ملتقـى الاحبـه لكـل الاحبـه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقـى الاحبـه لكـل الاحبـه

احدى منتديات اسلام مندور * اجتماعى * ثقافى * ادبى * برامج * جوال * رياضه * طب * سيارات * العاب
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» برالوالدين
موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Icon_minitimeالأربعاء فبراير 06, 2013 12:40 am من طرف شمس الهدى

» جديد المشاريع العملية لصغار المستثمرين مع جدوى اقتصادية
موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Icon_minitimeالإثنين يناير 14, 2013 4:57 pm من طرف أ.إسلام مندور

» بعض الروسمات الهندسيه
موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Icon_minitimeالإثنين يناير 14, 2013 4:17 pm من طرف أ.إسلام مندور

» برنامج MODARIS V5R1
موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 05, 2012 2:49 pm من طرف saoufirachid

» اهم واقوى برامج بوت طرد المشاغبين على الياهو
موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 15, 2011 2:05 pm من طرف فيجوالمصري

» كشف المرتبات
موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Icon_minitimeالإثنين يونيو 20, 2011 4:22 am من طرف رمزى يوسف

» منتديات المسيلة -شبكة سيدي عامر
موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Icon_minitimeالخميس يونيو 09, 2011 7:36 am من طرف alinani

» اريد عمل عاجل جدا
موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Icon_minitimeالسبت مايو 28, 2011 2:16 am من طرف أ.إسلام مندور

» أهمية الفتوح الإسلامية
موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Icon_minitimeالثلاثاء مايو 17, 2011 7:15 pm من طرف أ.إسلام مندور

منتدى
التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني
pubarab

 

 موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
انتقل الى الصفحة : 1, 2, 3  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
نسمة الإسلام
نــائب المديــــر
نسمة الإسلام


انثى
الاسد

الفأر
عدد الرسائل : 1266
العمر : 39
العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج
تاريخ التسجيل : 21/11/2009

موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Empty
مُساهمةموضوع: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض   موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Icon_minitimeالسبت نوفمبر 21, 2009 12:20 pm

السلام عليكم و رحمه الله و بركاته

اخوة الاسلام

حرصا منا في تقديم كل جديد فكرت في موضوع يهمنا
جميعا الا و هو الاحاديث القدسية

و قبل ان نتحدث باثهاب عن هذا الخير العظيم

نعرف معني الحديث القدسي

الحديث القدسي هو الحديث الذي يسنده النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الله عز وجل ، والقدسي نسبة للقدس ، وهي تحمل معنى التكريم والتعظيم والتنزيه ، ولعل من مناسبة وصف هذا النوع من الأحاديث بهذا الوصف ، أن الأحاديث القدسية تدور معانيها في الغالب على تقديس الله وتمجيده وتنزيهه عما لا يليق به من النقائص ، وقليلاً ما تتعرض للأحكام التكليفية .

ويرد الحديث القدسي بصيغ عديدة كأن يقول الراوي مثلاً : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه ، كحديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه عز وجل : ( يد الله ملأى لا يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار .......) رواه البخاري .

أو أن يقول الراوي : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : قال الله تعالى ، أو يقول الله تعالى ، كحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : يقول الله تعالى : ( أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منه .....) رواه البخاري و مسلم .

ومما تجدر الإشارة إليه أن وصف الحديث بكونه قدسياً لا يعني بالضرورة ثبوته ، فقد يكون الحديث صحيحاً وقد يكون ضعيفاً أو موضوعاً ، إذ إن موضوع الصحة والضعف المدار فيه على السند وقواعد القبول والرد التي يذكرها المحدثون في هذا الباب ، أمَّا هذا الوصف فيتعلق بنسبة الكلام إلى الله تبارك وتعالى

هل الحديث القدسي كلام الله بلفظه أو بمعناه :

اختلف أهل العلم في الحديث القدسي هل هو من كلام الله تعالى بلفظه ومعناه ، أم أن معانيه من عند الله وألفاظه من الرسول - صلى الله عليه وسلم - فذهب بعضهم إلى القول الأول وهو أن ألفاظه ومعانيه من الله تعالى ، أوحى بها إلى رسوله - عليه الصلاة والسلام - بطريقة من طرق الوحي غير الجلي - أي من غير طريق جبريل عليه السلام - ، إما بإلهام أو قذف في الروع أو حال المنام ، إلا أنه لم يُرِد به التحدي والإعجاز ، وليست له خصائص القرآن ، وذهب البعض إلى القول الثاني وهو أن الحديث القدسي كلام الله بمعناه فقط ، وأما اللفظ فللرسول - صلى الله عليه وسلم - وهذا القول هو الصحيح الراجح .

الفرق بين القرآن والحديث القدسي :

وهناك عدة فروق بين القرآن الكريم والحديث القدسي ، ومن أهم هذه الفروق :

1- أن القرآن الكريم كلام الله أوحى به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلفظه ومعناه وتحدى به العرب - بل الإنس والجن - أن يأتوا بمثله ، وأما الحديث القدسي فلم يقع به التحدي والإعجاز .

2- والقرآن الكريم جميعه منقول بالتواتر ، فهو قطعي الثبوت ، وأما الأحاديث القدسية فمعظمها أخبار آحاد ، فهي ظنية الثبوت ، ولذلك فإن فيها الصحيح والحسن والضعيف .

3- والقرآن الكريم كلام الله بلفظه ومعناه ، والحديث القدسي معناه من عند الله ولفظه من الرسول - صلى الله عليه وسلم - على الصحيح من أقوال أهل العلم .

4- والقرآن الكريم متعبد بتلاوته ، وهو الذي تتعين القراءة به في الصلاة ، ومن قرأه كان له بكل حرف حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها ، وأما الحديث القدسي فغير متعبد بتلاوته ، ولا يجزئ في الصلاة ، ولا يصدق عليه الثواب الوارد في قراءة القرآن .


عدد الأحاديث القدسية والمصنفات فيها :

ذكر العلامة ابن حجر الهيتمي أن مجموع الأحاديث القدسية المروية يتجاوز المائة ، وذكر أنه قد جمعها بعضهم في جزء كبير ، والصحيح أن عددها - بغض النظر عن صحتها - أكثر من ذلك فهو يجاوز الثمانمائة ، بل قد يقارب الألف ، وقد أفرد العلماء هذا النوع من الأحاديث بالتصنيف ومنهم الشيخ المناوي رحمه الله في كتابه المسمى ( الإتحافات السنية في الأحاديث القدسية ) ، وللعلامة المدني أيضاً كتاب ( الإتحافات السنية في الأحاديث القدسية ) ، وكتاب( الأحاديث القدسية ) لابن بلبان ، وهناك كتب معاصرة أفردت في هذا النوع من الأحاديث ، ومنها كتاب ( الجامع في الأحاديث القدسية ) لعبد السلام بن محمد علوش ، وكتاب ( الصحيح المسند من الأحاديث القدسية ) لمصطفى العدوي ، وسنعرض إن شاء الله لبعض هذه الأحاديث بشيء من التفصيل والشرح والبيان ، والله الموفق وعليه التكلان .



و بفضل الله رزقنا اياه و بالشرح الوافي
لبعض الاحاديث المتوفر شرحها
حتي نعرف ما علينا و ما لنا

من خلال

الأحاديث القدسية في صحيح البخاري
الأحاديث القدسية في صحيح مسلم
الأحاديث القدسية في سنن الترمذي
الأحاديث القدسية في سنن النسائي
الأحاديث القدسية في سنن أبي داود
الأحاديث القدسية في سنن ابن ماجه
الأحاديث القدسية في مسند أحمد
الأحاديث القدسية في موطأ مالك
الأحاديث القدسية في سنن الدارمي

و اخيرا

نسال الله ان ينفعنا بها في الدنيا و الاخرة
هو ولي ذلك و القادر عليه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نسمة الإسلام
نــائب المديــــر
نسمة الإسلام


انثى
الاسد

الفأر
عدد الرسائل : 1266
العمر : 39
العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج
تاريخ التسجيل : 21/11/2009

موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض   موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Icon_minitimeالسبت نوفمبر 21, 2009 12:27 pm

الأحاديث القدسية في صحيح البخاري


‏حدثنا ‏ ‏إسماعيل ‏ ‏قال حدثني ‏ ‏مالك ‏ ‏عن ‏ ‏عمرو بن يحيى المازني ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏أبي سعيد الخدري ‏ ‏رضي الله عنه ‏
‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ثم يقول الله تعالى ‏ ‏أخرجوا من النار من كان في قلبه ‏ ‏مثقال ‏ ‏حبة من ‏ ‏خردل ‏ ‏من إيمان فيخرجون منها قد اسودوا فيلقون في نهر الحيا ‏ ‏أو الحياة شك ‏ ‏مالك ‏ ‏فينبتون كما تنبت الحبة في جانب السيل ألم تر أنها تخرج صفراء ملتوية ‏
‏قال ‏ ‏وهيب ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عمرو ‏ ‏الحياة وقال ‏ ‏خردل ‏ ‏من خير ‏

فتح الباري بشرح صحيح البخاري

‏قوله ( حدثنا إسماعيل ) ‏
‏هو ابن أبي أويس عبد الله بن عبد الله الأصبحي المدني ابن أخت مالك , وقد وافقه على رواية هذا الحديث عبد الله بن وهب ومعن بن عيسى عن مالك , وليس هو في الموطأ . قال الدارقطني : هو غريب صحيح . ‏

‏قوله : ( يدخل ) ‏
‏للدارقطني من طريق إسماعيل وغيره " يدخل الله " وزاد من طريق معن " يدخل من يشاء برحمته " وكذا له وللإسماعيلي من طريق ابن وهب . ‏

‏قوله : ( مثقال حبة ) ‏
‏بفتح الحاء هو إشارة إلى ما لا أقل منه , قال الخطابي : هو مثل ليكون عيارا في المعرفة لا في الوزن ; لأن ما يشكل في المعقول يرد إلى المحسوس ليفهم . وقال إمام الحرمين : الوزن للصحف المشتملة على الأعمال , ويقع وزنها على قدر أجور الأعمال . وقال غيره : يجوز أن تجسد الأعراض فتوزن , وما ثبت من أمور الآخرة بالشرع لا دخل للعقل فيه , والمراد بحبة الخردل هنا ما زاد من الأعمال على أصل التوحيد , لقوله في الرواية الأخرى " أخرجوا من قال لا إله إلا الله وعمل من الخير ما يزن ذرة " . ومحل بسط هذا يقع في الكلام على حديث الشفاعة حيث ذكره المصنف في كتاب الرقاق . ‏

‏قوله : ( في نهر الحياء ) ‏
‏كذا في هذه الرواية بالمد , ولكريمة وغيرها بالقصر , وبه جزم الخطابي وعليه المعنى ; لأن المراد كل ما به تحصل الحياة , والحيا بالقصر هو المطر , وبه تحصل حياة النبات , فهو أليق بمعنى الحياة من الحياء الممدود الذي هو بمعنى الخجل . ‏

‏قوله : ( الحبة ) ‏
‏بكسر أوله , قال أبو حنيفة الدينوري : الحبة جمع بزور النبات واحدتها حبة بالفتح , وأما الحب فهو الحنطة والشعير , واحدتها حبة بالفتح أيضا , وإنما افترقا في الجمع . وقال أبو المعالي في المنتهى : الحبة بالكسر بزور الصحراء مما ليس بقوت . ‏

‏قوله : ( قال وهيب ) ‏
‏أي : ابن خالد ( حدثنا عمرو ) أي : ابن يحيى المازني المذكور . ‏

‏قوله : ( الحياة ) ‏
‏بالخفض على الحكاية , ومراده أن وهيبا وافق مالكا في روايته لهذا الحديث عن عمرو بن يحيى بسنده , وجزم بقوله في نهر الحياة ولم يشك كما شك مالك . ‏
‏( فائدة ) : ‏
‏أخرج مسلم هذا الحديث من رواية مالك فأبهم الشاك , وقد يفسر هنا . ‏

‏قوله ( وقال خردل من خير ) ‏
‏هو على الحكاية أيضا , أي : وقال وهيب في روايته : مثقال حبة من خردل من خير , فخالف مالكا أيضا في هذه الكلمة . وقد ساق المؤلف حديث وهيب هذا في كتاب الرقاق عن موسى , بن إسماعيل عن وهيب , وسياقه أتم من سياق مالك ; لكنه قال " من خردل من إيمان " كرواية مالك , فاعترض على المصنف بهذا , ولا اعتراض عليه فإن أبا بكر بن أبي شيبة أخرج هذا الحديث في مسنده عن عفان بن مسلم عن وهيب فقال " من خردل من خير " كما علقه المصنف , فتبين أنه مراده لا لفظ موسى . وقد أخرجه مسلم عن أبي بكر هذا , لكن لم يسق لفظه , ووجه مطابقة هذا الحديث للترجمة ظاهر , وأراد بإيراده الرد على المرجئة لما فيه من بيان ضرر المعاصي مع الإيمان , وعلى المعتزلة في أن المعاصي موجبة للخلود
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نسمة الإسلام
نــائب المديــــر
نسمة الإسلام


انثى
الاسد

الفأر
عدد الرسائل : 1266
العمر : 39
العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج
تاريخ التسجيل : 21/11/2009

موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض   موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Icon_minitimeالسبت نوفمبر 21, 2009 12:35 pm

حدثنا ‏ ‏عبد الله بن يوسف ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏مالك ‏ ‏عن ‏ ‏أبي الزناد ‏ ‏عن ‏ ‏الأعرج ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏
‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ثم ‏ ‏يعرج ‏ ‏الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم بهم ‏ ‏كيف تركتم عبادي فيقولون تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون

فتح الباري بشرح صحيح البخاري‏

‏قوله ( يتعاقبون ) ‏
‏أي تأتي طائفة عقب طائفة , ثم تعود الأولى عقب الثانية . قال ابن عبد البر : وإنما يكون التعاقب بين طائفتين أو رجلين بأن يأتي هذا مرة ويعقبه هذا , ومنه تعقيب الجيوش أن يجهز الأمير بعثا إلى مدة ثم يأذن لهم في الرجوع بعد أن يجهز غيرهم إلى مدة , ثم يأذن لهم في الرجوع بعد أن يجهز الأولين . قال القرطبي : الواو في قوله " يتعاقبون " علامة الفاعل المذكر المجموع على لغة بلحارث وهم القائلون أكلوني البراغيث , ومنه قول الشاعر ‏ ‏بحوران يعصرن السليط أقاربه ‏ ‏وهي لغة فاشية وعليها حمل الأخفش قوله تعالى ( وأسروا النجوى الذين ظلموا ) قال : وقد تعسف بعض النحاة في تأويلها وردها للبدل , وهو تكلف مستغنى عنه , فإن تلك اللغة مشهورة ولها وجه من القياس واضح . وقال غيره في تأويل الآية : قوله ( وأسروا ) عائد على الناس المذكورين أولا . و ( الذين ظلموا ) بدل من الضمير . وقيل التقدير أنه لما قيل ( وأسروا النجوى ) قيل : من هم ؟ قال : ( الذين ظلموا ) حكاه الشيخ محيي الدين , والأول أقرب إذ الأصل عدم التقدير . وتوارد جماعة من الشراح على أن حديث الباب من هذا القبيل , ووافقهم ابن مالك وناقشه أبو حيان زاعما أن هذه الطريق اختصرها الراوي , واحتج لذلك بما رواه البزار من وجه آخر عن أبي هريرة بلفظ " إن لله ملائكة يتعاقبون فيكم : ملائكة بالليل , وملائكة بالنهار " الحديث , وقد سومح في العزو إلى مسند البزار مع أن هذا الحديث بهذا اللفظ في الصحيحين فالعزو إليهما أولى , وذلك أن هذا الحديث رواه عن أبي الزناد مالك في الموطأ ولم يختلف عليه باللفظ المذكور وهو قوله " يتعاقبون فيكم " وتابعه على ذلك عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه أخرجه سعيد بن منصور عنه , وقد أخرجه البخاري في بدء الخلق من طريق شعيب بن أبي حمزة عن أبي الزناد بلفظ " الملائكة يتعاقبون : ملائكة بالليل , وملائكة بالنهار " , وأخرجه النسائي أيضا من طريق موسى بن عقبة عن أبي الزناد بلفظ " إن الملائكة يتعاقبون فيكم " فاختلف فيه على أبي الزناد , فالظاهر أنه كان تارة يذكره هكذا وتارة هكذا , فيقوي بحث أبي حيان , ويؤيد ذلك أن غير الأعرج من أصحاب أبي هريرة قد رووه تاما فأخرجه أحمد ومسلم من طريق همام بن منبه عن أبي هريرة مثل رواية موسى بن عقبة لكن بحذف " إن " من أوله , وأخرجه ابن خزيمة والسراج من طريق أبي صالح عن أبي هريرة بلفظ " إن لله ملائكة يتعاقبون " وهذه هي الطريقة التي أخرجها البزار , وأخرجه أبو نعيم في الحلية بإسناد صحيح من طريق أبي موسى عن أبي هريرة بلفظ " إن الملائكة فيكم يتعقبون " وإذا عرف ذلك فالعزو إلى الطريق التي تتحد مع الطريق التي وقع القول فيها أولى من طريق مغايرة لها , فليعز ذلك إلى تخريج البخاري والنسائي من طريق أبي الزناد لما أوضحته . والله الموفق . ‏

‏قوله ( فيكم ) ‏
‏أي المصلين أو مطلق المؤمنين . ‏

‏قوله ( ملائكة ) ‏
‏قيل هم الحفظة نقله عياض وغيره عن الجمهور , وتردد ابن بزيزة , وقال القرطبي : الأظهر عندي أنهم غيرهم , ويقويه أنه لم ينقل أن الحفظة يفارقون العبد , ولا أن حفظة الليل غير حفظة النهار , وبأنهم لو كانوا هم الحفظة لم يقع الاكتفاء في السؤال منهم عن حالة الترك دون غيرها في قوله " كيف تركتم عبادي "
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نسمة الإسلام
نــائب المديــــر
نسمة الإسلام


انثى
الاسد

الفأر
عدد الرسائل : 1266
العمر : 39
العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج
تاريخ التسجيل : 21/11/2009

موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض   موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Icon_minitimeالسبت نوفمبر 21, 2009 12:38 pm

قوله ( ويجتمعون ) ‏
‏قال الزين بن المنير : التعاقب مغاير للاجتماع , لكن ذلك منزل على حالين . ‏
‏قلت : وهو ظاهر , وقال ابن عبد البر : الأظهر أنهم يشهدون معهم الصلاة في الجماعة , واللفظ محتمل للجماعة وغيرها , كما يحتمل أن التعاقب يقع بين طائفتين دون غيرهم , وأن يقع التعاقب بينهم في النوع لا في الشخص . قال عياض : والحكمة في اجتماعهم في هاتين الصلاتين من لطف الله تعالى بعباده وإكرامه لهم بأن جعل اجتماع ملائكته في حال طاعة عباده لتكون شهادتهم لهم بأحسن الشهادة . ‏
‏قلت : وفيه شيء , لأنه رجح أنهم الحفظة , ولا شك أن الذين يصعدون كانوا مقيمين عندهم مشاهدين لأعمالهم في جميع الأوقات , فالأولى أن يقال : الحكمة في كونه تعالى لا يسألهم إلا عن الحالة التي تركوهم عليها ما ذكر , ويحتمل أن يقال إن الله تعالى يستر عنهم ما يعملونه فيما بين الوقتين , لكنه بناء على أنهم غير الحفظة . وفيه إشارة إلى الحديث الآخر " إن الصلاة إلى الصلاة كفارة لما بينهما " فمن ثم وقع السؤال من كل طائفة عن آخر شيء فارقوهم عليه . ‏

‏قوله ( ثم يعرج الذين باتوا فيكم ) ‏
‏استدل به بعض الحنفية على استحباب تأخير صلاة العصر ليقع عروج الملائكة إذا فرغ منها آخر النهار , وتعقب بأن ذلك غير لازم , إذ ليس في الحديث ما يقتضي أنهم لا يصعدون إلا ساعة الفراغ من الصلاة بل جائز أن تفرغ الصلاة ويتأخروا بعد ذلك إلى آخر النهار , ولا مانع أيضا من أن تصعد ملائكة النهار وبعض النهار باق وتقيم ملائكة الليل , ولا يرد على ذلك وصفهم بالمبيت بقوله " باتوا فيكم " لأن اسم المبيت صادق عليهم ولو تقدمت إقامتهم بالليل قطعة من النهار . ‏
‏قوله ( الذين باتوا فيكم ) اختلف في سبب الاقتصار على سؤال الذين باتوا دون الذين ظلوا , فقيل : هو من باب الاكتفاء بذكر أحد المثلين عن الآخر كقوله تعالى ( فذكر إن نفعت الذكرى ) أي وإن لم تنفع , وقوله تعالى ( سرابيل تقيكم الحر ) أي والبرد , وإلى هذا أشار ابن التين وغيره , ثم قيل : الحكمة في الاقتصار على ذلك أن حكم طرفي النهار يعلم من حكم طرفي الليل , فلو ذكره لكان تكرارا . ثم قيل : الحكمة في الاقتصار على هذا الشق دون الآخر أن الليل مظنة المعصية فلما لم يقع منهم عصيان - مع إمكان دواعي الفعل من إمكان الإخفاء ونحوه - واشتغلوا بالطاعة كان النهار أولى بذلك , فكان السؤال عن الليل أبلغ من السؤال عن النهار لكون النهار محل الاشتهار . وقيل : الحكمة في ذلك أن ملائكة الليل إذا صلوا الفجر عرجوا في الحال , وملائكة النهار إذا صلوا العصر لبثوا إلى آخر النهار لضبط بقية عمل النهار , وهذا ضعيف , لأنه يقتضي أن ملائكة النهار لا يسألون عن وقت العصر , وهو خلاف ظاهر الحديث كما سيأتي . ثم هو مبني على أنهم الحفظة وفيه نظر لما سنبينه , وقيل بناه أيضا على أنهم الحفظة أنهم ملائكة النهار فقط وهم لا يبرحون عن ملازمة بني آدم , وملائكة الليل هم الذين يعرجون ويتعاقبون , ويؤيده ما رواه أبو نعيم في " كتاب الصلاة " له من طريق الأسود بن يزيد النخعي قال : يلتقي الحارسان - أي ملائكة الليل وملائكة النهار - عند صلاة الصبح فيسلم بعضهم على بعض فتصعد ملائكة الليل وتلبث ملائكة النهار . وقيل : يحتمل أن يكون العروج إنما يقع عند صلاة الفجر خاصة , وأما النزول فيقع في الصلاتين معا , وفيه التعاقب , وصورته أن تنزل طائفة عند العصر وتبيت , ثم تنزل طائفة ثانية عند الفجر , فيجتمع الطائفتان في صلاة الفجر , ثم يعرج الذين باتوا فقط ويستمر الذين نزلوا وقت الفجر إلى العصر فتنزل الطائفة الأخرى حصل اجتماعهم عند العصر أيضا ولا يصعد منهم أحد بل تبيت الطائفتان أيضا ثم تعرج إحدى الطائفتين ويستمر ذلك فتصح صورة التعاقب مع اختصاص النزول بالعصر والعروج بالفجر , فلهذا خص السؤال بالذين باتوا , والله أعلم . وقيل : إن قوله في هذا الحديث " ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر " وهم لأنه ثبت في طرق كثيرة أن الاجتماع في صلاة الفجر من غير ذكر صلاة العصر كما في الصحيحين من طريق سعيد بن المسيب عن أبي هريرة في أثناء حديث قال فيه " وتجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر " قال أبو هريرة : واقرءوا إن شئتم ( وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ) وفي الترمذي والنسائي من وجه آخر بإسناد صحيح عن أبي هريرة في قوله تعالى ( إن قرآن الفجر كان مشهودا ) قال : " تشهده ملائكة الليل والنهار " وروى ابن مردويه من حديث أبي الدرداء مرفوعا نحوه , قال ابن عبد البر : ليس في هذا دفع للرواية التي فيها ذكر العصر , إذ لا يلزم من عدم ذكر العصر في الآية والحديث الآخر عدم اجتماعهم في العصر لأن المسكوت عنه قد يكون في حكم المذكور بدليل آخر , قال : ويحتمل أن يكون الاقتصار وقع في الفجر لكونها جهرية , وبحثه الأول متجه لأنه لا سبيل إلى ادعاء توهيم الراوي الثقة مع إمكان التوفيق بين الروايات , ولا سيما أن الزيادة من العدل الضابط مقبولة . ولم لا يقال : إن رواية من لم يذكر سؤال الذين أقاموا في النهار واقع من تقصير بعض الرواة , أو يحمل قوله " ثم يعرج الذين باتوا " على ما هو أعم من المبيت بالليل والإقامة بالنهار , فلا يختص ذلك بليل دون نهار ولا عكسه , بل كل طائفة منهم إذا صعدت سئلت , وغاية ما فيه أنه استعمل لفظ " بات " في أقام مجازا , ويكون قوله " فيسألهم " أي كلا من الطائفتين في الوقت الذي يصعد فيه , ويدل على هذا الحمل رواية موسى بن عقبة عن أبي الزناد عند النسائي ولفظه " ثم يعرج الذين كانوا فيكم " فعلى هذا لم يقع في المتن اختصار ولا اقتصار , وهذا أقرب الأجوبة . وقد وقع لنا هذا الحديث من طريق أخرى واضحا وفيه التصريح بسؤال كل من الطائفتين , وذلك فيما رواه ابن خزيمة في صحيحه وأبو العباس السراج جميعا عن يوسف بن موسى عن جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " تجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر وصلاة العصر , فيجتمعون في صلاة الفجر , فتصعد ملائكة الليل وتبيت ملائكة النهار , ويجتمعون في صلاة العصر فتصعد ملائكة النهار وتبيت ملائكة الليل , فيسألهم ربهم : كيف تركتم عبادي " الحديث . وهذه الرواية تزيل الإشكال وتغني عن كثير من الاحتمالات المتقدمة , فهي المعتمدة , ويحمل ما نقص منها على تقصير بعض الرواة .

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نسمة الإسلام
نــائب المديــــر
نسمة الإسلام


انثى
الاسد

الفأر
عدد الرسائل : 1266
العمر : 39
العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج
تاريخ التسجيل : 21/11/2009

موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض   موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Icon_minitimeالسبت نوفمبر 21, 2009 12:40 pm

قوله ( فيسألهم ) ‏
‏قيل الحكمة فيه استدعاء شهادتهم لبني آدم بالخير , واستنطاقهم بما يقتضي التعطف عليهم , وذلك لإظهار الحكمة في خلق نوع الإنسان في مقابلة من قال من الملائكة ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك , قال إني أعلم ما لا تعلمون ) أي وقد وجد فيهم من يسبح ويقدس مثلكم بنص شهادتكم , وقال عياض : هذا السؤال على سبيل التعبد للملائكة كما أمروا أن يكتبوا أعمال بني آدم , وهو سبحانه وتعالى أعلم من الجميع بالجميع . ‏

‏قوله : ( كيف تركتم عبادي ) ‏
‏قال ابن أبي جمرة . وقع السؤال عن آخر الأعمال لأن الأعمال بخواتيمها . ‏
‏قال والعباد المسئول عنهم هم المذكورون في قوله تعالى ( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان ) . ‏

‏قوله : ( تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون ) ‏
‏لم يراعوا الترتيب الوجودي , لأنهم بدءوا بالترك قبل الإتيان , والحكمة فيه أنهم طابقوا السؤال لأنه قال : كيف تركتم ؟ ولأن المخبر به صلاة العباد والأعمال بخواتيمها فناسب ذلك إخبارهم عن آخر عملهم قبل أوله , وقوله " تركناهم وهم " ظاهره أنهم فارقوهم عند شروعهم في العصر سواء تمت أم منع مانع من إتمامها وسواء شرع الجميع فيها أم لا لأن المنتظر في حكم المصلي , ويحتمل أن يكون المراد بقولهم " وهم يصلون " أي ينتظرون صلاة المغرب . وقال ابن التين : الواو في قوله " وهم يصلون " واو الحال أي تركناهم على هذه الحال , ولا يقال يلزم منه أنهم فارقوهم قبل انقضاء الصلاة فلم يشهدوها معهم , والخبر ناطق بأنهم يشهدونها لأنا نقول : هو محمول على أنهم شهدوا الصلاة مع من صلاها في أول وقتها , وشهدوا من دخل فيها بعد ذلك , ومن شرع في أسباب ذلك . ‏
‏( تنبيه ) ‏
‏: استنبط منه بعض الصوفية أنه يستحب أن لا يفارق الشخص شيئا من أموره إلا وهو على طهارة كشعره إذا حلقه وظفره إذا قلمه وثوبه إذا أبدله ونحو ذلك . وقال ابن أبي جمرة : أجابت الملائكة بأكثر مما سئلوا عنه , لأنهم علموا أنه سؤال يستدعي التعطف على بني آدم فزادوا في موجب ذلك . ‏
‏قلت : ووقع في صحيح ابن خزيمة من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة في آخر هذا الحديث " فاغفر لهم يوم الدين " قال : ويستفاد منه أن الصلاة أعلى العبادات لأنه عنها وقع السؤال والجواب , وفيه الإشارة إلى عظم هاتين الصلاتين لكونهما تجتمع فيهما الطائفتان وفي غيرهما طائفة واحدة والإشارة إلى شرف الوقتين المذكورين , وقد ورد أن الرزق يقسم بعد صلاة الصبح , وأن الأعمال ترفع آخر النهار , فمن كان حينئذ في طاعة بورك في رزقه وفي عمله , والله أعلم . ويترتب عليه حكمة الأمر بالمحافظة عليهما والاهتمام بهما , وفيه تشريف هذه الأمة على غيرها , ويستلزم تشريف نبيها على غيره . وفيه الإخبار بالغيوب , ويترتب عليه زيادة الإيمان . وفيه الإخبار بما نحن فيه من ضبط أحوالنا حتى نتيقظ ونتحفظ في الأوامر والنواهي ونفرح في هذه الأوقات بقدوم رسل ربنا وسؤال ربنا عنا . وفيه إعلامنا بحب ملائكة الله لنا لنزداد فيهم حبا ونتقرب إلى الله بذلك . وفيه كلام الله تعالى مع ملائكته . وغير ذلك من الفوائد والله أعلم . وسيأتي الكلام على ذلك في " باب قوله ثم يعرج " في كتاب التوحيد إن شاء الله تعالى

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نسمة الإسلام
نــائب المديــــر
نسمة الإسلام


انثى
الاسد

الفأر
عدد الرسائل : 1266
العمر : 39
العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج
تاريخ التسجيل : 21/11/2009

موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض   موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Icon_minitimeالسبت نوفمبر 21, 2009 12:44 pm

حدثنا ‏ ‏عبد العزيز بن عبد الله الأويسي ‏ ‏قال حدثني ‏ ‏إبراهيم بن سعد ‏ ‏عن ‏ ‏ابن شهاب ‏ ‏عن ‏ ‏سالم بن عبد الله ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏أنه أخبره ‏
‏أنه سمع رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول إنما بقاؤكم فيما سلف قبلكم من الأمم كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس أوتي ‏ ‏أهل التوراة ‏ ‏التوراة فعملوا حتى إذا انتصف النهار عجزوا فأعطوا ‏ ‏قيراطا ‏ ‏قيراطا ‏ ‏ثم أوتي ‏ ‏أهل الإنجيل ‏ ‏الإنجيل فعملوا إلى صلاة العصر ثم عجزوا فأعطوا ‏ ‏قيراطا ‏ ‏قيراطا ‏ ‏ثم أوتينا القرآن فعملنا إلى غروب الشمس فأعطينا ‏ ‏قيراطين ‏ ‏قيراطين ‏ ‏فقال ‏ ‏أهل الكتابين ‏ ‏أي ربنا أعطيت هؤلاء ‏ ‏قيراطين ‏ ‏قيراطين ‏ ‏وأعطيتنا ‏ ‏قيراطا ‏ ‏قيراطا ‏ ‏ونحن كنا أكثر عملا قال قال الله عز وجل ‏ ‏هل ظلمتكم من أجركم من شيء قالوا لا قال فهو فضلي أوتيه من أشاء ‏

فتح الباري بشرح صحيح البخاري‏

‏قوله : ( إنما بقاؤكم فيما سلف قبلكم من الأمم كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس ) ‏
‏ظاهره أن بقاء هذه الأمة وقع في زمان الأمم السالفة , وليس ذلك المراد قطعا , وإنما معناه أن نسبة مدة هذه الأمة إلى مدة من تقدم من الأمم مثل ما بين صلاة العصر وغروب الشمس إلى بقية النهار , فكأنه قال : إنما بقاؤكم بالنسبة إلى ما سلف إلخ , وحاصله أن " في " بمعنى إلى , وحذف المضاف وهو لفظ " نسبة " . وقد أخرج المصنف هذا الحديث وكذا حديث أبي موسى الآتي بعده في أبواب الإجارة , ويقع استيفاء الكلام عليهما هناك إن شاء الله تعالى , والغرض هنا بيان مطابقتهما للترجمة والتوفيق بين ما ظاهره الاختلاف منهما . ‏

‏قوله : ( أوتي أهل التوراة التوراة ) ‏
‏ظاهره أن هذا كالشرح والبيان لما تقدم من تقدير مدة الزمانين , وقد زاد المصنف من رواية عبد الله بن دينار عن ابن عمر في فضائل القرآن هنا " وأن مثلكم ومثل اليهود والنصارى إلخ " وهو يشعر بأنهما قضيتان . ‏

‏قوله : ( قيراطا قيراطا ) ‏
‏كرر قيراطا ليدل على تقسيم القراريط على العمال , لأن العرب إذا أرادت تقسيم الشيء على متعدد كررته كما يقال : اقسم هذا المال على بني فلان درهما درهما , لكل واحد درهم . ‏
‏قوله في حديث ابن عمر ‏
‏( عجزوا ) ‏
‏قال الداودي : هذا مشكل , لأنه إن كان المراد من مات منهم مسلما فلا يوصف بالعجز لأنه عمل ما أمر به , وإن كان من مات بعد التغيير والتبديل فكيف يعطى القيراط من حبط عمله بكفره ؟ وأورده ابن التين قائلا : قال بعضهم ولم ينفصل عنه وأجيب بأن المراد من مات منهم مسلما قبل التغيير والتبديل , وعبر بالعجز لكونهم لم يستوفوا عمل النهار كله وإن كانوا قد استوفوا عمل ما قدر لهم , فقوله عجزوا أي عن إحراز الأجر الثاني دون الأول , لكن من أدرك منهم النبي صلى الله عليه وسلم وآمن به أعطي الأجر مرتين كما سبق مصرحا به في كتاب الإيمان . قال المهلب ما معناه : أورد البخاري حديث ابن عمر وحديث أبي موسى في هذه الترجمة ليدل على أنه قد يستحق بعمل البعض أجر الكل , مثل الذي أعطي من العصر إلى الليل أجر النهار كله , فهو نظير من يعطى أجر الصلاة كلها ولو لم يدرك إلا ركعة , وبهذا تظهر مطابقة الحديثين للترجمة . ‏
‏قلت : وتكملة ذلك أن يقال إن فضل الله الذي أقام به عمل ربع النهار مقام عمل النهار كله هو الذي اقتضى أن يقوم إدراك الركعة الواحدة من الصلاة الرباعية التي هي العصر مقام إدراك الأربع في الوقت , فاشتركا في كون كل منهما ربع العمل , وحصل بهذا التقرير الجواب عمن استشكل وقوع الجميع أداء مع أن الأكثر إنما وقع خارج الوقت , فيقال في هذا ما أجيب به أهل الكتابين ( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ) . وقد استبعد بعض الشراح كلام المهلب ثم قال : هو منفك عن محل الاستدلال , لأن الأمة عملت آخر النهار فكان أفضل من عمل المتقدمين قبلها , ولا خلاف أن تقديم الصلاة أفضل من تأخيرها . ثم هو من الخصوصيات التي لا يقاس عليها , لأن صيام آخر النهار لا يجزئ عن جملته , فكذلك سائر العبادات . ‏
‏قلت : فاستبعد غير مستبعد , وليس في كلام المهلب ما يقتضي أن إيقاع العبادة في آخر وقتها أفضل من إيقاعها في أوله . وأما إجزاء عمل البعض عن الكل فمن قبيل الفضل , فهو كالخصوصية سواء . ‏
‏وقال ابن المنير : يستنبط من هذا الحديث أن وقت العمل ممتد إلى غروب الشمس , وأقرب الأعمال المشهورة بهذا الوقت صلاة العصر , قال : فهو من قبيل الإشارة لا من صريح العبارة , فإن الحديث مثال , وليس المراد العمل الخاص بهذا الوقت , بل هو شامل لسائر الأعمال من الطاعات في بقية الإمهال إلى قيام الساعة . وقد قال إمام الحرمين : إن الأحكام لا تؤخذ من الأحاديث التي تأتي لضرب الأمثال . ‏
‏قلت : وما أبداه مناسب لإدخال هذا الحديث في أبواب أوقات العصر لا لخصوص الترجمة وهي " من أدرك ركعة من العصر قبل الغروب " بخلاف ما أبداه المهلب وأكملناه , وأما ما وقع من المخالفة بين سياق حديث ابن عمر وحديث أبي موسى فظاهرهما أنهما قضيتان , وقد حاول بعضهم الجمع بينهما فتعسف . وقال ابن رشيد ما حاصله : إن حديث ابن عمر ذكر مثالا لأهل الأعذار لقوله " فعجزوا " فأشار إلى أن من عجز عن استيفاء العمل من غير أن يكون له صنيع في ذلك أن الأجر يحصل له تاما فضلا من الله . قال : وذكر حديث أبي موسى مثالا لمن أخر بغير عذر , وإلى ذلك الإشارة بقوله عنهم ( لا حاجة لنا إلى أجرك ) فأشار بذلك إلى أن من أخر عامدا لا يحصل له ما حصل لأهل الأعذار . ‏
‏قوله في حديث أبي موسى ( فقال أكملوا ) كذا للأكثر بهمزة قطع وبالكاف وكذا وقع في الإجازة . ووقع هنا للكشميهني " اعملوا " بهمزة وصل وبالعين . ‏
‏قوله في حديث ابن عمر ‏

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نسمة الإسلام
نــائب المديــــر
نسمة الإسلام


انثى
الاسد

الفأر
عدد الرسائل : 1266
العمر : 39
العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج
تاريخ التسجيل : 21/11/2009

موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض   موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Icon_minitimeالسبت نوفمبر 21, 2009 12:46 pm

( ونحن كنا أكثر عملا ) ‏
‏تمسك به بعض الحنفية كأبي زيد في كتاب الأسرار إلى أن وقت العصر من مصير ظل كل شيء مثليه , لأنه لو كان من مصير ظل كل شيء مثله لكان مساويا لوقت الظهر , وقد قالوا ( كنا أكثر عملا ) فدل على أنه دون وقت الظهر , وأجيب بمنع المساواة , وذلك معروف عند أهل العلم بهذا الفن , وهو أن المدة التي بين الظهر والعصر أطول من المدة التي بين العصر والمغرب , وأما ما نقله بعض الحنابلة من الإجماع على أن وقت العصر ربع النهار فمحمول على التقريب إذا فرغنا على أن أول وقت العصر مصير الظل مثله كما قال الجمهور , وأما على قول الحنفية فالذي من الظهر إلى العصر أطول قطعا , وعلى التنزل لا يلزم من التمثيل والتشبيه التسوية من كل جهة , وبأن الخبر إذا ورد في معنى مقصود لا تؤخذ منه المعارضة لما ورد في ذلك المعنى بعينه مقصودا في أمر آخر , وبأنه ليس في الخبر نص على أن كلا من الطائفتين أكثر عملا لصدق أن كلهم مجتمعين أكثر عملا من المسلمين , وباحتمال أن يكون أطلق ذلك تغليبا , وباحتمال أن يكون ذلك قول اليهود خاصة فيندفع الاعتراض من أصله كما جزم به بعضهم , وتكون نسبة ذلك للجميع في الظاهر غير مرادة بل هو عموم أريد به الخصوص أطلق ذلك تغليبا , وبأنه لا يلزم من كونهم أكثر عملا أن يكونوا أكثر زمانا لاحتمال كون العمل في زمنهم كان أشق , ويؤيده قوله تعالى ( ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ) . ومما يؤيد كون المراد كثرة العمل وقلته لا بالنسبة إلى طول الزمان وقصره كون أهل الأخبار متفقين على أن المدة التي بين عيسى ونبينا صلى الله عليه وسلم دون المدة التي بين نبينا صلى الله عليه وسلم وقيام الساعة لأن جمهور أهل المعرفة بالأخبار قالوا إن مدة الفترة بين عيسى ونبينا صلى الله عليه وسلم ستمائة سنة وثبت ذلك في صحيح البخاري عن سليمان , وقيل إنها دون ذلك حتى جاء عن بعضهم أنها مائة وخمس وعشرون سنة وهذه مدة المسلمين بالمشاهدة أكثر من ذلك , فلو تمسكنا بأن المراد التمثيل بطول الزمانين وقصرهما للزم أن يكون وقت العصر أطول من وقت الظهر ولا قائل به , فدل على أن المراد كثرة العمل وقلته , والله سبحانه وتعالى أعلم . ‏

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نسمة الإسلام
نــائب المديــــر
نسمة الإسلام


انثى
الاسد

الفأر
عدد الرسائل : 1266
العمر : 39
العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج
تاريخ التسجيل : 21/11/2009

موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض   موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Icon_minitimeالسبت نوفمبر 21, 2009 12:53 pm

حدثنا ‏ ‏أبو اليمان ‏ ‏قال أخبرنا ‏ ‏شعيب ‏ ‏عن ‏ ‏الزهري ‏ ‏قال أخبرني ‏ ‏سعيد بن المسيب ‏ ‏وعطاء بن يزيد الليثي ‏ ‏أن ‏ ‏أبا هريرة ‏ ‏أخبرهما ‏
‏أن الناس قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة قال هل ‏ ‏تمارون ‏ ‏في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب قالوا لا يا رسول الله قال فهل ‏ ‏تمارون ‏ ‏في الشمس ليس دونها سحاب قالوا لا قال فإنكم ترونه كذلك يحشر الناس يوم القيامة فيقول من كان يعبد شيئا فليتبع فمنهم من يتبع الشمس ومنهم من يتبع القمر ومنهم من يتبع ‏ ‏الطواغيت ‏ ‏وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها ‏ ‏فيأتيهم الله فيقول أنا ربكم فيقولون هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا فإذا جاء ربنا عرفناه ‏ ‏فيأتيهم الله فيقول ‏ ‏أنا ربكم فيقولون أنت ربنا فيدعوهم فيضرب الصراط بين ظهراني جهنم فأكون أول من يجوز من الرسل بأمته ولا يتكلم يومئذ أحد إلا الرسل وكلام الرسل يومئذ اللهم سلم سلم وفي جهنم ‏ ‏كلاليب ‏ ‏مثل ‏ ‏شوك السعدان ‏ ‏هل رأيتم ‏ ‏شوك السعدان ‏ ‏قالوا نعم قال فإنها مثل ‏ ‏شوك السعدان ‏ ‏غير أنه لا يعلم قدر عظمها إلا الله تخطف الناس بأعمالهم فمنهم من ‏ ‏يوبق ‏ ‏بعمله ومنهم من ‏ ‏يخردل ‏ ‏ثم ينجو حتى إذا أراد الله رحمة من أراد من أهل النار أمر الله الملائكة أن يخرجوا من كان يعبد الله فيخرجونهم ويعرفونهم بآثار السجود وحرم الله على النار أن تأكل أثر السجود فيخرجون من النار فكل ابن ‏ ‏آدم ‏ ‏تأكله النار إلا أثر السجود فيخرجون من النار قد ‏ ‏امتحشوا ‏ ‏فيصب عليهم ماء الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في ‏ ‏حميل السيل ‏ ‏ثم يفرغ الله من القضاء بين العباد ويبقى رجل بين الجنة والنار وهو آخر أهل النار دخولا الجنة مقبل بوجهه قبل النار فيقول يا رب اصرف وجهي عن النار قد ‏ ‏قشبني ‏ ‏ريحها وأحرقني ‏ ‏ذكاؤها ‏ ‏فيقول هل عسيت إن فعل ذلك بك أن تسأل غير ذلك فيقول لا وعزتك فيعطي الله ما يشاء من عهد وميثاق فيصرف الله وجهه عن النار فإذا أقبل به على الجنة رأى ‏ ‏بهجتها ‏ ‏سكت ما شاء الله أن يسكت ثم قال يا رب قدمني عند باب الجنة فيقول الله له أليس قد أعطيت العهود والميثاق أن لا تسأل غير الذي كنت سألت فيقول يا رب لا أكون أشقى خلقك فيقول فما عسيت إن أعطيت ذلك أن لا تسأل غيره فيقول لا وعزتك لا أسأل غير ذلك فيعطي ربه ما شاء من عهد وميثاق فيقدمه إلى باب الجنة فإذا بلغ بابها فرأى زهرتها وما فيها من النضرة والسرور فيسكت ما شاء الله أن يسكت فيقول يا رب أدخلني الجنة فيقول الله ‏ ‏ويحك ‏ ‏يا ابن ‏ ‏آدم ‏ ‏ما أغدرك أليس قد أعطيت العهود والميثاق أن لا تسأل غير الذي أعطيت فيقول يا رب لا تجعلني أشقى خلقك فيضحك الله عز وجل منه ثم يأذن له في دخول الجنة فيقول تمن فيتمنى حتى إذا انقطع أمنيته قال الله عز وجل من كذا وكذا أقبل يذكره ربه حتى إذا انتهت به الأماني قال الله تعالى لك ذلك ومثله معه ‏
‏قال ‏ ‏أبو سعيد الخدري ‏ ‏لأبي هريرة ‏ ‏رضي الله عنهما ‏ ‏إن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏قال الله لك ذلك وعشرة أمثاله قال ‏ ‏أبو هريرة ‏ ‏لم أحفظ من رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إلا قوله لك ذلك ومثله معه قال ‏ ‏أبو سعيد ‏ ‏إني سمعته يقول ذلك لك وعشرة أمثاله ‏

فتح الباري بشرح صحيح البخاري

واختلف في المراد بقوله ‏
‏" آثار السجود " ‏
‏فقيل هي الأعضاء السبعة الآتي ذكرها في حديث ابن عباس قريبا وهذا هو الظاهر , وقال عياض : المراد الجبهة خاصة , ويؤيده ما في رواية مسلم من وجه آخر " أن قوما يخرجون من النار يحترقون فيها إلا دارات وجوههم " فإن ظاهر هذه الرواية يخص العموم الذي في الأولى . ‏

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نسمة الإسلام
نــائب المديــــر
نسمة الإسلام


انثى
الاسد

الفأر
عدد الرسائل : 1266
العمر : 39
العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج
تاريخ التسجيل : 21/11/2009

موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض   موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Icon_minitimeالسبت نوفمبر 21, 2009 12:54 pm

حدثنا ‏ ‏إسماعيل ‏ ‏حدثني ‏ ‏مالك ‏ ‏عن ‏ ‏صالح بن كيسان ‏ ‏عن ‏ ‏عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ‏ ‏عن ‏ ‏زيد بن خالد الجهني ‏ ‏أنه قال ‏
‏صلى لنا رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏صلاة الصبح ‏ ‏بالحديبية ‏ ‏على إثر سماء كانت من الليلة فلما انصرف النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أقبل على الناس فقال هل تدرون ماذا قال ربكم قالوا الله ورسوله أعلم قال ‏ ‏أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب وأما من قال ‏ ‏بنوء ‏ ‏كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب ‏

فتح الباري بشرح صحيح البخاري‏

‏قوله : ( عن زيد بن خالد الجهني ) ‏
‏هكذا يقول صالح بن كيسان لم يختلف عليه في ذلك , وخالفه الزهري فرواه عن شيخهما عبيد الله فقال : عن أبي هريرة أخرجه مسلم عقب رواية صالح فصحح الطريقين , لأن عبيد الله سمع من زيد بن خالد وأبي هريرة جميعا عدة أحاديث منها حديث العسيف وحديث الأمة إذا زنت , فلعله سمع هذا منهما فحدث به تارة عن هذا وتارة عن هذا , وإنما لم يجمعهما لاختلاف لفظهما كما سنشير إليه . وقد صرح صالح بسماعه له من عبيد الله عن أبي عوانة , وروى صالح عن عبيد الله بواسطة الزهري عدة أحاديث منها حديث ابن عباس في شاة ميمونة كما تقدم في الطهارة , وحديثه عنه في قصة هرقل كما تقدم في بدء الوحي . ‏

‏قوله : ( صلى لنا ) ‏
‏أي لأجلنا , أو اللام بمعنى الباء أي صلى بنا , وفيه جواز إطلاق ذلك مجازا وإنما الصلاة لله تعالى . ‏

‏قوله : ( بالحديبية ) ‏
‏بالمهملة والتصغير وتخفف ياؤها وتثقل , يقال سميت بشجرة حدباء هناك . ‏

‏قوله : ( على إثر ) ‏
‏بكسر الهمزة وسكون المثلثة على المشهور وهو ما يعقب الشيء . ‏

‏قوله : ( سماء ) ‏
‏أي مطر وأطلق عليه سماء لكونه ينزل من جهة السماء وكل جهة علو تسمى سماء . ‏

‏قوله : ( كانت من الليل ) ‏
‏كذا للأكثر , وللمستملي والحموي " من الليلة " بالإفراد . ‏

‏قوله : ( فلما انصرف ) ‏
‏أي من صلاته أو من مكانه . ‏

‏قوله : ( هل تدرون ) ‏
‏لفظ استفهام معناه التنبيه , ووقع في رواية سفيان عن صالح عند النسائي " ألم تسمعوا ما قال ربكم الليلة " وهذا من الأحاديث الإلهية وهي تحتمل أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم أخذها عن الله بلا واسطة أو بواسطة . ‏

‏قوله : ( أصبح من عبادي ) ‏
‏هذه إضافة عموم بدليل التقسيم إلى مؤمن وكافر بخلاف مثل قوله تعالى ( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان ) فإنها إضافة تشريف . ‏

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نسمة الإسلام
نــائب المديــــر
نسمة الإسلام


انثى
الاسد

الفأر
عدد الرسائل : 1266
العمر : 39
العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج
تاريخ التسجيل : 21/11/2009

موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض   موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Icon_minitimeالسبت نوفمبر 21, 2009 12:57 pm

