مقتطفات

يموت الفتى من عثرة في لسانه
وليس يموت المرء من عثرة الرجل
فعثرته من فيه تقضي بحتفه
وعثرته بالرجل تبرأ علي مهل

إذا ما الدهر جار علي أناس
كلالة آناخ بآخرينا
فقل للشامتين بنا أفيقوا
سيلقي الشامتون كما لقينا

لئن كنت في الدنيا بصيراً فإنما
بلاغك منها مثل زاد المسافر
إذا أبقيت الدنيا علي المرء دينه
فما فاته منها فليس بضائر

قبيح من الإنسان ينسي عيوبه
ويذكر عيباً في أخيه قد أختفى
فلو كان ذا عقل لما عاب غيره
وفيه عيوب لو رآها بها أكتفي

ولدتك يا ابن آدم أمك باكياً
والناس حولك يضحكون سرورا
فأحفظ لنفسك أن تكون إذا بكوا
في يوم موتك ضاحكاً مسرورا

ليس الجمال بأثواب تزيننا
إن الجمال جمال العلم والأدب
ليس اليتيم الذي قد مات والده
بل اليتيم يتيم العلم والحسب

تقاضاك دهرك ما أسلفا وكدر عيشك بعد الصفا
فلا تجزعن فإن الزمان رهين بتشتيت ما ألفا
ومازال قلبك مأوى السرور كثير الهوى ناعماً مترفا
ألح عليك بروعاته وأقبل يرميك مستهدفا

الناس بالناس مادام الحياء بهم
والسعد لا شك تارات وهبات
وأفضل الناس ما بين رجل
تُقضي علي يده للناس حاجات
لا تمنعن يد المعروف عن أحد
مادمت مقتدرا والعيش جنات
قد مات قوم وما ماتت مكارمهم
وعاش قوم وهم في الناس أموات

أحرص علي صون القلوب من الأذي
فرجوعها بعد التنافر يعسر
أن القلوب إذا تنافر ودها
رها لا يجبر

لا شي أعظم من جرمي سوي أملي
لحسن عفوك عن ذنبي وعن زللي
فإن يك ذا وذا في القدر قد عظما
فأنت أعظم من جرمي ومن أملي

خلقت من التراب فصرت حياً وعلمت الفصاحة في الخطاب
وعدت إلي التراب فصرت ميتاً كأنك ما برحت من التراب

كيف يتم بأسنا في أناسٍ نُصيبهم ثمَّ يؤلمنا المصاب؟

هي النفس ما حملتها تتحمل
وللدهر أيام تجور وتعدل
وعاقبة الصبر الجميل جميلة
وأفضل أخلاق الرجال تجمل

إذا كنت في الأمور معاتباً
صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه
فعش واحداً أوصل أخاك فإنه
مقارف ذنب مره ومجانبه

كنت أخي بآخاء الزمان فلما نبأ صرت حربا عوانا
وكنت أذم اليك الزمان فأصبحت فيك أذم الزمانا
وكنت أعدك للنائبات فأصبحت أطلب منك الأمانا

أما والله لو علم الأنام لما خلقوا لما غفلوا وناموا
فموت ثم بعث ثم حشر وتوبيخ وأهوال عظام
ونحن إذا نهينا أو أمرنا كأهل الكهف أكثرنا نيام

أزرع جميلاً ولو في غير موضعه ما خاب قط جميل أينما زرعا
إن الجميل وإن طال الزمان به فليس يحصده إلا الذي زرعا

بادر بخير إذا ما كنت مقتدراً
فليس في كل حين أنت مقتدر

إن صديق الحق من كان معك ومن يضر نفسه لينفعك
ومن اذا ريب الزمان صد عنك شتت فيك شمله ليجمعك

سلكت القناعة والإنفراد وقضيت دهري بماذا أتفق
رة خبز وشربة ماء وملح جريش وثوب خلق
فإن يسر الله لي عيشي وإلا قنعت بما قد رزق

ما لا يكون فلا يكون بحيلة أبداً وما هو كائن سيكون
سيكون ما هو كائن في وقته وأخو الجهالة دائماً مغبون

الا يا نفسي أن ترضي بقولي فأنت عزيزة أبداً غنية
دعي عنك المطامع والأماني فكم أمنية جلبت منية

صل وصام لأمر كان يطلبه
فلما قضى الأمر لا صلي ولا صاما

عجائبك يا رب تكتنفني، منذ أن خرجت من بطن أمي، وحتى شارفت شمسي على الغروب، وأصغرها أكبر من أن يحيط به أي عقل، أو أن يستوعبه أي خيال، أو أن ترسمه ريشة ويصفه قلم،أو أن تتلفظ به شفتان ولسان وأنا وسط هذه العجائب أقف خاشعاً مشدوداً، وذاهلاً عن نفسي. ويخيل إلي أنني العجيبة الكبر