نسمة الإسلام نــائب المديــــر
عدد الرسائل : 1266 العمر : 40 العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج تاريخ التسجيل : 21/11/2009
| موضوع: نوادر الأحد ديسمبر 20, 2009 12:10 pm | |
| يقول الجاحظ: كنت ألفتُ كتاباً في نوادر المعلمين وما هم عليه من الغفلة، ثم رجعت عن ذلك وعزمت على تقطيع الكتاب، فدخلت يوماً قرية فوجدت فيها معلماً في هيئة حسنة، فسلمت عليه فرد عليّ أحسن رد، ورحّب بي فجلست عنده، وباحثته في القرآن فإذا هو ماهر، ثم فاتحته في الفقه والنحو وعلم المعقول وأشعار العرب، فإذا هو كامل الأدوات، فقلت: هذا واللّه مما يُقـوي عزمي على تقطيع الكتاب.
وكنت أختلف إليه وأزوره، فجئت يوماً لزيارته، وطرقت الباب، فخرجتْ إليّ جارية وقالت: ما تريد؟ قلت: سيدك، فدخلت وخرجت وقالت: باسم اللّه، فدخلت إليه، وإذا به جالساً كئيباً، فقلت عظم اللّه أجرك، "لقد كان لكم في رسول اللّه أسوة حسنة".. "كل نفس ذائقة الموت" فعليك بالصبر! ثم قلت له: هذا الذي توفى ولدك؟ قال: لا، قلت: فوالدك؟، قال: لا، قلت: فأخوك؟ قال: لا، قلت: فزوجتك؟ قال: لا، فقلت: وما هو منك؟ قال: حبيبتي! فقلت: في نفسي هذه أول المناحس، فقلت: سبحان اللّه، النساء كثير، وستجد غيرها، فقال: أتظن أني رأيتها؟ قلت: هذه منحسة ثانية، ثم قلت: وكيف عشقت من لم تر؟ فقال: اعلم أني كنت جالساً في هذا المكان، وأنا أنظر من الطاقة (نافذة صغيرة) إذ رأيت رجـلاً عليه بُـرد وهو يقول:
يا أم عمرو جزاك اللّه مكرمة ردِّي عـلـيّ فـؤادي أيـنـما iiكانا لا تـأخـذيـن فـؤادي تـلـعبين به وكـيـف يـلعب بالإنسان iiإنسانا
فقلت في نفسي: لولا أنّ أم عمرو هذه ما في الدنيا أحسن منها ما قيل فيها هذا الشعر، فعشقتها، فلما كان منذ يومين مَرَ ذلك الرجل بعينه وهو يقول:
لقد ذهب الحمار بأمِّ iiعمروفلا رجعت ولا رجع الحمار
فعلمت أنها ماتت! فحزنت عليها، وأغلقت المكتب، وجلست في الدار. فقلت: يا هذا، إني ألفت كتاباً في نوادركم معشر المعلمين، وكنت حين صاحبتك عزمت على تقطيعه، والآن قد قويت عزمي على إبقائه، وأول ما أبدأ فيه بك إن شاء اللّه!.
دخل رجل على الجاحظ فقال له: يا أبا عثمان، كيف حالك فقال الجاحظ: سألتني عن الجملة فاسمعها مني واحداً واحداً، حالي أن الوزير يتكلم برأي وينفذ أمري ويواتر الخليفة الصلات إلي، وآكل من لحم الطير أسمنها، وألبس من الثياب أفخرها، وأجلس على اللين الطري، وأتكئ على هذا الريش حتى يأتي الله بالفرج. فقال الرجل: الفرج ما أنت فيه قال: بل أحب أن تكون الخلافة لي، ويعمل محمد بن عبد الملك بأمري فهذا هو الفرج --------------------------------- كرم حاتمي قال ابن إحسان: كان عندنا رجل مقلٌّ، وكان له أخ مكثر، وكان مفرط البخل شديد النفخ. فقال له يوماً أخوه: (ويحك أنا فقير معيل، وأنت غني خفيف الظهر، لا تعينيني على الزمان، ولا تواتيني ببعض مالك، ولا تفرج لي عن شيء، والله ما رأيت قط، ولا سمعت بأبخل منك)، قال: (ويحك! ليس الأمر كما تظن، ولا المال كما تحسب، ولا أنا كما تقول في البخل ولا في اليسر، والله لو ملكت ألف ألف درهم لوهبت لك منها خمسمائة ألف درهم، يا هؤلاء، فرجل يهب ضربة واحدة خمسمائة ألف يقال له بخيل ------------------------------------------ علامـــة لي
جاء رجل إلى الجاحظ ، وقال له : أريدك أن تكتب إلى صاحبك فلان كتاباً توصيه فيه أن يساعدني في أمر أحتاجه منه... فكتب الجاحظ رسالة إلى صاحبه ،وختمها وأعطاها للرجل ، حمل الرجل الرسالة ولما خرج من بيت الجاحظ فضَّها وقرأها فإذا فيها أرسل إليك هذا الكتاب مع شخص لا أعرفه فإذا ساعدته لن أشكرك ، وإذا لم تساعده لن ألومك فغضب الرجل وعاد إلى الجاحظ حانقاً ، فقال الجاحظ : كأنك فضضت الرسالة وقرأت ما فيها قال الرجل : نعم فقال الجاحظ : لا تغضب ، ما جاء في الرسالة إنما هو علامة لي إذا أردت العناية بشخص قال الرجل : قطع الله يديك ورجليك ولعنك قال الجاحظ : ما هذا ؟! قال الرجل : هذا علامة لي إذا أردت أن أشكر شخصاً ------------------------------------------------------- نباح الكلاب
قال الجاحظ : مررت على خربة ، فإذا فيها معلم ينبح نباح الكلاب ، فوقفت أنظر إليه ، وإذا بصبي قد خرج من دار فقبض عليه المعلم ، وجعل يلطمه ، ويسبه فقلت عرفني خبره فقال المعلم : هذا صبي لئيم يكره التعليم ويهرب ، ويدخل الدار ولا يخرج، وله كلب يلعب به فإذا سمع صوتي ظنَّ أنه صوت الكلب ، فيخرج ، فأمسكه
عدل سابقا من قبل نسمة الإسلام في الأحد ديسمبر 20, 2009 12:18 pm عدل 1 مرات | |
|
نسمة الإسلام نــائب المديــــر
عدد الرسائل : 1266 العمر : 40 العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج تاريخ التسجيل : 21/11/2009
| موضوع: رد: نوادر الأحد ديسمبر 20, 2009 12:13 pm | |
| عبرت ببلاءٍ عن بلا
سأل الجاحظ ورَّاقاً عن حاله فأجاب: عيشي أضيق من محبرة ، وجسمي أدق من مسطرة ، وجاهي أرق من الزجاج ووجهي عند الناس أشد سواداً من الحبر بالزاج ، وحظي أخفى من شق القلم وجسمي أضعف من قصبة ، وطعامي أمض من الحبر ، وشرابي أمر من العفص ، وسوء الحال ألزم بي من الصمغ فقال الجاحظ : لقد عبرت ببلاءٍ عن بلاء... -------------------------------------------------------- حتى ترى الدنيا
كان الجاحظ على طعام ، فمرت بقربه امرأة طويلة القامة ، فأراد أن يمازحها فقال لها : انزلي كلي معي! فقالت : اصعد أنت حتى ترى الدنيا ---------------------------------- لحــوم الناس
نزل الجاحظ على صديق له ، فلم يطعمه لحماً ، فعرض له ، فقال الصديق: إني لا أكثر اللحم منذ سمعت الحديث : ( إن الله يكره البيت اللحم) ... فقال الجاحظ : يا أخي ، إنما أراد البيت الذي تُؤكل فيه لحوم الناس بالغيبة.... فلم يؤخر حضور اللحم منذ ذلك الوقت....
ما رأيت شيطانا في حياتي كان الجاحظ واقفا أمام بيته , فمرت قربه امرأة حسناء فابتسمت له , وقالت :
لي اليك حاجة.
فقال : وما حاجتك؟
قالت : أريدك أن تذهب معي
قال الى أين
قالت اتبعني دون سؤال فتبعها الجاحظ الى أن وصلا الى دكان صائغ . وهناك قالت المرأة للصائغ :
مثل هذا , ثم انصرفت.عندئذ سأل الجاجظ الصائغ عن معنى ما قالته المرأة , فقال له : لا مؤاخذة يا سيدي , لقد اتتني المرأة بخاتم , وطلبت مني أن أنقش عليه صورة شيطان , فقلت لها : ما رأيت شيطانا في حياتي . فأتت بك الى هنا لظنها انك تشبهه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا تقولي شيئا
أتى الجاحظ منزل صديق له , فطرق الباب , فخرجت اليه جارية عجمية
فقال لها : قولي لسيدك الجاحظ بالباب
فقالت : أقول الجاحد بالباب ؟
فقال : لا قولي له , الحدقي بالباب ـ أي صاحب العين الناتئة
فقالت : أقول الحلقي بالباب ؟
فقال لها : لا تقولي شيئا , ورجع الى بيته .
هل تعلمون ما سأقول لكم
صعد جحا يوما الى المنبر وقال : أيها الناس هل تعلمون ما سأقول لكم ؟
فقالوا : لا
قال : حيث أنكم لا تعلمون فلا فائدة للوعظ في الجهال .
ونزل من فوق المنبر , ثم صعد يوما آخر وقال : أيها الناس هل تعلمون ما سأقول لكم ؟
فقالوا بصوت واحد : نعم
فقال : حيث أنكم تعلمون , فلا فائدة من اعادته ثانية .
ونزل من فوق المنبر , فاتفقوا على أن يقول جماعة منهم نعم , وجماعة لا
فصعد جحا المنبر وقال : أيها الناس هل تعلمون ما سأقول لكم ؟
فقال بعضهم : نعم , وقال بعضهم : لا
فقال : اذاً على الذين يعلمون أن يُعلّموا الذين لا يعلمون . ونزل .
وكأن أمه أرضعتك
حضر جحا مائدة بعض الأغنياء , فقدم له جديا مشويا , فجعل جحا يسرع في الأكل منه فقال له صاحب الوليمة وكان لئيما : أراك تأكل منه أكل انتقام وكأن أمه نطحتك .
فقال جحا : وأراك تشفق عليه وكأن أمه أرضعتك .
فإنه يسبح الله
سكن جحا دارا بالأجرة وكان خشب السقف يقرقع كثيرا , فلما جاء صاحب الدار
يطالبه بالأجرة قال له : أصلح هذا السقف فإنه يقرقع .
فقال صاحب الدار : لا بأس عليك فإنه يسبح الله .
فقال جحا : أخشى أن تدركه خشية فيسجد .
خلف الجنازة أم أمامها
سئل جحا : أيهما أفضل , المشي خلف الجنازة أم أمامها ؟
فقال : لا تكن على النعش وامشي حيث شئت .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ قال الأصمعي لأعرابي : أتقول الشعر ؟ .. قال الأعرابي : أنا ابن أمه وأبيه. فغضب الأصمعي فلم يجد قافية أصعب من الواو الساكنة المفتوح ما قبلها مثل (لَوْ) قال فقلت : أكمل ، فقال : هات فقال الأصمعي : قــومٌ عهدناهــم .....سقاهم الله من النو الأعرابي : النو تلألأ في دجا ليلةٍ .....حالكة مظلمةٍ لـو فقال الأصمعي : لو ماذا ؟ فقال الأعرابي : لو سار فيها فارس لانثنى..... على به الأرض منطو قال الأصمعي : منطو ماذا ؟ الأعرابي : منطوِ الكشح هضيم الحشا ..... كالباز ينقض من الجو قال الأصمعي : الجو ماذا ؟ الأعرابي : جو السما والريح تعلو به..... فاشتم ريح الأرض فاعلو الأصمعي : اعلو ماذا ؟ الأعرابي : فاعلوا لما عيل من صبره .....فصار نحو القوم ينعو الأصمعي : ينعو ماذا ؟ الأعرابي : ينعو رجالاً للقنا شرعت .....كفيت بما لاقوا ويلقوا الأصمعي : يلقوا ماذا ؟ الأعرابي : إن كنت لا تفهم ما قلته .....فأنت عندي رجل بو الأصمعي : بو ماذا ؟ الأعرابي : البو سلخ قد حشي جلده .....بأظلف قرنين تقم أو الأصمعي : أوْ ماذا ؟ الأعرابي : أو أضرب الرأس بصيوانةٍ ..... تقـول في ضربتها قـو قال الأصمعي : فخشيت أن أقول قو ماذا ، فيأخذ العصى ويضربني !!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ سأل أحد الأمراء أشعب : ما تقول في الفالوذج واللوزنج أيهما أطيب ؟ قال أشعب : أنا لا أقضي بين غائبين ، أحضرهما لأحكم بينهما فضحك الأمير وأمر بإحضارهما فأخذ أشعب يأكل لقمة من هذه ولقمة من ذاك حتى أتى عليهما جميعاً ثم قال : أصلح الله الأمير ، ما رأيتُ خصمين أشد جدلاً منهما ، كلما أردتُ أن أدلي بحكمي لأحدهما على الآخر يأتي الآخر بحجته فيعطّل الحكم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كان أحد النحويين راكباً في سفينة فسأل أحد البحارة: هل تعرف النحو؟ فقال له البحار: لا. فقال النحوي: قد ذَهب نصف عمرك. وبعد عدة أيام هبت عاصفة وكانت السفينة ستغرق فجاء البحار إلى النحوي وسأله: هل تعرف السباحة؟ قال النحوي: لا. فقال له البحار: قد ذَهب كل عمرك | |
|