بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أهمية علم العقيدة
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله ورضي الله عن صحابته والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين وبعد :
أعظم الفقه في الدين هو الفقه الأكبر
فإنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين) وإن أعظم الفقه في الدين هو الفقه الأكبر كما سماه السلف الصالح .
المقصود بالفقه الأكبر
أعني فقه العقيدة والأصول والمسلمات والثوابت التي يقوم عليها الدين .
حاجة المسلمين الآن إلى الفقه الأكبر أكثر من أي وقت آخر
لاسيما وأن المتأمل لحال المسلمين اليوم يجد أن حاجتهم إلي تثبيت الأصول إلي تثبيت العقيدة وأصول الدين حاجة ملحة بل ضرورية ؛ لأنها :
1- اختلت عند الكثيرين وجهلها كثيرون .
2- لأن العقيدة هي التي تحكم علاقة المسلم بربه عز وجل وعلاقته بالخلق على منهج سليم يرضي الله سبحانه وتعالي ويحقق السعادة في الدنيا والفلاح في الآخرة والنجاة .
3- ثم أصول الدين والمسلمات وهي العقيدة هي الرابط الأبقى والأقوى بين المسلمين في كل زمان إلي قيام الساعة .
4- كما أنها أيضا هي الرابط فيما بينهم وبين الأمم الأخرى والبشرية جمعاء .
5- وهي الرابط السليم بين عالم الشهادة وبين عالم الغيب جاءت من لدن حكيم خبير .
من هنا تأكدت ضرورة تثبيت العقيدة في قلوب المسلمين ومن هذا المنطلق تبنى هذا الملتقى الغالي تخصيص ركن في هذا الأمر من أجل الإسهام في نشر العقيدة وغرسها بين أجيال الأمة .
الواجب على أهل العلم تجاه علم العقيدة
ومن هذا المنطلق أيضا كان لابد على علماء الأمة بخاصة وطلب العلم بعامة من أن تتضافر جهودهم عبر جميع الوسائل على القيام بهذا الواجب .
تعريف العقيدة
فالعقيدة لغة : مأخوذة من العقد وهو الشد والربط بإحكام ولذلك يعني مما هو جارى على ألسنة الناس تسمية كل أمر ذي بال بأنه عقد فإجراء النكاح عقد ، إجراء البيع عقد وهكذا سائر العقود والعهود تسمي عقد مما يدل على أهميتها إذا فالعقيدة سميت عقيدة لأنها تنبني على اليقين والعقد الذي يستقر في القلب ويسلم به العقل ويحكم المشاعر والعواطف .
أما من حيث الاصطلاح : فإنَّ العقيدة لها معنيان ، معني عام يشمل كل عقيدة حق أو العقيدة الباطلة عند أهل الباطل وهي تعني اصطلاحا الإيمان واليقين الجازم لدى المعتقد أي الذي لا يتطرق إليه شك .
أما العقيدة الإسلامية : فهي تعني اليقين والتسليم والإيمان الجازم بالله عز وجل وما يجب له من التوحيد والعبادة والطاعة ثم بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر وسائر أصول الإيمان ثم أركان الإسلام قضيات الأخرى وهي كثيرة كالشفاعة والرؤية والأمور العملية أيضا التي هي من قضيات الدين كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد والحب في الله والبغض في الله ونحو ذلك مما يندرج في الواجبات حتى في العلاقات بين المسلمين كحب الصحابة رضي الله عنهم وحب السلف الصالح وحب العلماء وحب الصالحين ونحو ذلك مما هو مندرج في أصول الاعتقاد وثوابته .
وعلى هذا فإن أمور العقيدة : هي كل ما ثبت به الشرع،فسائر ما ثبت من أمور الغيب هو من أصول العقيدة ،الأخبار التي جاءت في كتاب الله وصحت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي من العقيدة.
الثوابت والمسلمات العلمية أو العملية هي أيضا داخلة في أصول الاعتقاد : ومن ذلك التزام شرع الله عز وجل في الجملة والتزام أصول الفضائل والأخلاق الحميدة ونفي ما يضادها كل هذا داخل في مسمى الأصول والقطعيات التي هي في مجموعها تسمي العقيدة .
إذا الخلاصة : أن العقيدة هي الأسس التي يقوم عليها الدين الأسس الاعتقادية والعلمية والعملية الأسس التي يقوم عليها الدين اعتقادية وعلمية وعملية وهي بمثابة الأسس للبناء ولذلك جاء وصفها في الشرع للأركان .
فأسس الإيمان تسمى أركان وهي من أسس الدين والعقيدة أركان أسس الإسلام تسمي أركان وكذلك بقية الأصول .
إذا فهذه الأسس ليست محصورة في أركان الإيمان وأركان الإسلام بل حتى أن أركان الإيمان وأركان الإسلام لها أيضا قواعد متفرعة عنها هي من قطعيات الدين وأضرب لهذا مثالا :
الإيمان بالملائكة هو مبدأ قد يقر به الكثيرون لكن قد يوجد مثلا عند بعض الجاهلين أو بعض أصحاب الشبهات أو الأهواء من ينكر ملكا من الملائكة كما كان من بعض الأمة التي كانت أو تنكرت لجبريل عليه السلام فبهذا ينتقض الإيمان مع أن الفرد قد يقول بأني أومن بالملائكة لكن إذا خل بأصل من أصل الإيمان بالملائكة اختل أصل الإيمان واختلت العقيدة .
فهكذا إذن العقيدة هي الأسس التي يقوم عليها الدين وهي الركائز الكبرى وتسمى ثوابت وتسمى مسلمات وتسمى قطعيات وتسمى أصول وغير ذلك من المعاني المرادفة التي يفهم منها أنها أي العقيدة هي أصول الدين العظمى التي ينبني عليها الدين للفرد والجماعة .
منقول