أ.إسلام مندور مديــــر المنتـــــدى
عدد الرسائل : 964 العمر : 42 العمل : الدعوى الى الله تاريخ التسجيل : 30/01/2009
| موضوع: البراء بن مالك صدق الله فصدقه الله الثلاثاء فبراير 24, 2009 9:15 am | |
| كادت انتصارات المسلمين المتتالية في العراق تفقد قادة الفرس عقولهم ، وكان (كسرى يزدجرد) أشدهم عداوة وبغضاً للإسلام ، فطفق يؤلب فلول الفرس ويحرضهم على الثأر لهزائمهم التي ينزلها بهم أسود الإسلام وأبطاله . ورأى الخليفة الفاروق رضي الله عنه أن يعاجل فلول الفرس قبل أن يلتئم جمعهم ويشتد ساعدهم فأمر سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وهو بالكوفة أن يسير جيشاً بقيادة النعمان بن مقرن ، ثم أمر أبا موسى الأشعري وهو بالبصرة أن يسير جيشاً بقيادة سهيل بن عدي وأمر أن يسير معه رهط من أبطال الإسلام ، كان في مقدمتهم البراء بن مالك. ومضى الجيشان المؤمنان يتسابقان للقاء أعداء الله ، وسبق جيش الكوفة جيش البصرة في الوصول إلى الأهواز حيث تحصن الهرمزان أحد قادة الفرس ، وكان قد عاهد المسلمين وعقد معهم صلحاً. وسول الشيطان للهرمزان أن ينقض عهده ويغدر بجيش الكوفة وحرضه (يزدجرد) على ذلك ، فباغت المسلمين على حين غرة لكن النعمان بن مقرن كان للهرمزان بالمرصاد فهزمه شر هزيمة واضطره للفرار إلى تستر ليتحصن فيها ويلملم فلوله. وما هي إلا أيام قليلة حتى وصلت طلائع جيش البصرة بقيادة سهيل بن عدي ومعه البراء بن مالك ثم لم تلبث أن وصلت طلائع جيش الكوفة بقيادة النعمان بن مقرن ثم تبعهم الخليفة الفاروق بجيش يقوده أبو موسى الأشعري رضي الله عنه . وطال الحصار حول تستر بضعة اشهر ، واقتصر القتال على المبارزة بين صناديد الإسلام وجنود الهرمزان ، وجندل البراء بن مالك وحده مائة مبارز فارسي وقوداً لنار جهنم وحطباً لها . وحين طال الحصار عزم المسلمون على حسم المعركة فوثبوا على جموع الفرس واضطروهم إلى الفرار من خنادقهم وحصونهم والتحأ من نجا منهم إلى حصن البلدة المنيع وتحصنوا فيه. واكتشف المسلمون ثغرة في أسوار البلدة الحصينة يخترقها جدول ماء تستقي منه البلدة ، فانتدب أبو موسى الأشعري رهطاً من الأبطال ليعبروه سباحة إلى داخل البلدة ويأخذوا الهرمزان وجنده على غرة ويفتحوا أبواب الأسوار لإخوانهم ، وكان البراء بن مالك في مقدمة هذا الرهط. وأقبل المسلمون على البراء يقولون: يا براء أقسم على ربك ليهزمنهم لنا ، فيرفع البراء يديه ويدعو قائلاً: اللهم اهزمهم واستشهدني. ومضت الكتيبة المؤمنة تتسلل عبر جدول الماء حتى إذا اكتمل عددهم داخل أسوار البلدة جأروا بالتكبير وأخذوا الفرس على حين غرة واحتدم القتال وتطايرت الأشلاء وسالت أنهار الدم والهرمزان قابع في برج شاهق يتصيد المجاهدين بسهامه الفاجرة فأصابت أحد سهامه البراء بن مالك رضي الله عنه فسقط شهيداً إلى الجنة. رضي الله عن البراء بن مالك صدق الله فصدقه الله واستجاب دعاءه فاختاره شهيداً إلى جواره وهزم الهرمزان وجنده أمام المسلمين.
| |
|