قوله : ( مؤمن بي وكافر ) ‏
‏يحتمل أن يكون المراد بالكفر هنا كفر الشرك بقرينة مقابلته بالإيمان , ولأحمد من رواية نصر بن عاصم الليثي عن معاوية الليثي مرفوعا " يكون الناس مجدبين فينزل الله عليهم رزقا من السماء من رزقه فيصبحون مشركين يقولون : مطرنا بنوء كذا " ويحتمل أن يكون المراد به كفر النعمة , ويرشد إليه قوله في رواية معمر عن صالح عن سفيان " فأما من حمدني على سقياي وأثنى عليه فذلك آمن بي " وفي رواية سفيان عند النسائي والإسماعيلي نحوه , وقال في آخره " وكفر بي " أو قال " كفر نعمتي " وفي رواية أبي هريرة عند مسلم " قال الله : ما أنعمت على عبادي من نعمة إلا أصبح فريق منهم كافرين بها " وله في حديث ابن عباس " أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر " وعلى الأول حمله كثير من أهل العلم , وأعلى ما وقفت عليه من ذلك كلام الشافعي , قال في " الأم " : من قال مطرنا بنوء كذا وكذا على ما كان بعض أهل الشرك يعنون من إضافة المطر إلى أنه مطر نوء كذا فذلك كفر كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن النوء وقت والوقت مخلوق لا يملك لنفسه ولا لغيره شيئا , ومن قال مطرنا بنوء كذا على معنى مطرنا في وقت كذا فلا يكون كفرا , وغيره من الكلام أحب إلي منه , يعني حسما للمادة , وعلى ذلك يحمل إطلاق الحديث , وحكى ابن قتيبة في " كتاب الأنواء " أن العرب كانت في ذلك على مذهبين على نحو ما ذكر الشافعي , قال : ومعنى النوء سقوط نجم في المغرب من النجوم الثمانية والعشرين التي هي منازل القمر , قال : وهو مأخوذ من ناء إذا سقط , وقال آخرون : بل النوء طلوع نجم منها , وهو مأخوذ من ناء إذا نهض , ولا تخالف بين القولين في الوقت لأن كل نجم منها إذا طلع في المشرق وقع حال طلوعه آخر في المغرب لا يزال ذلك مستمرا إلى أن تنتهي الثمانية والعشرون بانتهاء السنة , فإن لكل واحد منها ثلاثة عشر يوما تقريبا , قال : وكانوا في الجاهلية يظنون أن نزول الغيث بواسطة النوء إما بصنعه على زعمهم وإما بعلامته , فأبطل الشرع قولهم وجعله كفرا , فإن اعتقد قائل ذلك أن للنوء صنعا في ذلك فكفره كفر تشريك , وإن اعتقد أن ذلك من قبيل التجربة فليس بشرك لكن يجوز إطلاق الكفر عليه وإرادة كفر النعمة لأنه لم يقع في شيء من طرق الحديث بين الكفر والشرك واسطة , فيحمل الكفر فيه على المعنيين لتناول الأمرين , والله أعلم . ولا يرد الساكت , لأن المعتقد قد يشكر بقلبه أو يكفر , وعلى هذا فالقول في قوله " فأما من قال " لما هو أعم من النطق والاعتقاد , كما أن الكفر فيه لما هو أعم من كفر الشرك وكفر النعمة , والله أعلم بالصواب . ‏

‏قوله : ( مطرنا بنوء كذا وكذا ) ‏
‏في حديث أبي سعيد عند النسائي " مطرنا بنوء المجدح " بكسر الميم وسكون الجيم وفتح الدال بعدها مهملة ويقال بضم أوله هو الدبران بفتح المهملة والموحدة بعدها , وقيل سمي بذلك لاستدباره الثريا , وهو نجم أحمر صغير منير . قال ابن قتيبة : كل النجوم المذكورة له نوء غير أن بعضها أحمر وأغزر من بعض , ونوء الدبران غير محمود عندهم , انتهى . وكأن ذلك ورد في الحديث تنبيها على مبالغتهم في نسبة المطر إلى النوء ولو لم يكن محمودا , أو اتفق وقوع ذلك المطر في ذلك الوقت إن كانت القصة واحدة . وفي مغازي الواقدي أن الذي قال في ذلك الوقت " مطرنا بنوء الشعرى " هو عبد الله بن أبي المعروف بابن سلول أخرجه من حديث أبي قتادة . وفي هذا الحديث من الفوائد غير ما تقدم طرح الإمام المسألة على أصحابه وإن كانت لا تدرك إلا بدقة النظر . ويستنبط منه أن للولي المتمكن من النظر في الإشارة أن يأخذ منها عبارات ينسبها إلى الله تعالى صلى الله عليه وسلم كذا قرأت بخط بعض شيوخنا , وكأنه أخذه من استنطاق النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه عما قال ربهم وحمل الاستفهام فيه على الحقيقة , لكنهم رضي الله عنهم فهموا خلاف ذلك , ولهذا لم يجيبوا إلا بتفويض الأمر إلى الله ورسوله .

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نسمة الإسلام
نــائب المديــــر
نسمة الإسلام


انثى
الاسد

الفأر
عدد الرسائل : 1266
العمر : 39
العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج
تاريخ التسجيل : 21/11/2009

موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض   موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Icon_minitimeالسبت نوفمبر 21, 2009 12:59 pm

قوله : ( من يدعوني إلخ ) ‏
‏لم تختلف الروايات على الزهري في الاقتصار على الثلاثة المذكورة وهي الدعاء والسؤال والاستغفار , والفرق بين الثلاثة أن المطلوب إما لدفع المضار أو جلب المسار , وذلك إما ديني وإما دنيوي , ففي الاستغفار إشارة إلى الأول , والسؤال إشارة إلى الثاني , وفي الدعاء إشارة إلى الثالث . وقال الكرماني : يحتمل أن يقال الدعاء ما لا طلب فيه نحو يا الله , والسؤال الطلب , وأن يقال المقصود واحد وإن اختلف اللفظ انتهى . وزاد سعيد عن أبي هريرة " هل من تائب فأتوب عليه " وزاد أبو جعفر عنه " من ذا الذي يسترزقني فأرزقه , من ذا الذي يستكشف الضر فأكشف عنه " وزاد عطاء مولى أم صبية عنه " ألا سقيم يستشفي فيشفى " ومعانيها داخلة فيما تقدم . وزاد سعيد بن مرجانة عنه " من يقرض غير عديم ولا ظلوم " وفيه تحريض على عمل الطاعة , وإشارة إلى جزيل الثواب عليها . وزاد حجاج بن أبي منيع عن جده عن الزهري عند الدارقطني في آخر الحديث " حتى الفجر " وفي رواية يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عند مسلم " حتى ينفجر الفجر " وفي رواية محمد بن عمرو عن أبي سلمة " حتى يطلع الفجر " وكذا اتفق معظم الرواة على ذلك , إلا أن في رواية نافع بن جبير عن أبي هريرة عند النسائي " حتى ترحل الشمس " وهي شاذة . وزاد يونس في روايته عن الزهري في آخره أيضا " ولذلك كانوا يفضلون صلاة آخر الليل على أوله " أخرجها الدارقطني أيضا . وله من رواية ابن سمعان عن الزهري ما يشير إلى أن قائل ذلك هو الزهري . وبهذه الزيادة تظهر مناسبة ذكر الصلاة في الترجمة ومناسبة الترجمة التي بعد هذه لهذه . ‏
‏قوله : ( فأستجيب ) ‏
‏بالنصب على جواب الاستفهام وبالرفع على الاستئناف , وكذا قوله ‏
‏( فأعطيه , وأغفر له ) ‏
‏وقد قرئ بهما في قوله تعالى ( من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له ) الآية . وليست السين في قوله تعالى " فأستجيب " للطلب بل أستجيب بمعنى أجيب , وفي حديث الباب من الفوائد تفضيل صلاة آخر الليل على أوله , وتفضيل تأخير الوتر لكن ذلك في حق من طمع أن ينتبه , وأن آخر الليل أفضل للدعاء والاستغفار , ويشهد له قوله تعالى ( والمستغفرين بالأسحار ) وأن الدعاء في ذلك الوقت مجاب , ولا يعترض على ذلك بتخلفه عن بعض الداعين لأن سبب التخلف وقوع الخلل في شرط من شروط الدعاء كالاحتراز في المطعم والمشرب والملبس أو لاستعجال الداعي أو بأن يكون الدعاء بإثم أو قطيعة رحم , أو تحصل الإجابة ويتأخر وجود المطلوب لمصلحة العبد أو لأمر يريده الله . ‏

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نسمة الإسلام
نــائب المديــــر
نسمة الإسلام


انثى
الاسد

الفأر
عدد الرسائل : 1266
العمر : 39
العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج
تاريخ التسجيل : 21/11/2009

موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض   موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Icon_minitimeالسبت نوفمبر 21, 2009 1:03 pm

حدثنا ‏ ‏محمود ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبد الرزاق ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏معمر ‏ ‏عن ‏ ‏ابن طاوس ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏قال ‏
‏أرسل ملك الموت إلى ‏ ‏موسى ‏ ‏عليهما السلام ‏ ‏فلما جاءه ‏ ‏صكه ‏ ‏فرجع إلى ربه فقال أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت فرد الله عليه عينه وقال ‏ ‏ارجع فقل له يضع يده على متن ثور فله بكل ما غطت به يده بكل شعرة سنة قال أي رب ثم ماذا قال ثم الموت قال فالآن فسأل الله أن يدنيه من ‏ ‏الأرض المقدسة ‏ ‏رمية ‏ ‏بحجر قال قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فلو كنت ثم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق عند ‏ ‏الكثيب ‏ ‏الأحمر


فتح الباري بشرح صحيح البخاري

حديث أبي هريرة " أرسل ملك الموت إلى موسى " الحديث أورده المصنف بطوله من طريق معمر عن ابن طاوس عن أبيه عنه ولم يذكر فيه الرفع , وقد ساقه في أحاديث الأنبياء من هذا الوجه ثم قال : وعن معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه , وقد ساقه مسلم من طريق معمر بالسندين كذلك . وقوله فيه " رمية بحجر " أي قدر رمية حجر , أي أدنني من مكان إلى الأرض المقدسة هذا القدر , أو أدنني إليها حتى يكون بيني وبينها هذا القدر , وهذا الثاني أظهر , وعليه شرح ابن بطال وغيره . وأما الأول فهو وإن رجحه بعضهم فليس بجيد إذ لو كان كذلك لطلب الدنو أكثر من ذلك , ويحتمل أن يكون القدر الذي كان بينه وبين أول الأرض المقدسة كان قدر رمية فلذلك طلبها , لكن حكى ابن بطال عن غيره أن الحكمة في أنه لم يطلب دخولها ليعمي موضع قبره لئلا تعبده الجهال من ملته انتهى . ويحتمل أن يكون سر ذلك أن الله لما منع بني إسرائيل من دخول بيت المقدس وتركهم في التيه أربعين سنة إلى أن أفناهم الموت فلم يدخل الأرض المقدسة مع يوشع إلا أولادهم , ولم يدخلها معه أحد ممن امتنع أولا أن يدخلها كما سيأتي شرح ذلك في أحاديث الأنبياء ومات هارون ثم موسى عليهما السلام قبل فتح الأرض المقدسة على الصحيح كما سيأتي واضحا أيضا , فكأن موسى لما لم يتهيأ له دخولها لغلبة الجبارين عليها ولا يمكن نبشه بعد ذلك لينقل إليها طلب القرب منها لأن ما قارب الشيء يعطى حكمه , وقيل إنما طلب موسى الدنو لأن النبي يدفن حيث يموت ولا ينقل , وفيه نظر لأن موسى قد نقل يوسف عليهما السلام معه لما خرج من مصر كما سيأتي ذلك في ترجمته إن شاء الله تعالى , وهذا كله بناء على الاحتمال الثاني والله أعلم . واختلف في جواز نقل الميت من بلد إلى بلد , فقيل : يكره لما فيه من تأخير دفنه وتعريضه لهتك حرمته , وقيل يستحب , والأولى تنزيل ذلك على حالتين : فالمنع حيث لم يكن هناك غرض راجح كالدفن في البقاع الفاضلة , وتختلف الكراهة في ذلك فقد تبلغ التحريم , والاستحباب حيث يكون ذلك بقرب مكان فاضل كما نص الشافعي على استحباب نقل الميت إلى الأرض الفاضلة كمكة وغيرها . والله أعلم . ‏

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نسمة الإسلام
نــائب المديــــر
نسمة الإسلام


انثى
الاسد

الفأر
عدد الرسائل : 1266
العمر : 39
العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج
تاريخ التسجيل : 21/11/2009

موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض   موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Icon_minitimeالسبت نوفمبر 21, 2009 1:04 pm

حدثنا ‏ ‏عبد الله بن محمد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبو عاصم النبيل ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏سعدان بن بشر ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبو مجاهد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏محل بن خليفة الطائي ‏ ‏قال سمعت ‏ ‏عدي بن حاتم ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏يقول ‏
‏كنت عند رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فجاءه رجلان أحدهما يشكو ‏ ‏العيلة ‏ ‏والآخر يشكو قطع السبيل فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أما قطع السبيل فإنه لا يأتي عليك إلا قليل حتى تخرج العير إلى ‏ ‏مكة ‏ ‏بغير ‏ ‏خفير ‏ ‏وأما ‏ ‏العيلة ‏ ‏فإن الساعة لا تقوم حتى يطوف أحدكم بصدقته لا يجد من يقبلها منه ثم ليقفن أحدكم بين يدي الله ليس بينه وبينه حجاب ولا ترجمان يترجم له ثم ليقولن له ‏ ‏ألم أوتك مالا فليقولن بلى ثم ليقولن ألم أرسل إليك رسولا فليقولن بلى فينظر عن يمينه فلا يرى إلا النار ثم ينظر عن شماله فلا يرى إلا النار فليتقين أحدكم النار ولو بشق تمرة فإن لم يجد فبكلمة طيبة ‏


فتح الباري بشرح صحيح البخاري

حديث عدي بن حاتم , وقد أورده المصنف بأتم من هذا السياق , ويأتي الكلام عليه مستوفى . وشاهده هنا ‏
‏قوله فيه ( فإن الساعة لا تقوم حتى يطوف أحدكم بصدقته لا يجد من يقبلها منه ) ‏
‏وهو موافق لحديث أبي هريرة الذي قبله ومشعر بأن ذلك يكون في آخر الزمان . وحديث أبي موسى الآتي بعده مشعر بذلك أيضا , وقد أشار عدي بن حاتم - كما سيأتي في علامات النبوة - إلى أن ذلك لم يقع في زمانه وكانت وفاته في خلافة معاوية بعد استقرار أمر الفتوح , فانتفى قول من زعم أن ذلك وقع في ذلك الزمان . قال ابن التين : إنما يقع ذلك بعد نزول عيسى حين تخرج الأرض بركاتها حتى تشبع الرمانة أهل البيت ولا يبقى في الأرض كافر . ويأتي الكلام على اتقاء النار ولو بشق تمرة في الباب الذي يليه . ‏

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نسمة الإسلام
نــائب المديــــر
نسمة الإسلام


انثى
الاسد

الفأر
عدد الرسائل : 1266
العمر : 39
العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج
تاريخ التسجيل : 21/11/2009

موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض   موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Icon_minitimeالسبت نوفمبر 21, 2009 1:05 pm

حدثنا ‏ ‏إبراهيم بن موسى ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏هشام بن يوسف ‏ ‏عن ‏ ‏ابن جريج ‏ ‏قال أخبرني ‏ ‏عطاء ‏ ‏عن ‏ ‏أبي صالح الزيات ‏ ‏أنه سمع ‏ ‏أبا هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏يقول ‏
‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال الله ‏ ‏كل عمل ابن ‏ ‏آدم ‏ ‏له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به والصيام ‏ ‏جنة ‏ ‏وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا ‏ ‏يرفث ‏ ‏ولا ‏ ‏يصخب ‏ ‏فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم والذي نفس ‏ ‏محمد ‏ ‏بيده ‏ ‏لخلوف ‏ ‏فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح وإذا لقي ربه فرح بصومه ‏

فتح الباري بشرح صحيح البخاري‏

‏قوله فيه ( ولا يصخب ) ‏
‏كذا للأكثر بالمهملة الساكنة بعدها خاء معجمة , ولبعضهم بالسين بدل الصاد وهو بمعناه , والصخب الخصام والصياح , وقد تقدم أن المراد النهي عن ذلك تأكيده حالة الصوم , وإلا فغير الصائم منهي عن ذلك أيضا . ‏

‏قوله : ( لخلوف ) ‏
‏كذا للأكثر , وللكشميهني " لخلف " بحذف الواو كأنها صيغة جمع , ويروى في غير البخاري بلفظ " لخلفة " على الوحدة كتمر وتمرة . ‏

‏قوله : ( للصائم فرحتان يفرحهما : إذا أفطر فرح ) ‏
‏زاد مسلم " بفطره " , وقوله " يفرحهما " أصله يفرح بهما فحذف الجار ووصل الضمير كقوله صام رمضان أي فيه . قال القرطبي : معناه فرح بزوال جوعه وعطشه حيث أبيح له الفطر وهذا الفرح طبيعي وهو السابق للفهم وقيل إن فرحه بفطره إنما هو من حيث إنه تمام صومه وخاتمة عبادته وتخفيف من ربه ومعونة على مستقبل صومه . قلت : ولا مانع من الحمل على ما هو أعم مما ذكر , ففرح كل أحد بحسبه لاختلاف مقامات الناس في ذلك , فمنهم من يكون فرحه مباحا وهو الطبيعي , ومنهم من يكون مستحبا وهو من يكون سببه شيء مما ذكره . ‏

‏قوله : ( وإذا لقي ربه فرح بصومه ) ‏
‏أي بجزائه وثوابه . وقيل الفرح الذي عند لقاء ربه إما لسروره بربه أو بثواب ربه على الاحتمالين . قلت : والثاني أظهر إذ لا ينحصر الأول في الصوم بل يفرح حينئذ بقبول صومه وترتب الجزاء الوافر عليه . ‏

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نسمة الإسلام
نــائب المديــــر
نسمة الإسلام


انثى
الاسد

الفأر
عدد الرسائل : 1266
العمر : 39
العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج
تاريخ التسجيل : 21/11/2009

موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض   موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Icon_minitimeالسبت نوفمبر 21, 2009 1:06 pm

حدثنا ‏ ‏محمد بن سنان ‏ ‏حدثنا ‏ ‏فليح ‏ ‏حدثنا ‏ ‏هلال ‏ ‏عن ‏ ‏عطاء بن يسار ‏ ‏قال لقيت ‏ ‏عبد الله بن عمرو بن العاص ‏ ‏رضي الله عنهما ‏ ‏قلت ‏
‏أخبرني عن صفة رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏في التوراة قال أجل والله ‏ ‏إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن ‏
‏يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا ‏
‏وحرزا ‏ ‏للأميين أنت عبدي ورسولي سميتك ‏ ‏المتوكل ‏ ‏ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق ولا يدفع بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا لا إله إلا الله ويفتح بها أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا ‏
‏تابعه ‏ ‏عبد العزيز بن أبي سلمة ‏ ‏عن ‏ ‏هلال ‏ ‏وقال ‏ ‏سعيد ‏ ‏عن ‏ ‏هلال ‏ ‏عن ‏ ‏عطاء ‏ ‏عن ‏ ‏ابن سلام ‏
‏غلف ‏
‏كل شيء في غلاف سيف أغلف وقوس غلفاء ورجل أغلف إذا لم يكن مختونا

فتح الباري بشرح صحيح البخاري

‏قوله : ( تابعه عبد العزيز بن أبي سلمة عن هلال ) ‏
‏ستأتي هذه المتابعة موصولة في تفسير سورة الفتح . ‏

‏قوله : ( وقال سعيد عن هلال عن عطاء عن ابن سلام ) ‏
‏سعيد هو ابن أبي هلال , وقد خالف عبد العزيز وفليحا في تعيين الصحابي , وطريقه هذه وصلها الدارمي في مسنده ويعقوب بن سفيان في تاريخه والطبراني جميعا بإسناد واحد عنه , ولا مانع أن يكون عطاء بن يسار حمله عن كل منهما , فقد أخرجه ابن سعد من طريق زيد بن أسلم قال " بلغنا أن عبد الله بن سلام كان يقول " فذكره . وأظن المبلغ لزيد هو عطاء بن يسار فإنه معروف بالرواية عنه فيكون هذا شاهدا لرواية سعيد بن أبي هلال والله أعلم . وسأذكر لرواية عبد الله بن سلام متابعات في تفسير سورة الفتح . ومما جاء عنه في ذلك مجملا ما أخرجه الترمذي من طريق محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه عن جده قال " مكتوب في التوراة صفة محمد صلى الله عليه وسلم وعيسى بن مريم يدفن معه " . ‏

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نسمة الإسلام
نــائب المديــــر
نسمة الإسلام


انثى
الاسد

الفأر
عدد الرسائل : 1266
العمر : 39
العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج
تاريخ التسجيل : 21/11/2009

موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض   موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Icon_minitimeالسبت نوفمبر 21, 2009 1:08 pm

حدثني ‏ ‏بشر بن مرحوم ‏ ‏حدثنا ‏ ‏يحيى بن سليم ‏ ‏عن ‏ ‏إسماعيل بن أمية ‏ ‏عن ‏ ‏سعيد بن أبي سعيد ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏
‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال قال الله ‏ ‏ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة رجل أعطى بي ثم غدر ورجل باع حرا فأكل ثمنه ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعط أجره

فتح الباري بشرح صحيح البخاري‏

‏قوله : ( حدثنا بشر بن مرحوم ) ‏
‏هو بشر بن عبيس بمهملة ثم موحدة مصغرا بن مرحوم بن عبد العزيز بن مهران العطار فنسب إلى جده , وهو شيخ بصري ما أخرج عنه من الستة إلا البخاري , وقد أخرج حديثه هذا في الإجارة عن شيخ آخر وافق بشرا في روايته له عن شيخهما . ‏

‏قوله : ( حدثنا يحيى بن سليم ) ‏
‏بالتصغير هو الطائفي نزيل مكة مختلف في توثيقه , وليس له في البخاري موصولا سوى هذا الحديث , وذكره في الإجارة من وجه آخر عنه , والتحقيق أن الكلام فيه إنما وقع في روايته عن عبيد الله بن عمر خاصة , وهذا الحديث من غير روايته , واتفق الرواة عن يحيى بن سليم على أن الحديث من رواية سعيد المقبري عن أبي هريرة , وخالفهم أبو جعفر النفيلي فقال " عن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة " قاله البيهقي والمحفوظ قول الجماعة . ‏

‏قوله : ( ثلاثة : أنا خصمهم ) ‏
‏زاد ابن خزيمة وابن حبان والإسماعيلي في هذا الحديث " ومن كنت خصمه خصمته " قال ابن التين : هو سبحانه وتعالى خصم لجميع الظالمين إلا أنه أراد التشديد على هؤلاء بالتصريح , والخصم يطلق على الواحد وعلى الاثنين وعلى أكثر من ذلك , وقال الهروي الواحد بكسر أوله , وقال الفراء الأول قول الفصحاء , ويجوز في الاثنين خصمان والثلاثة خصوم . ‏

‏قوله : ( أعطى بي ثم غدر ) ‏
‏كذا للجميع على حذف المفعول والتقدير أعطى يمينه بي أي عاهد عهدا وحلف عليه بالله ثم نقضه . ‏

‏قوله : ( باع حرا فأكل ثمنه ) ‏
‏خص الأكل بالذكر لأنه أعظم مقصود , ووقع عند أبي داود من حديث عبد الله بن عمر مرفوعا " ثلاثة لا تقبل منهم صلاة " فذكر فيهم " ورجل اعتبد محررا " وهذا أعم من الأول في الفعل وأخص منه في المفعول به , قال الخطابي : اعتباد الحر يقع بأمرين : أن يعتقه ثم يكتم ذلك أو يجحد , والثاني أن يستخدمه كرها بعد العتق , والأول أشدهما . قلت : وحديث الباب أشد لأن فيه مع كتم العتق أو جحده العمل بمقتضى ذلك من البيع وأكل الثمن فمن ثم كان الوعيد عليه أشد , قال المهلب : وإنما كان إثمه شديدا لأن المسلمين أكفاء في الحرية , فمن باع حرا فقد منعه التصرف فيما أباح الله له وألزمه الذل الذي أنقذه الله منه . وقال ابن الجوزي : الحر عبد الله , فمن جنى عليه فخصمه سيده . وقال ابن المنذر لم يختلفوا في أن من باع حرا أنه لا قطع عليه , يعني إذا لم يسرقه من حرز مثله , إلا ما يروى عن علي تقطع يد من باع حرا قال : وكان في جواز بيع الحر خلاف قديم ثم ارتفع , فروي عن علي قال : من أقر على نفسه بأنه عبد فهو عبد . قلت : يحتمل أن يكون محله فيمن لم تعلم حريته , لكن روى ابن أبي شيبة من طريق قتادة " أن رجلا باع نفسه فقضى عمر بأنه عبد وجعل ثمنه في سبيل الله " ومن طريق زرارة بن أوفى أحد التابعين أنه باع حرا في دين , ونقل ابن حزم أن الحر كان يباع في الدين حتى نزلت ( وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة ) ونقل عن الشافعي مثل رواية زرارة , ولا يثبت ذلك أكثر الأصحاب واستقر الإجماع على المنع . ‏

‏قوله : ( ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره ) ‏
‏هو في معنى من باع حرا وأكل ثمنه لأنه استوفى منفعته بغير عوض وكأنه أكلها , ولأنه استخدمه بغير أجرة وكأنه استعبده .

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نسمة الإسلام
نــائب المديــــر
نسمة الإسلام


انثى
الاسد

الفأر
عدد الرسائل : 1266
العمر : 39
العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج
تاريخ التسجيل : 21/11/2009

موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض   موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Icon_minitimeالسبت نوفمبر 21, 2009 1:10 pm

حدثنا ‏ ‏سليمان بن حرب ‏ ‏حدثنا ‏ ‏حماد ‏ ‏عن ‏ ‏أيوب ‏ ‏عن ‏ ‏نافع ‏ ‏عن ‏ ‏ابن عمر ‏ ‏رضي الله عنهما ‏
‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏مثلكم ومثل ‏ ‏أهل الكتابين ‏ ‏كمثل رجل استأجر أجراء فقال من يعمل لي من غدوة إلى نصف النهار على ‏ ‏قيراط ‏ ‏فعملت ‏ ‏اليهود ‏ ‏ثم قال من يعمل لي من نصف النهار إلى صلاة العصر على ‏ ‏قيراط ‏ ‏فعملت ‏ ‏النصارى ‏ ‏ثم قال من يعمل لي من العصر إلى أن تغيب الشمس على ‏ ‏قيراطين ‏ ‏فأنتم هم فغضبت ‏ ‏اليهود ‏ ‏والنصارى ‏ ‏فقالوا ما لنا أكثر عملا وأقل عطاء قال هل نقصتكم من حقكم قالوا لا قال فذلك فضلي أوتيه من أشاء

فتح الباري بشرح صحيح البخاري‏

‏قوله : ( مثلكم ومثل أهل الكتابين ) ‏
‏كذا في رواية أيوب , والمراد بأهل الكتابين اليهود والنصارى . ‏

‏قوله : ( كمثل رجل ) ‏
‏في السياق حذف تقديره مثلكم مع نبيكم ومثل أهل الكتابين مع أنبيائهم كمثل رجل استأجر , فالمثل مضروب للأمة مع نبيهم والممثل به الأجراء مع من استأجرهم . ‏

‏قوله : ( على قيراط ) ‏
‏زاد في رواية عبد الله بن دينار " على قيراط قيراط " وهو المراد . ‏

‏قوله : ( فعملت اليهود ) ‏
‏زاد ابن دينار " على قيراط قيراط " وزاد الزهري عن سالم عن أبيه كما تقدم في الصلاة " حتى إذا انتصف النهار عجزوا فأعطوا قيراطا قيراطا " وكذا وقع في بقية الأمم , والمراد بالقيراط النصيب وهو في الأصل نصف دانق والدانق سدس درهم . ‏

‏قوله : ( إلى صلاة العصر ) ‏
‏يحتمل أن يريد به أول وقت دخولها , ويحتمل أن يريد أول حين الشروع فيها , والثاني يرفع الإشكال السابق في المواقيت على تقدير تسليم أن الوقتين متساويان , أي ما بين الظهر والعصر وما بين العصر والمغرب , فكيف يصح قول النصارى إنهم أكثر عملا من هذه الأمة ؟ وقد قدمت هناك عدة أجوبة عن ذلك فلتراجع من ثم , ومن الأجوبة التي لم تتقدم أن قائل " ما لنا أكثر عملا " اليهود خاصة , ويؤيده ما وقع في التوحيد بلفظ " فقال أهل التوراة " ويحتمل أن يكون كل من الفريقين قال ذلك , أما اليهود فلأنهم أطول زمانا فيستلزم أن يكونوا أكثر عملا , وأما النصارى فلأنهم وازنوا كثرة أتباعهم بكثرة زمن اليهود لأن النصارى آمنوا بموسى وعيسى جميعا أشار إلى ذلك الإسماعيلي , ويحتمل أن تكون أكثرية النصارى باعتبار أنهم عملوا إلى آخر صلاة العصر وذلك بعد دخول وقتها أشار إلى ذلك ابن القصار وابن العربي , وقد قدمنا أنه لا يحتاج إليه لأن المدة التي بين الظهر والعصر أكثر من المدة التي بين العصر والمغرب , ويحتمل أن تكون نسبة ذلك إليهم على سبيل التوزيع : فالقائل نحن أكثر عملا اليهود , والقائل نحن أقل أجرا النصارى وفيه بعد . وحكى ابن التين أن معناه أن عمل الفريقين جميعا أكثر وزمانهم أطول , وهو خلاف ظاهر السياق . ‏

‏قوله : ( فغضبت اليهود والنصارى ) ‏
‏أي الكفار منهم . ‏

‏قوله : ( ما لنا أكثر عملا وأقل عطاء ) ‏
‏بنصب أكثر وأقل على الحال كقوله تعالى ( فما لهم عن التذكرة معرضين ) وقد تقدمت مباحث هذه الجملة في كتاب المواقيت . ‏

‏قوله ( من حقكم ) ‏
‏أطلق لفظ " الحق " لقصد المماثلة وإلا فالكل من فضل الله تعالى . ‏

‏قوله : ( فذلك فضلي أوتيه من أشاء ) ‏
‏فيه حجة لأهل السنة على أن الثواب من الله على سبيل الإحسان منه جل جلاله .

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نسمة الإسلام
نــائب المديــــر
نسمة الإسلام


انثى
الاسد

الفأر
عدد الرسائل : 1266
العمر : 39
العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج
تاريخ التسجيل : 21/11/2009

موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض   موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Icon_minitimeالسبت نوفمبر 21, 2009 1:12 pm

حدثنا ‏ ‏إسماعيل بن أبي أويس ‏ ‏قال حدثني ‏ ‏مالك ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الله بن دينار ‏ ‏مولى ‏ ‏عبد الله بن عمر ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الله بن عمر بن الخطاب ‏ ‏رضي الله عنهما ‏
‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال إنما ‏ ‏مثلكم ‏ ‏واليهود ‏ ‏والنصارى ‏ ‏كرجل استعمل عمالا فقال من يعمل لي إلى نصف النهار على ‏ ‏قيراط ‏ ‏قيراط ‏ ‏فعملت ‏ ‏اليهود ‏ ‏على ‏ ‏قيراط ‏ ‏قيراط ‏ ‏ثم عملت ‏ ‏النصارى ‏ ‏على ‏ ‏قيراط ‏ ‏قيراط ‏ ‏ثم أنتم الذين تعملون من صلاة العصر إلى مغارب الشمس على ‏ ‏قيراطين ‏ ‏قيراطين ‏ ‏فغضبت ‏ ‏اليهود ‏ ‏والنصارى ‏ ‏وقالوا نحن أكثر عملا وأقل عطاء قال هل ظلمتكم من حقكم شيئا قالوا لا فقال فذلك فضلي أوتيه من أشاء


فتح الباري بشرح صحيح البخاري

قوله في رواية عبد الله بن دينار ‏
‏( إنما مثلكم واليهود والنصارى ) ‏
‏هو بخفض اليهود عطفا على الضمير المجرور بغير إعادة الجار قاله ابن التين , وإنما يأتي على رأي الكوفيين , وقال ابن مالك يجوز الرفع على تقدير ومثل اليهود والنصارى على حذف المضاف وإعطاء المضاف إليه إعرابه . قلت : ووجدته مضبوطا في أصل أبي ذر بالنصب وهو موجه على إرادة المعية , ويرجح توجيه ابن مالك ما سيأتي في أحاديث الأنبياء من طريق الليث عن نافع بلفظ " وإنما مثلكم ومثل اليهود والنصارى " . ‏

‏قوله : ( إلى مغارب الشمس ) ‏
‏كذا ثبت في رواية لمالك بلفظ الجمع وكأنه باعتبار الأزمنة المتعددة باعتبار الطوائف , ووقع في رواية سفيان الآتية في فضائل القرآن " إلى مغرب الشمس " على الإفراد وهو الوجه , ومثله في رواية الليث عن نافع الآتية في أحاديث الأنبياء , ونحوه في رواية أيوب في الباب الذي بعده بلفظ " إلى أن تغيب الشمس " . ‏

‏قوله : ( هل ظلمتكم ) ‏
‏أي نقصتكم كما في رواية نافع في الباب الذي قبله , وسأذكر بقية فوائده بعد بابين .

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نسمة الإسلام
نــائب المديــــر
نسمة الإسلام


انثى
الاسد

الفأر
عدد الرسائل : 1266
العمر : 39
العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج
تاريخ التسجيل : 21/11/2009

موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض   موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Icon_minitimeالسبت نوفمبر 21, 2009 1:14 pm

حدثنا ‏ ‏محمد بن سنان ‏ ‏حدثنا ‏ ‏فليح ‏ ‏حدثنا ‏ ‏هلال ‏ ‏ح ‏ ‏و حدثنا ‏ ‏عبد الله بن محمد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبو عامر ‏ ‏حدثنا ‏ ‏فليح ‏ ‏عن ‏ ‏هلال بن علي ‏ ‏عن ‏ ‏عطاء بن يسار ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏
‏أن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏كان يوما يحدث وعنده رجل من أهل البادية أن رجلا من أهل الجنة استأذن ربه في الزرع فقال له ‏ ‏ألست فيما شئت قال بلى ولكني أحب أن أزرع قال فبذر ‏ ‏فبادر ‏ ‏الطرف نباته واستواؤه واستحصاده فكان أمثال الجبال فيقول الله دونك يا ابن ‏ ‏آدم ‏ ‏فإنه لا يشبعك شيء فقال الأعرابي والله لا تجده إلا قرشيا أو أنصاريا فإنهم أصحاب زرع وأما نحن فلسنا بأصحاب زرع فضحك النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم


فتح الباري بشرح صحيح البخاري‏


‏قوله : ( باب ) ‏
‏كذا للجميع بغير ترجمة وهو كالفصل من الباب الذي قبله , ولم يذكر ابن بطال لفظ " باب " وكان مناسبته له من قول الرجل " فإنهم أصحاب زرع " , قال ابن المنير : وجهه أنه نبه به على أن أحاديث النهي عن كراء الأرض إنما هي على التنزيه لا على الإيجاب , لأن العادة فيما يحرص عليه ابن آدم أنه يحب استمرار الانتفاع به , وبقاء حرص هذا الرجل على الزرع حتى في الجنة دليل على أنه مات على ذلك , ولو كان يعتقد تحريم كراء الأرض لفطم نفسه عن الحرص عليها حتى لا يثبت هذا القدر في ذهنه هذا الثبوت . ‏

‏قوله : ( عن هلال بن علي ) ‏
‏هو المعروف بابن أسامة , والإسناد العالي كلهم مدنيون إلا شيخ البخاري , وقد ساقه على لفظ الإسناد الثاني , وساقه في كتاب التوحيد على لفظ محمد بن سنان . ‏

‏قوله : ( وعنده رجل من أهل البادية ) ‏
‏لم أقف على اسمه . ‏

‏قوله : ( استأذن ربه في الزرع ) ‏
‏أي في أن يباشر الزراعة . ‏

‏قوله : ( فقال له ألست فيما شئت ) ‏
‏في رواية محمد بن سنان " أولست " بزيادة واو . ‏

‏قوله : ( فبذر ) ‏
‏أي ألقى البذر فنبت في الحال , وفي السياق حذف تقديره : فأذن له فبذر ( فبادر ) في رواية محمد بن سنان " فأسرع فتبادر " . ‏

‏قوله : ( الطرف ) ‏
‏بفتح الطاء وسكون الراء امتداد لحظ الإنسان إلى أقصى ما يراه , ويطلق أيضا على حركة جفن العين وكأنه المراد هنا . ‏

‏قوله : ( واستحصاده ) ‏
‏زاد في التوحيد " وتكويره " أي جمعه , وأصل الكور الجماعة الكثيرة من الإبل , والمراد أنه لما بذر لم يكن بين ذلك وبين استواء الزرع ونجاز أمره كله من القلع والحصد والتذرية والجمع والتكويم إلا قدر لمحة البصر . ‏
‏وقوله : ( دونك ) ‏
‏بالنصب على الإغراء أي خذه . ‏

‏قوله ( لا يشبعك شيء ) ‏
‏في رواية محمد بن سنان " لا يسعك " بفتح أوله والمهملة وضم العين وهو متحد المعنى . ‏

‏قوله : ( فقال الأعرابي ) ‏
‏بفتح الهمزة أي ذلك الرجل الذي من أهل البادية , وفي هذا الحديث من الفوائد أن كل ما اشتهي في الجنة من أمور الدنيا ممكن فيها قاله المهلب . وفيه وصف الناس بغالب عاداتهم قاله ابن بطال . وفيه أن النفوس جبلت على الاستكثار من الدنيا . وفيه إشارة إلى فضل القناعة وذم الشر , وفيه الإخبار عن الأمر المحقق الآتي بلفظ الماضي . ‏

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نسمة الإسلام
نــائب المديــــر
نسمة الإسلام


انثى
الاسد

الفأر
عدد الرسائل : 1266
العمر : 39
العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج
تاريخ التسجيل : 21/11/2009

موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض   موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Icon_minitimeالسبت نوفمبر 21, 2009 1:14 pm

حدثنا ‏ ‏موسى بن إسماعيل ‏ ‏حدثنا ‏ ‏همام ‏ ‏قال أخبرني ‏ ‏قتادة ‏ ‏عن ‏ ‏صفوان بن محرز المازني ‏ ‏قال ‏ ‏بينما أنا أمشي مع ‏ ‏ابن عمر ‏ ‏رضي الله عنهما ‏
‏آخذ بيده إذ عرض رجل فقال كيف سمعت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول في ‏ ‏النجوى ‏ ‏فقال سمعت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره فيقول أتعرف ذنب كذا أتعرف ذنب كذا فيقول نعم أي رب حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه هلك قال ‏ ‏سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم فيعطى كتاب حسناته وأما الكافر والمنافقون فيقول الأشهاد ‏
‏هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين ‏


فتح الباري بشرح صحيح البخاري‏

‏قوله في هذه الرواية " كنفه " ‏
‏بفتح النون والفاء عند الجميع , ووقع لأبي ذر عن الكشميهني بكسر المثناة وهو تصحيف قبيح قاله عياض . ووجه دخوله في أبواب الغصب الإشارة إلى أن عموم قوله هنا " أغفرها لك " مخصوص بحديث أبي سعيد الماضي

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نسمة الإسلام
نــائب المديــــر
نسمة الإسلام


انثى
الاسد

الفأر
عدد الرسائل : 1266
العمر : 39
العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج
تاريخ التسجيل : 21/11/2009

موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض   موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Icon_minitimeالسبت نوفمبر 21, 2009 1:15 pm

حدثني ‏ ‏عبد الله بن أبي شيبة ‏ ‏عن ‏ ‏أبي أحمد ‏ ‏عن ‏ ‏سفيان ‏ ‏عن ‏ ‏أبي الزناد ‏ ‏عن ‏ ‏الأعرج ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏قال ‏
‏قال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أراه قال الله تعالى ‏ ‏يشتمني ابن ‏ ‏آدم ‏ ‏وما ينبغي له أن يشتمني ويكذبني وما ينبغي له أما شتمه فقوله إن لي ولدا وأما تكذيبه فقوله ليس يعيدني كما بدأني


فتح الباري بشرح صحيح البخاري‏

‏قوله : ( عن أبي أحمد ) ‏
‏هو محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري وسفيان هو الثوري . ‏

‏قوله : ( يشتمني ابن آدم ) ‏
‏بكسر التاء من " يشتمني " والشتم هو الوصف بما يقتضي النقص , ولا شك أن دعوى الولد لله يستلزم الإمكان المستدعي للحدوث , وذلك غاية النقص في حق الباري سبحانه وتعالى , والمراد من الحديث هنا قوله ليس يعيدني كما بدأني وهو قول منكري البعث من عباد الأوثان . ‏

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أ.إسلام مندور
مديــــر المنتـــــدى
مديــــر المنتـــــدى
أ.إسلام مندور


ذكر
الاسد

الكلب
عدد الرسائل : 964
العمر : 41
العمل : الدعوى الى الله
تاريخ التسجيل : 30/01/2009

موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض   موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Icon_minitimeالسبت نوفمبر 21, 2009 1:16 pm

بسم الله الرحمن الرحيم



والصلاه والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد عليه افضل الصلاه والسلام



الحمدلله الذى هدانا للاسلام



وبسم الله ما شاء الله على الموضوع الجميل



جعله الله فى ميزان حسناتك ان شاء الله



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://moltka-ala7ba.ahlamontada.com
نسمة الإسلام
نــائب المديــــر
نسمة الإسلام


انثى
الاسد

الفأر
عدد الرسائل : 1266
العمر : 39
العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج
تاريخ التسجيل : 21/11/2009

موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض   موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Icon_minitimeالسبت نوفمبر 21, 2009 1:18 pm

الأحاديث القدسية في صحيح مسلم

‏حدثنا ‏ ‏يحيى بن يحيى ‏ ‏قال قرأت على ‏ ‏مالك ‏ ‏عن ‏ ‏صالح بن كيسان ‏ ‏عن ‏ ‏عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ‏ ‏عن ‏ ‏زيد بن خالد الجهني ‏ ‏قال ‏
‏صلى بنا رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏صلاة الصبح ‏ ‏بالحديبية ‏ ‏في إثر السماء كانت من الليل فلما انصرف أقبل على الناس فقال هل تدرون ماذا قال ربكم قالوا الله ورسوله أعلم قال قال ‏ ‏أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب ‏


صحيح مسلم بشرح النووي‏

‏قوله : ( صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليل فلما انصرف قال : " هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم , قال : قال أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر . فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب , وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب ) ‏
‏أما ( الحديبية ) ففيها لغتان : تخفيف الياء وتشديدها . والتخفيف هو الصحيح المشهور المختار وهو قول الشافعي , وأهل اللغة , وبعض المحدثين . والتشديد قول الكسائي وابن وهب , وجماهير المحدثين . واختلافهم في ( الجعرانة ) كذلك في تشديد الراء وتخفيفها , والمختار فيها أيضا التخفيف . ‏
‏وقوله ( على إثر سماء ) هو بكسر الهمزة وإسكان الثاء وبفتحهما جميعا لغتان مشهورتان , والسماء المطر . ‏
‏وأما معنى الحديث فاختلف العلماء في كفر من قال : ( مطرنا بنوء كذا ) على قولين : أحدهما : هو كفر بالله سبحانه وتعالى سالب لأصل الإيمان مخرج من ملة الإسلام . قالوا : وهذا فيمن قال ذلك معتقدا أن الكوكب فاعل مدبر منشئ للمطر , كما كان بعض أهل الجاهلية يزعم , ومن اعتقد هذا فلا شك في كفره . وهذا القول هو الذي ذهب إليه جماهير العلماء , والشافعي منهم وهو ظاهر الحديث , قالوا : وعلى هذا لو قال : مطرنا بنوء كذا معتقدا أنه من الله تعالى وبرحمته , وأن النوء ميقات له وعلامة اعتبارا بالعادة فكأنه قال : مطرنا في وقت كذا , فهذا لا يكفر . واختلفوا في كراهته والأظهر كراهته لكنها كراهة تنزيه لا إثم فيها . وسبب الكراهة أنها كلمة مترددة بين الكفر وغيره , فيساء الظن بصاحبها , ولأنها شعار الجاهلية , ومن سلك مسلكهم . ‏
‏والقول الثاني في أصل تأويل الحديث : أن المراد كفر نعمة الله تعالى لاقتصاره على إضافة الغيث إلى الكوكب , وهذا فيمن لا يعتقد تدبير الكوكب . ويؤيد هذا التأويل الرواية الأخيرة في الباب : " أصبح من الناس شاكر وكافر " وفي الرواية الأخرى : " ما أنعمت على عبادي من نعمة إلا أصبح فريق منهم بها كافرين " وفي الرواية الأخرى : " ما أنزل الله تعالى من السماء من بركة إلا أصبح فريق من الناس بها كافرين " فقوله ( بها ) يدل على أنه كفر بالنعمة . والله أعلم . ‏
‏وأما ( النوء ) ففيه كلام طويل قد لخصه الشيخ أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله , فقال : النوء في أصله ليس هو نفس الكوكب فإنه مصدر ناء النجم ينوء نوءا أي سقط , وغاب . وقيل : أي نهض وطلع . وبيان ذلك أن ثمانية وعشرين نجما معروفة المطالع في أزمنة السنة كلها وهي المعروفة بمنازل القمر الثمانية والعشرين . يسقط في كل ثلاث عشرة ليلة منها نجم في المغرب مع طلوع الفجر ويطلع آخر يقابله في المشرق من ساعته . وكان أهل الجاهلية إذا كان عند ذلك مطر ينسبونه إلى الساقط الغارب منهما . وقال الأصمعي : إلى الطالع منهما . قال أبو عبيد : ولم أسمع أحدا ينسب النوء للسقوط إلا في هذا الموضع . ثم إن النجم نفسه قد يسمى نوءا تسمية للفاعل بالمصدر . قال أبو إسحاق الزجاج في بعض أماليه : الساقطة في الغرب هي الأنواء والطالعة في المشرق هي البوارج . والله أعلم

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نسمة الإسلام
نــائب المديــــر
نسمة الإسلام


انثى
الاسد

الفأر
عدد الرسائل : 1266
العمر : 39
العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج
تاريخ التسجيل : 21/11/2009

موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض   موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Icon_minitimeالسبت نوفمبر 21, 2009 1:21 pm

أ.إسلام السيد كتب:
بسم الله الرحمن الرحيم



والصلاه والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد عليه افضل الصلاه والسلام



الحمدلله الذى هدانا للاسلام



وبسم الله ما شاء الله على الموضوع الجميل



جعله الله فى ميزان حسناتك ان شاء الله




بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.

جزاك الله خيرا وبارك الله فيك.

جعلنا الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه والله ولي التوفيق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نسمة الإسلام
نــائب المديــــر
نسمة الإسلام


انثى
الاسد

الفأر
عدد الرسائل : 1266
العمر : 39
العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج
تاريخ التسجيل : 21/11/2009

موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض   موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Icon_minitimeالسبت نوفمبر 21, 2009 1:24 pm

حدثنا ‏ ‏أبو بكر بن أبي شيبة ‏ ‏وزهير بن حرب ‏ ‏وإسحق بن إبراهيم ‏ ‏واللفظ ‏ ‏لأبي بكر ‏ ‏قال ‏ ‏إسحق ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏سفيان ‏ ‏وقال الآخران ‏ ‏حدثنا ‏ ‏ابن عيينة ‏ ‏عن ‏ ‏أبي الزناد ‏ ‏عن ‏ ‏الأعرج ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏قال ‏
‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال الله عز وجل ‏ ‏إذا هم عبدي بسيئة فلا تكتبوها عليه فإن عملها فاكتبوها سيئة وإذا هم بحسنة فلم يعملها فاكتبوها حسنة فإن عملها فاكتبوها عشرا ‏


صحيح مسلم بشرح النووي‏

‏فيه ( أبو الزناد عن الأعرج ) ‏
‏أما ( أبو الزناد ) فاسمه عبد الله بن ذكوان كنيته أبو عبد الرحمن . وأما أبو الزناد . فلقب غلب عليه وكان يغضب منه . وأما ( الأعرج ) عبد الرحمن بن هرمز وهذان وإن كانا مشهورين وقد تقدم بيانهما إلا أنه قد تخفى أسماؤهما على بعض الناظرين في الكتاب . ‏

‏وأما قوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا هم عبدي بسيئة فلا تكتبوا عليه فإن عملها فاكتبوها سيئة , وإذا هم بحسنة فلم يعملها فاكتبوها حسنة فإن عملها فاكتبوها عشرا ) ‏
‏وفي الحديث الآخر : ( في الحسنة إلى سبعمائة ضعف ) وفي الآخر : ( في السيئة إنما تركها من جراي ) فقال الإمام المازري رحمه الله : مذهب القاضي أبي بكر بن الطيب أن من عزم على المعصية بقلبه , ووطن نفسه عليها , أثم في اعتقاده وعزمه . ويحمل ما وقع في هذه الأحاديث وأمثالها على أن ذلك فيمن لم يوطن نفسه على المعصية , وإنما مر ذلك بفكره من غير استقرار , ويسمى هذا هما ويفرق بين الهم والعزم . هذا مذهب القاضي أبي بكر , وخالفه كثير من الفقهاء والمحدثين وأخذوا بظاهر الحديث . قال القاضي عياض رحمه الله : عامة السلف وأهل العلم من الفقهاء والمحدثين على ما ذهب إليه القاضي أبو بكر للأحاديث الدالة على المؤاخذة بأعمال القلوب , لكنهم قالوا : إن هذا العزم يكتب سيئة وليست السيئة التي هم بها لكونه لم يعملها وقطعه عنها قاطع غير خوف الله تعالى والإنابة . لكن نفس الإصرار والعزم معصية فتكتب معصية فإذا عملها كتبت معصية ثانية , فإن تركها خشية لله تعالى كتبت حسنة كما في الحديث : " إنما تركها من جراي " فصار تركه لها لخوف الله تعالى ومجاهدته نفسه ومجاهدته نفسه الأمارة بالسوء في ذلك وعصيانه هواه حسنة . فأما الهم الذي لا يكتب فهي الخواطر التي لا توطن النفس عليها , ولا يصحبها عقد ولا نية وعزم . وذكر بعض المتكلمين خلافا فيما إذا تركها لغير خوف الله تعالى , بل لخوف الناس . هل تكتب حسنة ؟ قال : لا لأنه إنما حمله على تركها الحياء . وهذا ضعيف لا وجه له . هذا آخر كلام القاضي وهو ظاهر حسن لا مزيد عليه , وقد تظاهرت نصوص الشرع بالمؤاخذة بعزم القلب المستقر ومن ذلك قوله تعالى : ( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم ) الآية وقوله تعالى : ( اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ) والآيات في هذا كثيرة . وقد تظاهرت نصوص الشرع وإجماع العلماء على تحريم الحسد واحتقار المسلمين وإرادة المكروه بهم وغير ذلك من أعمال القلوب وعزمها والله أعلم . ‏

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نسمة الإسلام
نــائب المديــــر
نسمة الإسلام


انثى
الاسد

الفأر
عدد الرسائل : 1266
العمر : 39
العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج
تاريخ التسجيل : 21/11/2009

موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض   موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Icon_minitimeالسبت نوفمبر 21, 2009 1:26 pm

حدثنا ‏ ‏محمد بن رافع ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبد الرزاق ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏معمر ‏ ‏عن ‏ ‏همام بن منبه ‏ ‏قال هذا ما حدثنا ‏ ‏أبو هريرة ‏
‏عن ‏ ‏محمد رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فذكر أحاديث منها قال قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال الله عز وجل ‏ ‏إذا ‏ ‏تحدث ‏ ‏عبدي بأن يعمل حسنة فأنا أكتبها له حسنة ما لم يعمل فإذا عملها فأنا أكتبها بعشر أمثالها وإذا ‏ ‏تحدث ‏ ‏بأن يعمل سيئة فأنا أغفرها له ما لم يعملها فإذا عملها فأنا أكتبها له بمثلها وقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قالت الملائكة رب ذاك عبدك يريد أن يعمل سيئة وهو أبصر به فقال ارقبوه فإن عملها فاكتبوها له بمثلها وإن تركها فاكتبوها له حسنة إنما تركها من جراي وقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إذا أحسن أحدكم إسلامه فكل حسنة يعملها تكتب بعشر أمثالها إلى سبع مائة ضعف وكل سيئة يعملها تكتب بمثلها حتى يلقى الله ‏


صحيح مسلم بشرح النووي‏

‏وقوله سبحانه وتعالى : ( إنما تركها من جراي ) ‏
‏هو بفتح الجيم وتشديد الراء وبالمد والقصر لغتان معناه من أجلي . ‏

‏وقوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا أحسن أحدكم إسلامه فكل حسنة يعملها تكتب بعشر أمثالها , وكل سيئة يعملها تكتب بمثلها ) ‏
‏معنى أحسن إسلامه أسلم إسلاما حقيقيا وليس كإسلام المنافقين . وقد تقدم بيان هذا .

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نسمة الإسلام
نــائب المديــــر
نسمة الإسلام


انثى
الاسد

الفأر
عدد الرسائل : 1266
العمر : 39
العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج
تاريخ التسجيل : 21/11/2009

موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض   موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Icon_minitimeالسبت نوفمبر 21, 2009 1:27 pm

حدثنا ‏ ‏شيبان بن فروخ ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبد الوارث ‏ ‏عن ‏ ‏الجعد أبي عثمان ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبو رجاء العطاردي ‏ ‏عن ‏ ‏ابن عباس ‏
‏عن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى قال ‏ ‏إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة وإن هم بها فعملها كتبها الله عز وجل عنده عشر حسنات إلى سبع مائة ضعف إلى أضعاف كثيرة وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة وإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة ‏
‏و حدثنا ‏ ‏يحيى بن يحيى ‏ ‏حدثنا ‏ ‏جعفر بن سليمان ‏ ‏عن ‏ ‏الجعد أبي عثمان ‏ ‏في هذا الإسناد بمعنى حديث ‏ ‏عبد الوارث ‏ ‏وزاد ومحاها الله ولا يهلك على الله إلا هالك ‏


صحيح مسلم بشرح النووي


‏( قتادة بن فروخ ) ‏
‏بفتح الفاء وبالخاء المعجمة وهو غير مصروف لكونه عجميا علما وقد تقدم بيانه . ‏

‏وفيه ( أبو رجاء البارقي ) ‏
‏اسمه عمران بن تيم وقيل : ابن حريث وقيل : ابن عبد الله , أدرك زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره , وأسلم عام الفتح , وعاش مائة وعشرين سنة , وقيل : مائة وثمانيا وعشرين سنة , وقيل : مائة وثلاثين سنة . ‏

‏وأما قوله صلى الله عليه وسلم : ( إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ) ‏
‏ففيه تصريح بالمذهب الصحيح المختار عند العلماء أن التضعيف لا يقف على سبعمائة ضعف . وحكى أبو الحسن أقضى القضاة الماوردي عن بعض العلماء أن التضعيف لا يتجاوز سبعمائة ضعف , وهو غلط لهذا الحديث . والله أعلم . ‏

‏وأما قوله صلى الله عليه وسلم : ( ولن يهلك على الله إلا هالك ) ‏
‏فقال القاضي عياض رحمه الله : معناه من حتم هلاكه وسدت عليه أبواب الهدى مع سعة رحمة الله تعالى وكرمه وجعله السيئة حسنة إذا لم يعملها وإذا عملها واحدة , والحسنة إذا لم يعملها واحدة , وإذا عملها عشرا إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة . فمن حرم هذه السعة وفاته هذا الفضل وكثرت سيئاته حتى غلبت مع أنها أفراد حسناته مع أنها متضاعفة فهو الهالك المحروم والله أعلم . ‏
‏قال الإمام أبو جعفر الطحاوي رحمه الله : في هذه الأحاديث دليل على أن الحفظة يكتبون أعمال القلوب وعقدها خلافا لمن قال : إنها لا تكتب إلا الأعمال الظاهرة . والله أعلم .

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نسمة الإسلام
نــائب المديــــر
نسمة الإسلام


انثى
الاسد

الفأر
عدد الرسائل : 1266
العمر : 39
العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج
تاريخ التسجيل : 21/11/2009

موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض   موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Icon_minitimeالسبت نوفمبر 21, 2009 1:32 pm

حدثنا ‏ ‏شيبان بن فروخ ‏ ‏حدثنا ‏ ‏حماد بن سلمة ‏ ‏حدثنا ‏ ‏ثابت البناني ‏ ‏عن ‏ ‏أنس بن مالك ‏
‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏أتيت بالبراق وهو دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى طرفه قال فركبته حتى أتيت ‏ ‏بيت المقدس ‏ ‏قال فربطته بالحلقة التي يربط به الأنبياء قال ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم خرجت فجاءني ‏ ‏جبريل ‏ ‏عليه السلام ‏ ‏بإناء من خمر وإناء من لبن فاخترت اللبن فقال ‏ ‏جبريل ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏اخترت الفطرة ثم ‏ ‏عرج ‏ ‏بنا إلى السماء فاستفتح ‏ ‏جبريل ‏ ‏فقيل من أنت قال ‏ ‏جبريل ‏ ‏قيل ومن معك قال ‏ ‏محمد ‏ ‏قيل وقد بعث إليه قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا ‏ ‏بآدم ‏ ‏فرحب بي ودعا لي بخير ثم عرج بنا إلى السماء الثانية فاستفتح ‏ ‏جبريل ‏ ‏عليه السلام ‏ ‏فقيل من أنت قال ‏ ‏جبريل ‏ ‏قيل ومن معك قال ‏ ‏محمد ‏ ‏قيل وقد بعث إليه قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بابني الخالة ‏ ‏عيسى ابن مريم ‏ ‏ويحيى بن زكرياء ‏ ‏صلوات الله عليهما فرحبا ودعوا لي بخير ثم عرج بي إلى السماء الثالثة فاستفتح ‏ ‏جبريل ‏ ‏فقيل من أنت قال ‏ ‏جبريل ‏ ‏قيل ومن معك قال ‏ ‏محمد ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قيل وقد بعث إليه قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا ‏ ‏بيوسف ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إذا هو قد أعطي ‏ ‏شطر ‏ ‏الحسن فرحب ودعا لي بخير ثم عرج بنا إلى السماء الرابعة فاستفتح ‏ ‏جبريل ‏ ‏عليه السلام ‏ ‏قيل من هذا قال ‏ ‏جبريل ‏ ‏قيل ومن معك قال ‏ ‏محمد ‏ ‏قال وقد بعث إليه قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا ‏ ‏بإدريس ‏ ‏فرحب ودعا لي بخير قال الله عز وجل ‏
‏ورفعناه مكانا عليا ‏
‏ثم عرج بنا إلى السماء الخامسة فاستفتح ‏ ‏جبريل ‏ ‏قيل من هذا قال ‏ ‏جبريل ‏ ‏قيل ومن معك قال ‏ ‏محمد ‏ ‏قيل وقد بعث إليه قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا ‏ ‏بهارون ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فرحب ودعا لي بخير ثم عرج بنا إلى السماء السادسة فاستفتح ‏ ‏جبريل ‏ ‏عليه السلام ‏ ‏قيل من هذا قال ‏ ‏جبريل ‏ ‏قيل ومن معك قال ‏ ‏محمد ‏ ‏قيل وقد بعث إليه قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا ‏ ‏بموسى ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فرحب ودعا لي بخير ثم عرج إلى السماء السابعة فاستفتح ‏ ‏جبريل ‏ ‏فقيل من هذا قال ‏ ‏جبريل ‏ ‏قيل ومن معك قال ‏ ‏محمد ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قيل وقد بعث إليه قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا ‏ ‏بإبراهيم ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏مسندا ظهره إلى ‏ ‏البيت المعمور ‏ ‏وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه ثم ذهب بي إلى السدرة المنتهى وإذا ورقها كآذان الفيلة وإذا ثمرها كالقلال قال فلما ‏ ‏غشيها ‏ ‏من أمر الله ما غشي تغيرت فما أحد من خلق الله يستطيع أن ‏ ‏ينعتها ‏ ‏من حسنها فأوحى الله إلي ما أوحى ففرض علي خمسين صلاة في كل يوم وليلة فنزلت إلى ‏ ‏موسى ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال ما فرض ربك على أمتك قلت خمسين صلاة قال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فإن أمتك لا يطيقون ذلك فإني قد ‏ ‏بلوت ‏ ‏بني إسرائيل ‏ ‏وخبرتهم قال فرجعت إلى ربي فقلت يا رب خفف على أمتي فحط عني خمسا فرجعت إلى ‏ ‏موسى ‏ ‏فقلت حط عني خمسا قال إن أمتك لا يطيقون ذلك فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف قال فلم أزل أرجع بين ربي تبارك وتعالى وبين ‏ ‏موسى ‏ ‏عليه السلام ‏ ‏حتى قال يا ‏ ‏محمد ‏ ‏إنهن خمس صلوات كل يوم وليلة لكل صلاة عشر فذلك خمسون صلاة ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت له عشرا ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب شيئا فإن عملها كتبت سيئة واحدة قال فنزلت حتى انتهيت إلى ‏ ‏موسى ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فأخبرته فقال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقلت قد رجعت إلى ربي حتى استحييت منه ‏

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نسمة الإسلام
نــائب المديــــر
نسمة الإسلام


انثى
الاسد

الفأر
عدد الرسائل : 1266
العمر : 39
العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج
تاريخ التسجيل : 21/11/2009

موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض   موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Icon_minitimeالسبت نوفمبر 21, 2009 1:34 pm

صحيح مسلم بشرح النووي‏

‏قول مسلم : ( حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا حماد بن سلمة حدثنا ثابت البناني عن أنس رضي الله عنه ) ‏
‏هذا الإسناد كله بصريون , و ( فروخ) عجمي لا ينصرف تقدم بيانه مرات , و ( البناني ) بضم الباء منسوب إلى بنانة قبيلة معروفة . ‏
‏قوله صلى الله عليه وسلم : ( أتيت بالبراق ) ‏
‏هو بضم الباء الموحدة . قال أهل اللغة البراق اسم الدابة التي ركبها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء . قال الزبيدي في مختصر العين , وصاحب التحرير : هي دابة كان الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم يركبونها . وهذاالذي قالاه من اشتراك جميع الأنبياء فيها يحتاج إلى نقل صحيح . قال ابن دريد : اشتقاق البراق من البرق إن شاء الله تعالى يعني لسرعته . وقيل : سمي بذلك لشدة صفائه وتلألئه وبريقه , وقيل : لكونه أبيض . وقال القاضي : يحتمل أنه سمي بذلك لكونه ذا لونين يقال شاة برقاء إذا كان في خلال صوفها الأبيض طاقات سود . قال : ووصف في الحديث بأنه أبيض وقد يكون من نوع الشاة البرقاء وهي معدودة في البيض . والله أعلم . ‏

‏قوله صلى الله عليه وسلم : ( فركبته حتى أتيت بيت المقدس فربطته بالحلقة التي تربط به الأنبياء صلوات الله عليهم ) ‏
‏أما بيت المقدس ففيه لغتان مشهورتان غاية الشهرة إحداهما بفتح الميم وإسكان القاف وكسر الدال المخففة , والثانية بضم الميم وفتح القاف والدال المشددة . قال الواحدي : أما من شدده فمعناه المطهر , وأما من خففه فقال أبو علي الفارسي : لا يخلو إما أن يكون مصدرا أو مكانا فإن كان مصدرا كان كقوله تعالى { إليه مرجعكم } ونحوه من المصادر وإن كان مكانا فمعناه بيت المكان : الذي جعل فيه الطهارة , أو بيت مكان الطهارة , وتطهيره إخلاؤه من الأصنام وإبعاده منها . وقال الزجاج البيت المقدس المطهر وبيت المقدس أي المكان الذي يطهر فيه من الذنوب ويقال فيه أيضا إيلياء . والله أعلم . ‏
‏وأما ( الحلقة ) فبإسكان اللام على اللغة الفصيحة المشهورة . وحكى الجوهري وغيره فتح اللام أيضا . قال الجوهري : حكى يونس عن أبي عمرو بن العلاء ( حلقة ) بالفتح وجمعها حلق وحلقات . وأما على لغة الإسكان فجمعها حلق وحلق بفتح الحاء وكسرها . ‏
‏وأما قوله صلى الله عليه وسلم : ( الحلقة التي يربط به ) فكذا هو في الأصول ( به ) بضمير المذكر أعاده على معنى الحلقة وهو الشيء قال صاحب التحرير : المراد حلقة باب مسجد بيت المقدس . والله أعلم . ‏
‏وفي ربط البراق الأخذ بالاحتياط في الأمور وتعاطي الأسباب وأن ذلك لا يقدح في التوكل إذا كان الاعتماد على الله تعالى . والله أعلم . ‏

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نسمة الإسلام
نــائب المديــــر
نسمة الإسلام


انثى
الاسد

الفأر
عدد الرسائل : 1266
العمر : 39
العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج
تاريخ التسجيل : 21/11/2009

موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض   موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Icon_minitimeالسبت نوفمبر 21, 2009 1:36 pm

وقوله صلى الله عليه وسلم : ( فجاءني جبريل بإناء من خمر وإناء من لبن فاخترت اللبن فقال جبريل : اخترت الفطرة ) ‏
‏هذا اللفظ وقع مختصرا هنا والمراد أنه صلى الله عليه وسلم قيل له : اختر أي الإناءين شئت كما جاء مبينا بعد هذا في هذا الباب من رواية أبي هريرة , فألهم صلى الله عليه وسلم اختيار اللبن . ‏
‏وقوله : ( اخترت الفطرة ) فسروا الفطرة هنا بالإسلام والاستقامة ومعناه والله أعلم اخترت علامة الإسلام والاستقامة . وجعل اللبن علامة لكونه سهلا طيبا طاهرا سائغا للشاربين سليم العاقبة . وأما الخمر فإنها أم الخبائث , وجالبة لأنواع من الشر في الحال والمآل . والله أعلم . ‏

‏قوله صلى الله عليه وسلم : ( ثم عرج بنا إلى السماء فاستفتح جبريل عليه السلام فقيل له : من أنت ؟ قال : جبريل . قيل : ومن معك ؟ قال : محمد . قيل : وقد بعث إليه قال : قد بعث إليه ) ‏
‏أما قوله عرج فبفتح العين والراء أي صعد وقوله ( جبريل ) فيه بيان الأدب فيمن استأذن بدق الباب ونحوه فقيل له من أنت فينبغي أن يقول : زيد مثلا إذا كان اسمه زيدا ولا يقول : أنا فقد جاء الحديث بالنهي عنه ولأنه لا فائدة فيه . ‏
‏وأما قول بواب السماء : ( وقد بعث إليه ؟ ) فمراده وقد بعث إليه للإسراء وصعود السموات ؟ وليس مراده الاستفهام عن أصل البعثة والرسالة فإن ذلك لا يخفى عليه إلى هذه المدة فهذا هو الصحيح والله أعلم في معناه . ولم يذكر الخطابي في شرح البخاري وجماعة من العلماء غيره وإن كان القاضي قد ذكر خلافا أو أشار إلى خلاف في أنه استفهم عن أصل البعثة أو عما ذكرته . قال القاضي وفي هذا أن للسماء أبوابا حقيقة وحفظة موكلين بها وفيه إثبات الاستئذان . والله أعلم . ‏

‏قوله صلى الله عليه وسلم : ( فإذا أنا بآدم صلى الله عليه وسلم فرحب بي ودعا لي بخير ) ثم قال صلى الله عليه وسلم في السماء الثانية ( فإذا أنا بابني الخالة فرحبا بي ودعوا ) وذكر صلى الله عليه وسلم في باقي الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم نحوه ‏
‏فيه استحباب لقاء أهل الفضل بالبشر والترحيب والكلام الحسن والدعاء لهم وإن كانوا أفضل من الداعي . ‏
‏وفيه جواز مدح الإنسان في وجهه إذا أمن عليه الإعجاب وغيره من أسباب الفتنة . ‏

‏وقوله صلى الله عليه وسلم : ( فإذا أنا بابني الخالة ) ‏
‏قال الأزهري : قال ابن السكيت : يقال : هما ابنا عم , ولا يقال ابنا خال . ويقال : ابنا خالة , ولا يقال : ابنا عمة . ‏

‏وقوله صلى الله عليه وسلم : ( فإذا أنا بإبراهيم صلى الله عليه وسلم مسندا ظهره إلى البيت المعمور ) ‏
‏قال القاضي رحمه الله يستدل به على جواز الاستناد إلى القبلة وتحويل الظهر إليها . ‏

‏قوله صلى الله عليه وسلم : ( ثم ذهب بي إلى السدرة المنتهى ) ‏
‏هكذا وقع في الأصول ( السدرة ) بالألف واللام , وفي الروايات بعد هذا سدرة المنتهى . قال ابن عباس والمفسرون وغيرهم : سميت سدرة المنتهى لأن علم الملائكة ينتهي إليها ولم يجاوزها أحد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم . وحكي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنها سميت بذلك لكونها ينتهي إليها ما يهبط من فوقها وما يصعد من تحتها من أمر الله تعالى . ‏

‏وقوله صلى الله عليه وسلم : ( وإذا ثمرها كالقلال ) ‏
‏هو بكسر القاف جمع قلة والقلة جرة عظيمة تسع قربتين أو أكثر . ‏

‏قوله صلى الله عليه وسلم : ( فرجعت إلى ربي ) ‏
‏معناه رجعت إلى الموضع الذي ناجيته منه أولا فناجيته فيه ثانيا . ‏

‏وقوله صلى الله عليه وسلم : ( فلم أزل أرجع بين ربي تبارك وتعالى وبين موسى صلى الله عليه وسلم ) ‏
‏معناه بين موضع مناجاة ربي . والله أعلم . ‏
‏قوله عقب هذا الحديث : ( قال الشيخ أبو أحمد حدثنا أبو العباس الماسرجسي حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا حماد بن سلمة بهذا الحديث ) أبو أحمد هذا هو الجلودي راوي الكتاب عن ابن سفيان عن مسلم وقد علا له هذا الحديث برجل فإنه راه أولا عن ابن سفيان عن مسلم عن شيبان بن فروخ ثم رواه عن الماسرجسي عن شيبان واسم الماسرجسي أحمد بن محمد بن الحسين النيسابوري وهو بفتح السين المهملة وإسكان الراء وكسر الجيم وهو منسوب إلى جده ماسرجس . وهذه الفائدة وهي قوله : قال الشيخ أبو أحمد إلى آخره تقع في بعض الأصول في الحاشية وفي أكثرها في نفس الكتاب وكلاهما له وجه . فمن جعلها في الحاشية فهو الظاهر المختار لكونها ليست من كلام مسلم ولا من كتابه فلا يدخل في نفسه إنما هي فائدة فشأنها أن تكتب في الحاشية ومن أدخلها من الكتاب فلكون الكتاب منقولا عن عبد الغافر الفارسي عن شيخه الجلودي وهذه الزيادة من كلام الشيخ الجلودي فنقلها عبد الغافر في نفس الكتاب لكونها من جملة المأخوذ عن الجلودي , مع أنه ليس فيه لبس ولا إيهام أنها من أصل مسلم والله أعلم .

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نسمة الإسلام
نــائب المديــــر
نسمة الإسلام


انثى
الاسد

الفأر
عدد الرسائل : 1266
العمر : 39
العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج
تاريخ التسجيل : 21/11/2009

موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض   موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Icon_minitimeالسبت نوفمبر 21, 2009 1:51 pm

حدثنا ‏ ‏عبيد الله بن ميسرة ‏ ‏قال حدثني ‏ ‏عبد الرحمن بن مهدي ‏ ‏حدثنا ‏ ‏حماد بن سلمة ‏ ‏عن ‏ ‏ثابت البناني ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الرحمن بن أبي ليلى ‏ ‏عن ‏ ‏صهيب ‏
‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏إذا دخل أهل الجنة الجنة قال يقول الله تبارك وتعالى تريدون شيئا أزيدكم فيقولون ألم تبيض وجوهنا ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار قال فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل ‏
‏حدثنا ‏ ‏أبو بكر بن أبي شيبة ‏ ‏حدثنا ‏ ‏يزيد بن هارون ‏ ‏عن ‏ ‏حماد بن سلمة ‏ ‏بهذا الإسناد ‏ ‏وزاد ثم تلا هذه الآية ‏
‏للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ‏


صحيح مسلم بشرح النووي


‏قوله : ( حدثنا عبد الله بن عمر بن ميسرة حدثني عبد الرحمن بن مهدي حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا دخل أهل الجنة الجنة . . . الحديث ) ‏
‏هذا الحديث هكذا رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه وغيرهم من رواية حماد بن سلمة عن ثابت عن ابن أبي ليلى عن صهيب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو عيسى الترمذي وأبو مسعود الدمشقي وغيرهما : لم يروه هكذا مرفوعا عن ثابت غير حماد بن سلمة , ورواه سليمان بن المغيرة وحماد بن زيد , وحماد بن واقد عن ثابت عن ابن أبي ليلى من قوله ليس فيه ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ولا ذكر صهيب , وهذا الذي قاله هؤلاء ليس بقادح في صحة الحديث ; فقد قدمنا في الفصول أن المذهب الصحيح المختار الذي ذهب إليه الفقهاء وأصحاب الأصول والمحققون من المحدثين وصححه الخطيب البغدادي : أن الحديث إذا رواه بعض الثقات متصلا وبعضهم مرسلا أو بعضهم مرفوعا وبعضهم موقوفا حكم بالمتصل وبالمرفوع لأنهما زيادة ثقة وهي مقبولة عند الجماهير من كل الطوائف , والله أعلم .

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نسمة الإسلام
نــائب المديــــر
نسمة الإسلام


انثى
الاسد

الفأر
عدد الرسائل : 1266
العمر : 39
العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج
تاريخ التسجيل : 21/11/2009

موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض   موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Icon_minitimeالسبت نوفمبر 21, 2009 1:53 pm

حدثني ‏ ‏زهير بن حرب ‏ ‏حدثنا ‏ ‏يعقوب بن إبراهيم ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبي ‏ ‏عن ‏ ‏ابن شهاب ‏ ‏عن ‏ ‏عطاء بن يزيد الليثي ‏ ‏أن ‏ ‏أبا هريرة ‏ ‏أخبره ‏
‏أن ناسا قالوا لرسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر قالوا لا يا رسول الله قال هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب قالوا لا يا رسول الله قال فإنكم ترونه كذلك يجمع الله الناس يوم القيامة فيقول من كان يعبد شيئا فليتبعه فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس ويتبع من كان يعبد القمر القمر ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها ‏ ‏فيأتيهم الله تبارك وتعالى في صورة غير صورته التي يعرفون فيقول أنا ربكم فيقولون نعوذ بالله منك هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا فإذا جاء ربنا عرفناه ‏ ‏فيأتيهم الله تعالى في صورته التي يعرفون فيقول أنا ربكم فيقولون أنت ربنا فيتبعونه ‏ ‏ويضرب ‏ ‏الصراط بين ظهري جهنم فأكون أنا وأمتي أول من يجيز ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل ودعوى الرسل يومئذ اللهم سلم سلم وفي جهنم كلاليب مثل شوك السعدان هل رأيتم السعدان قالوا نعم يا رسول الله قال فإنها مثل شوك السعدان غير أنه لا يعلم ما قدر عظمها إلا الله تخطف الناس بأعمالهم فمنهم المؤمن بقي بعمله ومنهم المجازى حتى ‏ ‏ينجى حتى إذا فرغ الله من القضاء بين العباد وأراد أن يخرج برحمته من أراد من أهل النار أمر الملائكة أن يخرجوا من النار من كان لا يشرك بالله شيئا ممن أراد الله تعالى أن يرحمه ممن يقول لا إله إلا الله فيعرفونهم في النار يعرفونهم بأثر السجود تأكل النار من ابن ‏ ‏آدم ‏ ‏إلا أثر السجود حرم الله على النار أن تأكل أثر السجود فيخرجون من النار وقد امتحشوا فيصب عليهم ماء الحياة فينبتون منه كما تنبت الحبة في حميل السيل ثم يفرغ الله تعالى من القضاء بين العباد ويبقى رجل مقبل بوجهه على النار وهو آخر أهل الجنة دخولا الجنة فيقول أي رب اصرف وجهي عن النار فإنه قد قشبني ريحها وأحرقني ذكاؤها فيدعو الله ما شاء الله أن يدعوه ثم يقول الله تبارك وتعالى هل عسيت إن فعلت ذلك بك أن تسأل غيره فيقول لا أسألك غيره ويعطي ربه من عهود ومواثيق ما شاء الله فيصرف الله وجهه عن النار فإذا أقبل على الجنة ورآها سكت ما شاء الله أن يسكت ثم يقول أي رب قدمني إلى باب الجنة فيقول الله له أليس قد أعطيت عهودك ومواثيقك لا تسألني غير الذي أعطيتك ويلك يا ابن ‏ ‏آدم ‏ ‏ما أغدرك فيقول أي رب ويدعو الله حتى يقول له فهل عسيت إن أعطيتك ذلك أن تسأل غيره فيقول لا وعزتك فيعطي ربه ما شاء الله من عهود ومواثيق فيقدمه إلى باب الجنة فإذا قام على باب الجنة ‏ ‏انفهقت ‏ ‏له الجنة فرأى ما فيها من الخير والسرور فيسكت ما شاء الله أن يسكت ثم يقول أي رب أدخلني الجنة فيقول الله تبارك وتعالى له أليس قد أعطيت عهودك ومواثيقك أن لا تسأل غير ما أعطيت ويلك يا ابن ‏ ‏آدم ‏ ‏ما أغدرك فيقول أي رب لا أكون أشقى خلقك فلا يزال يدعو الله حتى يضحك الله تبارك وتعالى منه فإذا ضحك الله منه قال ادخل الجنة فإذا دخلها قال الله له ‏ ‏تمنه فيسأل ربه ‏ ‏ويتمنى حتى إن الله ليذكره من كذا وكذا حتى إذا انقطعت به الأماني قال الله تعالى ذلك لك ومثله معه ‏
‏قال ‏ ‏عطاء بن يزيد ‏ ‏وأبو سعيد الخدري ‏ ‏مع ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏لا يرد عليه من حديثه شيئا حتى إذا حدث ‏ ‏أبو هريرة ‏ ‏أن الله قال لذلك الرجل ومثله معه قال ‏ ‏أبو سعيد ‏ ‏وعشرة أمثاله معه يا ‏ ‏أبا هريرة ‏ ‏قال ‏ ‏أبو هريرة ‏ ‏ما حفظت إلا قوله ذلك لك ومثله معه قال ‏ ‏أبو سعيد ‏ ‏أشهد أني حفظت من رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قوله ذلك لك وعشرة أمثاله قال ‏ ‏أبو هريرة ‏ ‏وذلك الرجل آخر أهل الجنة دخولا الجنة ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏أبو اليمان ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏شعيب ‏ ‏عن ‏ ‏الزهري ‏ ‏قال أخبرني ‏ ‏سعيد بن المسيب ‏ ‏وعطاء بن يزيد الليثي ‏ ‏أن ‏ ‏أبا هريرة ‏ ‏أخبرهما ‏ ‏أن الناس قالوا للنبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة وساق الحديث بمثل معنى حديث ‏ ‏إبراهيم بن سعد ‏

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نسمة الإسلام
نــائب المديــــر
نسمة الإسلام


انثى
الاسد

الفأر
عدد الرسائل : 1266
العمر : 39
العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج
تاريخ التسجيل : 21/11/2009

موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض   موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Icon_minitimeالسبت نوفمبر 21, 2009 1:54 pm

صحيح مسلم بشرح النووي

‏قوله صلى الله عليه وسلم : ( هل تضارون في القمر ليلة البدر ؟ ) ‏
‏وفي الرواية الأخرى : ( هل تضامون ) , وروى ( تضارون ) بتشديد الراء وبتخفيفها والتاء مضمومة فيهما ومعنى المشدد : هل تضارون غيركم في حالة الرؤية بزحمة أو مخالفة في الرؤية أو غيرها لخفائه كما تفعلون أول ليلة من الشهر ؟ ومعنى المخفف : هل يلحقكم في رؤيته ضير ؟ وهو الضرر وروي أيضا ( تضامون ) بتشديد الميم وتخفيفها , فمن شددها فتح التاء , ومن خففها ضم التاء , ومعنى المشدد : هل تتضامون وتتلطفون في التوصل إلى رؤيته ؟ ومعنى المخفف : هل يلحقكم ضيم - وهو المشقة والتعب - ؟ قال القاضي عياض - رحمه الله - : وقال فيه بعض أهل اللغة تضارون أو تضامون بفتح التاء وتشديد الراء والميم , وأشار القاضي بهذا إلى أن غير هذا القائل يقولهما بضم التاء سواء شدد أو خفف , وكل هذا صحيح ظاهر المعنى , وفي رواية للبخاري ( لا تضامون أو لا تضارون ) على الشك ومعناه : لا يشتبه عليكم وترتابون فيه فيعارض بعضكم بعضا في رؤيته . والله أعلم . ‏

‏قوله صلى الله عليه وسلم : ( فإنكم ترونه كذلك ) ‏
‏معناه : تشبيه الرؤية بالرؤية في الوضوح وزوال الشك والمشقة والاختلاف . ‏

‏قوله : ( الطواغيت ) ‏
‏هو جمع طاغوت , قال الليث وأبو عبيدة والكسائي وجماهير أهل اللغة : الطاغوت كل ما عبد من دون الله تعالى , وقال ابن عباس ومقاتل والكلبي وغيرهم : الطاغوت الشيطان , وقيل : هو الأصنام , قال الواحدي : الطاغوت يكون واحدا وجمعا ويؤنث ويذكر . قال الله تعالى : { يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به } فهذا في الواحد , وقال تعالى في الجمع { الذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم } وقال في المؤنث { والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها } قال الواحدي ومثله من الأسماء الفلك يكون واحدا وجمعا ومذكرا أو مؤنثا قال النحويون : وزنه ( فعلوت ) والتاء زائدة , وهو مشتق من طغى وتقديره طغووت ثم قلبت الواو ألفا . والله أعلم . ‏

‏وقوله صلى الله عليه وسلم : ( وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها ) ‏
‏قال العلماء : إنما بقوا في زمرة المؤمنين , لأنهم كانوا في الدنيا متسترين بهم فيتسترون بهم أيضا في الآخرة وسلكوا مسلكهم ودخلوا في جملتهم وتبعوهم ومشوا في نورهم , حتى ضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب , وذهب عنهم نور المؤمنين , قال بعض العلماء : هؤلاء هم المطرودون عن الحوض الذين يقال لهم : سحقا سحقا . والله أعلم . ‏

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نسمة الإسلام
نــائب المديــــر
نسمة الإسلام


انثى
الاسد

الفأر
عدد الرسائل : 1266
العمر : 39
العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج
تاريخ التسجيل : 21/11/2009

موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض   موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Icon_minitimeالسبت نوفمبر 21, 2009 1:55 pm

قوله صلى الله عليه وسلم : ( فيأتيهم الله في صورة غير صورته التي يعرفون فيقول : أنا ربكم فيقولون : نعوذ بالله منك هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا , فإذا جاء ربنا عرفناه فيأتيهم الله في صورته التي يعرفون فيقول : أنا ربكم فيقولون أنت ربنا فيتبعونه ) ‏
‏اعلم أن لأهل العلم في أحاديث الصفات وآيات الصفات قولين : أحدهما : وهو مذهب معظم السلف أو كلهم أنه لا يتكلم في معناها , بل يقولون : يجب علينا أن نؤمن بها ونعتقد لها معنى يليق بجلال الله تعالى وعظمته مع اعتقادنا الجازم أن الله تعالى ليس كمثله شيء وأنه منزه عن التجسم والانتقال والتحيز في جهة وعن سائر صفات المخلوق , وهذا القول هو مذهب جماعة من المتكلمين , واختاره جماعة من محققيهم وهو أسلم . والقول الثاني : وهو مذهب معظم المتكلمين أنها تتأول على ما يليق بها على حسب مواقعها , وإنما يسوغ تأويلها لمن كان من أهله بأن يكون عارفا بلسان العرب وقواعد الأصول والفروع , ذا رياضة في العلم , فعلى هذا المذهب يقال في قوله صلى الله عليه وسلم : ( فيأتيهم الله ) أن الإتيان عبارة عن رؤيتهم إياه ; لأن العادة أن من غاب عن غيره لا يمكنه رؤيته إلا بالإتيان , فعبر بالإتيان والمجيء هنا عن الرؤية مجازا , وقيل : الإتيان فعل من أفعال الله تعالى سماه إتيانا , وقيل : المراد ( يأتيهم الله ) أي : يأتيهم بعض ملائكة الله , قال القاضي عياض - رحمه الله - : هذا الوجه أشبه عندي بالحديث , قال : ويكون هذا الملك الذي جاءهم في الصورة التي أنكروها من سمات الحدث الظاهرة على الملك والمخلوق , قال : أو يكون معناه : يأتيهم الله في صورة , أي : يأتيهم بصورة ويظهر لهم من صور ملائكته ومخلوقاته التي لا تشبه صفات الإله ليختبرهم , وهذا آخر امتحان المؤمنين , فإذا قال لهم هذا الملك أو هذه الصورة : ( أنا ربكم ) رأوا عليه من علامات المخلوق ما ينكرونه ويعلمون أنه ليس ربهم , ويستعيذون بالله منه . ‏
‏وأما قوله صلى الله عليه وسلم : ( فيأتيهم الله في صورته التي يعرفون ) فالمراد بالصورة هنا الصفة , ومعناه : فيتجلى الله سبحانه وتعالى لهم على الصفة التي يعلمونها ويعرفونه بها , وإنما عرفوه بصفته وإن لم تكن تقدمت لهم رؤية له سبحانه وتعالى لأنهم يرونه لا يشبه شيئا من مخلوقاته , وقد علموا أنه لا يشبه شيئا من مخلوقاته , فيعلمون أنه ربهم فيقولون : أنت ربنا , وإنما عبر بالصورة عن الصفة لمشابهتها إياها ولمجانسة الكلام فإنه تقدم ذكر الصورة . ‏
‏وأما قولهم : ( نعوذ بالله منك ) فقال الخطابي : يحتمل أن تكون هذه الاستعاذة من المنافقين خاصة , وأنكر القاضي عياض هذا وقال : لا يصح أن تكون من قول المنافقين ولا يستقيم الكلام به , وهذا الذي قاله القاضي هو الصواب , ولفظ الحديث مصرح به أو ظاهر فيه وإنما استعاذوا منه لما قدمناه من كونهم رأوا سمات المخلوق . وأما قوله صلى الله عليه وسلم : ( فيتبعونه ) فمعناه يتبعون أمره إياهم بذهابهم إلى الجنة أو يتبعون ملائكته الذين يذهبون بهم إلى الجنة . والله أعلم . ‏

‏قوله صلى الله عليه وسلم : ( ويضرب الصراط بين ظهري جهنم ) ‏
‏هو بفتح الظاء وسكون الهاء ومعناه : يمد الصراط عليها , وفي هذا إثبات الصراط , ومذهب أهل الحق إثباته , وقد أجمع السلف على إثباته . وهو جسر على متن جهنم يمر عليه الناس كلهم , فالمؤمنون ينجون على حسب حالهم أي : منازلهم , والآخرون يسقطون فيها , أعاذنا الله الكريم منها , وأصحابنا المتكلمون وغيرهم من السلف يقولون : إن الصراط أدق من الشعرة وأحد من السيف كما ذكره أبو سعيد الخدري رضي الله عنه هنا في روايته الأخرى المذكورة في الكتاب . والله أعلم . ‏

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نسمة الإسلام
نــائب المديــــر
نسمة الإسلام


انثى
الاسد

الفأر
عدد الرسائل : 1266
العمر : 39
العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج
تاريخ التسجيل : 21/11/2009

موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض   موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Icon_minitimeالسبت نوفمبر 21, 2009 2:01 pm

قوله صلى الله عليه وسلم : ( فأكون أنا وأمتي أول من يجيز ) ‏
ر الجيم والزاي آخره ومعناه : يكون أول من يمضي عليه ويقطعه يقال : أجزت الوادي وجزته لغتان بمعنى واحد , وقال الأصمعي : أجزته قطعته , وجزته مشيت فيه . والله أعلم . ‏

‏قوله صلى الله عليه وسلم : ( ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل ) ‏
‏معناه لشدة الأهوال والمراد لا يتلكم في حال الإجازة , وإلا ففي يوم القيامة مواطن يتكلم الناس فيها , وتجادل كل نفس عن نفسها , ويسأل بعضهم بعضا ويتلاومون , ويخاصم التابعون المتبوعين . والله أعلم . ‏

‏قوله صلى الله عليه وسلم : ( ودعوى الرسل يومئذ اللهم سلم سلم ) ‏
‏هذا من كمال شفقتهم ورحمتهم للخلق وفيه أن الدعوات تكون بحسب المواطن فيدعى في كل موطن بما يليق به . والله أعلم . ‏

‏قوله صلى الله عليه وسلم : ( وفي جهنم كلاليب مثل شوك السعدان ) ‏
‏أما ( الكلاليب ) فجمع كلوب بفتح الكاف وضم اللام المشددة , وهو حديدة معطوفة الرأس يعلق فيها اللحم وترسل في التنور , قال صاحب المطالع : هي خشبة في رأسها عقافة حديد , وقد تكون حديدا كلها ويقال لها أيضا : كلاب . وأما السعدان فبفتح السين وإسكان العين المهملة وهو نبت له شوكة عظيمة مثل الحسك من كل الجوانب . ‏

‏قوله صلى الله عليه وسلم : ( تخطف الناس بأعمالهم ) ‏
ر أفصح , ويجوز أن يكون معناه : تخطفهم بسبب أعمالهم , ويجوز أن يكون معناه : تخطفهم على قدر أعمالهم . والله أعلم . ‏

‏قوله صلى الله عليه وسلم : ( فمنهم المؤمن بقي بعمله ومنهم المجازى حتى ينجى ) ‏
‏أما الأول : فذكر القاضي عياض - رحمه الله - أنه روي على ثلاثة أوجه : أحدها : ( المؤمن يقي بعمله ) بالميم والنون وبقي بالياء والقاف , والثاني : الموثق بالمثلثة والقاف , والثالث : الموبق يعني : بعمله فالموبق بالباء الموحدة والقاف ويعنى : بفتح الياء المثناة وبعدها العين ثم النون قال القاضي هذا أصحها , وكذا قال صاحب المطالع : هذا الثالث هو الصواب , قال وفي ( يقي ) على الوجه الأول ضبطان : أحدهما : بالباء الموحدة , والثاني : بالياء المثناة من تحت من الوقاية , قلت : والموجود في معظم الأصول ببلادنا هو الوجه الأول وأما قوله صلى الله عليه وسلم : ( ومنهم المجازى ) فضبطناه بالجيم والزاي من المجازاة وهكذا هو في أصول بلادنا في هذا الموضع , وذكر القاضي عياض - رحمه الله - في ضبطه خلافا فقال : رواه العذري وغيره ( المجازى ) كما ذكرناه , ورواه بعضهم ( المخردل ) بالخاء المعجمة والدال واللام , ورواه بعضهم في البخاري ( المجردل ) بالجيم . فأما الذي بالخاء فمعناه : المقطع أي : بالكلاليب يقال : خردلت اللحم أي قطعته , وقيل : خردلت بمعنى صرعت , ويقال بالذال المعجمة أيضا , والجردلة بالجيم : الإشراف على الهلاك والسقوط . ‏

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نسمة الإسلام
نــائب المديــــر
نسمة الإسلام


انثى
الاسد

الفأر
عدد الرسائل : 1266
العمر : 39
العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج
تاريخ التسجيل : 21/11/2009

موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض   موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Icon_minitimeالسبت نوفمبر 21, 2009 2:03 pm

قوله صلى الله عليه وسلم : ( تأكل النار من ابن آدم إلا أثر السجود حرم الله على النار أن تأكل أثر السجود ) ‏
‏ظاهر هذا أن النار لا تأكل جميع أعضاء السجود السبعة التي يسجد الإنسان عليها وهي : الجبهة واليدان والركبتان والقدمان , وهكذا قاله بعض العلماء , وأنكره القاضي عياض - رحمه الله - وقال : المراد بأثر السجود الجبهة خاصة . والمختار الأول , فإن قيل قد ذكر مسلم بعد هذا مرفوعا أن قوما يخرجون من النار يحترقون فيها إلا دارات الوجوه , فالجواب : أن هؤلاء القوم مخصوصون من جملة الخارجين من النار بأنه لا يسلم منهم من النار إلا دارات الوجوه , وأما غيرهم فيسلم جميع أعضاء السجود منهم عملا بعموم هذا الحديث , فهذا الحديث عام وذلك خاص فيعمل بالعام إلا ما خص . والله أعلم . ‏

‏قوله صلى الله عليه وسلم : ( فيخرجون من النار قد امتحشوا ) ‏
ر الحاء . والله أعلم . ‏

‏قوله صلى الله عليه وسلم : ( فينبتون منه كما تنبت الحبة في حميل السيل ) ‏
ر الميم , وهو ما جاء به السيل من طين أو غثاء ومعناه : محمول السيل , والمراد التشبيه في سرعة النبات وحسنه وطراوته . ‏

‏قوله : ( قشبني ريحها وأحرقني ذكاؤها ) ‏
‏أما ( قشبني ) فبقاف مفتوحة ثم شين معجمة مخففة مفتوحة ومعناه : سمني وآذاني وأهلكني , كذا قاله الجماهير من أهل اللغة والغريب , وقال الداودي معناه : غير جلدي وصورتي . وأما ( ذكاؤها ) فكذا وقع في جميع روايات الحديث ( وذكاؤها ) بالمد وهو بفتح الذال المعجمة ومعناه : لهبها واشتعالها وشدة وهجها , والأشهر في اللغة ذكاها مقصور , وذكر جماعات أن المد والقصر لغتان يقال : ذكت النار تذكو ذكا إذا اشتعلت , وأذكيتها أنا . والله أعلم . ‏

‏قوله عز وجل : ( هل عسيت ) ‏
ر والباقون بالفتح وهو الأفصح الأشهر في اللغة , قال ابن السكيت : ولا ينطق في عسيت بمستقبل . ‏

‏قوله صلى الله عليه وسلم : ( فإذا قام على باب الجنة انفهقت له الجنة فرأى ما فيها من الخير ) ‏
‏أما ( الخير ) فبالخاء المعجمة والياء المثناة تحت , هذا هو الصحيح المعروف في الروايات والأصول , وحكى القاضي عياض - رحمه الله - : أن بعض الرواة في مسلم رواه ( الحبر ) بفتح الحاء المهملة وإسكان الباء الموحدة ومعناه السرور , قال صاحب المطالع : كلاهما صحيح قال : والثاني أظهر , ورواه البخاري : ( الحبرة والسرور ) والحبرة : المسرة . وأما ( انفهقت ) فبفتح الفاء والهاء والقاف ومعناه انفتحت واتسعت . ‏

‏قوله : ( فلا يزال يدعو الله تعالى حتى يضحك الله تعالى منه ) ‏
‏قال العلماء : ضحك الله تعالى منه هو رضاه بفعل عبده ومحبته إياه وإظهار نعمته عليه وإيجابها عليه . والله أعلم . ‏

‏قوله صلى الله عليه وسلم ( فيسأل ربه ويتمنى حتى إن الله تعالى ليذكره من كذا وكذا ) ‏
‏معناه يقول له تمن من الشيء الفلاني , ومن الشيء الآخر يسمي له أجناس ما يتمنى , وهذا من عظيم رحمته سبحانه وتعالى . ‏

‏قوله في رواية أبي هريرة : ( لك ذلك ومثله معه ) ‏
‏وفي رواية أبي سعيد ( وعشرة أمثاله ) , قال العلماء : وجه الجمع بينهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أعلم أولا بما في حديث أبي هريرة ثم تكرم الله تعالى فزاد ما في رواية أبي سعيد فأخبر به النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمعه أبو هريرة . ‏

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نسمة الإسلام
نــائب المديــــر
نسمة الإسلام


انثى
الاسد

الفأر
عدد الرسائل : 1266
العمر : 39
العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج
تاريخ التسجيل : 21/11/2009

موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض   موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Icon_minitimeالسبت نوفمبر 21, 2009 2:07 pm

حدثني ‏ ‏سويد بن سعيد ‏ ‏قال حدثني ‏ ‏حفص بن ميسرة ‏ ‏عن ‏ ‏زيد بن أسلم ‏ ‏عن ‏ ‏عطاء بن يسار ‏ ‏عن ‏ ‏أبي سعيد الخدري ‏
‏أن ناسا في زمن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏نعم قال ‏ ‏هل ‏ ‏تضارون ‏ ‏في رؤية الشمس بالظهيرة صحوا ليس معها سحاب وهل ‏ ‏تضارون ‏ ‏في رؤية القمر ليلة البدر صحوا ليس فيها سحاب قالوا لا يا رسول الله قال ما ‏ ‏تضارون ‏ ‏في رؤية الله تبارك وتعالى يوم القيامة إلا كما ‏ ‏تضارون ‏ ‏في رؤية أحدهما إذا كان يوم القيامة أذن مؤذن ليتبع كل أمة ما كانت تعبد فلا يبقى أحد كان يعبد غير الله سبحانه من الأصنام والأخاف الله هذه كلمه تكتبها إلا يتساقطون في النار حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله من بر وفاجر وغبر ‏ ‏أهل الكتاب ‏ ‏فيدعى ‏ ‏اليهود ‏ ‏فيقال لهم ما كنتم تعبدون قالوا كنا نعبد ‏ ‏عزير ‏ ‏ابن الله فيقال كذبتم ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد فماذا ‏ ‏تبغون ‏ ‏قالوا عطشنا يا ربنا فاسقنا فيشار إليهم ألا تردون فيحشرون إلى النار كأنها سراب ‏ ‏يحطم ‏ ‏بعضها بعضا فيتساقطون في النار ثم يدعى ‏ ‏النصارى ‏ ‏فيقال لهم ما كنتم تعبدون قالوا كنا نعبد ‏ ‏المسيح ‏ ‏ابن الله فيقال لهم كذبتم ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد فيقال لهم ماذا تبغون فيقولون عطشنا يا ربنا فاسقنا قال فيشار إليهم ألا تردون فيحشرون إلى جهنم كأنها سراب يحطم بعضها بعضا فيتساقطون في النار حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله تعالى من ‏ ‏بر ‏ ‏وفاجر أتاهم رب العالمين سبحانه وتعالى في أدنى صورة من التي رأوه فيها قال فما تنتظرون تتبع كل أمة ما كانت تعبد قالوا يا ربنا فارقنا الناس في الدنيا أفقر ما كنا إليهم ولم نصاحبهم فيقول أنا ربكم فيقولون نعوذ بالله منك لا نشرك بالله شيئا مرتين أو ثلاثا حتى إن بعضهم ليكاد أن ‏ ‏ينقلب ‏ ‏فيقول هل بينكم وبينه ‏ ‏آية ‏ ‏فتعرفونه بها فيقولون نعم فيكشف عن ساق فلا يبقى من كان يسجد لله من تلقاء نفسه إلا أذن الله له بالسجود ولا يبقى من كان يسجد اتقاء ورياء إلا جعل الله ظهره ‏ ‏طبقة ‏ ‏واحدة كلما أراد أن يسجد ‏ ‏خر ‏ ‏على ‏ ‏قفاه ‏ ‏ثم يرفعون رءوسهم وقد تحول في صورته التي رأوه فيها أول مرة فقال أنا ربكم فيقولون أنت ربنا ثم ‏ ‏يضرب ‏ ‏الجسر على جهنم ‏ ‏وتحل ‏ ‏الشفاعة ويقولون اللهم سلم سلم قيل يا رسول الله وما الجسر قال ‏ ‏دحض ‏ ‏مزلة فيه ‏ ‏خطاطيف ‏ ‏وكلاليب ‏ ‏وحسك ‏ ‏تكون ‏ ‏بنجد ‏ ‏فيها ‏ ‏شويكة يقال لها ‏ ‏السعدان ‏ ‏فيمر المؤمنون كطرف العين وكالبرق وكالريح وكالطير ‏ ‏وكأجاويد ‏ ‏الخيل ‏ ‏والركاب ‏ ‏فناج مسلم ومخدوش مرسل ‏ ‏ومكدوس ‏ ‏في نار جهنم حتى إذا خلص المؤمنون من النار فوالذي نفسي بيده ما منكم من أحد بأشد مناشدة لله في ‏ ‏استقصاء ‏ ‏الحق من المؤمنين لله يوم القيامة لإخوانهم الذين في النار يقولون ربنا كانوا يصومون معنا ويصلون ويحجون فيقال لهم أخرجوا من عرفتم فتحرم صورهم على النار فيخرجون خلقا كثيرا قد أخذت النار إلى نصف ساقيه وإلى ركبتيه ثم يقولون ربنا ما بقي فيها أحد ممن أمرتنا به فيقول ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من خير فأخرجوه فيخرجون خلقا كثيرا ثم يقولون ربنا لم ‏ ‏نذر ‏ ‏فيها أحدا ممن أمرتنا ثم يقول ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار من خير فأخرجوه فيخرجون خلقا كثيرا ثم يقولون ربنا لم ‏ ‏نذر ‏ ‏فيها ممن أمرتنا أحدا ثم يقول ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من خير فأخرجوه فيخرجون خلقا كثيرا ثم يقولون ربنا لم ‏ ‏نذر ‏ ‏فيها خيرا وكان ‏ ‏أبو سعيد الخدري ‏ ‏يقول إن لم تصدقوني بهذا الحديث فاقرءوا إن شئتم ‏
‏إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما ‏
‏فيقول الله عز وجل شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون ولم يبق إلا أرحم الراحمين فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط قد ‏ ‏عادوا ‏ ‏حمما ‏ ‏فيلقيهم في نهر في أفواه الجنة يقال له نهر الحياة فيخرجون كما تخرج الحبة في ‏ ‏حميل ‏ ‏السيل ألا ترونها تكون إلى الحجر أو إلى الشجر ما يكون إلى الشمس ‏ ‏أصيفر وأخيضر وما يكون منها إلى الظل يكون أبيض فقالوا يا رسول الله كأنك كنت ‏ ‏ترعى بالبادية قال فيخرجون كاللؤلؤ في رقابهم الخواتم يعرفهم أهل الجنة هؤلاء عتقاء الله الذين أدخلهم الله الجنة بغير عمل عملوه ولا خير قدموه ثم يقول ادخلوا الجنة فما رأيتموه فهو لكم فيقولون ربنا أعطيتنا ما لم تعط أحدا من العالمين فيقول لكم عندي أفضل من هذا فيقولون يا ربنا أي شيء أفضل من هذا فيقول رضاي فلا أسخط عليكم بعده أبدا ‏
‏قال ‏ ‏مسلم ‏ ‏قرأت على ‏ ‏عيسى بن حماد زغبة المصري ‏ ‏هذا الحديث في الشفاعة وقلت له أحدث بهذا الحديث عنك أنك ‏ ‏سمعت من ‏ ‏الليث بن سعد ‏ ‏فقال نعم قلت ‏ ‏لعيسى بن حماد ‏ ‏أخبركم ‏ ‏الليث بن سعد ‏ ‏عن ‏ ‏خالد بن يزيد ‏ ‏عن ‏ ‏سعيد بن أبي هلال ‏ ‏عن ‏ ‏زيد بن أسلم ‏ ‏عن ‏ ‏عطاء بن يسار ‏ ‏عن ‏ ‏أبي سعيد الخدري ‏ ‏أنه قال قلنا يا رسول الله ‏ ‏أنرى ربنا قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏هل ‏ ‏تضارون ‏ ‏في رؤية الشمس إذا كان يوم صحو قلنا لا وسقت الحديث حتى انقضى آخره وهو نحو حديث ‏ ‏حفص بن ميسرة ‏ ‏وزاد بعد قوله بغير عمل عملوه ولا قدم قدموه فيقال لهم لكم ما رأيتم ومثله معه قال ‏ ‏أبو سعيد ‏ ‏بلغني أن الجسر أدق من الشعرة وأحد من السيف وليس في حديث ‏ ‏الليث ‏ ‏فيقولون ربنا أعطيتنا ما لم تعط أحدا من العالمين وما بعده فأقر به ‏ ‏عيسى بن حماد ‏ ‏و حدثناه ‏ ‏أبو بكر بن أبي شيبة ‏ ‏حدثنا ‏ ‏جعفر بن عون ‏ ‏حدثنا ‏ ‏هشام بن سعد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏زيد بن أسلم ‏ ‏بإسنادهما ‏ ‏نحو حديث ‏ ‏حفص بن ميسرة ‏ ‏إلى آخره وقد زاد ونقص شيئا ‏

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نسمة الإسلام
نــائب المديــــر
نسمة الإسلام


انثى
الاسد

الفأر
عدد الرسائل : 1266
العمر : 39
العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج
تاريخ التسجيل : 21/11/2009

موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض   موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Icon_minitimeالسبت نوفمبر 21, 2009 2:09 pm

صحيح مسلم بشرح النووي


‏قوله صلى الله عليه وسلم : ( ما تضارون في رؤية الله تبارك وتعالى يوم القيامة إلا كما تضارون في رؤية أحدهما ) ‏
‏معناه : لا تضارون أصلا كما لا تضارون في رؤيتهما أصلا . ‏

‏قوله صلى الله عليه وسلم : ( حتى إذا ما لم يبق إلا من كان يعبد الله تعالى من بر وفاجر وغبر أهل الكتاب ) ‏
‏أما البر فهو المطيع . وأما ( غبر ) فبضم الغين المعجمة وفتح الباء الموحدة المشددة ومعناه بقاياهم جمع غابر . ‏

‏وقوله صلى الله عليه وسلم : ( فيحشرون إلى النار كأنها سراب يحطم بعضها بعضا ) ‏
‏أما السراب فهو الذي يتراءى للناس في الأرض القفر والقاع المستوي وسط النهار في الحر الشديد لامعا مثل الماء يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا , فالكفار يأتون جهنم - أعاذنا الله الكريم وسائر المسلمين منها ومن كل مكروه - وهم عطاش فيحسبونها ماء فيتساقطون فيها . ‏
ر والإهلاك , والحطمة : اسم من أسماء النار لكونها تحطم ما يلقى فيها . ‏

‏قوله صلى الله عليه وسلم : ( أتاهم رب العالمين في أدنى صورة من التي رأوه فيها ) ‏
‏معنى رأوه فيها : علموها له وهي صفته المعلومة للمؤمنين , وهي أنه لا يشبهه شيء . وقد تقدم معنى الإتيان والصورة . والله أعلم . ‏

‏قوله : ( قالوا : ربنا فارقنا الناس في الدنيا أفقر ما كنا إليهم ولم نصاحبهم ) ‏
‏معنى قولهم : التضرع إلى الله تعالى في كشف هذه الشدة عنهم , وأنهم لزموا طاعته سبحانه وتعالى , وفارقوا في الدنيا الناس الذين زاغوا عن طاعته - سبحانه - من قراباتهم وغيرهم ممن كانوا يحتاجون في معايشهم ومصالح دنياهم إلى معاشرتهم للارتفاق بهم , وهذا كما جرى للصحابة المهاجرين وغيرهم ومن أشبههم من المؤمنين في جميع الأزمان فإنهم يقاطعون من حاد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم مع حاجتهم في معايشهم إلى الارتفاق بهم والاعتضاد بمخالطتهم , فآثروا رضى الله تعالى على ذلك , وهذا معنى ظاهر في هذا الحديث لا شك في حسنه , وقد أنكر القاضي عياض - رحمه الله - هذا الكلام الواقع في صحيح مسلم , وادعى أنه مغير وليس كما قال بل الصواب ما ذكرناه . ‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نسمة الإسلام
نــائب المديــــر
نسمة الإسلام


انثى
الاسد

الفأر
عدد الرسائل : 1266
العمر : 39
العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج
تاريخ التسجيل : 21/11/2009

موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض   موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Icon_minitimeالسبت نوفمبر 21, 2009 2:10 pm

قوله صلى الله عليه وسلم : ( حتى إن بعضهم ليكاد أن ينقلب ) ‏
‏هكذا هو في الأصول ( ليكاد أن ينقلب ) بإثبات ( أن ) , وإثباتها مع ( كاد ) لغة كما أن حذفها مع ( عسى ) لغة وينقلب بياء مثناة من تحت ثم نون ثم قاف ثم لام ثم باء موحدة . ومعناه والله أعلم : ينقلب عن الصواب , ويرجع عنه للامتحان الشديد الذي جرى . والله أعلم . ‏

‏قوله صلى الله عليه وسلم : ( فيكشف عن ساق ) ‏
‏ضبط ( يكشف ) بفتح الياء وضمها وهما صحيحان . وفسر ابن عباس وجمهور أهل اللغة وغريب الحديث الساق هنا بالشدة أي يكشف عن شدة وأمر مهول , وهذا مثل تضربه العرب لشدة الأمر , ولهذا يقولون : قامت الحرب على ساق , وأصله أن الإنسان إذا وقع في أمر شديد شمر ساعده وكشف عن ساقه للاهتمام به . قال القاضي عياض - رحمه الله - : وقيل المراد بالساق هنا نور عظيم , وورد ذلك في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ابن فورك : ومعنى ذلك ما يتجدد للمؤمنين عند رؤية الله تعالى من الفوائد والألطاف . قال القاضي عياض : وقيل : قد يكون الساق علامة بينه وبين المؤمنين من ظهور جماعة من الملائكة على خلقة عظيمة لأنه يقال : ساق من الناس كما يقال : رجل من جراد , وقيل : قد يكون ساق مخلوقا جعله الله تعالى علامة للمؤمنين خارجة عن السوق المعتادة , وقيل : كشف الخوف وإزالة الرعب عنهم وما كان غلب على قلوبهم من الأهوال , فتطمئن حينئذ نفوسهم عند ذلك , ويتجلى لهم فيخرون سجدا . قال الخطابي - رحمه الله - : وهذه الرؤية التي في هذا المقام يوم القيامة غير الرؤية التي في الجنة لكرامة أولياء الله تعالى , وإنما هذه للامتحان . والله أعلم . ‏

‏قوله صلى الله عليه وسلم : ( ولا يبقى من كان يسجد لله تعالى من تلقاء نفسه إلا أذن الله له بالسجود , ولا يبقى من كان يسجد اتقاء ورياء إلا جعل الله ظهره طبقة واحدة ) ‏
‏هذا السجود امتحان من الله تعالى لعباده , وقد استدل بعض العلماء بهذا مع قوله تعالى : { ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون } على جواز تكليف ما لا يطاق , وهذا استدلال باطل ; فإن الآخرة ليست دار تكليف بالسجود , وإنما المراد امتحانهم . ‏
‏وأما قوله صلى الله عليه وسلم : ( طبقة ) فبفتح الطاء والباء . قال الهروي وغيره : الطبق فقار الظهر أي صار فقاره واحدة كالصحيفة فلا يقدر على السجود . والله أعلم . ‏
‏ثم اعلم أن هذا الحديث قد يتوهم منه أن المنافقين يرون الله تعالى مع المؤمنين , وقد ذهب إلى ذلك طائفة حكاه ابن فورك لقوله صلى الله عليه وسلم : " وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم الله تعالى " وهذا الذي قالوه باطل ; بل لا يراه المنافقون بإجماع من يعتد به من علماء المسلمين , وليس في هذا الحديث تصريح برؤيتهم الله تعالى وإنما فيه أن الجمع الذي فيه المؤمنون والمنافقون يرون الصورة ثم بعد ذلك يرون الله تعالى , وهذا لا يقتضي أن يراه جميعهم , وقد قامت دلائل الكتاب والسنة على أن المنافق لا يراه سبحانه وتعالى . والله أعلم . ‏

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نسمة الإسلام
نــائب المديــــر
نسمة الإسلام


انثى
الاسد

الفأر
عدد الرسائل : 1266
العمر : 39
العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج
تاريخ التسجيل : 21/11/2009

موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض   موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Icon_minitimeالسبت نوفمبر 21, 2009 2:13 pm

قوله صلى الله عليه وسلم : ( يرفعون رءوسهم وقد تحول في صورته ) ‏
‏هكذا ضبطناه ( صورته ) بالهاء في آخرها , ووقع في أكثر الأصول أو كثير منها ( في صورة ) بغير هاء , وكذا هو في الجمع بين الصحيحين للحميدي , والأول أظهر , وهو الموجود في الجمع بين الصحيحين للحافظ عبد الحق , ومعناه : وقد أزال المانع لهم من رؤيته وتجلى لهم . ‏

‏قوله صلى الله عليه وسلم : ( ثم يضرب الجسر على جهنم وتحل الشفاعة ) ‏
ر الحاء وقيل بضمها أي : تقع ويؤذن فيها . ‏

‏قوله : ( قيل : يا رسول الله وما الجسر ؟ قال : دحض مزلة ) ‏
ر , والدحض والمزلة بمعنى واحد , وهو الموضع الذي تزل فيه الأقدام ولا تستقر . ومنه دحضت الشمس أي : مالت , وحجة داحضة لا ثبات لها . ‏

‏قوله صلى الله عليه وسلم : ( فيه خطاطيف وكلاليب وحسك ) ‏
‏أما الخطاطيف : فجمع خطاف بضم الخاء في المفرد . والكلاليب بمعناه , وقد تقدم بيانهما , وأما الحسك فبفتح الحاء والسين المهملتين , وهو شوك صلب من حديد . ‏

‏قوله صلى الله عليه وسلم : ( فناج مسلم ومخدوش مرسل ومكدوس في نار جهنم ) ‏
‏أنهم ثلاثة أقسام , قسم يسلم فلا يناله شيء أصلا , وقسم يخدش ثم يرسل فيخلص , وقسم يكردس . ويلقى فيسقط في جهنم . وأما مكدوس فهو بالسين المهملة هكذا هو في الأصول وكذا نقله القاضي عياض - رحمه الله - عن أكثر الرواة قال : ورواه العذري بالشين المعجمة ومعناه بالمعجمة السوق , وبالمهملة كون الأشياء بعضها على بعض , ومنه تكدست الدواب في سيرها إذا ركب بعضها بعضا . ‏

‏قوله صلى الله عليه وسلم : ( فوالذي نفسي بيده ما من أحد منكم بأشد مناشدة في استقصاء الحق من المؤمنين لله تعالى يوم القيامة لإخوانهم الذين في النار ) ‏
‏اعلم أن هذه اللفظة ضبطت على أوجه , أحدها : ( استيضاء ) بتاء مثناة من فوق ثم ياء مثناة من تحت ثم ضاد معجمة , والثاني : ( استضاء ) بحذف المثناة من تحت , والثالث : ( استيفاء ) بإثبات المثناة من تحت وبالفاء بدل الضاد , والرابع : ( استقصاء ) بمثناة من فوق ثم قاف ثم صاد مهملة . فالأول موجود في كثير من الأصول ببلادنا , والثاني هو الموجود في أكثرها , وهو الموجود في الجمع بين الصحيحين للحميدي , والثالث في بعضها , وهو الموجود في الجمع بين الصحيحين لعبد الحق الحافظ , والرابع في بعضها , ولم يذكر القاضي عياض غيره , وادعى اتفاق الرواة وجميع النسخ عليه , وادعى أنه تصحيف ووهم وفيه تغيير , وأن صوابه ما وقع في كتاب البخاري من رواية ابن كثير ( بأشد مناشدة في استقصاء الحق يعني في الدنيا من المؤمنين لله يوم القيامة لإخوانهم ) , وبه يتم الكلام ويتوجه . هذا آخر كلام القاضي - رحمه الله - , وليس الأمر على ما قاله ; بل جميع الروايات التي ذكرناها صحيحة لكل منها معنى حسن . وقد جاء في رواية يحيى بن بكير عن الليث ( فما أنتم بأشد مناشدة في الحق قد تبين لكم من المؤمنين يومئذ للجبار تعالى وتقدس إذا رأوا أنهم قد نجوا في إخوانهم ) , وهذه الرواية التي ذكرها الليث توضح المعنى فمعنى الرواية الأولى والثانية : أنكم إذا عرض لكم في الدنيا أمر مهم والتبس الحال فيه وسألتم الله تعالى بيانه وناشدتموه في استيضائه وبالغتم فيها لا تكون مناشدة أحدكم مناشدة بأشد من مناشدة المؤمنين لله تعالى في الشفاعة لإخوانهم , وأما الرواية الثالثة والرابعة فمعناهما أيضا : ما منكم من أحد يناشد الله تعالى في الدنيا في استيفاء حقه أو استقصائه وتحصيله من خصمه والمتعدي عليه بأشد من مناشدة المؤمنين الله تعالى في الشفاعة لإخوانهم يوم القيامة . والله أعلم .

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نسمة الإسلام
نــائب المديــــر
نسمة الإسلام


انثى
الاسد

الفأر
عدد الرسائل : 1266
العمر : 39
العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج
تاريخ التسجيل : 21/11/2009

موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض   موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Icon_minitimeالسبت نوفمبر 21, 2009 2:14 pm

قوله سبحانه وتعالى : ( من وجدتم في قلبه مثقال دينار من خير ونصف مثقال من خير ومثقال ذرة ) ‏
‏قال القاضي عياض - رحمه الله - : قيل : معنى الخير هنا اليقين , قال : والصحيح أن معناه شيء زائد على مجرد الإيمان لأن مجرد الإيمان الذي هو التصديق لا يتجزأ , وإنما يكون هذا التجزؤ لشيء زائد عليه من عمل صالح أو ذكر خفي أو عمل من أعمال القلب من شفقة على مسكين أو خوف من الله تعالى ونية صادقة , ويدل عليه قوله في الرواية الأخرى في الكتاب : ( يخرج من النار من قال : لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن كذا , ومثله الرواية الأخرى : ( يقول الله تعالى : شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون ولم يبق إلا أرحم الراحمين فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط ) وفي الحديث الآخر ( لأخرجن من قال لا إله إلا الله ) . قال القاضي - رحمه الله - : فهؤلاء هم الذين معهم مجرد الإيمان وهم الذين لم يؤذن في الشفاعة فيهم , وإنما دلت الآثار على أنه أذن لمن عنده شيء زائد على مجرد الإيمان , وجعل للشافعين من الملائكة والنبيين صلوات الله وسلامه عليهم دليلا عليه , وتفرد الله عز وجل بعلم ما تكنه القلوب والرحمة لمن ليس عنده إلا مجرد الإيمان , وضرب بمثقال الذرة المثل لأقل الخير فإنها أقل المقادير . قال القاضي : وقوله تعالى : ( من كان في قلبه ذرة وكذا ) دليل على أنه لا ينفع من العمل إلا ما حضر له القلب وصحبته نية , وفيه دليل على زيادة الإيمان ونقصانه وهو مذهب أهل السنة . هذا آخر كلام القاضي - رحمه الله - . والله أعلم . ‏

‏قوله صلى الله عليه وسلم : ( ثم يقولون ربنا لم نذر فيها خيرا ) ‏
‏هكذا هو ( خيرا ) بإسكان الياء أي : صاحب خير . ‏

‏قوله سبحانه وتعالى : ( شفعت الملائكة ) ‏
ر الفاء الذي يقبل الشفاعة , والمشفع بفتحها الذي تقبل شفاعته . ‏

‏قوله صلى الله عليه وسلم : ( فيقبض قبضة من النار ) ‏
‏معناه يجمع جماعة . ‏

‏قوله صلى الله عليه وسلم : ( فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط قد عادوا حمما ) ‏
‏معنى عادوا : صاروا وليس بلازم في عاد أن يصير إلى حالة كان عليها قيل ذلك بل معناه : صار . ‏
‏وأما ( الحمم ) بضم الحاء وفتح الميم الأولى المخففة وهو الفحم , الواحدة حممة . والله أعلم .

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نسمة الإسلام
نــائب المديــــر
نسمة الإسلام


انثى
الاسد

الفأر
عدد الرسائل : 1266
العمر : 39
العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج
تاريخ التسجيل : 21/11/2009

موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض   موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Icon_minitimeالسبت نوفمبر 21, 2009 2:15 pm

قوله صلى الله عليه وسلم : ( فيلقيهم في نهر في أفواه الجنة ) ‏
‏أما ( النهر ) ففيه لغتان معروفتان فتح الهاء وإسكانها والفتح أجود , وبه جاء القرآن العزيز . ‏
‏وأما ( الأفواه ) فجمع فوهة بضم الفاء وتشديد الواو المفتوحة وهو جمع سمع من العرب على غير قياس , وأفواه الأزقة والأنهار أوائلها . قال صاحب المطالع كأن المراد في الحديث مفتتح من مسالك قصور الجنة ومنازلها . ‏

‏قوله صلى الله عليه وسلم : ( ما يكون إلى الشمس أصيفر وأخيضر وما يكون منها إلى الظل يكون أبيض ) ‏
‏أما ( يكون ) في الموضعين الأولين فتامة ليس لها خبر معناها ما يقع , وأصيفر وأخيضر مرفوعان , وأما يكون أبيض ( فيكون ) فيه ناقصة وأبيض منصوب وهو خبرها . ‏

‏قوله صلى الله عليه وسلم : ( فيخرجون كاللؤلؤ في رقابهم الخواتم ) ‏
رها , ويقال أيضا : خيتام وخاتام . قال صاحب التحرير : المراد بالخواتم هنا أشياء من ذهب أو غير ذلك تعلق في أعناقهم علامة يعرفون بها , قال : معناه تشبيه صفائهم وتلألئهم باللؤلؤ . والله أعلم . ‏

‏قوله صلى الله عليه وسلم : ( يعرفهم أهل الجنة هؤلاء عتقاء الله ) ‏
‏أي يقولون : هؤلاء عتقاء الله . ‏

‏قوله : ( قرأت على عيسى بن حماد زغبة ) ‏
‏هو بضم الزاي وإسكان الغين المعجمة وبعدها باء موحدة وهو لقب لحماد والد عيسى , ذكره أبو علي الغساني الجياني . ‏

‏قوله : ( وزاد بعد قوله بغير عمل عملوه ولا قدم قدموه ) ‏
‏هذا مما قد يسأل عنه فيقال : لم يتقدم في الرواية الأولى ذكره ( القدم ) وإنما تقدم ( ولا خير قدموه ) وإذا كان كذلك لم يكن لمسلم أن يقول : زاد بعد قوله : ( ولا قدم ) إذ لم يجر للقدم ذكر , وجوابه : أن هذه الرواية التي فيها الزيادة وقع فيها : ( ولا قدم ) بدل قوله في الأولى ( خير ) ووقع فيها الزيادة فأراد مسلم - رحمه الله - بيان الزيادة , ولم يمكنه أن يقول زاد بعد قوله : ولا خير قدموه ; إذ لم يجر له ذكر في هذه الرواية فقال : زاد بعد قوله ولا قدم قدموه أي زاد بعد قوله في روايته ولا قدم قدموه . واعلم أيها المخاطب أن هذا لفظه في روايته وأن زيادته بعد هذا . والله أعلم . ‏
‏والقدم هنا بفتح القاف والدال ومعناه الخير كما في الرواية الأخرى . والله أعلم . ‏

‏قوله : ( وليس في حديث الليث فيقولون : ربنا أعطيتنا ما لم تعط أحدا من العالمين وما بعده فأقر به عيسى بن حماد ) ‏
‏أما قوله : ( وما بعده ) فمعطوف على فيقولون ربنا , أي : ليس فيه فيقولون ربنا ولا ما بعده . وأما قوله ( فأقر به عيسى ) فمعناه أقر بقول له أولا أخبركم الليث بن سعد إلى آخره . والله أعلم . ‏

‏قوله : ( وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا جعفر بن عون حدثنا هشام بن سعد حدثنا زيد بن أسلم بإسنادهما نحو حديث حفص بن ميسرة ) ‏
‏فقوله ( بإسنادهما ) يعني بإسناد ميسرة وإسناد سعيد بن أبي هلال الراويين في الطريقين المتقدمين عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه , ومراد مسلم - رحمه الله - أن زيد بن أسلم رواه عن عطاء عن أبي سعيد الخدري , ورواه عن زيد بهذا الإسناد ثلاثة من أصحابه حفص بن ميسرة وسعيد بن أبي هلال وهشام بن سعد , فأما روايتا حفص وسعيد فتقدمتا مبينتين في الكتاب , وأما رواية هشام فهي من حيث الإسناد بإسنادهما ومن حيث المتن نحو حديث حفص . والله عز وجل أعلم . ‏

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نسمة الإسلام
نــائب المديــــر
نسمة الإسلام


انثى
الاسد

الفأر
عدد الرسائل : 1266
العمر : 39
العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج
تاريخ التسجيل : 21/11/2009

موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض   موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Icon_minitimeالسبت نوفمبر 21, 2009 2:16 pm

حدثني ‏ ‏هارون بن سعيد الأيلي ‏ ‏حدثنا ‏ ‏ابن وهب ‏ ‏قال أخبرني ‏ ‏مالك بن أنس ‏ ‏عن ‏ ‏عمرو بن يحيى بن عمارة ‏ ‏قال حدثني ‏ ‏أبي ‏ ‏عن ‏ ‏أبي سعيد الخدري ‏
‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏يدخل الله أهل الجنة الجنة يدخل من يشاء برحمته ويدخل أهل النار النار ثم يقول انظروا من وجدتم في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجوه فيخرجون منها حمما قد ‏ ‏امتحشوا ‏ ‏فيلقون في نهر الحياة ‏ ‏أو الحيا ‏ ‏فينبتون فيه كما تنبت الحبة إلى جانب السيل ألم تروها كيف تخرج صفراء ملتوية ‏
‏و حدثنا ‏ ‏أبو بكر بن أبي شيبة ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عفان ‏ ‏حدثنا ‏ ‏وهيب ‏ ‏ح ‏ ‏و حدثنا ‏ ‏حجاج بن الشاعر ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عمرو بن عون ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏خالد ‏ ‏كلاهما ‏ ‏عن ‏ ‏عمرو بن يحيى ‏ ‏بهذا الإسناد ‏ ‏وقالا ‏ ‏فيلقون في نهر يقال له الحياة ولم يشكا وفي حديث ‏ ‏خالد ‏ ‏كما تنبت ‏ ‏الغثاءة ‏ ‏في جانب السيل ‏ ‏وفي حديث ‏ ‏وهيب ‏ ‏كما تنبت الحبة في ‏ ‏حمئة ‏ ‏أو ‏ ‏حميلة ‏ ‏السيل ‏


صحيح مسلم بشرح النووي


‏قوله صلى الله عليه وسلم : ( فيخرجون منها حمما قد امتحشوا فيلقون في نهر الحياة أو الحيا فينبتون فيه كما تنبت الحبة ) ‏
‏أما الحمم فتقدم بيانه في الباب السابق وهو بضم الحاء وفتح الميم المخففة وهو الفحم , وقد تقدم فيه بيان الحبة والنهر وبيان امتحشوا وأنه بفتح التاء على المختار , وقيل بضمها ومعناه : احترقوا . وقوله : ( الحياة أو الحيا ) هكذا وقع هنا وفي البخاري من رواية مالك وقد صرح البخاري في أول صحيحه بأن هذا الشك من مالك وروايات غيره ( الحياة ) بالتاء من غير شك , ثم إن ( الحيا ) هنا مقصور وهو المطر , سمي حيا لأنه تحيا به الأرض , ولذلك هذا الماء يحيا به هؤلاء المحترقون وتحدث فيهم النضارة كما يحدث ذلك المطر في الأرض . والله أعلم . ‏

‏قوله : ( كما تنبت الغثاء ) ‏
‏هو بضم الغين المعجمة وبالثاء المثلثة المخففة وبالمد وآخره هاء , وهو : كل ما جاء به السيل , وقيل المراد ما احتمله السيل من البذور , وجاء في غير مسلم كما تنبت الحبة في غثاء السيل بحذف الهاء من آخره وهو ما احتمله السيل من الزبد والعيدان ونحوهما من الأقذاء . والله أعلم . ‏

‏قوله : ( وفي حديث وهيب كما تنبت الحبة في حمئة أو حميلة السيل ) ‏
ر الميم وبعدها همزة وهي الطين الأسود الذي يكون في أطراف النهر . وأما الثاني : فهو ( حميلة ) وهي واحدة الحميل المذكور في الروايات الأخرى بمعنى المحمول وهو الغثاء الذي يحتمله السيل . والله أعلم .

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نسمة الإسلام
نــائب المديــــر
نسمة الإسلام


انثى
الاسد

الفأر
عدد الرسائل : 1266
العمر : 39
العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج
تاريخ التسجيل : 21/11/2009

موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض   موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Icon_minitimeالسبت نوفمبر 21, 2009 2:17 pm

حدثنا ‏ ‏عثمان بن أبي شيبة ‏ ‏وإسحق بن إبراهيم الحنظلي ‏ ‏كلاهما ‏ ‏عن ‏ ‏جرير ‏ ‏قال ‏ ‏عثمان ‏ ‏حدثنا ‏ ‏جرير ‏ ‏عن ‏ ‏منصور ‏ ‏عن ‏ ‏إبراهيم ‏ ‏عن ‏ ‏عبيدة ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الله بن مسعود ‏ ‏قال ‏
‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إني لأعلم آخر أهل النار خروجا منها وآخر أهل الجنة دخولا الجنة رجل يخرج من النار حبوا فيقول الله تبارك وتعالى له اذهب فادخل الجنة فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى فيرجع فيقول يا رب وجدتها ملأى فيقول الله تبارك وتعالى له اذهب فادخل الجنة قال فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى فيرجع فيقول يا رب وجدتها ملأى فيقول الله له اذهب فادخل الجنة فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها ‏ ‏أو إن لك عشرة أمثال الدنيا ‏ ‏قال فيقول أتسخر بي ‏ ‏أو أتضحك بي ‏ ‏وأنت الملك قال لقد رأيت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ضحك حتى بدت ‏ ‏نواجذه ‏ ‏قال فكان يقال ذاك أدنى أهل الجنة منزلة

صحيح مسلم بشرح النووي


‏قوله : ( حدثنا عثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي كليهما ) ‏
‏هكذا وقع في معظم الأصول كليهما بالياء , ووقع في بعضها كلاهما بالألف مصلحا وقد قدمت في الفصول التي في أول الكتاب بيان جوازه بالياء . ‏

‏قوله عن عبيدة ) ‏
‏هو بفتح العين وهو عبيدة السلماني . ‏

‏قوله صلى الله عليه وسلم : ( رجل يخرج من النار حبوا ) ‏
‏وفي الرواية الأخرى : ( زحفا ) , قال أهل اللغة الحبو : المشي على اليدين والرجلين , وربما قالوا : على اليدين والركبتين , وربما قالوا : على يديه ومقعدته . وأما الزحف : فقال ابن دريد وغيره : هو المشي على الاست مع إفراشه بصدره , فحصل من هذا أنه الحبو الزحف متماثلان أو متقاربان ولو ثبت اختلافهما حمل على أنه في حال يزحف , وفي حال يحبو . والله أعلم . ‏

‏قوله صلى الله عليه وسلم : ( فيقول الله تعالى له اذهب فادخل الجنة فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها ) ‏
‏وفي الرواية الأخرى : ( لك الذي تمنيت وعشرة أضعاف الدنيا ) هاتان الروايتان بمعنى واحد , وإحداهما تفسير الأخرى , فالمراد بالأضعاف الأمثال فإن المختار عند أهل اللغة أن الضعف المثل . ‏

‏قوله : ( أتسخر بي أو تضحك بي وأنت الملك ؟ ) ‏
‏هذا شك من الراوي هل قال : أتسخر بي , أو قال : أتضحك بي , فإن كان الواقع في نفس الأمر أتضحك بي ؟ فمعناه : أتسخر بي ; لأن الساخر في العادة يضحك ممن يسخر به , فوضع الضحك موضع السخرية مجازا وأما معنى ( أتسخر بي ) ؟ هنا ففيه أقوال : ‏
‏أحدها : قاله المازري أنه خرج على المقابلة الموجودة في معنى الحديث دون لفظه ; لأنه عاهد الله مرارا ألا يسأله غير ما سأل ثم غدر فحل غدره محل الاستهزاء والسخرية , فقدر الرجل أن قول الله تعالى له : ادخل الجنة , وتردده إليها وتخييل كونها مملوءة ضرب من الإطماع له والسخرية به جزاء لما تقدم من غدره وعقوبة له , فسمي الجزاء على السخرية سخرية , فقال أتسخر بي أي : تعاقبني بالإطماع . ‏
‏والقول الثاني : قاله أبو بكر الصوفي إن معناه : نفي السخرية التي لا تجوز على الله تعالى كأنه قال : أعلم أنك لا تهزأ بي لأنك رب العالمين , وما أعطيتني من جزيل العطاء وأضعاف مثل الدنيا حق , ولكن العجب أنك أعطيتني هذا وأنا غير أهل له , قال : والهمزة في أتسخر بي همزة نفي , قال : وهذا كلام منبسط متدلل . ‏
‏والقول الثالث : قاله القاضي عياض : أن يكون هذا الكلام صدر من هذا الرجل وهو غير ضابط لما قاله لما ناله من السرور ببلوغ ما لم يخطر بباله , فلم يضبط لسانه دهشا وفرحا فقاله وهو لا يعتقد حقيقة معناه , وجرى على عادته في الدنيا في مخاطبة المخلوق , وهذا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الرجل الآخر : أنه لم يضبط نفسه من الفرح فقال : أنت عبدي وأنا ربك . والله أعلم . ‏
‏واعلم أنه وقع في الروايات ( أتسخر بي ) وهو صحيح يقال : سخرت منه وسخرت به , والأول هو الأفصح الأشهر , وبه جاء القرآن . والثاني فصيح أيضا وقد قال بعض العلماء : إنه إنما جاء بالياء لإرادة معناه كأنه قال : أتهزأ بي . والله أعلم . ‏

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نسمة الإسلام
نــائب المديــــر
نسمة الإسلام


انثى
الاسد

الفأر
عدد الرسائل : 1266
العمر : 39
العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج
تاريخ التسجيل : 21/11/2009

موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض   موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Icon_minitimeالسبت نوفمبر 21, 2009 2:18 pm

حدثنا ‏ ‏أبو بكر بن أبي شيبة ‏ ‏وأبو كريب ‏ ‏واللفظ ‏ ‏لأبي كريب ‏ ‏قالا حدثنا ‏ ‏أبو معاوية ‏ ‏عن ‏ ‏الأعمش ‏ ‏عن ‏ ‏إبراهيم ‏ ‏عن ‏ ‏عبيدة ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الله ‏ ‏قال ‏
‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إني لأعرف آخر أهل النار خروجا من النار رجل يخرج منها زحفا فيقال له انطلق فادخل الجنة قال فيذهب فيدخل الجنة فيجد الناس قد أخذوا المنازل فيقال له أتذكر الزمان الذي كنت فيه فيقول نعم فيقال له تمن فيتمنى فيقال له لك الذي تمنيت وعشرة أضعاف الدنيا قال فيقول أتسخر بي وأنت الملك قال فلقد رأيت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ضحك حتى بدت ‏ ‏نواجذه ‏


صحيح مسلم بشرح النووي


‏قوله : ( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه ) ‏
‏هو بالجيم والذال المعجمة . قال أبو العباس ثعلب وجماهير العلماء من أهل اللغة وغريب الحديث وغيرهم المراد بالنواجذ هنا الأنياب , وقيل : المراد هنا الضواحك , وقيل : المراد بها الأضراس , وهذا هو الأشهر في إطلاق النواجذ في اللغة , ولكن الصواب عند الجماهير ما قدمناه , وفي هذا : جواز الضحك , وأنه ليس بمكروه في بعض المواطن , ولا بمسقط للمروءة إذا لم يجاوز به الحد المعتاد من أمثاله في مثل تلك الحال . والله أعلم . ‏

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نسمة الإسلام
نــائب المديــــر
نسمة الإسلام


انثى
الاسد

الفأر
عدد الرسائل : 1266
العمر : 39
العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج
تاريخ التسجيل : 21/11/2009

موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض   موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Icon_minitimeالسبت نوفمبر 21, 2009 2:20 pm

حدثنا ‏ ‏أبو بكر بن أبي شيبة ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عفان بن مسلم ‏ ‏حدثنا ‏ ‏حماد بن سلمة ‏ ‏حدثنا ‏ ‏ثابت ‏ ‏عن ‏ ‏أنس ‏ ‏عن ‏ ‏ابن مسعود ‏
‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏آخر من يدخل الجنة رجل فهو يمشي مرة ‏ ‏ويكبو ‏ ‏مرة وتسفعه النار مرة فإذا ما جاوزها التفت إليها فقال تبارك الذي نجاني منك لقد أعطاني الله شيئا ما أعطاه أحدا من الأولين والآخرين فترفع له شجرة فيقول أي رب أدنني من هذه الشجرة فلأستظل بظلها وأشرب من مائها فيقول الله عز وجل يا ابن ‏ ‏آدم ‏ ‏لعلي إن أعطيتكها سألتني غيرها فيقول لا يا رب ويعاهده أن لا يسأله غيرها وربه يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليه ‏ ‏فيدنيه ‏ ‏منها فيستظل بظلها ويشرب من مائها ثم ترفع له شجرة هي أحسن من الأولى فيقول أي رب أدنني من هذه لأشرب من مائها وأستظل بظلها لا أسألك غيرها فيقول يا ابن ‏ ‏آدم ‏ ‏ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها فيقول لعلي إن أدنيتك منها تسألني غيرها فيعاهده أن لا يسأله غيرها وربه يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليه ‏ ‏فيدنيه منها فيستظل بظلها ويشرب من مائها ثم ترفع له شجرة عند باب الجنة هي أحسن من الأوليين فيقول أي رب أدنني من هذه لأستظل بظلها وأشرب من مائها لا أسألك غيرها فيقول يا ابن ‏ ‏آدم ‏ ‏ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها قال بلى يا رب هذه لا أسألك غيرها وربه يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليها ‏ ‏فيدنيه منها فإذا أدناه منها فيسمع أصوات أهل الجنة فيقول أي رب أدخلنيها فيقول يا ابن ‏ ‏آدم ‏ ‏ما ‏ ‏يصريني منك ‏ ‏أيرضيك أن أعطيك الدنيا ومثلها معها قال يا رب أتستهزئ مني وأنت رب العالمين ‏ ‏فضحك ‏ ‏ابن مسعود ‏ ‏فقال ألا تسألوني مم أضحك فقالوا مم تضحك قال هكذا ضحك رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقالوا مم تضحك يا رسول الله قال من ضحك رب العالمين حين قال أتستهزئ مني وأنت رب العالمين فيقول إني لا أستهزئ منك ولكني على ما أشاء قادر ‏

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نسمة الإسلام
نــائب المديــــر
نسمة الإسلام


انثى
الاسد

الفأر
عدد الرسائل : 1266
العمر : 39
العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج
تاريخ التسجيل : 21/11/2009

موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض   موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Icon_minitimeالسبت نوفمبر 21, 2009 2:21 pm

صحيح مسلم بشرح النووي


‏وأما قوله صلى الله عليه وسلم في الأخرى في الكتاب : ( فيقول الله تعالى : أيرضيك أن أعطيك الدنيا ومثلها معها ) ‏
‏وفي الرواية الأخرى : ( أترضى أن يكون لك مثل ملك ملك من ملوك الدنيا ؟ فيقول : رضيت رب , فيقول لك ذلك ومثله ومثله ومثله ومثله ومثله , فقال في الخامسة : رضيت رب , فيقول : هذا لك وعشرة أمثاله ) فهاتان الروايتان لا تخالفان الأوليين , فإن المراد بالأولى من هاتين أن يقال له أولا : لك الدنيا ومثلها ثم يزاد إلى تمام عشرة أمثاها كما بينه في الرواية الأخيرة , وأما الأخيرة فالمراد بها أن أحد ملوك الدنيا لا ينتهي ملكه إلى جميع الأرض بل يملك بعضا منها ثم من يكثر البعض الذي يملكه ومنهم من يقل بعضه فيعطي هذا الرجل مثل أحد ملوك الدنيا خمس مرات , وذلك كله قدر الدنيا كلها , ثم يقال له : لك عشرة أمثال هذا فيعود معنى هذه الرواية إلى موافقة الروايات المتقدمة ولله الحمد . وهو أعلم . ‏

‏قوله صلى الله عليه وسلم : ( آخر من يدخل الجنة رجل فهو يمشي مرة ويكبو مرة وتسفعه النار مرة ) ‏
‏أما ( يكبو ) فمعناه : يسقط على وجهه . وأما ( تسفعه ) فهو بفتح التاء وإسكان السين المهملة وفتح الفاء ومعناه : تضرب وجهه وتسوده وتؤثر فيه أثرا . ‏

‏قوله صلى الله عليه وسلم : ( لأنه يرى ما لا صبر له عليه ) ‏
‏, كذا هو في الأصول في المرتين الأوليين . وأما الثالثة : فوقع في أكثر الأصول ( ما لا صبر له عليها ) , وفي بعضها ( عليه ) , وكلاهما صحيح ومعنى ( عليها ) : أي : نعمة لا صبر له عليها أي : عنها . ‏

‏قوله عز وجل : ( يا ابن آدم ما يصريني منك ) ‏
‏هو بفتح الياء وإسكان الصاد المهملة ومعناه يقطع مسألتك مني . قال أهل اللغة : ( الصري ) بفتح الصاد وإسكان الراء هو القطع وروي في غير مسلم ( ما يصريك مني ) , قال إبراهيم الحربي : هو الصواب , وأنكر الرواية التي في صحيح مسلم وغيره ( ما يصريني منك ) , وليس هو كما قال بل كلاهما صحيح ; فإن السائل متى انقطع من المسئول انقطع المسئول منه , والمعنى : أي شيء يرضيك ويقطع السؤال بيني وبينك . والله أعلم . ‏

‏قوله : ( قالوا : مم تضحك يا رسول الله ؟ قال : من ضحك رب العالمين ) ‏
‏قد قدمنا معنى الضحك من الله تعالى وهو الرضى والرحمة وإرادة الخير لمن يشاء رحمته من عباده . والله أعلم . ‏

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نسمة الإسلام
نــائب المديــــر
نسمة الإسلام


انثى
الاسد

الفأر
عدد الرسائل : 1266
العمر : 39
العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج
تاريخ التسجيل : 21/11/2009

موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض   موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Icon_minitimeالسبت نوفمبر 21, 2009 2:22 pm

حدثنا ‏ ‏أبو بكر بن أبي شيبة ‏ ‏حدثنا ‏ ‏يحيى بن أبي بكير ‏ ‏حدثنا ‏ ‏زهير بن محمد ‏ ‏عن ‏ ‏سهيل بن أبي صالح ‏ ‏عن ‏ ‏النعمان بن أبي عياش ‏ ‏عن ‏ ‏أبي سعيد الخدري ‏
‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏إن أدنى أهل الجنة منزلة رجل صرف الله وجهه عن النار قبل الجنة ومثل له شجرة ذات ظل فقال أي رب قدمني إلى هذه الشجرة أكون في ظلها ‏ ‏وساق الحديث بنحو حديث ‏ ‏ابن مسعود ‏ ‏ولم يذكر فيقول يا ابن ‏ ‏آدم ‏ ‏ما ‏ ‏يصريني منك إلى آخر الحديث وزاد فيه ويذكره الله سل كذا وكذا فإذا انقطعت به الأماني قال الله هو لك وعشرة أمثاله قال ‏ ‏ثم يدخل بيته فتدخل عليه زوجتاه من الحور العين فتقولان الحمد لله الذي أحياك لنا وأحيانا لك قال فيقول ما أعطي أحد مثل ما أعطيت ‏


صحيح مسلم بشرح النووي


قوله : ‏
‏( عن النعمان بن أبي عياش ) ‏
‏هو بالشين المعجمة وهو أبو عياش الزرقي الأنصاري الصحابي المعروف , في اسمه خلاف مشهور قيل : زيد بن الصامت , وقيل : زيد بن النعمان , وقيل : عبيد , وقيل : عبد الرحمن . ‏

‏قوله صلى الله عليه وسلم : ( فتدخل عليه زوجتاه من الحور العين فتقولان : الحمد لله الذي أحياك لنا وأحيانا لك ) ‏
‏هكذا ثبت في الروايات والأصول ( زوجتاه ) بالتاء تثنية زوجة بالهاء , وهي لغة صحيحة معروفة , وفيها أبيات كثيرة من شعر العرب , وذكرها ابن السكيت وجماعات من أهل اللغة . وقوله صلى الله عليه وسلم : ( فتقولان ) هو بالتاء المثناة من فوق وإنما ضبطت هذا وإن كان ظاهرا لكونه مما يغلط فيه بعض من لا يميز فيقوله بالمثناة من تحت , وذلك لحن لا شك فيه قال الله تعالى : { إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا } وقال تعالى : { ووجد من دونهم امرأتين تذودان } وقال الله تعالى : { إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا } وقال تعالى : { فيهما عينان تجريان } . ‏

‏وأما قولهما : ( الحمد لله الذي أحياك لنا وأحيانا لك ) ‏
‏فمعناه : الذي خلقك لنا وخلقنا لك وجمع بيننا في هذه الدار الدائمة السرور والله أعلم .

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نسمة الإسلام
نــائب المديــــر
نسمة الإسلام


انثى
الاسد

الفأر
عدد الرسائل : 1266
العمر : 39
العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج
تاريخ التسجيل : 21/11/2009

موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض   موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Icon_minitimeالسبت نوفمبر 21, 2009 2:23 pm

حدثنا ‏ ‏سعيد بن عمرو الأشعثي ‏ ‏حدثنا ‏ ‏سفيان بن عيينة ‏ ‏عن ‏ ‏مطرف ‏ ‏وابن أبجر ‏ ‏عن ‏ ‏الشعبي ‏ ‏قال سمعت ‏ ‏المغيرة بن شعبة ‏ ‏رواية ‏ ‏إن شاء الله ‏ ‏ح ‏ ‏و حدثنا ‏ ‏ابن أبي عمر ‏ ‏حدثنا ‏ ‏سفيان ‏ ‏حدثنا ‏ ‏مطرف بن طريف ‏ ‏وعبد الملك بن سعيد ‏ ‏سمعا ‏ ‏الشعبي ‏ ‏يخبر عن ‏ ‏المغيرة بن شعبة ‏ ‏قال سمعته ‏ ‏على المنبر يرفعه إلى رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏و حدثني ‏ ‏بشر بن الحكم ‏ ‏واللفظ له ‏ ‏حدثنا ‏ ‏سفيان بن عيينة ‏ ‏حدثنا ‏ ‏مطرف ‏ ‏وابن أبجر ‏ ‏سمعا ‏ ‏الشعبي ‏ ‏يقول سمعت ‏ ‏المغيرة بن شعبة ‏ ‏يخبر به الناس على المنبر قال ‏ ‏سفيان ‏ ‏رفعه أحدهما أراه ‏ ‏ابن أبجر ‏ ‏قال ‏
‏سأل ‏ ‏موسى ‏ ‏ربه ‏ ‏ما أدنى أهل الجنة منزلة قال هو رجل يجيء بعد ما أدخل أهل الجنة الجنة فيقال له ادخل الجنة فيقول أي رب كيف وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا ‏ ‏أخذاتهم ‏ ‏فيقال له ‏ ‏أترضى أن يكون لك مثل ملك ملك من ملوك الدنيا فيقول رضيت رب فيقول لك ذلك ومثله ومثله ومثله ومثله فقال في الخامسة رضيت رب فيقول هذا لك وعشرة أمثاله ولك ما اشتهت نفسك ولذت عينك فيقول رضيت رب قال رب فأعلاهم منزلة قال أولئك الذين ‏ ‏أردت ‏ ‏غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها فلم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر قال ومصداقه في كتاب الله عز وجل ‏
‏فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين ‏
‏الآية ‏
‏حدثنا ‏ ‏أبو كريب ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبيد الله الأشجعي ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الملك بن أبجر ‏ ‏قال سمعت ‏ ‏الشعبي ‏ ‏يقول سمعت ‏ ‏المغيرة بن شعبة ‏ ‏يقولا ‏ ‏على المنبر إن ‏ ‏موسى ‏ ‏عليه السلام ‏ ‏سأل الله عز وجل عن ‏ ‏أخس ‏ ‏أهل الجنة منها حظا ‏ ‏وساق الحديث

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نسمة الإسلام
نــائب المديــــر
نسمة الإسلام


انثى
الاسد

الفأر
عدد الرسائل : 1266
العمر : 39
العمل : القراءة - الخيل - الشطرنج
تاريخ التسجيل : 21/11/2009

موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض   موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض Icon_minitimeالسبت نوفمبر 21, 2009 2:24 pm

صحيح مسلم بشرح النووي


قوله : ‏
‏( حدثنا سعيد بن عمرو الأشعثي ) ‏
‏هو بالثاء المثلثة بعد العين المهملة منسوب إلى جده الأشعث وقد تقدم بيانه . ‏

‏قوله : ( عن ابن أبجر ) ‏
‏هو بفتح الهمزة وإسكان الباء الموحدة وفتح الجيم , واسمه : عبد الملك بن سعيد بن حيان بن أبجر , وهو تابعي سمع أبا الطفيل عامر بن واثلة , وقد سماه مسلم في الطريق الثاني فقال : عبد الملك بن سعيد . ‏

‏قوله : ( عن مطرف وابن أبجر عن الشعبي قال : سمعت المغيرة بن شعبة رواية إن شاء الله تعالى ) ‏
‏وفي الرواية الأخرى ( سمعت على المنبر يرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ) وفي الرواية الأخرى ( عن سفيان عن مطرف وابن أبجر عن الشعبي عن المغيرة قال سفيان : رفعه أحدهما أراه ابن أبجر قال : سأل موسى صلى الله عليه وسلم ربه سبحانه وتعالى ما أدنى أهل الجنة منزلة ) اعلم أنه قد تقدم في الفصول التي في أول الكتاب أن قولهم : رواية أو يرفعه أو ينميه أو يبلغ به , كلها ألفاظ موضوعة عند أهل العلم لإضافة الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لا خلاف في ذلك بين أهل العلم . فقوله : ( رواية ) معناه : قال : قال رسول صلى الله عليه وسلم وقد بينه هنا في الرواية الثانية . وأما قوله : ( رواية إن شاء الله ) فلا يضره هذا الشك والاستثناء لأنه جزم به في الروايات الباقية . ‏

‏أما قوله في الرواية الأخيرة : ( رفعه أحدهما ) ‏
‏فمعناه : أن أحدهما رفعه وأضافه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والآخر وقفه على المغيرة فقال : عن المغيرة قال : سأل موسى صلى الله عليه وسلم : والضمير في ( أحدهما ) يعود على مطرف وابن أبجر شيخي سفيان فقال أحدهما : عن الشعبي عن المغيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : سأل موسى صلى الله عليه وسلم , وقال الآخر : عن الشعبي عن المغيرة قال : سأل موسى , ثم إنه يحصل من هذا أن الحديث روي مرفوعا وموقوفا وقد قدمنا في الفصول المتقدمة في أول الكتاب أن المذهب الصحيح المختار الذي عليه الفقهاء وأصحاب الأصول والمحققون من المحدثين : أن الحديث إذا روي متصلا وروي مرسلا وروي مرفوعا وروي موقوفا فالحكم للموصول والمرفوع ; لأنها زيادة ثقة وهي مقبولة عند الجماهير من أصحاب فنون العلوم , فلا يقدح اختلافهم ها هنا في رفع الحديث ووقفه لا سيما وقد رواه الأكثرون مرفوعا . والله أعلم . ‏

‏وأما قول موسى صلى الله عليه وسلم : ( ما أدنى أهل الجنة ؟ ) ‏
رها لغتان والضم أشهر . والله أعلم . ‏

‏قوله : ( كيف وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم ؟ ) ‏
ر الهمزة . ‏

‏قوله صلى الله عليه وسلم : ( فأعلاهم منزلة ؟ قال : أولئك الذين أردت غرست كرامتهم بيدي , وختمت عليها فلم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر , قال ومصداقه في كتاب الله تعالى ) ‏
‏أما ( أردت ) فبضم التاء ومعناه : اخترت واصطفيت . ‏
ر الميم ومعناه : دليله وما يصدقه . والله أعلم . ‏

‏قوله صلى الله عليه وسلم : ( إن موسى صلى الله عليه وسلم سأل الله تعالى عن أخس أهل الجنة ) ‏
‏هكذا ضبطناه بالخاء المعجمة وبعدها السين المشددة , وهكذا رواه جميع الرواة ومعناه أدناهم كما تقدم في الرواية الأخرى .

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
موسوعة الاحاديث القدسية الصحيحه مع شرح البعض
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 3انتقل الى الصفحة : 1, 2, 3  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» بعض الاحاديث التى وردت فى الصدقه مع شرحها
» موسوعة الصيدليه المنزليه
» موسوعة احكام النقض المكتوب فى الدوائر العمالية
» ~~* اكبر موسوعة للشموع ~~* للرومنســيات فقــط ~~* ذوق ونعوومة
» موسوعة احكام النقض المكتوب فى دوائر التجاري والضرائب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقـى الاحبـه لكـل الاحبـه :: *ô§*~ الـــــمـــــنـــــتـــــديـــــات الاســـــــلا مــــــيــــة ~*ô§ :: منتدى رسول الله صلى الله عليه وسلم :: قسم الاحاديث النبويه الشريفه-
انتقل الى: