدل النون ويؤيد الرواية الصحيحة أنه وقع في رواية سعيد بن جبير بلفظ " يجعله في حجابه " زاد في رواية همام " وستره " .
قوله : ( فيقول عملت كذا وكذا ) في رواية همام فيقول " أتعرف ذنب كذا وكذا " زاد في رواية سعيد وهشام " فيقرره بذنوبه " وفي رواية سعيد بن جبير " فيقول له اقرأ صحيفتك فيقرأ , ويقرره بذنب ذنب , ويقول أتعرف أتعرف " .
قوله : ( فيقول نعم ) زاد في رواية همام " أي رب " وفي رواية سعيد وهشام " فيقول أعرف " .
قوله : ( ثم يقول إني سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم ) الحنة " الحديث , فدل هذا الحديث على أن المراد بالذنوب في حديث ابن عمر ما يكون بين المرء وربه سبحانه وتعالى دون مظالم العباد , فمقتضى الحديث أنها تحتاج إلى المقاصصة , ودل حديث الشفاعة أن بعض المؤمنين من العصاة يعذب بالنار ثم يخرج منها بالشفاعة كما تقدم تقريره في كتاب الإيمان , فدل مجموع الأحاديث على أن العصاة من المؤمنين في القيامة على قسمين : أحدهما من معصيته بينه وبين ربه , فدل حديث ابن عمر على أن هذا القسم على قسمين : قسم تكون معصيته مستورة في الدنيا فهذا الذي يسترها الله عليه في القيامة وهو بالمنطوق , وقسم تكون معصيته مجاهرة فدل مفهومه على أنه بخلاف ذلك . والقسم الثاني من تكون معصيته بينه وبين العباد فهم على قسمين أيضا : قسم ترجح سيئاتهم على حسناتهم فهؤلاء يقعون في النار ثم يخرجون بالشفاعة , وقسم تتساوى سيئاتهم وحسناتهم فهؤلاء لا يدخلون الجنة حتى يقع بينهم التقاص كما دل عليه حديث أبي سعيد , وهذا كله بناء على ما دلت عليه الأحاديث الصحيحة أن يفعله باختياره , وإلا فلا يجب على الله شيء وهو يفعل في عباده ما يشاء .
يتبع | |
| | | نسمة الإسلام نــائب المديــــر
عدد الرسائل : 1266 العمر : 40 العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج تاريخ التسجيل : 21/11/2009
| موضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض السبت نوفمبر 21, 2009 3:35 pm | |
| حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب أخبرني أبو سلمة قال قال أبو هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله يسب بنو آدم الدهر وأنا الدهر بيدي الليل والنهار
فتح الباري بشرح صحيح البخاري قوله ( الليث عن يونس عن ابن شهاب ) قال أبو علي الجياني هكذا للجميع إلا لأبي علي بن السكن فقال فيه " الليث عن عقيل عن ابن شهاب " وهكذا وقع في " الزهريات للذهلي " من روايته عن أبي صالح عن الليث , ولكن لفظه " لا يسب ابن آدم الدهر " قال أبو علي الجياني الحديث محفوظ ليونس عن ابن شهاب أخرجه مسلم من طريق ابن وهب عنه . قلت الحديث عند الليث عن شيخين , وقد أخرجه يعقوب بن سفيان وأبو نعيم من طريقه قال " حدثنا أبو صالح وابن بكير قالا حدثنا الليث حدثني يونس به " .
قوله ( قال الله يسب بنو آدم الدهر , وأنا الدهر , بيدي الليل والنهار ) هذه رواية يونس بن يزيد عن الزهري , ورواية معمر بعدها بلفظ " ولا تقولوا يا خيبة الدهر , فإن الله هو الدهر " وأوله " لا تسموا العنب الكرم " ويأتي شرحه في الباب الذي بعده , وقد اختلف على معمر فيه شيخ الزهري فقال عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن معمر عنه عن أبي سلمة , وقال عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة ولفظه " قال الله يؤذيني ابن آدم يقول يا خيبة الدهر " الحديث أخرجه مسلم , وهكذا قال سفيان بن عيينة عن الزهري عن سعيد أخرجه أحمد عنه ولفظه " يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر , بيدي الأمر أقلب الليل والنهار " وقد مضى في التفسير من هذا الوجه , وسيأتي في التوحيد , وهكذا أخرجه مسلم وغيره من رواية سفيان بن عيينة . قال ابن عبد البر الحديثان للزهري عن أبي سلمة وعن سعيد بن المسيب جميعا صحيحان قلت : قال النسائي كلاهما محفوظ , لكن حديث أبي سلمة أشهرهما , قلت ولعبد الرزاق فيه عن معمر إسناد آخر أخرجه مسلم أيضا من طريقه فقال " عن أيوب عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة " بلفظ " لا يسب أحدكم الدهر , فإن الله هو الدهر ; ولا يقولن أحدكم للعنب الكرم " الحديث , وأخرجه أحمد من رواية همام عن أبي هريرة بلفظ " لا يقل ابن آدم يا خيبة الدهر , إني أنا الدهر , أرسل الليل والنهار , فإذا شئت قبضتهما " وأخرجه مالك في " الموطأ " عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة بلفظ " لا يقولن أحدكم " والباقي مثل رواية الأعلى عن معمر , لكن وقع في رواية يحيى بن يحيى الليثي عن مالك في آخره " فإن الدهر هو الله " قال ابن عبد البر خالف جميع الرواة عن مالك , وجميع رواة الحديث مطلقا , فإن الجميع قالوا " فإن الله هو الدهر " وأخرجه أحمد من وجه آخر عن أبي هريرة بلفظ " لا تسبوا الدهر فإن الله قال : أنا الدهر , الأيام والليالي لي أجددها وأبليها , وآتي بملوك بعد ملوك " وسنده صحيح .
يتبع | |
| | | نسمة الإسلام نــائب المديــــر
عدد الرسائل : 1266 العمر : 40 العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج تاريخ التسجيل : 21/11/2009
| موضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض السبت نوفمبر 21, 2009 3:36 pm | |
| حدثنا يحيى بن جعفر حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن همام عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا فلما خلقه قال اذهب فسلم على أولئك النفر من الملائكة جلوس فاستمع ما يحيونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك فقال السلام عليكم فقالوا السلام عليك ورحمة الله فزادوه ورحمة الله فكل من يدخل الجنة على صورة آدم فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن
فتح الباري بشرح صحيح البخاري قوله ( حدثنا يحيى بن جعفر ) هو البيكندي .
قوله ( خلق الله آدم على صورته ) تقدم بيانه في بدء الخلق , واختلف إلى ماذا يعود الضمير ؟ فقيل : إلى آدم أي خلقه على صورته التي استمر عليها إلى أن أهبط وإلى أن مات , دفعا لتوهم من يظن أنه لما كان في الجنة كان على صفة أخرى , أو ابتدأ خلقه كما وجد لم ينتقل في النشأة كما ينتقل ولده من حالة إلى حالة . وقيل للرد على الدهرية أنه لم يكن إنسان إلا من نطفة ولا تكون نطفة إنسان إلا من إنسان ولا أول لذلك , فبين أنه خلق من أول الأمر على هذه الصورة . وقيل للرد على الطبائعيين الزاعمين أن الإنسان قد يكون من فعل الطبع وتأثيره , وقيل للرد على القدرية الزاعمين أن الإنسان يخلق فعل نفسه , وقيل إن لهذا الحديث سببا حذف من هذه الرواية وأن أوله قصة الذي ضرب عبده فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك وقال له إن الله خلق آدم على صورته , وقد تقدم بيان ذلك في كتاب العتق , وقيل الضمير لله وتمسك قائل ذلك بما ورد في بعض طرقه " على صورة الرحمن " والمراد بالصورة الصفة , والمعنى أن الله خلقه على صفته من العلم والحياة والسمع والبصر وغير ذلك , وإن كانت صفات الله تعالى لا يشبهها شيء . قوله ( اذهب فسلم على أولئك ) فيه إشعار بأنهم كانوا على بعد , واستدل به على إيجاب ابتداء السلام لورود الأمر به , وهو بعيد بل ضعيف لأنها واقعة حال لا عموم لها , وقد نقل ابن عبد البر الإجماع على أن الابتداء بالسلام سنة , ولكن في كلام المازري ما يقتضي إثبات خلاف في ذلك , كذا زعم بعض من أدركناه وقد راجعت كلام المازري وليس فيه ذلك فإنه قال : ابتداء السلام سنة ورده واجب . هذا هو المشهور عند أصحابنا , وهو من عبادات الكفاية , فأشار بقوله المشهور إلى الخلاف في وجوب الرد هل هو فرض عين أو كفاية ؟ وقد صرح بعد ذلك بخلاف أبي يوسف كما سأذكره بعد , نعم وقع في كلام القاضي عبد الوهاب فيما نقله عنه عياض قال : لا خلاف أن ابتداء السلام سنة أو فرض على الكفاية فإن سلم واحد من الجماعة أجزأ عنهم , قال عياض : معنى قوله فرض على الكفاية مع نقل الإجماع على أنه سنة أن إقامة السنن وإحياءها فرض على الكفاية .
قوله ( نفر من الملائكة ) بالخفض في الرواية , ويجوز الرفع والنصب , ولم أقف على تعيينهم .
قوله ( فاستمع ) في رواية الكشميهني " فاسمع " .
قوله ( ما يحيونك ) ر الجيم وسكون التحتانية بعدها موحدة من الجواب , وكذا هو في " الأدب المفرد " للمصنف عن عبد الله بن محمد بالسند المذكور .
قوله ( فإنها ) أي الكلمات التي يحيون بها أو يجيبون .
قوله ( تحيتك وتحية ذريتك ) أي من جهة الشرع , أو المراد بالذرية بعضهم وهم المسلمون . وقد أخرج البخاري في " الأدب المفرد " وابن ماجه وصححه ابن خزيمة من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن عائشة مرفوعا " ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدوكم على السلام والتأمين " وهو يدل على أنه شرع لهذه الأمة دونهم . وفي حديث أبي ذر الطويل في قصة إسلامه قال " وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم " فذكر الحديث وفيه " فكنت أول من حياه بتحية الإسلام فقال : وعليك ورحمة الله " أخرجه مسلم , وأخرج الطبراني والبيهقي في " الشعب " من حديث أبي أمامة رفعه " جعل الله السلام تحية لأمتنا وأمانا لأهل ذمتنا " وعند أبي داود من حديث عمران بن حصين " كنا نقول في الجاهلية : أنعم بك عينا , وأنعم صباحا " فلما جاء الإسلام نهينا عن ذلك ورجاله ثقات , لكنه منقطع . وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان قال " كانوا في الجاهلية يقولون : حييت مساء , حييت صباحا , فغير الله ذلك بالسلام " .
يتبع | |
| | | نسمة الإسلام نــائب المديــــر
عدد الرسائل : 1266 العمر : 40 العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج تاريخ التسجيل : 21/11/2009
| موضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض السبت نوفمبر 21, 2009 3:42 pm | |
| قوله ( فقال السلام عليكم ) ه , وسيأتي مزيد لذلك في " باب من رد فقال عليك السلام " إن شاء الله تعالى .
قوله ( فقالوا السلام عليك ورحمة الله ) كذا للأكثر في البخاري هنا , وكذا للجميع في بدء الخلق , ولأحمد ومسلم من هذا الوجه من رواية عبد الرزاق , ووقع هنا للكشميهني فقالوا وعليك السلام ورحمة الله , وعليها شرح الخطابي , واستدل برواية الأكثر لمن يقول يجزئ في الرد أن يقع باللفظ الذي يبتدأ به كما تقدم , قيل ويكفي أيضا الرد بلفظ الإفراد , وسيأتي البحث في ذلك " باب من رد فقال عليك السلام " .
قوله ( فزادوه ورحمة الله ) فيه مشروعية الزيادة في الرد على الابتداء , وهو مستحب بالاتفاق لوقوع التحية في ذلك في قوله تعالى ( فحيوا بأحسن منها أو ردوها ) فلو زاد المبتدئ " ورحمة الله " استحب أن يزاد " وبركاته " فلو زاد " وبركاته " فهل تشرع الزيادة في الرد ؟ وكذا لو زاد المبتدئ على " وبركاته " هل يشرع له ذلك ؟ أخرج مالك في الموطأ عن ابن عباس قال " انتهى السلام إلى البركة " وأخرج البيهقي في " الشعب " من طريق عبد الله بن بابه قال " جاء رجل إلى ابن عمر فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته , فقال : حسبك إلى وبركاته " انتهى إلى " وبركاته " ومن طريق زهرة بن معبد قال " قال عمر : انتهى السلام إلى وبركاته " ورجاله ثقات . وجاء عن ابن عمر الجواز , فأخرج مالك أيضا في " الموطأ " عنه أنه زاد في الجواب " والغاديات والرائحات " وأخرج البخاري في " الأدب المفرد " من طريق عمرو بن شعيب عن سالم مولى ابن عمر قال " كان ابن عمر يزيد إذا رد السلام , فأتيته مرة فقلت : السلام عليكم , فقال : السلام عليكم ورحمة الله . ثم أتيته فزدت " وبركاته " فرد وزاد " وطيب صلواته " ومن طريق زيد بن ثابت أنه كتب إلى معاوية " السلام عليكم يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ومغفرته وطيب صلواته " ونقل ابن دقيق العيد عن أبي الوليد بن رشد أنه يؤخذ من قوله تعالى ( فحيوا بأحسن منها ) الجواز في الزيادة على البركة إذا انتهى إليها المبتدئ . وأخرج أبو داود والترمذي والنسائي بسند قوي عن عمران بن حصين قال " جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : السلام عليكم , فرد عليه وقال : عشر . ثم جاء آخر , فقال السلام عليكم ورحمة الله , فرد عليه وقال : عشرون . ثم جاء آخر فزاد وبركاته , فرد وقال : ثلاثون " وأخرجه البخاري في " الأدب المفرد " من حديث أبي هريرة وصححه ابن حبان وقال " ثلاثون حسنة " وكذا فيما قبلها , صرح بالمعدود . وعند أبي نعيم في " عمل يوم وليلة " من حديث على أنه هو الذي وقع له مع النبي صلى الله عليه وسلم ذلك , وأخرج الطبراني من حديث سهل بن حنيف بسند ضعيف رفعه " من قال السلام عليكم كتب له عشر حسنات , ومن زاد ورحمة الله كتب له عشرون حسنة , ومن زاد وبركاته كتبت له ثلاثون حسنة " . وأخرج أبو داود من حديث سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه بسند ضعيف نحو حديث عمران وزاد في آخره " ثم جاء آخر فزاد ومغفرته , فقال أربعون , وقال : هكذا تكون الفضائل " وأخرج ابن السني في كتابه بسند واه من حديث أنس قال " كان رجل يمر فيقول السلام عليك يا رسول الله فيقول له وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه " وأخرج البيهقي في " الشعب " بسند ضعيف أيضا من حديث زيد بن أرقم " كنا إذا سلم علينا النبي صلى الله عليه وسلم قلنا : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته " وهذه الأحاديث الضعيفة إذا انضمت قوي ما اجتمعت عليه من مشروعية الزيادة على وبركاته . واتفق العلماء على أن الرد واجب على الكفاية , وجاء عن أبي يوسف أنه قال : يجب الرد على كل فرد فرد , واحتج له بحديث الباب ; لأن فيه " فقالوا السلام عليك " وتعقب بجواز أن يكون نسب إليهم والمتكلم به بعضهم , واحتج له أيضا بالاتفاق على أن من سلم على جماعة فرد عليه واحد من غيرهم لا يجزئ عنهم , وتعقب بظهور الفرق . واحتج للجمهور بحديث علي رفعه " يجزي عن الجماعة إذا مروا أن يسلم أحدهم , ويجزي عن الجلوس أن يرد أحدهم " أخرجه أبو داود والبزار , وفي سنده ضعف لكن له شاهد من حديث الحسن بن علي عند الطبراني وفي سنده مقال , وآخر مرسل في " الموطأ " عن زيد بن أسلم . واحتج ابن بطال بالاتفاق على أن المبتدئ لا يشترط في حقه تكرير السلام بعدد من يسلم عليهم كما في حديث الباب من سلام آدم وفي غيره من الأحاديث , قال : فكذلك لا يجب الرد على كل فرد فرد إذا سلم الواحد عليهم . واحتج الماوردي بصحة الصلاة الواحدة على العدد من الجنائز , وقال الحليمي : إنما كان الرد واجبا ; لأن السلام معناه الأمان , فإذا ابتدأ به المسلم أخاه فلم يجبه فإنه يتوهم منه الشر , فيجب عليه دفع ذلك التوهم عنه . انتهى كلامه . وسيأتي بيان معاني لفظ السلام في " باب السلام اسم من أسماء الله تعالى " ويؤخذ من كلامه موافقة القاضي حسين حيث قال : لا يجب رد السلام على من سلم عند قيامه من المجلس إذا كان سلم حين دخل , ووافقه المتولي , وخالفه المستظهري فقال : السلام سنة عند الانصراف فيكون الجواب واجبا , قال النووي : هذا هو الصواب , كذا قال .
قوله ( فكل من يدخل الجنة ) كذا للأكثر هنا وللجميع في بدء الخلق , ووقع هنا لأبي ذر " فكل من يدخل يعني الجنة " وكأن لفظ الجنة سقط من روايته فزاد فيه يعني .
قوله ( على صورة آدم ) تقدم شرح ذلك في بدء الخلق , قال المهلب : في هذا الحديث أن الملائكة يتكلمون بالعربية ويتحيون بتحية الإسلام . قلت : وفي الأول نظر لاحتمال أن يكون في الأزل بغير اللسان العربي , ثم لما حكى للعرب ترجم بلسانهم , ومن المعلوم أن من ذكرت قصصهم في القرآن من غير العرب نقل كلامهم بالعربي فلم يتعين أنهم تكلموا بما نقل عنهم بالعربي , بل الظاهر أن كلامهم ترجم بالعربي . وفيه الأمر بتعلم العلم من أهله والأخذ بنزول مع إمكان العلو , والاكتفاء في الخبر مع إمكان القطع بما دونه . وفيه أن المدة التي بين آدم والبعثة المحمدية فوق ما نقل عن الإخباريين من أهل الكتاب وغيرهم بكثير , وقد تقدم بيان ذلك ووجه الاحتجاج به في بدء الخلق .
يتبع | |
| | | نسمة الإسلام نــائب المديــــر
عدد الرسائل : 1266 العمر : 40 العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج تاريخ التسجيل : 21/11/2009
| موضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض السبت نوفمبر 21, 2009 3:44 pm | |
| حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا مالك عن ابن شهاب عن أبي عبد الله الأغر وأبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يتنزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له فتح الباري بشرح صحيح البخاري قوله ( يتنزل ربنا ) ر الزاي .
قوله ( حين يبقى ثلث الليل ) قال ابن بطال : ترجم بنصف الليل وساق في الحديث أن التنزل يقع ثلث الليل , لكن المصنف عول على ما في الآية وهي قوله تعالى ( قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه ) فأخذ الترجمة من دليل القرآن , وذكر النصف فيه يدل على تأكيد المحافظة على وقت التنزل قبل دخوله ليأتي وقت الإجابة والعبد مرتقب له مستعد للقائه . وقال الكرماني : لفظ الخبر " حين يبقى ثلث الليل " وذلك يقع في النصف الثاني انتهى . والذي يظهر لي أن البخاري جرى على عادته فأشار إلى الرواية التي وردت بلفظ النصف , فقد أخرجه أحمد عن يزيد بن هارون عن محمد بن عمر , وعن أبي سلمة عن أبي هريرة بلفظ " ينزل الله إلى السماء الدنيا نصف الليل الأخير أو ثلث الليل الآخر " وأخرجه الدارقطني في كتاب الرؤيا من رواية عبيد الله العمري عن سعيد المقبري عن أبي هريرة نحوه , ومن طريق حبيب بن أبي ثابت عن الأغر عن أبي هريرة بلفظ " شطر الليل " من غير تردد , وسأستوعب ألفاظه في التوحيد إن شاء الله تعالى . وقال أيضا : النزول محال على الله لأن حقيقته الحركة من جهة العلو إلى السفل , وقد دلت البراهين القاطعة على تنزيهه على ذلك فليتأول ذلك بأن المراد نزول ملك الرحمة ونحوه أو يفوض مع اعتقاد التنزيه , وقد تقدم شرح الحديث في الصلاة في " باب الدعاء في الصلاة من آخر الليل " من أبواب التهجد , ويأتي ما بقي منه في كتاب التوحيد إن شاء الله تعالى .
يتبع | |
| | | أ.إسلام مندور مديــــر المنتـــــدى
عدد الرسائل : 964 العمر : 42 العمل : الدعوى الى الله تاريخ التسجيل : 30/01/2009
| موضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض السبت نوفمبر 21, 2009 3:45 pm | |
|
بسم الله مشاء الله مجهود عظيم بجدا
يارب اجعله فى ميزان حسناتها يا ارحمن الارحمين
اختى المباركه ارجو منك ان تستمرى على هذا النشاط
وارجو منكى ان تذكرى كلمه لا اله الا الله انها ذات سر عظيم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
| |
| | | نسمة الإسلام نــائب المديــــر
عدد الرسائل : 1266 العمر : 40 العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج تاريخ التسجيل : 21/11/2009
| موضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض السبت نوفمبر 21, 2009 3:46 pm | |
| حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا هلموا إلى حاجتكم قال فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا قال فيسألهم ربهم وهو أعلم منهم ما يقول عبادي قالوا يقولون يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك قال فيقول هل رأوني قال فيقولون لا والله ما رأوك قال فيقول وكيف لو رأوني قال يقولون لو رأوك كانوا أشد لك عبادة وأشد لك تمجيدا وتحميدا وأكثر لك تسبيحا قال يقول فما يسألوني قال يسألونك الجنة قال يقول وهل رأوها قال يقولون لا والله يا رب ما رأوها قال يقول فكيف لو أنهم رأوها قال يقولون لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصا وأشد لها طلبا وأعظم فيها رغبة قال فمم يتعوذون قال يقولون من النار قال يقول وهل رأوها قال يقولون لا والله يا رب ما رأوها قال يقول فكيف لو رأوها قال يقولون لو رأوها كانوا أشد منها فرارا وأشد لها مخافة قال فيقول فأشهدكم أني قد غفرت لهم قال يقول ملك من الملائكة فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة قال هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم رواه شعبة عن الأعمش ولم يرفعه ورواه سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
فتح الباري بشرح صحيح البخاري قوله ( حدثنا قتيبة ) هو ابن سعيد , وصرح بذلك في غير رواية أبي ذر .
قوله ( جرير ) هو ابن عبد الحميد .
قوله ( عن أبي صالح ) لم أره من حديث الأعمش إلا بالعنعنة لكن اعتمد البخاري على وصله لكون شعبة رواه عن الأعمش كما سأذكره . فإن شعبة كان لا يحدث عن شيوخه المنسوبين للتدليس إلا بما تحقق أنهم سمعوه .
قوله ( عن أبي هريرة ) كذا قال جرير , وتابعه الفضيل بن عياض عند ابن حبان وأبو بكر بن عياش عند الإسماعيلي كلاهما عن الأعمش , وأخرجه الترمذي عن أبي كريب عن أبي معاوية عن الأعمش فقال " عن أبي صالح عن أبي هريرة أو عن أبي سعيد " هكذا بالشك للأكثر , وفي نسخة " وعن أبي سعيد " بواو العطف , والأول هو المعتمد , فقد أخرجه أحمد عن أبي معاوية بالشك وقال : شك الأعمش , وكذا قال ابن أبي الدنيا عن إسحاق بن إسماعيل عن أبي معاوية , وكذا أخرجه الإسماعيلي من رواية عبد الواحد بن زياد عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة أو عن أبي سعيد وقال شك سليمان يعني الأعمش , قال الترمذي : حسن صحيح , وقد روي عن أبي هريرة من غير هذا الوجه يعني كما تقدم بغير تردد .
قوله بعد سياق المتن ( رواه شعبة عن الأعمش ) يعني بسنده المذكور .
قوله ( ولم يرفعه ) هكذا وصله أحمد قال حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة قال بنحوه ولم يرفعه , وهكذا أخرجه الإسماعيلي من رواية بشر بن خالد عن محمد بن جعفر موقوفا .
قوله ( ورواه سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ) وصله مسلم وأحمد من طريقه , وسأذكر ما في روايته من فائدة .
قوله ( إن لله ملائكة ) زاد الإسماعيلي من طريق عثمان بن أبي شيبة وابن حبان من طريق إسحاق بن راهويه كلاهما عن جرير " فضلا " وكذا لابن حبان من طريق فضيل بن عياض , وكذا لمسلم من رواية سهيل , قال عياض في " المشارق " ما نصه : في روايتنا عن أكثرهم بسكون الضاد المعجمة وهو الصواب , ورواه العذري والهوزني " فضل " بالضم وبعضهم بضم الضاد , ومعناه زيادة على كتاب الناس هكذا جاء مفسرا في البخاري , قال : وكان هذا الحرف في كتاب ابن عيسى " فضلاء " بضم أوله وفتح الضاد والمد وهو وهم هنا وإن كانت هذه صفتهم عليهم السلام , وقال في " الإكمال " الرواية فيه عند جمهور شيوخنا في مسلم والبخاري بفتح الفاء وسكون الضاد فذكر نحو ما تقدم وزاد : هكذا جاء مفسرا في البخاري في رواية أبي معاوية الضرير , وقال ابن الأثير في " النهاية " فضلا أي زيادة عن الملائكة المرتبين مع الخلائق , ويروى بسكون الضاد وبضمها قال بعضهم والسكون أكثر وأصوب , وقال النووي : ضبطوا فضلا على أوجه أرجحها بضم الفاء والضاد والثاني بضم الفاء وسكون الضاد ورجحه بعضهم وادعى أنها أكثر وأصوب , والثالث بفتح الفاء وسكون الضاد , قال القاضي عياض : هكذا الرواية عند جمهور شيوخنا في البخاري ومسلم , والرابع بضم الفاء والضاد كالأول لكن برفع اللام يعني على أنه خبر إن , والخامس فضلاء بالمد جمع فاضل قال العلماء ومعناه على جميع الروايات أنهم زائدون على الحفظة وغيرهم من المرتبين مع الخلائق لا وظيفة لهم إلا حلق الذكر , وقال الطيبي فضلا بضم الفاء وسكون الضاد جمع فاضل كنزل ونازل انتهى , ونسبة عياض هذه اللفظة للبخاري وهم فإنها ليست في صحيح البخاري هنا في جميع الروايات إلا أن تكون خارج الصحيح , ولم يخرج البخاري الحديث المذكور عن أبي معاوية أصلا وإنما أخرجه من طريقه الترمذي , وزاد ابن أبي الدنيا والطبراني رواية جرير فضلا عن كتاب الناس , ومثله لابن حبان من رواية فضيل ابن عياض وزاد " سياحين في الأرض " وكذا هو في رواية أبي معاوية عند الترمذي والإسماعيلي عن كتاب الأيدي , ولمسلم من رواية سهيل عن أبيه " سيارة فضلا " .
قوله ( يطوفون في الطريق يلتمسون أهل الذكر ) في رواية سهيل " يتبعون مجالس الذكر " . وفي حديث جابر بن أبي يعلى " إن لله سرايا من الملائكة تقف وتحل بمجالس الذكر في الأرض " .
قوله ( فإذا وجدوا قوما ) في رواية فضيل بن عياض " فإذا رأوا قوما " وفي رواية سهيل " فإذا وجدوا مجلسا فيه ذكر " .
قوله ( تنادوا ) في رواية الإسماعيلي " يتنادون " .
يتبع | |
| | | نسمة الإسلام نــائب المديــــر
عدد الرسائل : 1266 العمر : 40 العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج تاريخ التسجيل : 21/11/2009
| موضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض السبت نوفمبر 21, 2009 4:10 pm | |
| قوله ( هلموا إلى حاجتكم ) في رواية أبي معاوية " بغيتكم " وقوله " هلموا " على لغة أهل نجد , وأما أهل الحجاز فيقولون للواحد والاثنين والجمع هلم بلفظ الإفراد , وقد تقدم تقرير ذلك في التفسير . واختلف في أصل هذه الكلمة فقيل هل لك في الأكل أم , أي اقصد , وقيل أصله لم بضم اللام وتشديد الميم وها للتنبيه حذفت ألفها تخفيفا .
قوله ( فيحفونهم بأجنحتهم ) أي يدنون بأجنحتهم حول الذاكرين , والباء للتعدية وقيل للاستعانة .
قوله ( إلى السماء الدنيا ) في رواية الكشميهني " إلى سماء الدنيا " وفي رواية سهيل " قعدوا معهم وحف بعضهم بعضا بأجنحتهم حتى يملئوا ما بينهم وبين سماء الدنيا " .
قوله ( قال فيسألهم ربهم عز وجل وهو أعلم منهم ) في رواية الكشميهني " بهم " كذا للإسماعيلي , وهي جملة معترضة وردت لرفع التوهم , زاد في رواية سهيل " من أين جئتم ؟ فيقولون : جئنا من عند عباد لك في الأرض " وفي رواية الترمذي " فيقول الله : أي شيء تركتم عبادي يصنعون " .
قوله ( ما يقول عبادي ؟ قال : تقول يسبحونك ) كذا لأبي ذر بالإفراد فيهما , ولغيره " قالوا يقولون " ولابن أبي الدنيا " قال يقولون " وزاد سهيل في روايته " فإذا تفرقوا " أي أهل المجلس " عرجوا " أي الملائكة " وصعدوا إلى السماء " .
قوله ( يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ) قراءة الحديث النبوي ومدارسة العلم الشرعي ومذاكرته والاجتماع على صلاة النافلة في هذه المجالس نظر , والأشبه اختصاص ذلك بمجالس التسبيح والتكبير ونحوهما والتلاوة حسب , وإن كانت قراءة الحديث ومدارسة العلم والمناظرة فيه من جملة ما يدخل تحت مسمى ذكر الله تعالى .
قوله ( قال فيقول هل رأوني ؟ قال فيقولون لا والله ما رأوك ) كذا ثبت لفظ الجلالة في جميع نسخ البخاري وكذا في بقية المواضع , وسقط لغيره .
قوله ( كانوا أشد لك عبادة وأشد لك تمجيدا ) زاد أبو ذر في روايته " وتحميدا " وكذا لابن أبي الدنيا , وزاد في رواية الإسماعيلي " وأشد لك ذكرا " وفي رواية ابن أبي الدنيا " وأكثر لك تسبيحا " .
قوله ( قال يقول ) في رواية أبي ذر " فيقول " .
قوله ( فما يسألوني ) في رواية أبي معاوية " فأي شيء يطلبون " .
قوله ( يسألونك الجنة ) في رواية سهيل " يسألونك جنتك " .
قوله ( كانوا أشد عليها حرصا ) زاد أبو معاوية في روايته " عليها " وفي رواية ابن أبي الدنيا " كانوا أشد حرصا وأشد طلبة وأعظم لها رغبة " .
قوله ( قال فمم يتعوذون ؟ قال يقولون من النار ) في رواية أبي معاوية " فمن أي شيء يتعوذون ؟ فيقولون من النار " وفي رواية سهيل " قالوا ويستجيرونك . وقال ومم يستجيرونني ؟ قالوا من نارك " .
قوله ( كانوا أشد منها فرارا وأشد لها مخافة ) في رواية أبي معاوية " كانوا أشد منها هربا وأشد منها تعوذا وخوفا " وزاد سهيل في روايته " قالوا ويستغفرونك " قال فيقول : قد غفرت لهم وأعطيتهم ما سألوا " وفي حديث أنس " فيقول غشوهم رحمتي " .
قوله ( يقول ملك من الملائكة : فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة ) في رواية أبي معاوية " فيقولون إن فيهم فلانا الخطاء لم يردهم إنما جاء لحاجة " وفي رواية سهيل " قال يقولون : رب فيهم فلان عبد خطاء إنما مر فجلس معهم " وزاد في روايته " قال وله قد غفرت " .
قوله ( هم الجلساء ) في رواية أبي معاوية وكذا في رواية سهيل " هم القوم " وفي اللام إشعار بالكمال أي هم القوم كل القوم .
قوله ( لا يشقى جليسهم ) كذا لأبي ذر , ولغيره " لا يشقى بهم جليسهم " وللترمذي " لا يشقى لهم جليس " وهذه الجملة مستأنفة لبيان المقتضي لكونهم أهل الكمال , وقد أخرج جعفر في الذكر من طريق أبي الأشهب عن الحسن البصري قال " بينما قوم يذكرون الله إذ أتاهم رجل فقعد إليهم , قال فنزلت الرحمة ثم ارتفعت , فقالوا ربنا فيهم عبدك فلان , قال غشوهم رحمتي , هم القوم لا يشقى بهم جليسهم " وفي هذه العبارة مبالغة في نفي الشقاء عن جليس الذاكرين , فلو قيل لسعد بهم جليسهم لكان ذلك في غاية الفضل , لكن التصريح بنفي الشقاء أبلغ في حصول المقصود . ( تنبيه ) : اختصر أبو زيد المروزي في روايته عن الفربري متن هذا الحديث فساق منه إلى قوله " هلموا إلى حاجتكم " ثم قال : فذكر الحديث . وفي الحديث فضل مجالس الذكر والذاكرين , وفضل الاجتماع على ذلك , وأن جليسهم يندرج معهم في جميع ما يتفضل الله تعالى به عليهم إكراما لهم ولو لم يشاركهم في أصل الذكر . وفيه محبة الملائكة بني آدم واعتناؤهم بهم , وفيه أن السؤال قد يصدر من السائل وهو أعلم بالمسئول عنه من المسئول لإظهار العناية بالمسئول عنه والتنوية بقدره والإعلان بشرف منزلته . وقيل إن في خصوص سؤال الله الملائكة عن أهل الذكر الإشارة إلى قولهم ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك " فكأنه قيل لهم : انظروا إلى ما حصل منهم من التسبيح والتقديس مع ما سلط عليهم من الشهوات ووساوس الشيطان , وكيف عالجوا ذلك وضاهوكم في التسبيح والتقديس , وقيل إنه يؤخذ من هذا الحديث أن الذكر الحاصل من بني آدم أعلى وأشرف من الذكر الحاصل من الملائكة لحصول ذكر الآدميين مع كثرة الشواغل ووجود الصوارف وصدوره في عالم الغيب , بخلاف الملائكة في ذلك كله . وفيه بيان كذب من ادعى من الزنادقة أنه يرى الله تعالى جهرا في دار الدنيا , وقد ثبت في صحيح مسلم من حديث أبي أمامة رفعه " واعلموا أنكم لم تروا ربكم حتى تموتوا " . وفيه جواز القسم في الأمر المحقق تأكيدا له وتنويها به . وفيه أن الذي اشتملت عليه الجنة من أنواع الخيرات والنار من أنواع المكروهات فوق ما وصفتا به , وأن الرغبة والطلب من الله والمبالغة في ذلك من أسباب الحصول .
يتبع | |
| | | نسمة الإسلام نــائب المديــــر
عدد الرسائل : 1266 العمر : 40 العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج تاريخ التسجيل : 21/11/2009
| موضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض السبت نوفمبر 21, 2009 4:11 pm | |
| حدثنا قتيبة حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن عمرو عن سعيد المقبري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تعالى ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة
فتح الباري بشرح صحيح البخاري قوله ( يعقوب بن عبد الرحمن ) هو الإسكندراني .
قوله ( عن عمرو ) هو ابن أبي عمرو مولى المطلب .
قوله ( إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يقول الله تعالى ما لعبدي المؤمن عندي جزاء ) أي ثواب ولم أر لفظ جزاء في رواية الإسماعيلي عن الحسن بن سفيان , ولأبي نعيم من طريق السراج كلاهما عن قتيبة .
قوله ( إذا قبضت صفيه ) ر الفاء وتشديد التحتانية وهو الحبيب المصافي كالولد والأخ وكل من يحبه الإنسان , والمراد بالقبض قبض روحه وهو الموت .
قوله ( ثم احتسبه إلا الجنة ) ر الأجرة , والاحتساب طلب الأجر من الله تعالى خالصا . واستدل به ابن بطال على أن من مات له ولد واحد يلتحق بمن مات له ثلاثة وكذا اثنان , وأن قول الصحابي كما مضى في " باب فضل من مات له ولد " من كتاب الجنائز " ولم نسأله عن الواحد " لا يمنع من حصول الفضل لمن مات له واحد , فلعله صلى الله عليه وسلم سئل بعد ذلك عن الواحد فأخبر بذلك , أو أنه أعلم بأن حكم الواحد حكم ما زاد عليه فأخبر به . قلت : وقد تقدم في الجنائز تسمية من سأل عن ذلك , والرواية التي فيها " ثم لم نسأله عن الواحد " ولم يقع لي إذ ذاك وقوع السائل عن الواحد . وقد وجدت من حديث جابر ما أخرجه أحمد من طريق محمود بن أسد عن جابر وفيه " قلنا يا رسول الله واثنان ؟ قال : واثنان . قال محمود فقلت لجابر أراكم لو قلتم واحدا لقال واحد , قال وأنا والله أظن ذاك " ورجاله موثقون . وعند أحمد والطبراني من حديث معاذ رفعه " أوجب ذو الثلاثة . فقال له معاذ : وذو الاثنين ؟ قال : وذو الاثنين " زاد في رواية الطبراني قال " أو واحد " وفي سنده ضعف . وله في الكبير والأوسط من حديث جابر بن سمرة رفعه " من دفن له ثلاثة فصبر " الحديث وفيه " فقالت أم أيمن : وواحد ؟ فسكت ثم قال : يا أم أيمن من دفن واحدا فصبر عليه واحتسبه وجبت له الجنة " وفي سندهما ناصح بن عبد الله وهو ضعيف جدا . ووجه الدلالة من حديث الباب أن الصفي أعم من أن يكون ولدا أم غيره وقد أفرد ورتب الثواب بالجنة لمن مات له فاحتسبه , ويدخل هذا ما أخرجه أحمد والنسائي من حديث قرة بن إياس " أن رجلا كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ابن له , فقال : أتحبه ؟ قال : نعم . ففقده فقال ما فعل فلان ؟ قالوا : يا رسول الله مات ابنه , فقال : ألا تحب أن لا تأتي بابا من أبواب الجنة , إلا وجدته ينتظرك . فقال رجل : يا رسول الله أله خاصة أم لكلنا ؟ قال : بل لكلكم " وسنده على شرط الصحيح وقد صححه ابن حبان والحاكم .
يتبع | |
| | | نسمة الإسلام نــائب المديــــر
عدد الرسائل : 1266 العمر : 40 العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج تاريخ التسجيل : 21/11/2009
| موضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض السبت نوفمبر 21, 2009 4:13 pm | |
| حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن منصور عن ربعي عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كان رجل ممن كان قبلكم يسيء الظن بعمله فقال لأهله إذا أنا مت فخذوني فذروني في البحر في يوم صائف ففعلوا به فجمعه الله ثم قال ما حملك على الذي صنعت قال ما حملني إلا مخافتك فغفر له
فتح الباري بشرح صحيح البخاري قوله ( جرير ) هو ابن عبد الحميد , ومنصور هو ابن المعتمر . وربعي هو ابن حراش بالحاء المهملة وآخره شين معجمة , والسند كله كوفيون .
قوله ( عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم ) تقدم في ذكر بني إسرائيل تصريح حذيفة بسماعه له من النبي صلى الله عليه وسلم , ووقع في صحيح أبي عوانة من طريق والان العبدي عن حذيفة عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه ذكر هذه القصة بعد ذكر حديث الشفاعة بطوله , وذكر فيه أن الرجل المذكور آخر أهل النار خروجا منها , وسيأتي التنبيه عليه في الشفاعة إن شاء الله تعالى , ويتبين شذوذ هذه الرواية من حيث المتن كما ظهر شذوذها من حيث السند .
قوله ( كان رجل ممن كان قبلكم ) تقدم أنه من بني إسرائيل , ومن ثم أورده المصنف هناك .
قوله ( يسيء الظن بعمله ) تقدم هناك أنه كان نباشا .
قوله ( فذروني ) قدمت هناك فيه ثلاث روايات بالتخفيف بمعنى الترك والتشديد بمعنى التفريق , وهو ثلاثي مضاعف تقول ذررت الملح أذره ومنه الذريرة نوع من الطيب . قال ابن التين : ويحتمل أن يكون بفتح أوله , وكذا قرأناه ورويناه بضمها وعلى الأول هو من الذر وعلى الثاني من التذرية وبهمزة قطع وسكون المعجمة من أذرت العين دمعها وأذريت الرجل عن الفرس وبالوصل من ذروت الشيء ومنه تذروه الرياح .
قوله ( في البحر ) سيأتي نظيره في حديث سلمان وفي حديث أبي سعيد " في الريح " ووقع في حديث أبي هريرة الآتي في التوحيد " واذروا نصفه في البر ونصفه في البحر " .
قوله ( في يوم صائف ) تقدم في رواية عبد الملك بن عمير عن ربعي بلفظ " فذروني في اليم في يوم حاز " بحاء مهملة وزاي ثقيلة كذا للمروزي والأصيلي , ولأبي ذر عن المستملي والسرخسي وكريمة عن الكشميهني بالراء المهملة وهو المناسب لرواية الباب , ووجهت الأولى بأن المعنى أنه يحز البدن لشدة حره , ووقع في حديث أبي سعيد الذي بعده " حتى إذا كان ريح عاصف " وذكر بعضهم رواية المروزي بنون بدل الزاي أي حان ريحه , قال ابن فارس : الحون ريح تحن كحنين الإبل .
يتبع | |
| | | نسمة الإسلام نــائب المديــــر
عدد الرسائل : 1266 العمر : 40 العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج تاريخ التسجيل : 21/11/2009
| موضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض السبت نوفمبر 21, 2009 4:15 pm | |
| حدثنا موسى حدثنا معتمر سمعت أبي حدثنا قتادة عن عقبة بن عبد الغافر عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر رجلا فيمن كان سلف أو قبلكم آتاه الله مالا وولدا يعني أعطاه قال فلما حضر قال لبنيه أي أب كنت لكم قالوا خير أب قال فإنه لم يبتئر عند الله خيرا فسرها قتادة لم يدخر وإن يقدم على الله يعذبه فانظروا فإذا مت فأحرقوني حتى إذا صرت فحما فاسحقوني أو قال فاسهكوني ثم إذا كان ريح عاصف فأذروني فيها فأخذ مواثيقهم على ذلك وربي ففعلوا فقال الله كن فإذا رجل قائم ثم قال أي عبدي ما حملك على ما فعلت قال مخافتك أو فرق منك فما تلافاه أن رحمه الله فحدثت أبا عثمان فقال سمعت سلمان غير أنه زاد فأذروني في البحر أو كما حدث وقال معاذ حدثنا شعبة عن قتادة سمعت عقبة سمعت أبا سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم
فتح الباري بشرح صحيح البخاري قوله في الحديث ( عن أبي سعيد ) تقدم القول في تابعيه , وموسى هو ابن إسماعيل التبوذكي , ومعتمر هو ابن سليمان التيمي , والسند كله بصريون .
قوله ( فيمن سلف أو فيمن كان قبلكم ) شك من الراوي عن قتادة , وتقدم في رواية أبي عوانة عن قتادة بلفظ " أن رجلا كان قبلكم " .
قوله ( آتاه الله مالا وولدا ) يعني أعطاه كذا للأكثر وهو تفسير للفظ آتاه , وهي بالمد بمعنى العطاء وبالقصر بمعنى المجيء , ووقع في رواية الكشميهني هنا " مالا " ولا معنى لإعادتها بمفردها .
قوله ( فإنه لم يبتئر عند الله خيرا فسرها قتادة لم يدخر ) كذا وقع هنا يبتئر بفتح أوله وسكون الموحدة وفتح المثناة بعدها تحتانية مهموزة ثم راء مهملة , وتفسير قتادة صحيح وأصله من البئيرة بمعنى الذخيرة والخبيئة , قال أهل اللغة : بأرت الشيء وابتأرته أبأره وأبتئره إذا خبأته , ووقع في رواية ابن السكن " لم يأبتر " بتقديم الهمزة على الموحدة حكاه عياض , وهما صحيحان بمعنى والأول أشهر , ومعناه لم يقدم خيرا كما جاء مفسرا في الحديث , يقال بأرت الشيء وابتأرته وائبترته إذا ادخرته , ومنه قيل للحفرة البئر ووقع في التوحيد وفي رواية أبي زيد المروزي فيما اقتصر عليه عياض وقد ثبت عندنا كذلك في رواية أبي ذر " لم يبتئر أو لم يبتئز " بالشك في الزاي أو الراء , وفي رواية الجرجاني بنون بدل الموحدة والزاي قال : وكلاهما غير صحيح وفي بعض الروايات في غير البخاري ينتهز بالهاء بدل الهمزة وبالزاي , ويمتئر بالميم بدل الموحدة وبالراء أيضا قال وكلاهما صحيح أيضا كالأولين .
قوله ( وإن يقدم على الله يعذبه ) الجنة نظير ما وقع له من الخطإ عند حضور الموت , لكن أحدهما من غلبة الخوف والآخر من غلبة الفرح . قلت : والمحفوظ أن الذي قال أنت عبدي هو الذي وجد راحلته بعد أن ضلت , وقد نبهت عليه فيما مضى .
قوله ( فأحرقوني ) في حديث حذيفة هناك " فاجمعوا لي حطبا كثيرا ثم أوروا نارا حتى إذا أكلت لحمي وخلصت إلى عظمي " .
قوله ( فاسحقوني , أو قال فاسهكوني ) هو شك من الراوي ووقع في رواية أبي عوانة , " اسحقوني " بغير شك , والسهك بمعنى السحق ويقال هو دونه , ووقع في حديث حذيفة عند الإسماعيلي " أحرقوني ثم اطحنوني ثم ذروني " .
قوله ( ثم إذا كان ) في رواية الكشميهني " حتى إذ كان " .
قوله ( فأخذ مواثيقهم على ذلك وربي ) ورة بدل " وربي " أي فعلوا ما أمرهم به من التذرية , قال عياض : إن كانت محفوظة فهي الوجه , ولعل الذال سقطت لبعض النساخ ثم صحفت اللفظة , كذا قال . ولا يخفى أن الأول أوجه لأنه يلزم من تصويب هذه الرواية تخطئة الحفاظ بغير دليل , ولأن غايتها أن تكون تفسيرا أو تأكيدا لقوله " ففعلوا به ذلك " بخلاف قوله " وربي " فإنها تزيد معنى آخر غير قوله " وذري " وأبعد الكرماني فجوز أن يكون قوله في رواية البخاري " وربي " بصيغة الماضي من التربية أي ربي أخذ المواثيق بالتأكيدات والمبالغات , قال لكنه موقوف على الرواية .
قوله ( فقال الله كن ) في رواية أبي عوانة وكذا في حديث حذيفة الذي قبله " فجمعه الله " وفي حديث أبي هريرة " فأمر الله الأرض فقال اجمعي ما فيك منه ففعلت " .
قوله ( فإذا رجل قائم ) قال ابن مالك جاز وقوع المبتدأ نكرة محضة بعد إذا المفاجئة لأنها من القرائن التي تحصل بها الفائدة كقولك : خرجت فإذا سبع .
قوله ( مخافتك , أو فرق منك ) ر على تقدير حذفها وإبقاء عملها .
قوله ( فما تلافاه أن رحمه ) النار وعلى المعتزلة في دعوى الخلود فيها . وفيه أيضا رد على من زعم من المعتزلة أنه بذلك الكلام تاب فوجب على الله قبول توبته , قال ابن أبي جمرة : كان الرجل مؤمنا لأنه قد أيقن بالحساب وأن السيئات يعاقب عليها . وأما ما أوصى به فلعله كان جائزا في شرعهم ذلك لتصحيح التوبة , فقد ثبت في شرع بني إسرائيل قتلهم أنفسهم لصحة التوبة . قال : وفي الحديث جواز تسمية الشيء بما قرب منه ; لأنه قال حضره الموت وإنما الذي حضره في تلك الحالة علاماته , وفيه فضل الأمة المحمدية لما خفف عنهم من وضع مثل هذه الآصار , ومن عليهم بالحنيفية السمحة , وفيه عظم قدرة الله تعالى أن جمع جسد المذكور بعد أن تفرق ذلك التفريق الشديد . قلت وقد تقدم أن ذلك إخبار عما يكون يوم القيامة , وتقرير ذلك مستوفى .
قوله ( قال فحدثت أبا عثمان ) القائل هو سليمان التيمي والد معتمر وأبو عثمان هو النهدي عبد الرحمن بن مل , وقوله " سمعت سلمان غير أنه زاد " حذف المسموع الذي استثني منه ما ذكر , والتقدير سمعت سلمان يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل هذا الحديث غير أنه زاد .
قوله ( أو كما حدث ) شك من الراوي يشير إلى أنه بمعنى حديث أبي سعيد لا بلفظه كله , وقد أخرج الإسماعيلي حديث سلمان من طريق صالح بن حاتم بن وردان وحميد بن مسعدة قالا " حدثنا معتمر سمعت أبي سمعت أبا عثمان سمعت هذا من سلمان " فذكره .
قوله ( وقال معاذ إلخ ) وصله مسلم , وقد مضى التنبيه عليه أيضا هناك .
يتبع | |
| | | نسمة الإسلام نــائب المديــــر
عدد الرسائل : 1266 العمر : 40 العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج تاريخ التسجيل : 21/11/2009
| موضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض السبت نوفمبر 21, 2009 4:16 pm | |
| حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا جعد بن دينار أبو عثمان حدثنا أبو رجاء العطاردي عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه عز وجل قال قال إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة فإن هو هم بها فعملها كتبها الله له عنده عشر حسنات إلى سبع مائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة فإن هو هم بها فعملها كتبها الله له سيئة واحدة
فتح الباري بشرح صحيح البخاري قوله ( حدثنا أبو معمر ) ر الميم وسكون النون وفتح القاف , وعبد الوارث هو ابن سعيد , والسند كله بصريون , وجعد بن دينار تابعي صغير وهو الجعد أبو عثمان الراوي عن أنس في أواخر النفقات وفي غيرها .
قوله ( عن ابن عباس ) في رواية الحسن بن ذكوان عن أبي رجاء " حدثني ابن عباس " أخرجه أحمد .
قوله ( عن النبي صلى الله عليه وسلم ) في رواية مسدد عند الإسماعيلي " عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " ولم أر في شيء من الطرق التصريح بسماع ابن عباس له من النبي صلى الله عليه وسلم .
قوله ( فيما يروي عن ربه ) هذا من الأحاديث الإلهية , ثم هو محتمل أن يكون مما تلقاه صلى الله عليه وسلم عن ربه بلا واسطة ويحتمل أن يكون مما تلقاه بواسطة الملك وهو الراجح , وقال الكرماني : يحتمل أن يكون من الأحاديث القدسية ويحتمل أن يكون للبيان لما فيه من الإسناد الصريح إلى الله حيث قال : " إن الله كتب " ويحتمل أن يكون لبيان الواقع وليس فيه أن غيره ليس كذلك لأنه صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى , بل فيه أن غيره كذلك إذ قال " فيما يرويه " أي في جملة ما يرويه انتهى ملخصا . والثاني لا ينافي الأول وهو المعتمد , فقد أخرجه مسلم من طريق جعفر بن سليمان عن الجعد ولم يسق لفظه , وأخرجه أبو عوانة من طريق عفان , وأبو نعيم من طريق قتيبة كلاهما عن جعفر بلفظ " فيما يروي عن ربه قال : إن ربكم رحيم , من هم بحسنة " وسيأتي في التوحيد من طريق الأعرج عن أبي هريرة بلفظ " عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يقول الله عز وجل إذا أراد عبدي أن يعمل " وأخرجه مسلم بنحوه من هذا الوجه ومن طرق أخرى منها عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " قال الله عز وجل إذا هم عبدي " .
قوله ( إن الله عز وجل كتب الحسنات والسيئات ) يحتمل أن يكون هذا من قول الله تعالى فيكون التقدير قال الله إن الله كتب , ويحتمل أن يكون من كلام النبي صلى الله عليه وسلم يحكيه عن فعل الله تعالى وفاعل " ثم بين ذلك " هو الله تعالى , وقوله " فمن هم " شرح ذلك .
قوله ( ثم بين ذلك ) أي فصله بقوله " فمن هم " والمجمل قوله " كتب الحسنات والسيئات " وقوله كتب قال الطوفي أي أمر الحفظة أن تكتب , أو المراد قدر ذلك في علمه على وفق الواقع منها . وقال غيره المراد قدر ذلك وعرف الكتبة من الملائكة ذلك التقدير , فلا يحتاج إلى الاستفسار في كل وقت عن كيفية الكتابة لكونه أمرا مفروغا منه انتهى . وقد يعكر على ذلك ما أخرجه مسلم من طريق همام عن أبي هريرة رفعه قال : " قالت الملائكة : رب ذاك عبدك يريد أن يعمل سيئة , وهو أبصر به , فقال : ارقبوه فإن عملها فاكتبوها " فهذا ظاهره وقوع المراجعة لكن ذلك مخصوص بإرادة عمل السيئة , ويحتمل أن يكون ذلك وقع في ابتداء الأمر فلما حصل الجواب استقر ذلك فلا يحتاج إلى المراجعة بعده . وقد وجدت عن الشافعي ما يوافق ظاهر الخبر , وأن المؤاخذة إنما تقع لمن هم على الشيء فشرع فيه . لا من هم به ولم يتصل به العمل , فقال في صلاة الخوف لما ذكر العمل الذي يبطلها ما حاصله : إن من أحرم بالصلاة وقصد القتال فشرع فيه بطلت صلاته , ومن تحرم وقصد إلى العدو لو دهمه دفعه بالقتال لم تبطل .
قوله ( فمن هم ) كذا في رواية ابن سيرين عن أبي هريرة عند مسلم , وفي رواية الأعرج في التوحيد " إذا أراد " وأخرجه مسلم من هذا الوجه بلفظ " إذا هم " كذا عنده من رواية العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة فهما بمعنى واحد , ووقع لمسلم أيضا من رواية همام عن أبي هريرة بلفظ " إذا تحدث " وهو محمول على حديث النفس لتوافق الروايات الأخرى , ويحتمل أن يكون على ظاهره ولكن ليس قيدا في كتابة الحسنة بل بمجرد الإرادة تكتب الحسنة , نعم ورد ما يدل على أن مطلق الهم والإرادة لا يكفي , فعند أحمد وصححه ابن حبان والحاكم من حديث خريم بن فاتك رفعه " ومن هم بحسنة يعلم الله أنه قد أشعر بها قلبه وحرص عليها " وقد تمسك به ابن حبان فقال بعد إيراد حديث الباب في صحيحه : المراد بالهم هنا العزم . ثم قال : ويحتمل أن الله يكتب الحسنة بمجرد الهم بها وإن لم يعزم عليها زيادة في الفضل .
يتبع | |
| | | نسمة الإسلام نــائب المديــــر
عدد الرسائل : 1266 العمر : 40 العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج تاريخ التسجيل : 21/11/2009
| موضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض السبت نوفمبر 21, 2009 4:18 pm | |
| قوله ( فلم يعملها ) يتناول نفي عمل الجوارح , وأما عمل القلب فيحتمل نفيه أيضا إن كانت الحسنة تكتب بمجرد الهم كما في معظم الأحاديث , لا إن قيدت بالتصميم كما في حديث خريم , ويؤيد الأول حديث أبي ذر عند مسلم أن الكف عن الشر صدقة .
قوله ( كتبها الله له ) أي للذي هم بالحسنة ( عنده ) أي عند الله ( حسنة كاملة ) ها كأن يريد أن يتصدق بدرهم مثلا فصرفه بعينه في معصية , فالذي يظهر في الأخير أن لا تكتب له حسنة أصلا , وأما ما قبله فعلى الاحتمال . واستدل بقوله حسنة كاملة على أنها تكتب حسنة مضاعفة لأن ذلك هو الكمال لكنه مشكل يلزم منه مساواة من نوى الخير بمن فعله في أن كلا منهما يكتب له حسنة . وأجيب بأن التضعيف في الآية يقتضي اختصاصه بالعامل لقوله تعالى : { من جاء بالحسنة } والمجيء بها هو العمل وأما الناوي فإنما ورد أنه يكتب له حسنة ومعناه يكتب له مثل ثواب الحسنة , والتضعيف قدر زائد على أصل الحسنة , والعلم عند الله تعالى .
قوله ( فإن هم بها وعملها كتبها الله له عنده عشر حسنات ) يؤخذ منه رفع توهم أن حسنة الإرادة تضاف إلى عشرة التضعيف فتكون الجملة إحدى عشرة على ما هو ظاهر رواية جعفر بن سليمان عند مسلم ولفظه : " فإن عملها كتبت له عشر أمثالها " وكذا في حديث أبي هريرة وفي بعض طرقه احتمال , ورواية عبد الوارث في الباب ظاهرة فيما قلته وهو المعتمد , قال ابن عبد السلام في أماليه : معنى الحديث إذا هم بحسنة فإن كتبت له حسنة عملها كملت له عشرة لأنا نأخذ بقيد كونها قد هم بها , وكذا السيئة إذا عملها لا تكتب واحدة للهم وأخرى للعمل بل تكتب واحدة فقط . قلت : الثاني صريح في حديث هذا الباب , وهو مقتضى كونها في جميع الطرق لا تكتب بمجرد الهم , وأما حسنة الهم بالحسنة فالاحتمال قائم , وقوله بقيد كونها قد هم بها يعكر عليه من عمل حسنة بغتة من غير أن يسبق له أنه هم بها فإن قضية كلامه أنه يكتب له تسعة وهو خلاف ظاهر الآية { من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها } فإنه يتناول من هم بها ومن لم يهم , والتحقيق أن حسنة من هم بها تندرج في العمل في عشرة لعمل لكن تكون حسنة من هم بها أعظم قدرا ممن لم يهم بها , والعلم عند الله تعالى .
يتبع | |
| | | | موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |